هذه الرواية .. ليست مجرد رواية تقرأ, أو درب يعبر, إنها مجموع الأسئلة التي ترتطم بوجوهنا المتصخرة أمام ضياع كل ما هو إنساني فينا و حولنا .. نص روائي يحرضك على طرح الأسئلة/الفعل, لأنه يضعك أمام ضرورة استحقاقات وجودك الأنساني. ملحمة روائية تكشف عن جذر الخراب, و تلملم شظايا الواقع لتعيد بناء الإنسان بالحب و استرداد قدرة الحلم, فبقدر ما تمتلك خصوصيتها العراقية الساطعة, تتجه الى كونيتها لتكون حكاية الجميع و حلم الجميع و تاريخ الجميع قتله و مقتولين و عشاقا و حالمينو رؤيويين ...
كاتبة وصحفية عراقية حاصلة على شهادة "آداب في اللغة العربية" وتعتبر من أكبر المدافعات عن حقوق المرأة في العراق. رئيسة تحرير مجلة “هلا” الثقافية التي تصدر في بغداد، عملت لسنوات كمديرة تحرير لمجلة “الثقافة الاجنبية” - بغداد. أسست مركز شبعاد لدراسات حرية المرأة عام 2003 ببغداد، عضو مؤسس للمنبر الثقافي العراقي 2005، عضو مؤسس وأمين عام الجمعية العراقية لدعم الثقافة. أصدرت حتى الآن 22 كتابا بين الرواية والقصة القصيرة والنصوص والترجمات والدراسات، وكتبت المسرح والسيناريو ولها خمس مسرحيات وهي تعيش حالياً في باريس
الندوات التي اعدتها وقدمت دراسات فيها: -ندوة عن المنجز الثقافي للمراة العراقية في القرن العشرين - مركز شبعاد 2004 -ندوة عن نهب وتدمير التراث الثقافي العراقي والآثار والمتاحف والمكتبات العراقية - مركز شبعاد 2004 -ندوة وسيمينار عن عالم الاجتماع "على الوردي" - للمنبر الثقافي العراقي 2005
قدمت بحوثا عديدة ودراسات في ملتقيات وندوات ثقافية في اسبانيا - المانيا - تونس - المغرب - مصر - الاردن - الامارات العربية.
في الدراسات لها: - نفي الانثى من التاريخ - صورة المرأة العربية في الإعلام المعاصر - دراسات في مشكلات الثقافة العراقية -دراسات في أوضاع المرأة العراقية خلال الحروب السابقة وبعد الاحتلال - دراسات نقدية في أدب الشباب - ودراسة في كتابة المرأة والحرية
في سرد ينتقل بين الماضي والحاضر تكتب لطفية الدليمي عن الحياة في بغداد مع أحداث 2003 في بيت النساء الذي اختفى منه الرجال بالموت والسجن والحروب تحكي الراوية "حياة " بذاكرة مرتبكة عن وجع وقسوة الواقع يتبدل الاستبداد من شكل لآخر, مشاهد للقهر والخراب المادي والنفسي وكأنها طقوس يومية وما بين الحب والرؤى والتاريخ تتداخل الأحداث والشخصيات لكن الأكيد ان المدن على مر الزمن تتغير من حال إلى حال لغة الكاتبة جميلة وشاعرية أحيانا.. برغم مأساوية الحكي
خزين الألم الممتلئ يجب أن تملك من الكثير كي تتحدث عن بغداد وحاضرها القريب ...هذه المدينة التي لا تكف عن إجترار آلمها الممتدة وكل جرمها هو عنفوانها وكرامتها. في تجربة مضافة للتجارب السابقة تتحدث القاصة والمترجمة المناصرة لصوت المرأة تجربة ألم بلسان نسائها التي عاصروها وتختزل معناناة حقبة بتجريد أنثوي عالي الهمة وسائد المحتوى....رائعة
نصيحة☝🏼 لَا تقرأ كتاب كئيب حينَ تكونُ مكتئبًا فلن تَعلم أي الكئابتين تَكتم أنفاسك
⭐️
زُحل المقصود في الرواية يُقصد بهِ طالع الكوكب وليسَ كما تخيلت جمال وعمق الفضاء لم اكن اعلم أن زحل اللطيف يوازي النحس
اِخترتها عراقية🇮🇶 دائمًا ما اجد الأدب العراقي مميزًا لُغةً ومُحتوى برغم أن المحتوى متشابه الى حدٍ كبير -التوهان قبل الحرب واثناءها وبعدها-
الشخصيات في هذه الرواية ضبابية عميقة لكنها ضبابية دون خط زمني منتظم فالتركيز الأغلب كان على مايحصل لا على من يحصل
بدأت الرواية دون أي وضوح ثم تجمعت الخيوط كلما تقدمت بها ووجدتها بطيئة جدًا ومليئة بفلسفة الحياة والحرب أكثر ثُمّ في النهاية مرت على حدث كبير جدًا مرورًا عابرًا ربما كان مقصودًا لكن لم يعجبني
يخاطبُ أبو جعفر المنصور، ابا حنيفة النعمان، وأمامهما خطة دار السلام قائلا:
"_ماذا ترى يا ابا حنيفة في خططِ حاضرتنا؟ ألا تراها كأنها فلذة من فردوس بين مقترب النهرين وارض السواد؟؟ _يا امير المؤمنين أخشى أن يكونَ إبتداء العمران بالنار نذيراً للقادمِ من الايام وبذرة لأهوالٍ قد تحيق بأمصارِ الخلافة.. _بل هو بشيرُ عزٍ يعمُّ البلدان والثغور يا ابا حنيفة، أما سمعتَ ما كشفه ليَ المنجمون من طالعِ أفلاكها؟ _لم اسمعْ يا اميرَ المؤمنين.. _قالوا إنّ طالعها يدلُّ على كثرةِ العمران وطول البقاء وسلامة اهلها من الاعداء، وكشفوا عن خلةٍ أُخرى في الطوالع، انها لا يصادف بها موت خليفة.. انظر النارَ مغلقة بين مائين وجزيرتين فعلام الخشية من نذر تتوهمها في لُججِ الغيب؟ _إني أرى ما لا يرى اميرُ المؤمنين وما لا تكشفه طوالعُ التنجيم.. _ماذا ترى يا ابا حنيفة؟؟ _ما لا طاقة لي على الجهرِ به! "
كتاب صعب، وصعب جدا، احداثه من عمق المأساة العراقية في ذروتها، زمن الجنون وفوضى، الذروة التي عندما نقارن معها اوقات مأساوية اخرى مثل الوقت الحالي او في عراق ما قبل سقوط نظام صدام تكون هذه الاوقات الاخرى اوقات وئام وسلام، لا يمكن ان يتصور الانسان مدينة عانت مثل بغداد بعد 2003.
