يدرس هذا الكتاب المرحلة الأخيرة من مراحل "المسألة الشرقية"، وهي المرحلة التي استحوذت على المشهد السياسي الأوروبي بدءاً من سنة 1831 حتى سنة 1841، " حيث استطاع "محمد علي" والي مصر بمعاونة ابنه ابراهيم أن يجدد قوى مصر، ويحرز انتصارات باهرة على تركيا ( الدولة صاحبة السيادة على مصر) وينتزع منها مساحات شاسعة من الأراضي التي كون منها إمبراطورية واسعة الأرجاء بسطت نفوذها على شمال أفريقيا وغرب آسيا. ويعرض الكتاب طرح محمد علي للمسألة الشرقية من خلال رغبته في تسوية موضوع وراثة تركة الدولة العثمانية لصالحه هو، واصطدامه بمصالح أوروبا،ودفعها للتدخل، وإثارة أزمات متعددة متعددة هددت السلام الأوروبي بدءاً من "حرب المورة" حتى سنة 1841، حيث كانت للقوى الأوروبية العظمى مطامعها الخاصة؛ لكن الصراع حول هذه المطامع والمصالح المعقدة كان يدور تحت غطاء من التعبيرات، أو المصطلحات الدبلوماسية شددية العمومية والغموض، منها مصطلح: " الدفاع عن وحدة أراضي الدولة العثمانية".
ولد في المرج بمديرية القليوبية 9 يوليو سنة 1894، حفظ القرآنَ وتعلم فيه القراءة والكتابة، ثم انتقل إلى القاهرة ليتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة النحاسين، ومن ثم التحق بالمدرسة الخديوية الثانوية، وتسبب اهتمامه وشغفه بالأدب والشعر في رسوبه في السنة الثالثة من المرحلة الثانوية سنة 1912، الأمر الذي جعله يترك الانتظام في الدراسة، مفضلاً الدراسة المنزلية التي وفرت له الوقت لقراءته الحرة واطلاعه على الأدب، فضلاً عن التواصل مع أدباء عصره.
- حصل على ليسانس التاريخ الحديث من جامعة السوربون بفرنسا سنة 1919م. - حصل على دكتوراه الدولة مع مرتبة الشرف من السوربون سنة 1924م عن رسالته : نشأة الروح القومية فى مصر، وهو أول مصرى يحصل على هذه الدرجة العلمية.
له 33 مؤلفًا باللغة العربية والفرنسية عن تاريخ مصر الحديث وعن الأدب العربي.
Interesting history book based on official documents in Egypt, Austria, Turkey, UK, ... etc. The book was originally written in French by an Egyptian History Researcher and translated to Arabic. كتاب تاريخ شيق عن عصر محمد على و يعكس شخصية محمد على و تأثيرها فى قراراته و فى التاريخ مؤلف الكتاب مصرى و لكنه كتب الكتاب باللغة الفرنسية و تم ترجمتهللعربية و هو يستند لوثائق نادرة من دار المحفوظات فى مصر و النمسا و تركيا و غيرهم
اسم الكتاب: الإمبراطورية المصرية في عهد محمد علي والمسألة الشرقية اسم الكاتب: محمد صبري السوربوني ترجمة: ناجي رمضان عطية عدد الصفحات: 423 التصنيف: تاريخ
هذا الكتاب الذي بين أيدينا أراد به المؤلف أن يؤرخ لتوسع مصر وبناء إمبراطورية كبرى، ويسجل حروبها وعلاقاتها مع القوى الأوروبية، ومع الدولة العثمانية.
قدم الكاتب تمهيدا موجزا في بضع صفحات رصد فيه ملامح التاريخ المصري عبر العصور، لينتهي إلى العصر المملوكي/العثماني وحتى الغزو الفرنسي لمصر، ليبدأ الفصل الأول بمجيء محمد علي إلى مصر وتوليته وصعوده وأهدافه بعد تدعيم سلطته حيث يبدأ بعد ذلك في تكوين الإمبراطورية بدءً بحملاته ضد الإمارة الوهابية السعودية ليتفرغ بعدها لتحقيق فتوحاته في اليمن ثم أفريقيا.
