من التداعيات غير المنظورة لحادثة الحادي عشر من سبتمبر أثرها في تحريك مجموعات إلحادية للدعوة والتبشير برؤيتهم الإلحادية، وقد تعارف كثير من المهتمين بالمجال العقدي والديني والفكري في المجتمع الغربي على تسمية هذه الظاهرة الإلحادية “بالإلحاد الجديد”، وهذه الدراسة معنية بالكشف عن بعض الجوانب المتعلقة بهذا النمط الإلحادي الجديد، إذ الدارس للتاريخ العقائدي سيلمس أن للإلحاد شرة وفترة، وأنه يمر على شكل أمواج تعصف بالمجتمع البشري بين الفينة والأخرى، ولكل موجة من تلك الموجات خصائص وسمات تشترك وتختلف مع موجات إلحادية أخرى، ولذا كان من المهم للمختص بالشأن العقدي التعرف على أهم التطورات المستجدة في الخطاب الإلحادي، وتقديم خطاب عقدي قادر على مقاومة هذا المد الإلحادي الجديد، وتحصين أبنائه من الوقوع في شراكه، وهو ما تسعى هذه الورقة الى تقديمه وبيانه
كقراء جادين؛ من المؤكد أنه قد مر عليكم عدة عناوين لكتب تتناول ظاهرة الالحاد او الانحرافات الفكرية في الآونة الأخيرة، ويمكن أنكم قد سمعتم عن مراكز بحثية مهتمة بهذا الشأن كمركز تكوين أو دلائل وغيرها، وعلى الأرجح انكم سمعتم ببرنامج صناعة المحاور، اللذي كنت أقيم مقرراته في الفترة الماضية. الحقيقة أن هناك حراك كبير في الآونة الأخيرة بالوسط الديني لتناول قضايا مثل الالحاد، الوجود الالهي، صحة الاسلام، مكانة السنة وغيرها من القضايا، وهذا الكتاب من طليعة الكتب المتناولة لهذه القضية، على الأقل في الوسط السعودي والخليجي.
جدير بالذكر هنا أن الكتاب توصيفي لا نقدي، أي أنه يُعنى بوصف حالة الالحاد المعاصر أو مايعرف بالالحاد الجديد وإبراز سماته وخصائصه التي تميزه عن الالحاد في العصور السابقة. الكتاب لا يعتبر بحال من الأحوال من كتب الردود على مقولات الملحدين وافكارهم، وان كان الكاتب قد استطرد في بعض المواضع وأخذ يذكر بعض الردود خصوصا في جزئية الدراوينية، ولكن الكتاب في مجمله كتاب وصفي كما ذكرنا.
ختاماً، العجيري باحث شرعي بارع وقارئ مطلع واجادته للانجليزية أعطته ميزة اضافية عن غيره من الباحثين الشرعيين، ناهيكم انه من خريجي جامعتنا الكريمة، الأمر اللذي يجعلني متحيزاً لكتاباته بعض الشيء :)
لأن الإلحاد حالة إدراكية لم تتمتع بأي رسوخ نوعي في الوعي الجمعي الإنساني، فهي حالة تعاود الظهور كزعانف سمك القرش وسط بحر الدين الهادر. دعونا نستفتي الواقع، فنسأل : لو كنا حقًا أبناء الطبيعة الخُلَّص؟ وأحفاد الكون الشرعيين، المنحدرين من صلبه، هل كان سيفتقر خيار الإلحاد إلى مكابدة أم كان سيكون فطرة.؟ وهل كنا سنجد في طرد فكرة الإيمان أدنى عناء أم كان سيكون سليقة؟
بالنسبة للتاريخ البشري الحافل، نحن أمام ظاهرة طارئة حفزتها مثيرات مرهونة بسياق حضاري معين، هي في علاقتها بنتائجها أشبه ما تكون بارتباط بافلوف الشرطي. فقط أزل المثيرات أو خففها تزول الاستجابة أو تقل والعكس. فلا الاستعداد الإدراكي العام ولا السجل التاريخي المتطاول لبني الإنسان(والذي كله وصمات عار في تاريخ الإلحاد في الواقع والفكر والسلوك) ولا حتى المآل الذي يظن الملحد أننا سننتهي إليه لا شيء من ذلك يشفع للإلحاد بطابعه النضالي المتعالي الذي نشهده اليوم. لقد كان دارون حيال مسألة وجود الله أفضل حالًا وأكثر اتزانًا من كثير من تلامذته المتأخرين، سواء في معتقده أو لغته أو حتى أدبه.