من وجهة نظر أدبية ومن ناحية اهمية التسجيل للوقائع التي حدثت حينها والتي تصورها الكاتبة المرموقة لطفية الدليمي فان الكتاب مهم جدا، فيه الكثير من الصور واللمسات الابداعية، لكن من وجهة نظر اخرى يصعب على العراقي ان يهضم كل هذا المحتوى من السوداوية، وشيئا فشيئا يضمحل الامل في غد قد يكون افضل ولو حتى قليلا، تاريخ العراق مليء بالظلام وقراءة رواية مثل هذه تجعلك تؤمن بالقدر وترضى بهذا النصيب، لهذا فان الكتاب لا يلائم اصحاب النظرة التفاؤلية، فهو بحق قاتل للامل.
رواية جسدت بعض ما ألم بأهل العراق من معاناة و احداث مأساوية بطريقة قصصية رائعة و لا تخلو من المبالغة بعض الاحيان مما يشد القارئ للرواية بطريقة عجيبة. تجري غالبية الاحداث في منطقة الداودي في بغداد قرب خزان الماء فمن يعرف تلك المنطقة يعيش الاحداث بكل تفاصيلها و كأنها مازالت تحدث امام ناظريه. المبدعة الست لطفية الدليمي كاتبة تتنقل في الزمان بطريقة جميلة تتحدث عن الماضي تنتقل لأحداث تاريخية و تعود للحاظر و تترك القارئ وسط دوامة من التشويق و الخيال و الصدمة ببعض الحقائق و الاحداث التي لم يسلط عليها الضوء من قبل. بكل بساطة تستحق الخمس نجوم بجدارة
رواية ملقتة و توصل بعض آلام و مآسي العراق منذ أبد الزمان (حرفيا) فهي ترجع بالذكريات الي أجدادها في العصر العباسي و البابلي و التاريخ الحديث (نسبيا) استمتعت إن صح القول بالرواية لأنها مأساوية تجاري ما عاصرنه نساء العراق
الرواية : سيدات زحل الكاتب : لطيفة الدليمي عدد الصفحات :٣١٤ التقييم النهائي : ****
** بغداد تخلت عنا بقدر ما تخلينا عنها **
الحكايات التي قتلتها العراق....
** كم علينا ان نقاسي نحن النساء الآتي يطاردهن النحس من أرض لأرض؟؟ **
أحيانا نتسائل كيف احتملنا كل ما مررنا به من حروب ودماء ومفقودين من فقدتهم ذاكرتنا ومن فقدناهم في التراب ومن فقدناهم في شوارعك يا بغداد... كيف احتملتي يا حياة البابلي الحياة في القبو بين الأشباح وكراساتهم... كراسات كل من ذهبوا ولن يعودوا.. وتركوا لكي تلك الكراسات كي تحكي يا حياة... العراق التي لم تسمعهم وهم احياء كيف ستسمعهم بعد ان ماتوا... كيف تسمعهم وسط ضجيج الاحتلال والمتطرفين والفتن الطائفية والانفجارات والنيران التي تشتعل في كل الشوارع وفي صدور من ظلوا احياء اسما واموات فعلا في بيوتها المتهدمة...
** الجمال هو حقيقتنا الوحيدة في الحب والموت **
يوما بعد يوم يزداد تعلقي بالادب العراقي وكاتبيه... مع كل قلم جديد اكتشفه وانا اعتقد ان الحديث عن العراق وما حدث قد انتهى يفاجئني كاتب جديد بكتابة مميزة تختلف عن من سبقوه... لطيفة الدليمي كاتبة عراقية تعتبر تلك تجربتي الأولى مع قلمها الذي ادهشني بقدرته الرائعة علي السرد ومزج الحكايات وذلك الطابع السوداوي لكتابتها والانثوي في نفس الوقت ( ذكرني اسلوبها بأسلوب العزيز سنان انطون).... لطيفة الدليمي تتحدث ليس عن العراق المعذبة بحروبها في التاريخ الحديث بل تلتقط بقلمها الحكايات من التاريخ القديم أيضا لتؤكد فكرة ان تلك الأرض نحسها ونكبتها في من يحكمونها ويحتلونها ويعيشون فيها لا يقل عن نحس زحل...
** نحن سيدات زحل المرصودات للفاجعة.. كنا انت وانا نسخر من إشارة حياة الي نحس زحل فقد كنا نتصور السعادة حالة مقيمة فينا... ثم تبينت اننا نخطئ في تقدير قدراتنا علي الاحتفاظ بما نحب ومن نحب **
لطيفة الدليمي حكاءة من الدرجة الأولى... تكتب كتابة نسوية مؤلمة... تحاول في ذلك العمل ان تسرد لنا العديد من الحكايات المترابطة ببعض متخطية حاجز الزمان متنقلة بين الماضي وحكايات الأجداد والاباء والحاضر وحكايات حياة وصديقاتها واخوتها وجيرانها... يشترك في كل تلك الحكايات الآلم المفرط والواقعية التي تعاني منها العراق حتي يومنا هذا... لطيفة الدليمي كاتبة عراقية تكتب كتابة جادة تستحق ان تقرا ويسمع صوت قلمها وسط تلك الكتابات الكثيرة التي تحدثت عن العراق وازماته
** كانت الحكايات تنهمر علي كطوفان اهوج بلا منطق أو سياق وانا اكتب واجمع أوراقهم مع كراساتي حتي عجزت عن تنظيمها في سياق زمني قلت : وهل كانت أحداث حياتنا وحروبنا ومدينتنا ذات منطق وسياق؟.. ما شأني بالنظام والاتساق في عالم مضطرب لا منطق لأحداثه؟.. ماذا أفعل بالسياقات المألوفة وبغداد تتقلب في لجج النار والدم ويصرعها الجنون؟؟ **
لغه الروايه كانت رائعه و عميقه لكن الروايه كانت غامضه متداخله و متشابكه و سرد لا معنى له احداث لا تشبه بعض اغلب الصفحات و كانها قناه اخباريه تسرد احوال بغداد بعد الغزو الامريكي عدم ايضاح الفاصل بين الخيال و الهلوسه و الحقيقه في عقل البطله التي تعاني من غياب الوعي و الهلوسات طوال الروايه فجأه نجدها في سوق ثم نستيقظ في السرداب و بعدها ترى امراه في الشارع 😵 على الرغم من تطرقها لاحداث مهمه و مصيريه بتاريخ العراق لكنها لم تعطيها حقها فقط كلام شاعري و كانه خواطر عند التقدم بالفصول تتوضح الشخصيات اكثر و تترتب الاحداث و تصبح مفهومه اكثر وصف هندسه بغداد بعصر المنصور و كيفيه اختيارها و اشعال النار بحدودها كان مشهدا مذهلا و كانه خارج من الافلام الملحميه مع موسيقى حماسيه
لسان حال الكاتبة تفضل ايها القارىء الكريم لكي تشاهد زمن كتب فيه للعراق ان تعيش في الم وحزن تعال واكتشف وجع لا يشفى ابدا .. تحية لقلم المبدعة والعبقرية الكاتبة لطيفة الدليمي الي خلاتني اقرأ عمل ادبي خالص لرواية جميلة جدا حزين حد الوجع ما يعشقه القارىء من الكاتب هو ان يجول ويصول به في الرواية وهذا ما قامت به لطيفة الدليمي في رواية سيدات زحل الرواية التي عرت حقيقة الانسان والتاريخ في بلد عصي على الانكسار ؟
من الروايات الواقعيه حد الالم، في الصيغة السرديه المتناهية الدقه، مع التفاصيل الصغيره تعيش داخل المدينه داخل الزمن والشخوص، تشم عبق الرواءح و نتانة الدماء، ويطن باذنيك ازيز الرصاص.