ويستأنف المؤلف درايته بمعالجة دور محمد علي في حروب المورة(1824_1828) ويقظة أوروبا ودولها الكبرى لمواجهة الخطر المصري التي نتج عنها تحطيم قوة هذا الخطر في موقعة نافارين عام 1827 ووضح السوربوني أن محمد علي بدأ يفكر بعد ذلك التاريخ في تكوين إمبراطورية مستقلة فعليا.
وبمهارة ودقة يرصد السوربوني تطور موقف أوروبا من محمد علي بعد حرب المورة وأهدافه في الشام، وتفكيره في مشروع إمبراطورية عربية.
ويوضح أسباب فشل مفاوضات قيام الحملة المشتركة لغزو الجزائر (1829_1830) وانفراد فرنسا بها بعد رفضها شروط محمد علي، لتعارضها مع مشروعه الخاص بإقامة إمبراطورية.عربية، ومحاولات محمد علي في إلقاء نفسه غي أحضان إنجلترا التي لم تكن تطيق أن تلعب مصر دورا ما في أوروبا بصفتها حليفا لفرنسا.
وعندما أرخ الدكتور السوربوني لحملة محمد علي على الشام (1831_1832) التي ضرب فيها عرض الحائط بعلاقته بالسلطان العثماني، أتى بمعلومات دقيقة بشأن حصار عكا وسقوطها في يد جيش إبراهيم باشا.
وعندما انتصر ابراهيم في قونية وكان على بعد مسافة 100 فرسخا من الآستانة توقف بجيشه واتخذ وضعا دفاعيا لأن والده أراد أن يدرس موقف أوروبا منه، وبتحليل رائع انتقد المؤلف موقفه ووصفه بحذر دفعه إلى التردد، وأنه لولا حسم إبراهيم وتصميمه لفشلت الحملة. فقد كان محمد علي مفتونا بحلم الاستيلاء على الآستانة، لكنه كان يخشى القيام بحركة جريئة تفتح عليه أبواب جهنم .. كان لا يستطيع ضبط خطواته إلا حسب إيقاع السياسة الأوروبية.
من الأشياء المهمة في الكتاب هي تقديم الكاتب لتحليلات عميقة لنفسية محمد علي وطموحاته وغريزة الخطر التي كانت تلهمه احيانا لطاقاته وقراراته، وقدم كذلك معالجة دقيقة للصراع بين الدبلومامسية، الذي فرض على محمد علي الخوف والحذر من الدول الأوروبية وعلى رأسها إنجلترا وبين القيادة العسكرية الحازمة والمندفعة لإبراهيم باشا، بشأن الاستمرار في غزو الأناضول ودخول الآستانة وعزل السلطان محمود، ولم يكن بوسع المؤلف إلا أن ينتقد محمد علي لبطئه وتردده. لقد عاش محمد علي منذ معركة نافارين تحت سيطرة كابوس دائم يخيفه من تخالفات أوروبا ضده، كان صمت إنجلترا يقلقه، وكان ذهنه المرن يناور ليلتف حول المشاكل بدلا من مواجهتها، يتآمر سرا لإشعال ثورة في الآستانة، ويفضل إستخدام التهديد بينما كان إبراهيم على العكس يفضل العمل العلني الجريء، كان إبراهيم رجل الأعمال وكان أذكى من أبيه في المجال الدبلوماسي فقد خبر أوروبا وعرف بشكل واضح مدى قوة الأمر الواقع وتأثيره، ولو كان الأمر بيده وحده لأعلن عزل السلطان محمود وإعادة الخلافة إلى القاهرة مع كل مظاهر السيادة السياسية والدينية فور انتصاره في قونية في ديسمبر 1832 لكن والده منعه من إنتهاز هذه الفرصة الرائعة.. لقد بدا أبوه وكأنه يتسول استقلاله من دول أوروبا!
لقد ألقى السوربوني أضواء جديدة وكاشفة على دسائس أوروبا ضد محمد علي خلال المفاوضات التي أفضت إلى صلح كوتاهية، حتى أجبرته أن يظل مجرد تابع للسلطان رغم إنجازاته العسكرية فكانت الاتفاقية لم تعبر عن وضعه الفعلي.
وفي هذا الكتاب قدم المؤلف رصدا دقيقا ومهما لتطور سياسة إنجلترا تجاه محمد علي ومصر، فبعد أن عالج موقغها التي تميز بالعدواة الكامنة السلبية خلال أزمة الشام الأولى شرع يفسر تحوله عام 1834 إلى عدواة صريحة وعملية.