ففي الوقت الذي يخشي فيه رواد الإلحاد الجديد أن تفرط منهم عبارة تمنح الإيمان أدنى مشروعية، نجد دارون يعطي درسًا في الشفافية فيعلن بكل أريحية 《أما وجود حاكم للكون فهذا مما دانت به جموع من أعظم العقول التي وُجدت على الإطلاق》 مرة أخرى. نحن أمام وعي (مُحدَث) أمام إفراز حضاري متوقع في ظل تحول أمل الإنسان من السماء إلى الأرض.
-عبد الله الشهري _________________
لا أخفي على أحد حبي لهذا الشيخ الجميل المثقف ولا أسلوبه الماتع الذي لا أمله عاكفا على ما كتبه أو على ما حاضره. حسنا. هذا كتاب بالغ الأهمية في سياقه. مهم لكل مهتم بالملف الإلحادي المعاصر في وطننا العربي بشكل خاص، ولندرك أبعاد وحدود عدونا من كثب. ذاك بأن عملية تسفيه الخصوم بدون إطلاع مسبق لم تعد مجدية، ولأن الوضع كان سيزداد سوءا على سوء ما لم ييسر الله لنا أمثال العجيري والشهري وسامي العامري في مشروع نزعم أنه يتكامل مع بعضه بشكل أو بآخر. وسنقطف ثماره في قادم السنوات بإذن الله فالحمد لله رب العالمين. _________ ولأن السجون الفكرية لم تعد مجدية، ولأنه لا مناص من النزول لساحة المعركة، فهيا نشاهد كيف فكك العجيري الخطاب الإلحادي بسلاسة واختصار. سأورد هنا الخطوط العريضة بإذن الله التي ستذكرني بالكتاب ومحتواه في المقام الأول فيمكنني الرجوع إليه بين الفينة والأخرى، وتعطي صورة عامة عن الكتاب لمن يرغب في قراءته. ____________ احتراز: ____________ -تلك الورقة هي مدخلا موجزا للتعريف بالظاهرة الإلحادية، وإطلاع المتلقي على أهم خصائصها وتصحيح التصور حيال الملف وبيان موقعه الحقيقي وما استجد فيه . لكن هذا الكتاب ليس ل 1- تأريخ الإلحاد وتطوره فلسفيا هذا شمله كتاب آخر اسمه (الإلحاد في الغرب) 2- ليس لمناقشة الفلسفة الإلحادية وشبهاتها هذا تجده في كتاب لنفس الكاتب اسمه (شموع النهار) 3- ليس لمسلم متشكك لا زال يتحسس طريقه صوب صحة الدين هذا تجده في كتب أخرى كثيرة 4-ليس للملاحدة، إلا لو أراد النظر لنفسه بمرآة المؤمن المتخصص، أو لو كان جاهلا غرا لا يفقه شيء عن الإلزام الإلحادي أو عن من يتبعهم في الغرب من تناقض وتسرع كداوكنز وغيره من "قطيع القطط الضالة" وهذا عنوان لكتاب آخر بالمناسبة :"D . _____________ بسم الله الرحمن الرحيم: أبرز سمات الإلحاد المعاصر: 1- الحماسة الشديدة:
كان الإلحاد في سياقه التاريخي إجمالا يمثل خطابا ميالا نسبيا إلى قدر من الحيادية من الموقف الديني، ولم يكن لديه تلك الحماسة الكبيرة لممارسة الدعوة والتبشير بقضية الإلحاد، بل كانت قضية الإيمان في حسه قضية شخصية متعلقة بالأفراد لا تستفز الملاحدة كثيرا، ولسان حال الواحد منهم أن قضية الإيمان والكفر مسالة شخصية، ولكن من لحظة اصطدام الطائرتين ببرجي التجارة العالمي تغيرت المعادلة تماما، وترسخ في وعي كثير من الملاحدة أن قضية الإيمان والتدين باتت مهددة حقيقية للبشرية، وأن التزام ذلك الهدوء والحيادية من الدين لم يعد خيارا مقبولا ، وأنه من المتعين على الملاحدة اليوم السعي جدية في استئصال مبدأ التدين من الحياة البشرية.
