. يرصد هذا الكتاب أهمية الدور الذي اضطلع به النجديون المهاجرون في الاقتصاد والتجارة كما في السياسة والحرب. . تضيء هذه الصفحات، التي تجمع العمل التأريخي إلى الجهد الميداني، فصلاً مهماً من تاريخ المنطقة، فتعرِّف بقبائلها وجماعاتها ومسالك هجراتها وطرق تجارتها ومنطق أحلافها. . تسدّ هذه الصفحات ثغرة في معارفنا الأنثروبولوجية والسوسيولوجية وتكشف الكثير الغامض حتى الآن من تاريخ الخليج.
نبذة آلت نزاعات نجد وصعوبات حياتها إلى خروج أهل القسم وأهل شمّر ونزوحهم شمالاً، حيث أقاموا عند بوابة العراق الجنوبية وعُرفوا بـ «العقيلات». يرصد هذا الكتاب أهمية الدور الذي اضطلع به النجديون المهاجرون في الاقتصاد والتجارة كما في السياسة والحرب. فقد غيّر إنشاء قناة السويس نمط حياتهم إذ حوّل طرق التجارة عن الخليج إلى البحر الأحمر، كما شارك العقيلات في الحرب ضد بونابرت وفي الثورة الهاشمية، ومن بعدها معركة ميسلون.
باحث وأستاذ جامعي سوداني، اهتمّ بدراسة تاريخ منطقة الخليج. له سلسلة من الدراسات الوثائقية في مجال تاريخ الخليج والجزيرة العربية. من إصداراته : «نجديون وراء الحدود»، «صراع الأمراء»، «روايات غربية عن رحلات في شبه الجزيرة العربية» (3 أجزاء)، «قطر الحديثة»، «الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني» (3 أجزاء)، «أمراء وغزاة».
المؤلف قام يعمل توثيقي جميل، لتتبع رحلات العقيلات على مدى ٢٠٠ سنة. ناقش فيها سبب تسميتهم بالعقيلات، وشرح بداياتهم العسكرية مع المماليك العثمانيين بالعراق، ثم خطوط تجارتهم من العراق الى حلب أولًا ثم من نجد إلى الشام. الكتاب متوسع وملئ بالتفاصيل لكل ما يحيط بالعقيلات من تاريخهم وتاريخ المحيط بهم من العراق والشام ومصر، نوعًا ما. حتى أنني مللت بعض هذه التفاصيل من كثرتها. ميزة المؤلف أيضًا هي خبرته برحلات الأوروبيين بالجزيرة العربية، لذلك تجده يكثر من الاستشهاد بهم، لذكر بعض الأحداث المتعلقة بالعقيلات.
هنالك بعض الملاحظات على طبعة الكتاب، مع انها الطبعة الثانية إلا أن الكتاب مليء بالاخطاء بالتواريخ!!
عرّف المؤلف العقيلات بأنهم جماعة من حضر نجد لا تجمعهم صلة قرابة بالضرورة؛ إنما يطلق عليهم هذا اللقب ممن كان يعرف عنهم من خارج البلاد حيث كانوا معروفين بحماية قوافل التجارة وتسييرها وإدارتها، والتجنيد مع صفوف الجيش العثماني، حيث أنهم كانوا كحلقة الوصل بين البدو في حواضر نجد ومستعدين لتسهيل التواصل بينهم وبين العثمانيين لمعرفتهم بأساليب وألفباء التواصل مع بني جلدتهم. أسهب المؤلف في ذكر تاريخ السعودية القديمة وما كان فيها من التناحر والحروب بين القبائل والأسر، وهذا كان جزء مهم في تبيان حقيقة وأسباب صياغة العقيلات حيث هاجروا بشكل مؤقت إلى أطراف العراق في بلدة الزبير، وعرفوا هناك بمظهرهم المميز للديار النجدية، الغترة والعقال، وهذا سبب واحد من أسباب ودوافع أخرى كانت تجارية وسعيًا وراء الرزق؛ حيث عُرف عنهم بالكد والكر لأجل لقمة العيش، فضلًا عن الفرار من الجوع والعطش وقساوة الصحراء والأوبئة.
يسرد الكاتب ملحمة العقيلات في النضال من أجل العيش ، ويصور وجه مختلف عن ماعهدناه عنهم ، وهو الوجه العسكري والسياسي الذي مارسوه تحت سيادة الدولة العثمانية ، يعتقد الكاتب أن العقيلات اكتسبوا اسمهم من دورهم العسكري مع العثمانيين فقد كانوا يعقلون رؤوسهم بدلًا من لبس الطربوش كجزء من زيهم العسكري على عكس ماهو رائج من أن الاسم مأخوذ من سلوك ربطهم للأبل بالعقال ، تبدأ القصة من الزبير بوابة النجديين على بلاد الرافدين وجنتهم ، كتاب يستحق القراءة للإطلاع على الأرث الإنساني في الجزيرة العربية .
كتاب رائع و جميل يتكلم فيه الكاتب عن "العقيلات" من هم ؟ ومن أين أتوا ؟ تاريخهم و تجارتهم و بطولاتهم ودورهم في الأحداث المهمة في شبه الجزيرة العربية من قبل الحرب العالمية الاولى الى تقسيم الحدود في أرض العرب و المسلمين
أسلوب الكاتب رائع ،والجهد في جمع المعلومات و الحقائق مع الادله والصور و الملحقات جهد عظيم فعلاً
كتاب ينقلك إلى التاريخ ، إلى صحراء نجد و أرض السواد و طرق التجارة والقوافل