تماثيل مصدّعة

by مي منسّى

يتعرّض هاني العاصي في طفولته لاعتداء جنسيّ متواصل من والده وبمعرفة والدته التي تحتفظ بصمتها عن الجريمة منصرفةً لأشيائها الخاصة.
هاني المولود في ساحل العاج يقرّر، بعد تخرجّه كنحّات من باريس، العودة إلى وطنه لبنان حيث سيقيم وينشئ عائلته الصغيرة مستمرّاً بعمله النحتيّ.
حياة طويلة يمضيها هاني بين لبنان وساحل العاج وفرنسا. يغدو نحّاتاً عالميّاً دون أن يتمكّن من الخلاص من براثن خطيئةٍ ارتُكبت بحقّه طفلاً، ووسمته بالمثلية.
حكاية وجعٍ إنسانيّ ترويها مي منسّى عبر أناسٍ تصدّعت حياتهم الشبيهة بما يصنعه هاني من تماثيل مصدَّعة.
مي منسّى كاتبة وروائية لبنانية. بدأت حياتها المهنية عام 1959 في تلفزيون لبنان، مذيعة ومعدّة برنامجين:"نساء اليوم" و"جرف على طريق الزوال". عام 1969 التحقت بجريدة النهار، ناقدة في شؤون الأدب والمسرح والموسيقى. رئيسة تحرير مجلة "جمالك" الشهرية.

336 pages, Paperback

First published January 1, 2013

About the author

تحمل دبلوم دراسات عليا في الأدب الفرنسي. بدأت مشوارها في العمل الصحافي عام 1959 في التلفزيون وتعمل ناقدة في جريدة "النهار" اللبنانية منذ 1969.
صدر لها سبع روايات باللغة العربية واثنتان بالفرنسية إضافةً إلى كتاب للأطفال وترجمات عديدة، أغلبها من الفرنسية إلى العربية. وهي شقيقة الروائية والشاعرة اللبنانية فينوس خوري-غاتا الحائزة على جائزة الغونكور الفرنسية للشعر عن مجمل أعمالها.

في الآتي سيرتها الذاتية:

مولودة في 20 تموز من العام 1939.

مجازة في الأدب الفرنسي.

في العام 1959 كانت أول مذيعة في بدايات تلفزيون لبنان ومقدمة برنامج "نساء اليوم" ثم برنامج "حرف في طريق الزوال".

في العام 1969 دخلت في مجال الصحافة المكتوبة في صحيفة "النهار"، ناقدة أدبية وموسيقية. وبقيت تكتب في هذه المؤسسة حتى النفس الأخير.

العام 1986 عيّنت رئيسة تحرير مجلة "جمالك" النسائية وكانت لا تزال تعتني بجمالها حتى الآن.

من مؤلّفاتها:

العام 1972 "حكاية ناصر" عن "دار نوفل للنشر".

العام 1998 "أوراق من دفاتر شجرة رمان"، عن "دار النهار" ترجمت إلى الفرنسية تحت عنوان Sous les branches du grenadier

العام 2000 "أوراق من دفاتر سجين" عن "دار النهار".

العام 2002 "المشهد الأخير" عن "دار النهار"، رواية اقتبسها المخرج ريمون جبارة مسرحية قرائية.

العام 2004 كتاب مصور بالفرنسية للأولاد Dans le jardin de Sarah عن "دار النهار".

العام 2006 "أنتعل الغبار وأمشي" عن "دار رياض الريس". اختيرت بين خمس روايات من بين أفضل عمل روائي لجائزة البوكر العالمية.

العام 2008 "الساعة الرملية" عن "دار رياض الريس"

العام 2009 كتاب مصور بالفرنسية L’Ame pourquoi faut-il la rendre?

العام 2010 "حين يشق الفجر قميصه" عن "دار رياض الريس".

العام 2012 "ماكنة الخياطة" عن "دار رياض الريس".

العام 2014 "تماثيل مصدعة" عن "دار الساقي".

رواية بالفرنسية مستوحاة من حلب المدينة المدمّرة، لم تنشر بعد. Quel est mon nom

رواية "قتلت أمي لأحيا" الأخيرة، الصادرة عن "دار رياض الريّس".