بغداد تخلت عنا بقدر ما تخلينا عنها ص 31 : موضوع - سيدات زحل - هو الحرب على العراق تراجيدية عراقية وسرد دافيء للحكايات برغم كل الحزن و الوجع توثق الكاتبة - لطيفة الدليمي - بلغة رائعة الأحداث التاريخية والحروب التي مر بها العراق من احتلال هولاكو لبغداد إلى الاحتلال الاميركي وكل الدمار والتخريب الذي تعرض له تراث العراق الحبيب .. وتاريخ شعب عريق كابد الكثير من الآلام والتنكيل والمحن والتهجير وبشاعة الحروب : تضم الرواية تسع فصول مقسمة إلى 35 كراسة هي مذكرات لعدة شخصيات دونتها حياة البابلي خلال سنوات الحصار والاحتلال الأميركي للعراق ( هذه كراساتي دونت فيها حكاياتنا ، حكاية عشقنا الصاعق قصص الفقد واوجاع السجن والإختفاءات )ص 17
لكن حياة تلاحظ إختفاء الأسماء كلما أنهت من تدوين كراسة فتختلط الأحداث عندها ومع ذلك تظل حياة تكتب وتستمر في سرد الحكايات ولا يعنيها إختفاء الأسماء لانه ليس مهم الأسماء فالجميع مشترك في نفس الحكايات الوجع واحد ، الهم واحد ، الآلم واحد .. الحزن والفرح يتداوله الجميع وكما تقول : وهل كانت أحداث حياتنا وحروبنا ومدينتنا ذات منطق وسياق ص18 : و حياة البابلي هي بطلة الرواية او الشخصية المحورية فيها .. تقوم حياة بسرد المذكرات والأحداث مع عدة شخصيات أخرى منها عمها الشيخ - قيدار - وعائلتها وصديقاتها ومن خلال الكراسات تستعرض لنا حياة تاريخ وذكريات وصور الحياة في مدينة بغداد وتعرض كل آلام وهموم سيدات زحل - بطلات الرواية وما تعرضن له من تهديد وقتل واختطاف وإنتهاك لكل القيم الانسانية وكل أشكال الاضطهاد خلال فترة الاحتلال واشتعال نار الحرب ابداعت الكاتبة في تصوير لحظات انهيار الحياة في بغداد وتبدد الزمن موت الحياة ، فراغ الطرقات ، اختفاء مظاهر الحياة احراق المكتبات والكتب ، ضجيج الحرب وتصاعد اعمدة الدخان في سماء بغداد التى صورتها كمرآة مهشمة : نجحت الكاتبة في سرد الاحداث و تحريك الزمن والتنقل عبر الأزمنة أثناء السرد من الحاضر إلى التاريخ والعودة بسلاسة بدون ان تشعر القاريء بالتشتت أو الإفلات من أحداث الرواية تؤكد الرواية ان المرأة هي الضحية دائماً في الحروب وأكثر من يتضرر في الصراعات ايضاً هم الأطفال : نهاية الرواية يلوح الأمل برغم كل الوجع ، بزراعة وردة النجاة حيث تلقى حياة عمها الشيخ قيدار مع أرواح نذرت نفسها لحراسة تراث الجمال المنهمكين في القراءة ، لم يغادروا بغداد ولا هي غادرتهم تقول حياة البابلي عندها (( آراني وحيدة وفي يدي زهرة بألف طيف لوني وماهي الا برهة حتى بدأت بتلاتها تذبل وتركت بذورها الهلالية في يدي )) : انها بذور الامل والحياة تنمو من جديد ذهب هولاكو وبقت بغداد .. يذهب الكل ويبقى العراق بكل أعراقه ومكوناته بعبق تاريخه وشموخه ومجده التليد : رواية تترك الكثير من الأسى في النفس والكثير من التساؤلات لماذا تخلينا عن بغداد ؟ .. أول لقاء لي مع الكاتبة لطيفة الدليمي وبالتأكيد لن يكون الأخير إن شاء الله
اشكر من أهدتني الكتاب ، اظن لولاها ما كنت تعرفت على لطيفة ، إذ كنت اظن ان الرواية هي جزء اخر لرواية سيدات القمر 🤷🏻♀️ الرواية متشعبة عميقة تتكلم اظن للمرة الاولى عن العراق في فترة التحرير او الغزو الامريكي (انظر لها كيفما تريد) الرواية تدخل عالم حياة البابلي التي يختفي منها الرجال في فعل طبيعي في العراق ، حياة البابلي ومن حولها قصص ، أكاد أعطي القصة النجوم الخمس لولا التشتت الذي وقعت فيه وانا اقرأ وكثرة الشخصيات ، والتقافز الذي يشبه جرادة ، بين حياة وزبيدة في عالم اخر واسيا ! التقييم ⭐️⭐️⭐️💫 عدد الصفحات 339
عندما تتحدث بغداد عن وجعها وهويتها السليب قراءة في رواية سيدات زحل للأديبة والمترجمة لطفية الدليمي عمار الثويني تفرض الروايات التي يكون فيها السارد مشاركاً/صانعاً للحدث تحديات عديدة لعل أبرزها قدرة الروائي على تقديم عمل متماسك يضفي فيه عامل التشويق ضمن متون النص، وينآى في الوقت ذاته عن التكرار والحشو حد الملل. لذا، نرى أن مثل هذا اللون من السرود التي يستسهلها عدد ليس بالقليل من الكتاب تكاد تكون في مخرجاتها ثيمات شبه مكررة أو حكايات متشابهة تتقاطع فيها كثير من التفاصيل القائمة على تجارب الروائي الشخصية أو من الوقائع المعروفة التي يجري سردها بطريقة أقرب للتقريرية. وفي رواية ’سيدات زحل‘ للكاتبة والمترجمة والناقدة لطفية الدليمي الصادرة بعدة طبعات عن دار فضاءات في الأردن (عام 2009) ودار المدى (بغداد/بيروت 2017) تثبت المؤلفة بأن ثمة حيزاً رحباً للإبداع السردي في هذا اللون من الروايات شريطة أن يملك الروائي خيالاً واسعاً وقدرة مائزة على الإمساك بتلابيب الاحداث وتقديم شخصيات متنوعة من رحم الواقع يقدر الكاتب على استنطاقها. فمن سرداب بيتها الكائن في شارع الداوودي بحي المنصور العريق، تدشن الكاتبة سردها المتقن الذي يحتاج لتركيز عال لفهم بعض طلاسم النص والرمزية المخلوعة على بعض المسميات والأحداث، مبتدئة بطرح سؤال جوهري على لسان البطلة، تستفهم مع ذاتها عن ذاتها، وهل هي حياة البابلي أو آسيا كنعان التي تحمل أسمها في جواز السفر. لقد أرادت الدليمي بإلقاء هذا السؤال الوجودي الذي يجري على لسان الساردة أن تدخل القارئ في عتبة النص. بدأت أولاً بالسؤال عن نفسها كأنها تريد منها نحن القراء الإجابة عنه، ومن ثم تتنقل في صورة بانورامية عن مدينة بغداد التي تقطن أحد الشوارع الراقية فيه، الشارع الذي أصابه الوهن والشيخوخة فترة الحصار ثم الاحتلال الأمريكي. لقد تبدل كل شيء في هذا الشارع حتى أسمه، فصار يحمل اسم شارع الطاووس الأزرق بعدما زاره هذا الطائر الجميل وحط في أحد البيوت، وشارع النساء الوحيدات إثرما هجره معظم الرجال إلى الخارج ولم يبق فيه سوى القليل من العائلات، فصار مرتعاً تقطنه الأغنام نهاراً والقتلة والمليشيات والعصابات ليلاً حيث تسطو على بيوته فتعيث فيها خراباً وقتلاً واغتصاباً وتهجيراً. لقد اتخذت الكاتبة من سرداب البيت مشغلاً للحكاية، السرداب الذي عمدت بيوت العراقيين القديمة إلى نحته تفادياً للحر صيفاً ومن ثم ملجأً من القصف. تحدثنا عن سر هذا القبو الذي أضحى ملاذها الوحيد للنجاة بحياتها من تهديدات شتى، وذلك على لسان والدها الذي اعتقل وسجن عام ثم أخلي سبيله لإصابته بمرض سرطان البروستات، "هذا السرداب القابع تحت بيتنا كان مخبأ عمك أخي الشيخ قيدار حيث لاحقوه بتهم تتعلق بالجمعية السرية التي أسسها، كان سرداباً منبعاً لأحلامه وفتوحاته الروحانية، وهو عاكف على تحقيق مخطوطات تتعلق بتاريخ بغداد" (ص51) لقد صنعت الروائية من هذا السرداب، وعبر كراريس العم قيدار التي تعثر عليها حياة البابلي (35 كراساً) دون أن تلتقي به، عالمين يسيران بخطين زمنيين متوازيين تارة ومتقاطعين تارة أخرى ومتداخلين في التارة الثالثة: العالم الأول الذي تحياه يومياً في مدينة تبدل فيها كل شيء حتى تقول في ص 30: "في بغداد ما عدنا نملك براهين لإثبات من نكون حقيقة، فالأسماء ما عادت تدل على معنى أو أحد، كل الأنساب عرضة للطعن وكل الأعراق مرصودة لمكائد أعراق وطوائف، أسماؤنا وأوراقنا ووثائقنا ومصائرنا تشابكت وتعقدت، أحرق بعضها في 1991 وزوروا البعض الآخر وزودوا آخرين في محنة انتحال الهويات الآن، وبقينا في التباس الحال." يدور فضاء هذا الواقع في فترات زمنية متباعدة: الحرب مع إيران والحصار ثم الاحتلال ودخول الجحافل الأمريكية وما صاحبه من فرهود وسيطرة المتشددين والمليشيات. وفي هذا العالم الواقعي، ندخل رويداً رويداً إلى حياة وقصة عائلتها: أخويها ماجد ومهند وزوجها حازم الذين كانوا ضحية النظام السابق، النظام الذي اعتقل الوالد بعد اعدام ابنه والوالدة وقطع لسان الأستاذ حامد، الجار الوفي، مدرس اللغة الإنجليزية بشكوى كيدية من طلبته، بينما فر العم قيدار من بطشه. لم يتبق لها سوى أخيها هاني والحبيب ناجي والببغاء حسوني سلواها من الوحوش الآدمية في هذا الواقع، واقع نساء زحل اللاتي أصابهن طالع هذا الكوكب النحس. بين جنبات هذا العالم تسير بنا المؤلفة في حكايات ومطاردات تعرضت لها شخصياً في محاولة اختطافها وقتلها، ونعيش معها اسدال الستار عن مصائر صديقاتها اللاتي كن ينتظرن الفرج في الهروب إلى الخارج عبر نافذة الزواج من عراقيين مغتربين: لمى وهالة ومنار وآمال وراوية وهيلين وكذلك الصحفية برسكا برنار، النساء اللواتي ترسو حياتهن ما بين القتل والاغتصاب والانتحار والهروب والاختطاف للحصول على الفدية. أما الواقع الآخر، عالم العم قيدار، فكانت الدليمي فيه أشبه بالساحر الذي يخرج لنا بين فصل وآخر من قبعته كراساً إثر الآخر ليحكي لنا بأسلوب جد شيق وانساني عميق مواضيع شتى عن بغداد، حكايات تدور في أفلاك زمنية متباعدة لكنها مترابطة بنحو وثيق في مجملها وتفاصيلها تحت عباءة ثيمة واحدة: بغداد قبلة كل الحكاية والوجع التاريخي ونوح الماضي والحاضر والمستقبل. وفي