(تحريكاً للمشاعر المغمورة والذكريات المكبوتة لمن عاشوا في بلدة القصيعة وشموا أريجها وعشقوا نخيلها وبساتينها...) بهذه الاستهلالية قدم الأستاذ عبدالرحمن بن علي الخميس كتابه (القصيعة عراقة وإشراقة) وهو كتاب من الحجم المتوسط يقع في قرابة 300 ورقة، والذي صدر عن دار المؤلف ببيروت في طلعة بهية وإخراج رائع وأسلوب شيق وتفاصيل مثيرة وتقصٍ عميق. ولقد أوضح المؤلف في المقدمة أنه اعتمد في كتابه على أمرين، أولاً: الحقائق العلمية، وثانياً: الدراسات الاجتماعية والأدبية، وقد قسم الكتاب إلى عشرة فصول تشمل: التأسيس والتسمية والمناخ والخصائص السكانية والاقتصادية ولقاءات مع بعض الشخصيات ودراسة بعض معالم البلدة وتسليط الضوء على بعض المواقف التاريخية.
من المواضيع الهامة التي تشد القارئ ما أورده المؤلف من متفرقات رحلة الحاج سعد بن ربيعة -رحمه الله- عام 1927م حيث أدى مناسك الحج على ظهور الجمال ومر ببلدة القصيعة. كذلك قام المؤلف بجهد مشكور بدراسة الأسر التي استوطنت هذه البلدة منذ تأسيسها حتى زمن قريب وإعطاء لمحة تاريخية عن كل أسرة، ولقد طرز كتابه ببعض الصور الجميلة الملونة لآثار الماضي.
ولقد كان المؤلف أميناً في نقله للروايات التاريخية ويكفيه فخراً أنه استطاع أن يسد بعض النقص في تاريخ ومكانة بلدته ومسقط رأسه.