"الغربة" الرواية التي كانت لا تزال تحت قلم الكاتبة، تشق طريقها.

إلى جانب مزاولتها الكتابة الصحافية والروائية، لها محاضرات في المجالس الأدبية والجامعات والمدارس، عن رسالة الصحافة ودور المواطن في بيئته.

Reviews

[Pakinam Mahmoud · Rating 3 out of 5]

تماثيل مصدعة رواية للكاتبة اللبنانية والناقدة الأدبية مي منسي التي صدر لها سبع روايات و دخلت
روايتها "أنتعل الغبار وأمشى" فى القائمة القصيرة لجائزة البوكر عام ٢٠٠٨.

تدور أحداث الرواية حول هاني العاصي الذي نشأ في عائلة ثرية في ساحل العاج و سط أُم سيدة مجتمع ليس لديها وقت للأعتناء بأطفالها و أب يعتدي عليه جنسياً و يجعل ابنه فريسة لشهواته الشاذة!

من أبيدجان إلي مرسيليا ومنها إلى لبنان ومن لبنان إلى باريس ومنها إلى ميونخ بتاخدنا الكاتبة في رحلة هاني الصعبة لمحاولة النسيان والتعافي من طفولة محطمة جعلته نحاتاً عالمياً يفتش عن هويته المغتصبة في تماثيله المبتورة و المصدعة...

"هل كنت فعلا في كل دعكة طين أداوي جراح الطفل الذي كنت، أم كنت بسادية يديّ أمعن فيه عذاباً؟"

الرواية مش بس بتلقي الضوء علي زنا المحارم والتحرش بالأطفال وتأثيره السلبي عليهم في كل حياتهم ولكن الكاتبة أيضاً إستطاعت ببراعة أنها توضح التصدع اللي حصل في شخصيات معظم أفراد الأسرة حتي الذين لم يتعرضوا للتحرش ودة كان واضح في شخصية يمني أخت هاني و أولاده اللذين عانوا بطريقة غير مباشرة من طفولة والدهم...

لغة الكاتبة أكتر من رائعة..لغة رصينة جداً كما و واضح جداً ثقافة الكاتبة في العديد من المجالات التي تم الإشارة إليها في الرواية سواء في الموسيقي،الأدب و الفن...

يعيب الرواية إن تقريباً مفيهاش أحداث...في تكرار شوية -حتي في بعض الجمل -مما جعل قراءة العمل مملة أحياناً...

فيه شخصيات في الرواية كانت حلوة جداً مثل شخصية الجار الألماني مثلاً ولكن حسيت إن في شخصيات كتير كانت محتاجة مساحة وتوضيح أكتر مثل شخصية والد هاني ،ابنته وحتي شخصية سيمون وروكو تأثيرهم كان ضعيف في الرواية...

جزء السائق منيف وقصة مريم و جيهان ،هذا الجزء كان مقحم في الرواية بطريقة غريبة و غير مبررة ووجوده لم يضف أي شئ للعمل بالعكس ،أنا حسيت إنه أثر علي العمل بطريقة سلبية...
النهاية بالنسبة لي كانت غير مقنعة ومقدرتش أحبها...

علي الرغم من وجود بعض العيوب إلا إننا أمام رواية مؤلمة ...كاتبة من العيار الثقيل...قلم مختلف و مميز جداً وأكيد صعب نلاقي زيه كتير..
أول قراءة لمي منسي و لازم أعترف إني حبيتها جداً ومن غير تفكير حيكون ليا معاها لقاءات أخري في الفترة القادمة...😍

[Hoda Marmar · Rating 5 out of 5]

تماثيل ميّ منسّى المصدّعة : رواية أدبيّة تعالج ثيمة الجريمة الجنسيّة الأسريّة في مجتمع يُجرّم الضحيّة

في ظلّ فضائح الجرائم الجنسيّة، يُلاحَظ طغيان الأسئلة المشكّكة بصدقيّة الضحيّة على تلك الباحثة عمّا شعرت به الضحيّة وقت الاعتداء وبعده، عمّا شجّعها للبوح، عن الندوب الأعمق من تلك التي خطّها المعتدي على جسدها، عن الخوف ومرحلة الصدمة وما بعدها، وعن شعورها لدى مجابهة المعتدي ولدى الإدلاء بشهادتها. لا، هذه الأسئلة لا إفادة مرجوّة منها فالجرائم الجنسيّة مادّة خام تُستَهلَك بحسب المصالح في كواليس السُّلطة الاقتصاديّة، السياسيّة، الاجتماعيّة، والعائليّة.