هذا الكتاب عظيم بحق، تحية اقدير واجلال إلى روح المؤرخ الكبير الأستاذ الدكتور محمد صبري السوربوني على هذا السفر الملحمي الذي جال فيه بعلمية وإقتدار وبتوثيق فريد سوف تدهش من مصادره خلال عقود ثلاثة حافلة وخطيرة من تاربخ الوطن، مليئة بالصراعات السياسية والدبلوماسية والحربية، تعدزت جبهاتها من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد السودان وقلب افريقيا، ومن بلاد اليونان إلى الشام والأناضول وقلب تركيا، وإنتقال الصراع إلى أروقة ع اصم الدول الأوروبية، وكانت مصر خلال ذلك ملء أسماع الدنيا وأبصارها.
لقد استطاع المؤرخ أن يرصد ذلك كله، بحقائقه وتحليلاته، ولم يفته التعبيو عن الخوالج والجوانب الإنسانية، بصياغة أدبية مشوقة لا تجافي روح العلم ولغته، ليكشف بذلك عن قدرة خاصة وفذة على تحليل شخصيتي محمد علي وإبنه إبراهيم عبر مراحل عديدة، من الانتصارات والمفاوضات والتراجعات والتحفز لمزيد من الإنطلاق، والقدرة على تعديل الخطط وتطويرها.. لقد أمدنا السوربوني بدرس من تاريخنا يحتاج مزيدا من الوعي والتأمل والقدرة على المقارنة والتحليل والاستنتاج وأعيينا دائما على الحاضر.
كذلك قدم المترجم ترجمة بديعة في لغة عذبة ومشرقة، لأفكار لا نكاد نتبين أنها ترجمة توضح ثقافته التاريخية الواسعة، جعلته يزرك روح النص وروح العصرين، العصر الذي كُتب عنه العصر الذي كتب فيه.
This entire review has been hidden because of spoilers.
الكتاب بيتكلم عن تكوين امبراطورية محمد علي وأفولها ، بيعتمد الكتاب علي رسائل السفراء والقناصل الذي حصل عليها من الملفات الغربية ، لذا الكتاب مركز علي الملف الخارجي كعنصر اساسي ، ولم يهمل الملفات الاخري لكن بشكل محدود . الكاتب يمجد كل افعال محمد علي حتي الطالح منها ويجد مبررات لها ، فالكتاب متحيز جدا وقومجي . مميزات الكتاب التنظيم فيه رائع ، بالاضافة الي الكتابة السلسلة ، ويخلق تفاعل مع القارئ بالتحدث معه وعن افكاره ومشاعره ناحية احداث تاريخية معينة . فالقارئ رغم حجم الكتاب الكبير لا يصيبه ملل او جفاف المادة التاريخية . لقراءة الكتاب يفضل ان يكون عند القارئ خلفية تاريخية جيدة حتي لا يقع فريسة تضليلات الكاتب ، ومع بعض التفكير ستجد الامور افضل بعيد عن مبالغات الكاتب وتمجيده . "محمد علي " حاول ان يخلق لنفسه كيان وامبراطورية له ولأولاده وسط الصراعات الدولية الموجودة ، كان يذهب الي مصيره وهو يعرف ان مجرد التفكير في ذلك يعني هلاكه ، لذا حاول بذكاؤه العالي ان يوازن الامور ، والدول الغربية تركته ليؤدي دور كان صعب ان تؤديه هي ، وهي عملية التغريب وبث روح القومية فتنفصل كل منطقة عن اختها ، وعند مهاجمة كل واحدة فيما بعد لا يواجهوا كتلة امبراطورية عثمانية ضخمة وانما دويلات صغيرة فيسهل التهامها كلقمة سائغة ، أما التغريب فيضعف مقاومة الفريسة وتري الذئب داعية حضارة وتنوير ، واطلاع النخبة المتعلمة للغرب يجعلهم منبهرين وعندهم ضعف نفسي تجاه الاخر . فمحمد علي ساعد علي ذلك وادي المهمة بنجاح ، وعندما حاول ان ياخذ اجره نظير جهوده ، ضربته انجلترا وقطعت اوصاله .
