هذا الكتاب محاولة لتسليط الضوء على جوهر المدوّنة الأصولية ، وبيان المِكوّنات الفاعلة في علم الأصول ، المحققة لوظيفته ، الضابطة لعلائقه ، وليس بحثاً لمُفصّل مسائله .
وقد تميّز الباحث في هذا الكتاب بجودة الإطّلاع وحُسن توظيف الاقتباس ، مع دقة نظر وسلامة تحليل ، إضافة إلى لغة الكتاب الأدبية الفاخرة التي ستلوح لك مع أولى الصفحات .
قَسّمه المُؤلِف إلى عِدة فُصول، ابتدأه بـ : الوظَيفة الأصولية، تحَدث عن جدليَة المفهوم، والعَواري التَي تعَلقت في مفهُوم علم الأصول مِثل اللغويات، القضايا المنطقية، وغيرها، وتحَدث عن ضبط العلاقة بين الأصول والفروع، اللفظ والمعنى، والنقل والعقل والنص والواقع، وبين الأدلة.
ومن ثَم انتقل إلى سؤال المَرجعية، وتحدث عن القياس والخلاف في حقيقة ارتباطه بالدليل النصي. وتكلم عن طبقات الأدلة والأساسات التي تبنى عليها.
ومن ثم فصل مطَالع الدلالة وأبعادها ومعاييرها التي فصّلها، ومن ثم تكلم عن مثارات الغلط في البحَث الدلالي.
وخَتم مبحَثه بفصل مسار النظر الأصولي؛ الذي أسهب بحَديثه عن الأصول والفروع تاريخِها وحَقيقة العَلاقة بينهُما، وتحَدث عن من سلامة الدليل إلى بقاظ الدلالة، ومنطلق النظر في الأدلة النقلية وفقه الإلحَاق.
يتضِح مِما سَبق أن هَذا البحَث يُفَيد أهَل الدِراسَات الإسَلامية والشَريعة خُصوصاً أولئِك المُتخصِصون في أصُول الفقَه.
من أروع الكتب التي سطرها يراع الشيخ مشاري. يتحدث الكتاب عما تحتويه المدونات الأصولية من نفائس الكلام في الأصول وترتيب أدلته ومثارات الغلط فيه وغير ذلك من الأشياء المهمة التي قلما تجتمع في كتاب مستقل. ينبهر القارئ برشاقة الأسلوب، وعمق المعنى، ودقة الاقتباس، وسعة الاطلاع وجمال الطرح للشيخ مشاري. لا بد لطلاب العلم في الفقه وأصوله أن يطالعوا هذا الكتاب المهم. أختم تعليقي بوصف الشيخ مشاري بما وصف به الشيخ الجوينيَّ في كتابه: يوجد في كتبه "العلوم المحققة بكساء فاخر".
كتاب جميل من أفضل ما قرأت مؤخراً.. ومع ملاحظتي لإغفال الكاتب للفكر الأصولي الحنفي في كتابه، وضعف اهتمامه بعرض وجهة نظر الحنفية عموماً، لكن الكتاب جميل في لغته ومنطق تأليفه وإبداع مضمونه الفكري .. يكفيني أنني تنسمت في الكتاب عبير أدب الجويني رحمه الله ..