يبدأ العنف في الكون الأصغر، العائلة. تُجيب رواية منسّى عن التساؤلات أعلاه بإنسانيّة ووضوح. تتّخذ ضحيّةً للعنف الجنسيّ الأبويّ كشخصيّتها الرئيسيّة. تتمثّل أهميّة طرح هذا الموضوع في تسليط الضوء على جريمة سفاح القربى التي يغضّ المجتمع الشرقيّ النظر عنها ولا يتوقّف عند نكرانها بل ويستميت بصمّ آذانه متجاهلًا أنين الضحيّة من الجنسين. يُحيل المجتمع الضحيّةَ مسؤولةً عن فصم عُرى "العائلة المقدّسة المتماسكة" التي عادةً ما تتلاحم عند شعورها بتهديد الحقيقة لها. وبالتالي، يتكتّل أفرادها ضدّ الضحيّة التي تغدو هدفًا للمساءلة. وإن ظهرت الحقيقة التي ظنّوا أنّهم وأدوها، يشكّكون ثانيةً بأقوال الضحيّة ويسألونها بانفصام أخلاقيّ وإنسانيّ لمَ تكتّمت ولم تبُح بالأمر من قبل؟!

رواية تُعرّي زيف المجتمع الذي يجلد ضحيّة العنف الجنسيّ الأُسريّ مرارًا في سياق حياته. هي اختراقٌ للنّفس البشريّة ولهشاشتها بأسلوب أدبيّ مميّز يُشرّح الألم ومراحله بصدق ودون مواربة. تتابع الرواية تطوّر الشخصيّة الرئيسيّة النفسيّة والعاطفيّة بشكل أساسيّ من خلال تفاعلها مع ماضيها وأفراد عائلتها وأحوالها الماديّة وترحالها. تُتيح إمكانيّة النظر عن قرب إلى أسباب ونتائج العنف الجنسيّ في كنف الأسرة فالمجتمع فالوطن.

وفي النهاية، هل يقوى بطل الرواية على مواصلة إعادة جبل نفسه على مدار أيّامه كي يرتق تصدّعاته؟ هل يرتقي بالحبّ - حبّ نفسه وحبّه للآخرين - ويعيد تشكيل قلبه وقالبه؟

الأسلوب الكتابي مميّز. قلم مي منسّى لا يشبه غيره. قلم مدهش يترجم المشاعر والأشخاص والمكان والأفكار بطريقة خلّاقة ومبدعة تنقل القارىء إلى عالم الرواية وتأسره.

ليس هاني مجرّد ضحيّة في رأيي، بل هو إنسان ذو قلب نابض لم يسكته الألم، بل سكن قلبه بعد أن بذله كاملًا في سبيل من يحبّ.

هذا الكتاب سيرته ويتطرّق في طيّاته إلى عناوين سفاح القربى، السلطة الأبوية، الأمومة العاقر، الأخوة، الأبناء، الطفولة، الفن، الأمراض النفسية، الصداقة، الأساطير، المال، الحرب، الحب، الهرب، التسامح، الموت، المخدّرات، العنصريّة، والنجاح.
يغصّ الكتاب بالاقتباسات الجميلة. يتخلّل العمل بعض التكرار، ولاحظت في قراءتي الثانية بأنّ اللغة أبسط ممّا هي عليه في روايات ميّ الأخرى، ولكنّ صدق طرح الموضوع وأهميّته وتأثّري البالغ به عوامل تجعلني لا أتنازل عن تقييم العمل بخمسة نجمات مُستحقّة.