تخيلت انه سيصيبه الحزن جراء الهزيمة النكراء واخذ الاراضي التي تزيد عن ارض مصر ، لكن كان بيتعامل بعقلية تاجر ، عندما يخسر في تجاره يبحث عن اخري ، واستثمر في موقع مصر كترانزيت لطريق تجارة الهند ! . لكن ضمن مآثر محمد علي والتي وقع فيها خلفة هي عدم الاستدانة ، لقد حاولت الجهات الغربية بكل ما اوتيت ان تجعله يقترض لكنه رفض . اما المصانع والزراعة التي أدخلها محمد علي فهي لمصلحته الخاصة ، فالمصانع كانت لدعم جيشه فالصناعات كانت حربية . والزراعة لكسب المال الوفير لدعم جيشه ، الزراعة التي جني منها امواله هي اراضي المصريين التي سلبها منهم وجعلهم خدامين في ارضهم ، يزرعوا وزرعهم يروح للباشا ولما يعوزوا شئ يشتروه منه بالسعر الذي يحدده هو ! والقائل انه عمل جيش مصري ، فالي حرب المورة لم يكن هناك جيش مصري اصلا ، كان الجنود الاتراك والالبان والمرتزقة والعبيد من السودان ، وعندما لم يجد وفرة منهم استعبد المصريين ، وعند تجنيد المصريين يمكنك ان تقرا عن المآسي في كتاب كل رجال الباشا لخالد فهمي . وجيش محمد علي ، لم يكن دفاعي وانما خلق ليدمر اخوته المسلمين في اليمن والحجاز والشام . وعندما حاول ان يهاجم اليونان طليعة البلاد الاوروبية ، كسرت رجله فرنسا التي صنعت له جيشه ! ، والجيش الذي يحمي مصر لم يحميها عند مهاجمة انجلترا له. وهزم شر هزمية من فرقة تركية كان قائدها عسكري انجليزي . التاريخ يحمل مآسي . ان جهود ابراهيم باشا في احتلال الاجزاء الشرقية من الامبراطورية العثمانية نجحت في تحديد جغرافية تلك الاماكن واماكن ضعفها وقوتها وكيفية التعامل مع تلك البلاد وناسها ، مما سهل احتلالها بعد ذلك . تخيل الذكاء العظيم لدي محمد علي وابراهيم ابنه لو كان لمصلحه الاسلام ، كانت البلاد ستجني الكثير من الخير . ونختم ان الله لا يصلح عمل المفسدين .
هو مؤرخ مصري ويعتبر أول مصري يحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون بباريس، حيث حصل منها على ليسانس الآداب في التاريخ الحديث، ثم على دكتوراه الدولة في الآداب من نفس الجامعة عام 1924.
مراجعة سريعة للكتاب
يناقش الكتاب بشكل صريح السياسة الخارجية لمحمد علي تجاه الدولة العثمانية، مقسماً إياها إلى فترات متسقة، بالإضافة إلى علاقته بالق��ى الأوروبية في ذلك الوقت. الكتاب رائع جداً ويعتبر نموذجاً لدراسة التاريخ بمنظور علمي حديث، وإن كان د. محمد استخدم التفسير القومي للتاريخ، وبالتالي كان توظيفه غير منطقي في بعض الأحداث. على سبيل المثال، الإشارة دائماً إلى الجيش الذي أرسله محمد علي لكل من الحجاز للقضاء على الحركة الوهابية وضم السودان على أنه جيش مصري، ولكن في حقيقة الأمر كان يضم (مغاربة، بدو، أتراك، شركس)، ولم يتم الاستعانة بالعنصر المصري إلا بعد ذلك في حرب بلاد المورة وبلاد الشام، وحتى عندما تم الاستعانة بالعنصر المصري لم يتولَّ القيادة، بل كانت قيادة الجيش محتفظاً بها الشخصيات المختلفة غير المصرية التي كانت مصدر ثقة محمد علي باشا. وبالتالي، معيار أنه كان جيشاً مصرياً ليس صحيحاً على المستوى التاريخي.
