كم مزّقتني فكرة وقلبتها فرحا خياليا وهم لا يعلمون .. الدمع دمع القلب لا الماء الذي سرعان ما تنساه أهداب العيون .. هو ما تغصّ به الحناجر حسرة ويُميت والأموات لا يتكلمون .!
تفاهة.. مش شعر.. هادا أكل خرا.. الشعر يلي بكون بدون معنى.. وما عم يطرح أي فكرة.. وما عندو شي يقدمو.. وفوقها بركز ع القوافي بطريقة غبية.. بخلينا نشعر إنو بس عم نقرأ محاولات طفل ساذج لتجميع الكلمات بشكل ونمط معين.. وفوقها الطفل بيفشل بهالشي..
ديوانٌ وصلني مهدىً من صديقة غالية جدًا، وزاده حظوة عندي أنّه كان نسختها الشّخصية بتعليقاتها وهوامشها.
أمّا فيصل فكان من القلّة الذين شهدت انطلاقتهم عبر منصّة تويتر، والحقّ يقال هو شاعر مرهف، بيد أنّي لمست فيه تيه وتكرار في معنى الأبيات، وكأنّه يحاول صياغة الفكرة ذاتها مرارًا ليتحرّر منها .. هذا التّيه لا يتأتّى إلّا بفقدٍ عظيم .. وحقًّا وصدقًا يضيع الرّجل بعد أمّه وينكسر، هزّني ديوانه لهذا.
أحببت منه: - النّار تأكلُ من ظنوني - الفكرة البيضاء - غرور .. مستحقّ! - رئة - سيّد فكرتي - نداء في مدى اللّيل
أنا أنت لكن لست أدري من أنا ويكاد يقتنلي الفضول . . أنت اليقين الذي لا شك داخله وما سواك - ومن سواك - محتمل . . قد طال صمتي بح حنجرتي السكوت وأنتٍ لا تتكلمين فلتعصري لي من شفاهك كأس توت إني هنا صمتًا أموت لا تحرميني الصوت أيتها البخيلة قولي لقلبي أي شيء أنا ممكن جدًا وأنتِ مستحيلة . شعر صافي ونقي ما بين ثلاث وأربع نجوم
فدعوا الجراحات التي في متحفي فقط انظروا لا تلمسوا لوحاتي!
لا أدّعي حزناً ولا هم يحزنون، حسبي التنفّس لستُ آبه أنّهم لا يقرؤون!
البيت أصبح بعد أمي شاحباً حتى الحدائق بعدها صفـراءُ احترت في سكّانهِ من بعدهـا فرقـاءُ أم رفقاءُ أم فقراءُ إن قلت أشتاتاً صدقت فإنّهم كلّ له في حزنه أجـواء لكنهم يتقاسمون مصابهم عض الشقاء تجمعٌ وإخاءُ.
تاجرت في سوق السعادة حقبةً والآن في سوق الهموم أرابي!
ينطلق الشاعر في محاكاة الآخر والكون من حوله من خلال وحدة أناه التي تستشف الذات البشرية من الداخل ، داخله الغائر في جدار العالم المتوازي بالنقصان، مع فرائض الحياة. يؤمن الشاعر بوحدانية الذات التي خلقت من طين واحد، فأنا أنت، وأنت أناي متى تحررنا من قيود الآنية الغيرية . سقط في بعض الأحيان في الهاوية، فخلقت منه ذاك الانسان الجميل. ودون هزيمة، وكفاح وعذاب لا يكتمل الانسان. "والأشخاص الجميلون لا يأتون من لاشيء". وكما قال مصعب الرويشد: "الشعر هو لغة عليا، لا تمشي مع الأحداث على الأرض، إما أن تحلّق عالياً، أو أن تسقط سقوطاً قاسياً تغوص به عميقاً في النفس البشرية، أو بين جزيئات الأشياء " .
حركة النصوص لديه كانت هادئة. كاناً شعراً متزناً بين الحالة الشعورية والفكرية التي اكتنفت روح الشاعر، لم يكن ثورة!
"يولد الحبر في القوارير ميتا .. ثم يبقى على الصحائف حيا "
" أعلمه الرماية كل يوم ،فلما اشتد ساعده رماني "
"لسنا ملائكة , فخاطئنا يتوب , طينا خلقنا كي تشكلنا الحياة .. "
"جاءت تغني والغرور لباسها : إني أنا الأولى وهن ورائي فسألتها : من هن أصلا ؟ لاأرى إلاك , قالت : فتنتي وبهائي .. " #فيصل_الجبعاء
أكثر ما أعجبني .. " رحلة إلى الذات , قنديل الحنان , مرايا متقابلة , غرور مستحق , إطلالة من نافذة الروح , صوت الملامح , فلسفات , ثرثرة صامت , النار تأكل ظنوني "
شعر النثر لديه جزل وشفـاف. يخاطبني في الغالب. القصيدة التي خالطت شيئاً ما في نفسي "مرايـا متقابلة" كنت أصاب بالذهول والدهشة عند قراءتي كل تشبيهٍ فيها.