أخيرًا، إن كان المجتمع يصرّ على كتمان الجريمة للمحافظة على سلطته وضمان استمراريّته تمامًا كما تفعل الحكومات على نطاق أوسع، فالأدب ينتفض كي يصرخ بالنيابة عن الضحايا علّ القُرّاء يسمعون صدى الأصوات المُغيَّبة ويعيشون صراع المُعنَّف جنسيًًّا ويجدون صورة متكاملةً عن معاناته بعيدًا عن التعليب الإعلاميّ له.

[فايز غازي Fayez Ghazi · Rating 3 out of 5]

تماثيل مصدّعة.. إنسانية مثلّمة!

نحن أمام نصّ يأخدنا بالوجع ناحية الأنين، يمشي بنا لنرافق المخاض الذي عاناه "هاني" طيلة حياته، ويدعونا للتفكّر في بؤسه وضنكه، في صراعه مع ذاته وذكرياته، في انكساره وذلّه، في صداقة الغريب وغدر القريب وفي رقصة أصابع القدر حين تدير القصة على هواها بإنعطافاتها الحادة او مسرحياتها التراجيدية.

❞ المآسي في هذا العالم هي من إرادة البشر، كما البنيان والفنّ والموسيقى والمحبّة هي من إرادة فاعلي الخير والحسن والجمال ❝

في الأسلوب، النص مكتوب على لسان "هاني" بإستعمال الضمير الأوّل، وسنكتشف في نهاية النص كيف وأين تمّت كتابته ومن أوصله الى المطبعة. النص مكتوب بتقنية الإسترجاع بالإضافة الى إدخال الرسائل. اللغة رفيعة جدًا ومبهرة.

تنوّع الفضاء السردي وتنقّل من أبيدجان الى مرسيليا فباريس فبيروت ثم ميونخ كما تمدد هذا الفضاء (مع القصص الفرعية) ليشمل حلب وداشو. هذا الفضاء رافقته قصص الإستعمار الفرنسي والحروب العالمية والأهلية والهولوكست وحرب التحرير وغيرها.. تغيّر الفضاء أغنى النص كثيرًا.

أمّا الثيمات فقد تشعبّت وتنوّعت، من الإغتصاب والأضرار النفسية (للمغتصب والمحيطين به)، العلاقات الأسرية المهزوزة، الغدر والخيانات والقتل، التمييز العنصري على عدة مستويات (عرقية، سياسية، اقتصادية،..)، الصداقة، الفن (النحت بشكل رئيسي وقدرة الفن في التعبير والعلاج)، وغيرها...

❞ ثمّة مشاهد، وإن شحّت ألوانها، تبقى، كالآثار التاريخيّة، مطمورة في طبقات الذاكرة، تومض تلقائيّاً من حينٍ إلى حين، مكحّلةً بهالة من خيال وأمنيات مبتورة. ❝

اذا ارتدينا نظارة شمسية لنحمي أعيننا من وهج اللغة الساطع، فأعتقد سنرى بعض المشاكل في النص:
1- عدم تماشي لغة النص مع جميع الشخصيات: فحيث انها كانت مناسبة لدكتور جامعي وفنان عالمي إلّا انها لم تناسب سائق أجرة (منيف)
2- عدم اقتناعي بعودة "هاني" (وهو من الجيل الثالث لعائلة العاصي في أبيدجان) الى بيروت وبقائه فيها في خضّم الحرب الأهلية!
3- ثمّة فجوة زمنية هائلة في قصة جيهان هانم (جيهان موللر لاحقًا) حيث تم تقديمها انها تزوجت بعد تأميمات أتاتورك لمصنع الصلب (لنعتبر انها توجت في اخر يوم من حياة اتاتورك عام 1938) والتقائها بهاني عام 2006 (فتكون بعمر ال85 بالحد الأدنى!!) كما ان الصدفة بلقائها لربط قصة مريم ومنيف بها كانت واهنة.
4- التكرار والإعادة (بذات الجمل في احيان)، مما أدّى الى بعض الملل في القراءة

رغم هذه المشاكل إلا ان النص ظلّ متوهجًا، وخصوصًا حين يبدأ بالغوص في المدارس الفنية وعلاقة الفن بالحياة وكيف يمكن للفن ان يبكي أستاذ فلسفة (وألماني) ويدعوه للبوح بقصة حياته المؤلمة.

