رغم سوء ترجمة هالة النابلسي نسبيا إلا أن شعور رامبو يصل بكل قوّته قرأته وأنا أرى البشاعة والعذوبة مستاء في الحقيقة من وضوح السوء في الترجمة لشاعر كبير مثل رامبو وهو في الحقيقة يستحق أكبر وأعظم من هذا العمل سأبحث عن الترجمة الأخرى له والتي نصحني بها الأصدقاء وسأعيد قراءة رامبو مجددا .
كانت السعادةُ قدري ، ندمي ، دودتي الناخرة : دائمًا ستكونُ حياتي أوسع من أن أُكرسُها للقوة والجمال. السعادة! نابها الذي يُلطفُ الموتَ! كان يُنّبهني لدى صياح الديك_عندما تتعالى_ صلوات الصباح والمسيحُ آت* في أكثرِ المدن ظلامًا يا فصولُ ، يا قِلاع! أيّهُ روحٍ بلا شائبة؟
رامبو يطرح السعادة كمفهوم قدري يُصيب الجميع بهوس نيلانه وبالتالي يفقد الجميع أمكانية اغتنام لحظات القوة والجمال وهنا تحديدًا يستدرك شبهه بالجمع الذي يسعى للتفوق عليه. أما عن الصلوات الصباحية وأتيان المسيح فهنا يشيد بالنظر الى زاويتين أولهما بُعد التعاليم الدينية التي تدعو للسعادة الأبدية عن ذات السعادة التي يتمناها الجمع فشتان بين الموت والحياة ، وأما البُعد الثاني فهو يتناول بالذكر تلك الساعة الصباحية التي تُقبل فيها التوبة حسب التعاليم المسيحية وهي ذات الوقت الساعة التي أنكر فيها بطرس السيد المسيح. وفي النهاية يستذكرُ الشاعر الفصول وهي فترات حياتهِ وتجاربه وكما يرى برونيل الزمن المتتابع نقيضُ الأبدية ، والقلاع التي تهبُ الفصول أطارًا معماريًا ، الى جانب ما تعنيهِ لرامبو من موضع حلمي يتجسدُ فيهِ معنى السعادة.
***
لكن لِمَ النّدم على شمسٍ أزلية، ما دُمنا منخرطين في أكتشاف النور الألهي! بعيدًا عن البشر الأموات عبر الفصول.
الشاعر هُنا حسب برونيل يقول: لِمَ الندم لأن الأقامة في الجحيم لم تدم إلا فصلًا واحدًا ؟ أما عن نورهِ الالهي الخاص فهو قد تحدث مسبقًا عنها في قصيدته الصبح بنهاية المقطوعة حيث قال: "يا عبيد، دعونا لا نلعن الحياة" ونذكر بدلالة الفصول مجددًا لدى رامبو على الزمن المحسوب المتعاقب ، فما الموت الذي يرثيهُ هنا سوى الموت العادي.
***
وسط نسيم الصباح ، كُنت قد أبتكرتُ جميع الأعياد، جميع الأنتصارات، وجميع المآسي. وحاولتُ أبتكار أزهارٍ جديدةٍ وكواكب جديدة وأجساد جديدة ولغاتٍ جديدة. خلتني حائزا قدراتٍ فوق الطبيعة. والآن! صار ينبغي أن أدفن خيالي وذكرياتي! مجدٌ جميلٌ لفنانٍ أو رواية ، تذروهُ الرياح!
رامبو يتنقد بعد فصل من جحيم ما آل اليه مسبقًا من رؤى وأحلام ويعقد عزمًا على الخروج منها ويعد ما كان ذلك سوى مجد فنان زائل و يذكر برونيل هنا أحدى أقوال رامبو بمسوداته « الآن أقدر أن أقول أن الفن حماقة»