"فمن غاب ما غاب حتى يعود ومن ظل ما ظل كي ينفعك" يـاااه، كيف تلاقت أرواحنا عند هذا البيت؟ كيف استطاع لمس أجزاءً من روحي حينما كتبه؟ بيت شديد الصـدق والشفافيـة.
قلمٌ راق... كلمات فاقت حدود الروعة.... إحساس فاق حدود الرقة.... حروفٌ ناطقة بالعنبر و الياسمين .... تأتي الحروف لتجتمع مكونة كلمات واهمة أنها واصفة ...لكن هيهات حتى الكلمات وقفت عاجزة .... رائع ... عذب... رقيق....راق.... لو ارادوا لي سؤالا ماذا أعجبك؟؟؟: سأجيب: من الألف للياء... ان اردت اقتباسا ما الذي ستختاره؟؟: سأقول وقفت عاجرة، سأخذ الكل دون تردد ....
مما دعاني للرجوع إلى قراءة الديوان وجدت بالصدفه في بودكاست أسمار لقاء مع فيصل الجبعاء الذي مازلت أتذكر أول لقاء له مع الاستاذ عبدالعزيز القرشي قبل مايقارب عشر سنوات وكيف كانت تعلو الدهشه على وجهي و وجه مقدم البرنامج والمشاهدين كافة ، لاغرابة فاللقاء الثاني لايختلف عن الأول برغم قصر الوقت وقلة النصوص ، صنع يومي لقاء فيصل الجبعاء لا أعلم فعليا ماهو السبب ولكن شعرت باعتزاز داخلي ونار مشتعله برغم تلك السنون المتتاليه والغياب الطويل وقلة الانتاج مقارنةً بغيره والحضور المتقطع كان مزهوا كثيرا بنفسه كأنه أحس من الداخل بأن القلم مازال ممسك بزمام الامور ..
بالرغم من أني قرأت بعض من قصائد الشاعر في مدونته الشخصية، إلا أني في كل قراءة أشعر بذات الدهشة التي تملكتني في المرة الأولى. الموسيقى في قصائده فاتنة، لا يمكن أن أشعر بالملل عند قرائتها. الصور والمفردات في الديوان مختلفة و ساحرة. معظم القصائد في الديوان تحتوى على فلسفة عميقة و تدور حول مواضيع مختلفة-الأم، الحبيبة، البحث عن الذات وغيرها
عنوان الديوان جميل، لكن غلافه ممل ومكرر…بحثت عنه في المكتبة عدة مرات ولم أعرف أنه موجود على الرف! مررت عدة مرات في نفس الممر حتى وجدته ..لكن بالطبع “لا تحكم على الكتاب من غلافه” :)
أعتقد أن الجبعاء يمتلك أسلوبه الخاص به، الصور منتقاة بعناية والمواضيع قريبة من القارئ…فمن منا لا يود أن يعرف نفسه؟
في الديوان عدد من التلميحات. مثلا في قصيدته “إياب متأخر” يلمح الشاعر للأسطورة الأغريقية الشهيرة أسطورة نرسيس) يكتب الشاعر)
**
ياصفحة الماء …نرسيس الجديد وعى
وأدرك الأن أن المجد للروح
**
يقول الشاعر الأمريكي روبرت فروست : إن الشعر هو ما يفُقد عند الترجمة. وأنا أقول الشعر هو ما يفُقد عند محاولة شرحه.! لذلك لن أحاول أن أكتب عن الديوان أكثر…لا ترددوا بإقتنائه…ديوان مذهل
...عنى عن الليل "والاسناد متصل : "محوت ما رددوا .. لم أمح ما فعلوا فى هذه القصائد المنثورة فوق الورقات القليلة المثقلة بالحزن وألم الوحدة، النسيان، الضياع، الفقد، الحب، قابلت نفسي هنا مرارا، فالشعر مرآة الروح، ترى ما بنفسك فى كل قصيدة .. بيت .. حرف، فى كل قافية تبعث موسيقاها داخلك، دخول بلا استئذان، ذوبان فى آنية اللغة... قدس الله هذى الروح الصادقة
من أروع ما قرأت للشعراء المعاصرين.. أسلوبه الشعري سهل ممتنع وأبياته دائماً ما أرددها بيني وبين نفسي. قرأت الديوان مرتين ولم أمل منه مع أن معظم ما فيه قد نُشِر في حسابه في تويتر من قبل. فشكراً له على هذا الابداع