قرأنا الرواية وناقشناها في نادي صنّاع الحرف، وقد كانت مناقشة ممتعة وحميمية لما لميّ منسّى من قيمة كبيرة بيننا.

[Selim Batti · Rating 5 out of 5]

تماثيل مصدّعة لمي منسّى: طفولة مصلوبة مكلّلة بتاج الشوك المذلّ

خرج هاني العاصي من مأزق رحم أمّه إلى مأزقٍ أكبر. مشى الطفل متعثّرًا بأولى خطواته، مرتبكًا بظلّه، متّكئًا على ذراع نفسه ريثما يهدأ الصخب من حوله، ولم يهدأ.
من قدر الطين كان قدره، من التراب وإلى التراب تعود. مأزق الخلق والوجود والموت، الثالوث الذي أتعب هاني العاصي، فكان كخالقٍ مازوشيٍّ يجبل بالطين الطفل الذي كانه... خانعًا متصدّعًا مادَّا يده إلى الأمام يستجدي حنانًا لم يزوّده به صدر أمٍّ كانت منشغلة دومًا عن ابنها، وأبوّة نالها اغتصابًا لا رأفة.
بلغةٍ عالية وأسلوب ساحر تجبل مي منسّى طين الكلمات صلصالًا تعجن منه مأساة إنسانيّة جرّدت خزانة ماضي هاني العاصي من ثياب طفولته وزجّته في نقمة دفع هو وغيره من آل العاصي فواتيرها. مي منسّى وهي تحمل وجع شخوصها كديوجين الباحث أبدًا عن الإنسان، صقلت هموم البشر في روايةٍ أرادت بها أن تنال ��ن أوجاع أبطالها. لكن مهلًا... عن أيّ أبطال أتحدّث؟ لا يوجد أبطال في تماثيل مصدّعة، كلّهم مُنكَّسين.
هنا لبنان الغارق في أتون حرب أهليّة لم تكن يومًا من صنع أهله، هنا الهولوكست يرمّد الضمير البشري في محرقة نازيّة، هنا الوجع الإفريقي المُهان تحت بساطيل العالم "الأوّل" المتحضّر! هنا العشرات من الذين سيقوا إلى ساحات المعارك وفقدوا ذراعًا وقدمًا وعينًا وروحًا. هنا المنازل الباردة الخالية من رائحة الأمّهات، هنا الغربة الجبريّة والاغتراب الاختياري، هنا باريس الممطرة وميونيخ الباردة، هنا كؤوس النبيذ التي تندلق معها الحكاوي، هنا لوحات سيمون وتماثيل هاني ونبوءات مريم وقصص منيف. هنا مروحة الأمّ الظالمة التي كشّت بها ابنها ذبابةً مزعجة، هنا الأب الذابح طفولة ابنه على صليب قضيبه. هنا المسيح يولد من جديد برأسٍ زنّرتها الأشواك.
تحبك منسّى روايتها الصادرة عن دار الساقي على نول الوجع، بين شرق وغرب، بين عرق أسود وآخر أبيض، بين ريف ومدينة، فقر وغناء، طهارة وفحش، طفل وعجوز، ميّت وحيّ. ماراثون من الشخصيّات تجسّدت في مأساة الإنسانيّة التي لا تتوقّف عند اليتم في الحروب، الاستغلال الجسدي للأطفال، تعاطي المخدّرات، الانصياع في خراء التحزّبات والمليشيات، بل تتعدّى وتصل إلى قتل الأم، محاكمة المجني وتبرئة الجاني، السكوت عن جرائم يوميّة تُرتكب بحقّ الطفولة والبراءة.
جسّدت مي في هذه الرواية تراجيديا بشريّة بشعة تنزع من البشر ما ميّزهم عن سائر المخلوقات: الإنسانيّة.

مات هاني العاصي قبل أن يطلّ على الغد الذي أراده، مات وفي قلبه ذاك الوجع الذي لم يندمل، وبين يديه لطخات طين لم تجف بانتظار أن تُجبل تماثيل تنتقم لهاني الطفل وتستردّ طفولته المسلوبة.