ولكن بغض النظر عن هذه النقطة المنهجية، الكتاب غني جداً بالمعلومات و التحليلات المميزة، وتعتبر نقطة قوة الكتاب الرئيسية هي الاستعانة بمراسلات محمد علي باشا مع ابنه إبراهيم خلال حرب المورة وحروب الشام، والوثائق الدبلوماسية الأوروبية لمعرفة دور الدول الأوروبية في إحباط مشروعات محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا التوسعية. ويوسع منظور القارئ ليفهم بشكل أكبر شخصية محمد علي باشا وابنه والاختلاف بينهما بشكل مستفيض.
الكتاب في جزئه الأول أثار مواضيع في غاية الأهمية مثل مشاريع محمد علي التوسعية في شمال أفريقيا بالتعاون مع فرنسا، ومشروع الخلافة العربية الذي كان يرغب إبراهيم باشا في إقامته، والعوائق التي واجهت هذه المشاريع بالرجوع إلى كتابات السفراء والدبلوماسيين في الإسكندرية والاستانة وسانت بطرسبيرج في ذلك الوقت. أنصح بالكتاب بشدة كمصدر أولي للمعلومات عن هذه الفترة من تاريخ مصر.
توثيق وسرد تاريخي مختلف عن الكثير من الكتب التاريخية الأخرى، فما يميز هذا الكتاب الرائع هو التنقيب في ملفات الوزارات الخارجية المختلفة لدول أوروبا، و دار المحفوظات بالقلعة، والأرشيفات الخاصة، والوثائق المهمة والرسائل المتبادلة بين محمد علي وإبنه إبراهيم قائد الجيوش المصرية، ومنها رسائل لم تنشر من قبل، ودور المحفوظات الأوروبية والمراسلات التي بعث بها القناصل الأوروبيون من مصر إلى حكوماتهم عن حالة مصر وسياساتها؛
فأخذ الدكتور السوربوني من دور المحفوظات في مختلف عواصم العالم إذ انها تكمل بعضها البعض فأخذ من لندن- فيينا- السفارة الإنجليزية، والسفارة الفرنسية بالآستانه - وتقارير قنصل روسيا في مصر وغيرهم …
هذا المشروع البحثي التحليلي التاريخي للدكتور المؤرخ محمد صبري السوربوني تناول فيه بناء إمبراطورية مصر الكبرى وحروبها التي خاضتها بدء من مطاردة المماليك والقضاء عليهم والتصدي للمحاولة الأولى لإحتلال إنجلترا لمصر عام ١٨٠٧ وحروبها وتوسعاتها في الجزيرة العربية وصولا الي اليمن تلك المنطقة الحساسة للمصالح الإنجليزية، ودخول السودان بأقاليمها التي لم تكن متحدة بعد وصولا، الي وسط أفريقيا جنوباً ،
وعلاقتها مع الدولة العثمانية وضم السودان لمصر والسعي لضم إثيوبيا وتصدي بريطانيا لمصر في هذا الملف ورفضها له، وكذلك تعمق جيوش الإمبراطورية المصرية الوليدة في أواسط أفريقيا، وكذلك سيطرتها على جزيرتي كريت وقبرص، ودورها في اليونان وحرب المورة، وإفتعال أزمة من أوروبا وتدميرها للأسطول المصري حتى يحافظوا على اليونان أوروبية،
حصار عكا ومحاولات إقتحامها التي صمدت لأشهر ثم دخولها وآسر والي عكا وإرساله إلى محمد علي، معركة قونية وتدمير الجيش العثماني يوم ٢١ ديسمبر ١٨٣٢ والصراعات والمكائد من السلطان محمود العثماني لوقف تقدم الجيوش المصرية ومنعها من ضم الشام كله، إلي أن وصل إبراهيم باشا الي مسافة ٥٠ فرسخ من الآستانة
رحلة كبيرة من المساعي السياسية ودور دول أوروبا و مصالحها والتعنت الصلب الأبدي لبريطانيا مع مصر ودور كل من فرنسا والنمسا الرافضة لبزوغ مصر كقوة شرقية، مصالح روسيا وأوروبا، أنها قصة تاريخ لإمبراطورية مصرية عربية وقصة نجاح لوالي مصر محمد علي وإبراهيم باشا قائد الجيوش المصرية وأفول نجم الدولة العثمانية إن لتحليل طبيعة و شخصية ونشأة كل من محمد علي وابراهيم لهو إضافة جديدة للتوثيق التاريخي وفهم أكبر للقرارات و نتائجها … كتاب شيق مثير وعمل مضني عظيم .