للحضارة الإسلامية فضل كبير على الغرب والغربيين، لا ينازعها فيه إلا حاقد كاره لها. حاول الكثير طمس هذه الحقيقة عبر أزمنة عدة، دونما فائدة. والمؤلف هنا يعرض لجوانب الحضارة الإسلامية بكل مراميها، بعد أن أعياه نقد الناقمين وزيف المستشرقين، فوضع هذا الكتاب في جزأين منفصلين، أفرد الجزء الأول للرد على منكري فضل الحضارة الإسلامية على شعوب الغرب ودولهم. أما الجزء الثاني فقد خصصه للحديث عن العلوم والمذاهب الإسلامية باختلافها، وكذلك الإدارة والسياسة في الإسلام، مستعرضـاً منهج النبي محمد فيهما مروراً بالخلفاء الراشدين وصولاً لإدارة الأمويين والعباسيين، ثم المماليك والترك، فكان الكتاب في مجمله خير رد على من ينكر أثر حضارة العرب والمسلمين ونهضتهم على أوروبا.
Muhammad Kurd Ali عالم لغوي وأديب سوري (1293 - 1372 ه = 1876 - 1953 م) محمد بن عبد الرزاق بن محمد، كرد علي: رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق، ومؤسسه، وصاحب مجلة (المقتبس) والمؤلفات الكثيرة. وأحد كبار الكتاب. أصله من أكراد السليمانية (من أعمال الموصل) ومولده ووفاته في دمشق.
، تتلمذ على الشيخ طاهر الجزائري، ورحل في شبابه إلى مصر حيث حضر دروس الإمام محمد عبده، وشارك في تحرير « المقتطف » و« المؤيد »، ثم عاد إلى دمشق بعد إعلان الدستور العثماني 1908، وأصدر صحيفة « المقتبس » اليومية التي ناوأت دعاة « التتريك »، حتى كاد صاحبها يعدم فيمن أعدموا من أحرار العرب خلال الحرب العالمية 1. ثم أجبر على تولي رياسة تحرير « الشرق » التي أصدرها الجيش التركي في أثناء تلك الحرب. وعندما أنشئ « المجمع العلمي العربي » بدمشق 1919 عين رئيساً له. ومن كتبه: « خطط الشام »، و« الإسلام والحضارة العربية »، و« أمراء البيان ». وحقق عدة كتب منها: « سيرة أحمد بن طولون » للبلوي، و« تاريخ حكماء الإسلام » للبيهقي. ودون خواطره وتجارب حياته في « مذكرات ». بعد قائد حركة البعث الأدبية في الشام، لاهتمامه بإحياء التراث القديم ودراسته والإفادة من الثقافات الأوروبية، دون تفريط في أصول الثقافة العربية. وأسلوبه النثري بليغ واضح في غير تصنع ولا إفراط.
موسوعة قيمة في التاريخ والحضارة والإدارة والسياسة الإسلامية في مختلف العصور الماضية مع تحليل ونقد بناء صادر عن قامة ثقافية وعلمية كالأستاذ محمد كرد علي،، من المؤسف عدم رواج مؤلفات كهذه مبنية على أساس ومنهجية تاريخية علمية.