مات هاني العاصي وبين أصابع يديه بقايا ألوان تصرخ طالبةً الحرّيّة لترسم فجر يومٍ جديد تفتتحه الديكة السعيدة لا الغربان الظالمة.

ناقشنا الرواية في نادي صنّاع الحرف تكريمًا لمي منسّى وأدار النقاش العزيز فايز غازي.

[Nadia · Rating 3 out of 5]

بلغتها الراقية العذبة تسلط الكاتبة مي منسى الضوء على قضية شائكة و مؤلمة هي " اغتصاب المحارم" .
هاني فنان تعرض في طفولته للاغتصاب من قبل والده و عاش حياة مؤلمة رغم استعادة حريته بانفصاله عن هذا الوالد و انتقاله من أبيدجان إلى فرنسا ثم إلى لبنان و تأسييه لأسرة و لحياة مستقلة ظاهريا و تابعة لذكريات الطفولة حقيقة .
الألم و المرارة و الاحساس بالذنب أحاسيس قولبت العالم الداخلي لهاني و شكلت أساس علاقاته مع إخوته و مع والدته (الغائبة الحاضرة) و مع زوجته (الصورة الأخرى من الام) و مع أولاده و كانت محركا لعالمه الإبداعي عبر تماثيله و الذي عبره فرغ و كشف عن هذا العالم الداخلي .
من جهة أخرى فإن هذا العمل عرف نوعا من اللامنطقية الزمنية( بالنسبة لجهان) و من اقحام بعض الشخصيات(السائق منيف) التي كانت بالنسبة لي لا دور لها و اختفاء شخصيات أخرى ثم ظهورها الفجائي (روكو).
عموما البناء السردي للرواية المميز باللغة و الثيمات جعل من عملية القراءة عملية سلسة و جعلني أتطلع إلى قراءة باقي أعمال الكاتبة .

[youmnaa teleb · Rating 5 out of 5]

"هذه هي مشيئة الحياة، تفنى حكاية لتولد منها حكاية أخرى كقدر الأشجار الهرمة التي تبقى تبثّ من جذعها المتلف نسغًا ومن أرومتها اليابسة منطلقًا لنبات يافع."

الحقيقة أنني واقعة في سحر "مي منسي"، تأخذ بيدي وتحركني كما يحلو لها مثل هاني العاصي الذي يشّكل الطين بيديه ويصنع منحوتاته التي تعبر عنه وعن حياته الذي عاشها في ظل والده وشذوذه الجنسي والذي سبب عاهة دائمة في نفسه.

"لقد حررت العصفور من قيده لكنه ترك وراءه جرحًا وريشة للذاكرة."

يظل هاني كالعصفور مُقيد داخل زنزانته -أي جسده- وحتى إن تحرر من الخارج فما زال العصفور ينزف جرحًا في الداخل. تدور الأحداث حول عاصي وخروجه من سجن والده ليذهب إلى باريس لكي يصبح نحاتًا ويعود إلى وطنه لبنان ليقيم فيها وينشئ عائلته عوضًا عن ما فقده في طفولته. يتعرف على الكثير من الشخصيات خلال رحلته ( رغم اعتراضي على كثرة الشخصيات لكن مي تعمل اللي هي عايزه الصراحة) وهؤلاء أشبه بمحطات يقف عندها هاني ليكشف عن جزء مخبأ بداخله.

رائعة كالمعتاد (بقيت أسيب الرواية وأحداثها وأركز على لغة مي بجد وينهار أبيض على ده جمال والله❤️)

[إحسان · Rating 5 out of 5]

صعب على الوجدان كتابة مراجعة لهذه الرائعة. ظالمة الحياة، قبيحة الحياة، التي تشوّه طفل لا يقوى على الدفاع عن نفسه أو رؤية حجم الفجيعة التي تُصنع به. اللغة جميلة جداً راقية جداً منقوشة بحذر وجمال كبير جداً. قصة مريم وجيهان لم يكن لها داعِ الصراحة لكن اضافت بهاراً للقصة ومطّاً. رحمك الله يا ميّ ورحمك الله يا هاني وكل إنسان يعاني بصمت ورقي. لعنة الله على الغادرون

[Dania Abutaha · Rating 2 out of 5]

هي روايه عن طفل اسمه لبنان اغتصبت طفولته و سفحت برائته تاريخ من عذابات متواصله تاره بيد ابنائه و اخرى بعذابات اخرين...في اتون وطن يبحث عن هويته...من انت ؟ عن حريته ...فهل وجدها!