كراسها الأول تسرد تاريخ العائلة واستقرارها في بغداد منذ تسعة أجيال بعدما نزح الجد التاسع رشيد ابن الشيخ نعمان التميمي، تاجر القمح والغلال، الذي دأب على شراء القمح الجيد المعروف بالحنطة الكردية من سهل شهرزور في أربيل ومن سهل نينوى ليبيعه على تجار بغداد وديالى والبصرة. في الكراس رقم 4 تحكي قصة جدها، والد أمها، الذي مات في حركة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941 بعدما قتله الانجليز في معارك الحبانية. لم تغفل الكاتبة عن أهم محطة في تاريخ بغداد، سقوطها المدوي على يد المغول، فخصصت الكراس 19 في سرد مكثف للحديث عن محنة انهيارها ودخول الغزاة والحوار التاريخ اللطيف الذي دار بين هولاكو والخليفة المستعصم، وحالات الفرهود والنهب والاحراق والسطو الذي تماثل في تفاصيلها مشاهد ما حل ببغداد عام 2003. وكان للطاعون الذي أصاب المدينة وأهلك الحرث والنسل والزرع وصيرها في فترات مختلفة مدينة للأشباح والموت حصة في ذلك السرد، بعدما فرت العائلة من بغداد وقصدت مناطق الموصل ليحلوا ضيوفاً على الايزيديين الذين استقبلوهم بكل أمارات الرحابة. كانت حياة تتحرك بين فضاء تينك العالمين، من سرداب بيتها تحت الأرض بثلاث حركات: البدنية بين المنزل واللقاء بصديقاتها وأقاربها ومشوار المضي ذهاباً وجيئة إلى مقر العمل في المؤسسة الإعلامية التي نخرها الفساد والعهر وكذلك وسفرها خارج العراق رفقة ناجي ومن ثم إلى الأردن طلباً للجوء. أما الحركة الثانية، فهي تخييلية: تنتقل بروحها لا ببدنها فتقول في ص 98 بتصوير رائع، "أطير فوق بغداد كيمامة حزينة، أطوف حول المنائر وبرج بغداد وأعبر دجلة في قارب إلى جانب الرصافة، أهبط من القارب قبالة المبنى التاريخي للمدرسة المستنصرية وأجتاز السوق الذي كان يبيع التحف والمسابح والسجاد وخواتم الفيروز والعقيق وصور الملوك والأوسمة والأسلحة الأثرية، ثم أعبر الأسواق المهجورة المنتنة مارة بسوق دانيال وسوق الصفافير إلى شارع الرشيد... خلال مسيرة خبلي وسط الحرائق، وأنا أتعثر بالجثث تهب في وجهي رياح محملة بالرماد، بغداد تحتضر أمامي." وفي سفر تخييلي آخر، تقول، "في جهة الكرخ المقابلة، تتراءى لي (مس غرترودبيل) صانعة الملوك، تلك البريطانية التي حكمت الشرق من وراء غلالة الشغف والطموح الامبراطوري والصلف، وصنعت دولة حديثة في بغداد على أنقاض حكم بني عثمان، أرى فرسها تسير خبباً تحت فارستها النحيلة ونظرتها المتعجرفة." ص102-103) أما السفر الثالث فكان روحياً، وتجسد ذلك في الفصل الأخير، الكراس 35 الذي تتخيل فيه الكاتبة لقاءها بالعم قيدار وحوارها التصوري اللطيف معه فتسأله: (ص 339) - بغداد، لماذا تركت بغداد؟ - لم أغادرها، أنا فيها وهي فيّ.. تعالي واجلسي هنا. - لكنك ذهبت إلى دير مار متى؟ - نعم، أنا هناك وهناك وفي كل مكان. سيدات زحل عمل متقن التفاصيل، وهي رواية "حياة البابلي/آسيا كنعان" وكل النساء، فهي حكاية الوجع والألم، حكاية بغداد لكأن هذه المدينة تتأوه وتنوح بلسانها عن انسانيتها المنهوبة وتاريخها وهويتها السليب ومستقبلها المبهم. وهذا العمل الذي تقول المؤلفة عنه أنه مكمل لروايتها الأخرى "عشاق وفونوغراف وأزمنة"، الملحمة الروائية التي يدور فضائها في نحو مائة عام حول عائلة الكتبخاني البغدادية، يؤكد أن الروايات المميزة تحتاج إلى استحضار كل الأدوات المميزة في محراب السرد، وايلاء هذا الفن الأدبي الرفيع قدسية واحترام كبيرين، وهو الأمر الذي تتمتع به الروائية والمترجمة لطيفة الدليمي بما تملكه من ثقافة واسعة وخيال خصب ومعرفة معمقة بصنعة الرواية واتجاهاتها وتطورها.
كلما قرأت عن بغداد اكثر زاد شوقي لزيارتها و حسرتي على استحالة هذه الأمنية. بغداد التي قرأتها في هذا الكتاب هي بغداد الضحية ، و القاتل ، بغداد التي تحتضن أبناءها في عام لتقتلهم أو تنفيهم في عام اخر ، ولا عجب من عشق أبنائها لها ، فعذاب الحبيب هو ما يحفر الحب أخاديد عميقة ليس لها أن تندثر في قلب المحب ، الجميل جدا في هذا الكتاب أن المؤلفة تلبست أكثر من شخصية على مدى مئة و ثلاثين عاما تقريباً من تاريخ بغداد ، و غدت تصور لنا في كل مرة عذاب العيش في مدينة كتب عليها الحرب منذ بنيت حتى ولو سُميت تفاؤلاً بدار السلام ، كيف لا و قد نقش مخططها بالنار حين صممها مهندس المنصور أملاً أن تكون شعلة من نصر ، فغدت ناراً مستعرة ترفض الانخماد .. وأول ما تحرق ابناؤها ...
