قصة طويلة و جميلة، تبدأ من البداية البسيطة و تنتقل إلى اللحظات الأخيرة، ليست مبتورة و لا ناقصة... حملت الرواية الكثير من الشر في البداية، و في النهاية الكثير من الخير، فنال كل من سكن الغرور و الضعف قلبه ما يستحق. تأخذك الرواية إلى عصرٍ قديم، حيث مصر قبل الاحتلال و مصر بعد الاحتلال، رغم أنها لم تأتي معها بتفاصيل الواقع، إلا أنها أدت غرضها بالحديث عن الفاسد و الصالح، عن من حارب العدو و من استغل الفرصة لنصب الشر.
تتحدث القصة عن "الطقيش" الذي يدافع عن مظلوم من بطش ظالم له نفوزه في البلدة، فيورطه بقتل صديقه المفضل مما يؤدي إلى سجنه و حكمه اعدام. يستطيع الهرب من السجن بمساعدة ممرضة وثقت به، و من هناك تنطلق الأحداث لترسم للطقيش مستقبلاً جديداً مع البحث عن ما يبقى بالنسبة له مجهولاً حتى النهاية، لا ليس قاتل صديقه و لا مدبر المكيدة، بل ما هو أهم. شخصيات الرواية قوية و حنونة، تجمع بين الخير و الشر، و تنقل لك كل الأفكار الإنسانية.
و لكن...
أسلوب الكاتب كان في غاية الضعف، لا هو يروي رواية و لا هو يتحدث مع القارئ. أسلوب يخلو من الوصف، و السرد الحماسي، و هذا ما جعل الرواية مملة بعض الشيء، و ضعيفة حيث لا تأسرك.
كان هذا أول كتاب لكاتب عربي أقرأه، حصلت على مجموعة أعماله كاملة بعد ما قدمها لأحد معارفي والي خلاني أقرأها إنها كانت موقعة بتوقيع الكاتب، شعرت إنها شيء مخصوص لي فحرصت عليها، "شوق إلى المجهول" لأني قرأتها في سن صغير فما أقدر أحكم على جودة الصياغة أو السرد، لكن الحبكة والتسلسل أعتبرها من الأفضل مما قرأت في القصص العربية، يكفي إني بعد كل ذي المدة ما نسيت اسم البطل "الطقيش"، وكيف كنت في قمة السعادة وأنا اقرأها.
رواية محترمة في مضمونها وطريقة تقديمها. أحداثها مشوقة وتشد القارئ لمعرفة ما سيحصل. لكن فيها حشد وغزارة في العقد خلال الأحداث التي يتم حلها فجأة وبشكل متتابع وسريع في آخر الرواية، لدرجة جعلتني أشعر النهاية كأنها فيلم هندي 🙂