يتبع...

[شيماء الوطني · Rating 3 out of 5]

ترد في أحد الفصول الأخيرة من رواية " تماثيل مصدعة " للكاتبة منسي هذه العبارة : ( هذه مشيئة الحياة ، تفنى حكاية لتولد منها حكاية أخرى ) .
هي الرواية الثانية التي اقرأها للكاتبة بعد روايتها الجميلة " ماكينة الخياطة " ،ورغم أن هذه الرواية تتناول موضوع شديد الأهمية إلا أنه مع الأسف لم يلق تسليطاً كافياً عليه رغم أن كل أحداث الرواية كانت ترتكز عليه .
فقضية ( التحرش بالأطفال ) و ( زنى المحارم ) قضية شائكة تحتاج من وجهة نظري إلى تركيز مباشر وإى إحاطة بظروفها وأسبابها .
بطل الرواية يتعرض للإغتصاب من قبل والده ولكن أثناء قرائتي للرواية كانت أسئلة كثيرة تنهمر داخل عقلي ، وتجعل من الأحداث صورة ناقصة تحتاج أن تكتمل ، فما السبب الذي يدفع أب إلى ممارسة شذوذه تجاه طفله الأصغر دون مبررات ، كذلك تغاضي الأم عن هذا الأمر لم أجدد له مبرراً حتى وإن كانت الكاتبة قد بينت أن إنشغال الأم بملذاتها وحياتها الإجتماعية والأضواء قد منعها من التدخل .

الحكايات الكثيرة التي تداخلت في حياة البطل كانت تبدو مبتورة ومليئة بالثغرات ، حتى قصة السائق منيف والتي أرادت الكاتبة إضافة مسحة من الفنتازيا إليها بدت وكأنها مقحمة في صميم الرواية .
كثير من الشخصيات كانت تدخل وتخرج عبر الأحداث دون أن تترك بصمة في نفس القاريء كالفتى الإفريقي ( روكو ) أو رفيقة البطل ( سيمون ) وبصراحة شعرت بتلك الشخصيات كما لو كانت شخصيات هلامية .
لم أشعر بتعاطف أو حتى إتصال عاطفي مع أي شخصية من الرواية وأعتقد أن ذلك هو السبب الرئيسي الذي بنى حاجز نفسي بيني وبين أحداث وشخصيات الرواية .
كثير من الجمل والعبارات والتوصيفات تكررت عبر صفحات الرواية وبما يبعث الملل والرتابة في نفس القاريء .

[Nadia Sebaali · Rating 5 out of 5]

"دعوا جبلات الطين و الصلصال تتكلّم عنّي فهي أكثر مني الماما بما يعتريها من قلق و خوف و تيه و هرب ....و هذيان"
رواية تماثيل مصدعة لمي منسى عن دار الساقي هي وليدة وجع شرس لنفس انسانية خبأت في مخالجها وجوه طفولة مغتصبة ..
يخرس قلمي ..تخونني كلماتي و أعجز عن التعبير عن ذلك الشعور الذي انتابني عند قراءتي للكلمات الاخيرة ..صدقا لا اعلم كيف لي بعد هذه الملحمة ان اكتب شيئا .. اوجعتني ..ابكتني ..ذبحت مشاعري .. سأنتظر قليلا ..علّني لاحقا سأستطيع ان اكتب عن هذه الرواية ..

[عبد الحكيم القادري · Rating 3 out of 5]

جميلة ومؤثّرة، لا سيّما في المائة وخمسين صفحة الأولى. لكنّها صارت في منتصفها مملّة لأنّ بعض الشّخصيّات لم يكن لها من مبرّر، والإستفاضة في الكلام عنها سلب خطّ القصّة الأساسيّ رونقه.

[Ghaliah Alsawah]

I coulnd't read more than 40 pages , I simple didn't click with the book