ما من نبؤة لم تتحقق وما من توقعات لم تحدث وكل ما أرجأته الكوارث للمستقبل او إدخرته الأيام لبلاد أخري وقع هنا وانتهي الأمر ، قطعت جدران الكونكريت العملاقة أوصال بغداد ، صارت متاهة تضيع في جنباتها. بدأ انهيار اللغة وتهاوت أصداء الكلام مرتطمة بالجدران حين حرّم حراس الفضائل من فوق المنابر تداول الشعر والروايات والقصص ووزعوا ملايين الكراريس المجانية التي تضم الأدعية والإبتهالات وأحكام التطهر وطرق النكاح الشرعية ونكاح الصغيرات وزواج المتعة وتزامن هذا مع تفجير المكتبات وحرق مخازن الكتب ... فقد الناس اللغة اليومية التي كانوا يتحايلون بها علي تأويلات حراس الحاكم ، وحلت لديهم كلمات غرببة يتداولونها دون أن يعوا مدلولاتها الفقهية المطلسمة ، كلمات هطلت من الفضائيات التي يهيمن عليها حراس الفضائل الزائفة .... (١) القصة هنا هي قصة العراق ممثلة في قصص سيداتها من عهد صدام وماقبله وصولا للاحتلال بطلة الرواية عايشة في بغداد بعد الاحتلال وبترجع لدفاتر كتبتها هي وعيلتها وأصدقائها عشان تسترجع حياتها وحياة اللي حواليها وتستعرض لمحات ومحطات مهمة في تاريخ العراق الحديث (٢) في روايات كتير بوصفها انها زي افلام المهرجانات حاجات بنقرأ نقد عنها انها حلوة قوي بس مش بنشوفها غالبا عشان مش بتتعرض تجاري في السينما وانت وحظك مع مواقع التورنت او مواقع تحميل الافلام ولو شفناها أحيانا مش بنفهمها او مش بنفهم فين مواطن الجمال والقوة اللي خلاها تاخد كل الجوايز دي ، أحيانا بيبقي الموضوع أكاديمي قوي والفلم معمول اصلا للنقاد وللجايزة وهو فعلا مش حلو او مش لأي حد واللي داخل يتسلي أو يستمتع وبس ممكن يحس بملل أو إنه الموضوع مبالغ فيه والرسالة كانت ممكن توصل بدون كل الفذلكة دي (٣) طب الرواية هنا مهرجانات ولا تجاري وتسلية؟ الحقيقة إنه اللغة هنا راقية لأبعد حد والوصف فوق الممتاز والتعبيرات رائعة وأسلوب السرد يخليك ماسك صفحات عمال تعيد وتزيد فيها من جمالها ، إنما الحبكة الرئيسية نفسها مهرجاناتية بالدرجة الأولي ، آه المؤلفة بتوعدك في الاول بقصص ٥ ستات اللي اتقتلت واللي اغتصبوها واللي اتعذبت في أبوغريب واللي عملت واللي سوت بس فعليا مش هتلاقي اللي انت مستنيه و متستناش صراع او تشويق او تحس انك متفاعل مع الابطال وعايز تاكل الكتاب عشان تعرف النهاية. (٤) آه في شوية تاريخ عن بغداد اللي مبقيناش فاكرينها وفي قصف مستمر في بغداد بعد الاحتلال وناس بتتعذب في معتقلات وبغداد بتتسرق علي الملأ ومحدش بيتحرك واسامي الشوارع والميادين والكتب والاهم طبعا كنسوية عربية إنه في ملتحين بيجروا وراها هي واللي زيها عشان مش عايزة تلبس حجاب وبيقطعوا رؤوس الستات اللي مش محجبات وبيقطعوا كمان رجول الستات اللي بيلبسوا شورت وهما رايحين حمامات السباحة ، وبس خلاص علي كده انما قصة قصة لا متلاقيش والله معلش مش فاهم أصلا ازاي في قصف وحرايق وعدم امان وصراع مع الامريكان والناس اللي هي سمتهم مسلحين مش مقاومة وفي نفس الوقت في ستات رايحة حمام سباحة بشورت (٥) الرواية أغلبها أو كلها وكأنها مجموعة من المقاطع المتفرقة أو التنويعات أو الخواطر أو أيا يكن المسمي اللي تحب تسميه كاتباهم المؤلفة في دفترها في لحظة الهام وبتحاول بعد كده بتحطهم جوه سياق قصة وبتنشر ، المؤلفة حكاءة أصيلة متمكنة من لغتها ومركزة في الفكرة اللي عايزة توصلها ، في خلطة نسوية بايخة في أغلب أجزاء الرواية ، في تشابك وتعقيد وعدم وضوح في سرد الأحداث لدرجة تخليك تتوه في النص وتنسي احنا كنا بنتكلم في ايه او عن مين وترجع من الاول وبرضه مش بتمسك طرف الحكاية ، الاسلوب حلو مفيش كلام والمقاطع المتفرقة دي فوق الممتازة حقيقي بس مفيش قصة واحدة اعرف امسكها عشان احكيهالك (٦) تقديري الشخصي إنها لو خلتها بشكل أكثر تبسيطا كان هيبقي أفضل علي مستوي توصيل الفكرة أو حتي علي مستوي التشويق ومتابعة الأحداث ، الأدب من صفاته إنه لازم يحمل شئ من المتعة أو لازم يجذبك تكمل عشان حاجة معينة ، انت بتسرد تاريخ وبتحكيلي معاناة حصلت فعلا بس مش ضروري تعاقبني وتقعدني وكأنك بتديني محاضرة بدل ماتحكيلي حدوتة لطيفة أقدر من خلالها احكم بقي انا واتعاطف وكده ، أظنها لو اتعملت كمجموعة قصصية مثلا كان هيبقي أفضل برضه (٧) المجمل العام للرواية مقبول ، حفلة كلاسيك شيك في الأوبرا تحضرها مرة ومتكررهاش تاني ومتهتمش حتي تدور علي تسجيلات عشان تحتفظ بيها وغالبا هتفكر قبل ماتكرر التجربة تاني
لا تصدق كل ما يرويه الكبار، فلا أنا و أهلك ولا أيأحد يعرف أصل الحكاية وحقيقتها... ماهو أصل الحكاية وحقيقتها!؟؟ أنا أيضا لا أعرف، وعندما تكبرلا تنخدع وتبحث عنها عندأحد، قد تكون عندك ولا تدري هي كسطح الماء في دجلة تحركه الرياح وتشكل له أمواجا وألوان في الضوء، فيختلف المنظر حسب موقعك منه، فلو كنت واقفا على الجسر سترى غير ما يراه الواقف في نافذة منزل على النهر، أو ما يراه شخص في قارب وسط الماء... ما معنى هذا؟؟ معناه أن لا تصدق إلا ما تحسه وتدركه أنت، الحقيقة وأصل الحكاية شيء لا يدركه أحد.... ... خذ الحكاية وتصرف بها على هواك، صدقها أو اضحك منها أو إنسها، نحن نروي الحكايات لانستطيع تحمل الزمان وقد تعب البلد يا ولد من كثرة الحكايا. -"لا تأخذي كل قول على محمل الصدق فالألفاظ بها لبس والمعاني بها اشتباه الألفة استوفت معاني المدرسات وهي لغة جوهر الروح وصفو القلوب، وأنا مرتاب بكل حرف ومؤداه مما يدعيه غير العارفين بالحق.." . ماالذي يمنح الروح قدرتها على مجالدة الألم؟ أهو الحب؟ أم جرثومة الحياة العنيدة؟؟ أم هي الأحلام التي نستولدها من شحنات الأمل والحب؟... ما الذي يدفعني للمضي قدما؟؟... رحلتي نحو نفسي التي تجول بلا منطق ولا حذر في الأعماق؟ ألم الجرح يجعلني أرتجف وأكظم البكاء، وأرى شلالات من الضوء تتدفق في داخلي، الألم يتحول حين يكبح إلى مصدر للاستنارة، لا أح�� ألمي ولكنني أتقبله وأدجنه وأحد درجته فلا يغلبني ولا أبدي السخط عليه، أعتبره جزء من طريق الوصول وسوف اغادره و يغادرني، وعلي أن ابدي اصطبارا وحكمة في تعاملي معه كما افعل مع الرجل الذي يحبني... أهذا هو الرجل الذي كنت تسمينه على الغيم والماء وتطرزين صورة زفافك له على الوسائد وتصنعين له أجنحة من ذهب شفاف وتلونين عيونه برغوة القهوة وتجعلينه يرتدي قمصانا زرقاء كالبحر وعباءات من النور، كنت تخططين للزواج من رجل غير أرضى، رجل يضهر بغتة من غابة نخيل أو يصعد من موجة أو يهبط بمنطاد، تمنيت أن يعشقك رجل من ماء ولهب... كم هو الحب عجيب وصاعق إذ يباغتنا في زمن ما عدنا نؤمن معه بمعجزة أو شفاء، ولا نثق بتجليات الهوى أو أناشيد الغرام، لو كان الحب سهلا لحصل عليه جميع الناس في اي وقت، لكنه امر معقد كمعضلة رياضيه احيانا وسهل كرشفة ماء في احيان أخرى، وعلى ان أديم التحدي مهما كلفني الأمر من تمويه، السعادة تستحق جهد البشر لتذوقها ولو في لمحة حلم او في عبور رؤيا... ... سيدات زحل هو عباره عن أصوات لنساء نزل لديهن زحل ضيفا ثقيلا بحقيبة مليئة ب اسئله لا اجابات عليها ووحشة وحروب .... 💔
قبل فترة من الزمن قررت ان اخرج من فقاعة الأدب الغربي (الامريكي والبريطاني على وجه الخصوص)، واقرأ شيء اقرب لي ولوجودي، وهنا بدأت ابحث عن كاتبات عربيات، وعراقيات على وجه الخصوص اكتشفت لطفية الدليمي، وقررت اقرأ أحد كتبها؛ وأخترت سيدات زحل، وبعد ذلك بفترة اشتريته من دار المدى (يمكن لازم اگول هالشي؛ انك تقرأ هذا الكتاب مثل انك تگعد تسمع سوالف اقاربك وذكرياتهم.. بس هنا السرد احلى. لا تقراه اذا تريد تطلع من اكتئاب ولا تقراه اذا تريد تغير جو عن سوالف العراقيين، ما حيفيدك) اكثر شي عجبني بالرواية انه حسيتها قريبة لي، يعني بالعادة لمن اقرأ كتاب لازم تكتشف هالاحداث وين دتصير وهالناس شلون يفكرون. هنا كلشي مألوف: المناطق فايتة بيها او سامعة بيها، الاغاني حافظتها، قصص الاشخاص مو غريبة وسامعيها آلاف المرات. الشغلة الثانية انو طريقة الكاتبة بالسرد تخبل، قريبة منك بس بنفس الوقت متكلفة وشاعرية (دزيت اقتباسات لكم صديق شايفين كتاباتي وگالوا تشبه اسلوبي بس مدري عاد، ما اريد اصير نرجسية). مو كل اللي ينذكر اله علاقة باللي يصير او بتطور الاحداث بس كله تستمع بقراءته وتقدره وتحس بمقاصد الكاتبة. السرد كله مكتوب بالفصحى، ويدخلك بجو حلو، مثل ما ذكرت قريب من لغة الانسان العادي بس بنفس الوقت بيه شوية تكلف ادبي بحدود المعقول، الحوارات أيضًا اغلبها بالفصحى، مرات لمن مرة چبيرة بالعمر مثلا، او طفل صغير، او تريد تبين لهجة منطقة او محافظة معينة تخلي الحوار بالعامية اكو شغلة صغيرة ما عجبتني: الكتاب شوية.. مخربط، يعني حوادث تنذكر نهايتها بالبداية وبدايتها بالنهاية، لمن تقراه شوية حتفتهم شديصير بس يحتاج تصفن كل شوية وتتذكر انك سامع هالموقف قبل كم فصل، وانو هاي تكملة او مقدمة اله هالكتاب اخذ مني هوايه وقت، كلش هواي، لان لازم بنهاية كل فصل تسده وتستوعب اللي صار واحتمال تبچيلك شوية، جتي ايام ما قريت بيه ابد لان مو دائما نفسيتك تتحمل تقرا هيچ كتاب كئيب، بس كملته حبًا بالسرد والكتابة ينحط بالتأكيد على قائمة كتبي المفضلة، بس مو الكتب اللي انصح بيها الناس لان ما اعتقد الكل ممكن يستمتع بهيچ كتاب متعب نفسيًا. بس خوش تجربة وكلش ممكن اعيدها واقرا شي ثاني للطفية الدليمي بالمستقبل 4.5/5
"السعادة تستحق جهد البشر لتذوقها ولو في لمحة حلم أو في عبور رؤيا، وتستدعي جهوداً فوق ما تطيقه امرأة وحيدة في التاسعة والثلاثين مهددة بالقتل في بغداد المحتلة " بذلك ختمت لطيفة الدليمي ملحمتها البغدادية على لسان بطلتها وإحدى سيدات زحل (حياة البابلي).. رواية من ٣٤١ صفحة تحكي مأساة بغداد في عدة مراحل من مراحل تاريخها العريق. رواية أعتقد أن الكاتبة وُفقت فيها باختيار العنوان فقد قال الكندي عن زُحل: أن من طبعه البرد واليبس وهو الذكر النهاري والنحس المظلم بسواده، وأن نحس زحل يدوم ثلاثين سنة وسعده ثلاثين أخرى! ومن أجل كل النساء اللواتي ظُلمن في بغداد إبان زمن المغول، وحرب إيران، والسيطرة الأمريكية، وما بعد ذلك .. اختارت لطيفة الدليمي نحس زحل لتصور المأساة التي خلفها في بغداد مدينة الحب والأدب حاضرة دار الحكمة ومجدنا الزائل، فحكت كيف تشعر الزوجة حين يُخصى زوجها، والصديقة حين تُغتصب رفيقتها، والجارة حين يقطع لسان جارها، والحبيبة حين يُباعد بينها وبين رجلها .. من هنّ أولئك النسوة ؟! أتكون حياة البابلي جميعهن؟ لغة رائعة وتصوير أروع في هذا العمل الأدبي الأخّاذ!
كل ليلة أطلب من الله أن يسامحنا بتركنا العراق للوحوش تنهش فيه من كل صوب.. وأعلم أنه رغم رحمته الواسعه ومغفرته التي لا يسعها شيء لن يسامحنا! كما ذكرت الكاتبة المبدعة الأستاذة لطفية في الرواية، بغداد تخلت عنا بقدر ما تخلينا عنها، أجل جميعنا تخلى عنها. العراق مهد الحضارات على طول الزمان، كم عانى وما زال يعاني، عانى قسوة ووظلم القريب قبل البعيد الذي لم يتوانى عن انتهاز الفرص. كم حلم الأعداء بتدميره وكم نصبوا له من الفخاخ وهام هم الآن يترجمون مكائدهم إلى ويلات وسواد ووحشية لا تدركها العقول يا الله..
رحماك بشعوبنا.. رحماك ببلادنا.. رحماك بعقولنا وقلوبنا وأرواحنا التي عافت هذا المستنقع المليء بالدماء الذي يسمونه في كتب الجيلوجيا بالأرض.
هذه الرواية تعري وتفضح وتصدم وتدفع على الحزن والبكاء .. هذه الرواية تاريخ وشوق وسحر وبنفس الوقت وجع شديد وحسرة تعتصر الفؤاد.. هذه الرواية أنثى في مهب كوارث الشرق!
"ما الذي يمنح الروح قدرتها على مجالدة الألم؟ أهو الحب؟ أم جرثومة الحياة العنيدة؟؟ أم هي الأحلام التي نستولدها من شحنات الألم والحب؟ أم انشغالي بالبحث عن عمي قيدار؟؟ ما الذي يدفعني للمضي قدماً؟؟ العثور على بغداد أخرى؟؟ أم هي رحلتي نحو نفسي التي تحول بلا منطق ولا حذر في الأعماق؟؟ ألم الجرح يجعلني أرتجف وأكظم البكاء، وأرى شلالات الضوء تتدفق في داخلي، الألم يتحول حين يكبح إلى مصدر للاستنارة، لا أحب ألمي ولكنني أتقبله وأدجنه وأحدد درجته فلا يغلبني ولا أبدي السخط عليه، أعتبره جزء من طريق الوصول وسوف أغادره ويغادرني، وعلي أن أبدي اصطباراً وحكمة في تعاملي معه كما افعل مع الرجل الذي يحبني.. أخادع نفسي أحياناً وأقول أنا قوية، بينما يطقطق داخلي ويتهشم كزجاج نوافذنا كل ليلة، أضحك من قدرتي على تمثيل دور المرأة الشجاعة الذي أؤديه أمام الآخرين، أضحك من رضوخي لفكرة البسالة المفترضة التي يطالبنا بها الناس، لماذا لا أبدي هشاشتي الإنسانية؟" #لطيفة_الدليمي #سيدات_زحل
رواية على هيئة مرثية لبغداد، لما حلّ بها منذ عصور الخلافة وحتى الاحتلال الأمريكي. تتنقّل الكاتبة بين الحلم والواقع والذاكرة، في مونولوجٍ داخلي متواصل، يعبر أمكنةً وأزمنةً متعددة — من بغداد المنصور إلى حاضرها الموجع — بلغةٍ شاعرية آسرة، وإن كانت ثقيلة أحيانًا.
من خلال حكاياتٍ كثيرة لنساءٍ ورجال، كانت الكاتبة صوتهم جميعًا. استعارت كوكب زحل، لما عُرف عنه من طالع سوء ونذير شؤم على بغداد، فجاء العنوان «سيدات زحل» لأنهنّ نساء فقدن رجالهن، إذ أكلت الحروب كلّ الذكور في مدينتهن.
أول تجربة لي مع الكاتبة — وهي مترجمة أيضًا — وكانت قراءةً تشبه قصيدةً طويلة، أحببت لغتها كثيرًا، وإن بدت القصة متناثرة بعض الشيء. تحتاج إلى قارئٍ صبورٍ ومتأمّل ، ليست للقراءة السريعة
تقييمي أربع نجوم للغتها الرائعة، ولذلك الفصل الذي وصفت فيه بغداد المنصور بمشهدٍ لا يمكن أن يخرجه أفضل المخرجين السينمائيين روعةً وإتقانًا
رواية غريبة، غير واضحة المعالم، متداخلة مترابطة و واسعة النطاق.. أحببت قصص البنات و وددت لو كان جل إهتمام الرواية منصبًا عليها، لكانت أغنى، أمتع و أقسى.. قصص الحب كانت تمويها مناسبًا للأسى و الحزن العميقين و كانت بالقدر المناسب. لم يصلني الجزء المتعلق بالعم قيدار، أحسست بضياعه وسط الأحداث الأخرى. أُعجبت جدًا بفكرة السرداب و جميع حكاياه. رواية مميزة و تستحق القراءة، أسلوب الكاتبة سلس بسيط للقراءة.