أي أن الحياد أمام الفكرة الدينية أصبح من الماضي.
وتلك الحماسة تسببت أيضا في نجومية رموز الإلحاد الجديد فأصبحوا ذووا حضور شعبي طاغ، عن طريق التأليف والكتابة والفضائيات والكرتون حتى مؤخرا. ومما ساهم في نقل تلك المعرفة للعامة بسهولة أن كثير من هؤلاء النجوم الشعبيين الملحدين كانوا ممن اشتهر بالكتابة في ملف البوب ساينس في مجال العلم الطبيعي، فانتقلت الأفكار بسهولة للإطار الشعبوي
-واشتمل هذا الفصل أيضا على ذكر أمثلة توضح تمرير الأفكار الإلحادية خلال الأفلام الأمريكية وعلى تطبيع الحضور الإلحادي مجتمعيا ومن تجليات هذه الحماسة أيضا ظهور ما يعرف بكنائس الملحدين وظهور عدد كبير من اللافتات والعبارات الاستفزازية في وجه المتدينين في الغرب _______________________- 2-العدائية
"لقد ذهبت أيام الإلحاد المؤدب" هكذا قال سكوت هان وبنجمن ووكر
فالملاحدة الجدد ينطلقون في تعاملهم مع الدين من رؤية تري فيه منبعا للشرور والكوارث البشرية، ولعل تلك السمة هي الأبرز في الخطاب الإلحادي المعاصر وظهر ذلك في اختيار أسماء كتبهم كالهالك هيتشنز وكتابه God isn't great
ومما لاشك أن هذا التعصب الشديد يفارق أدنى درجات العدل والموضوعية حتى وفق مقاييس الإلحاد، إذا مسببات الشرور التي تعصف بالبشر كثيرة لا يمكن حصرها بسهولة في عامل واحد وفي المقابل هناك تنكر رهيب لكل ما قدمه الدين للبشر، ولكل ما قدم الملاحدة من سوء وكوارث للبشرية، وليس هذا مقام ذاك المقال. _ يقول هاريس (بعض المسائل من الخطورة بمكان حيث يمكن أن يكون قتل من يعتنقها أخلاقيا)!
وكذلك هناك عداء واضح لتدين بعض المنتمين للمجتمع العلمي مثل فرانسيس كولنز ووصفه بأقذع الصفات حين رشح لرئاسة NIH هذا مع الذكر بأن لكولنز منجزات علمية تفوق ساببيه ولم يشفع له شيء في الأخير حتى الدفاع عن الداروينية. فالمشكلة إذا ليست مع نمط التدين، ولا مستوى التنازلات التي يمكن القيام بها، بل المشكلة مع التدين نفسه.
وهذا العداء يظهر جليا أيضا في اللغة المستخدمة عند أغلب الرموز من بجاحة ووقاحة وتحقير ويتم شرعنة ذلك عبر تأصيل السخرية والهزء من الدين والتدين، وهو ما يؤصل نظريا ويمارس عمليا
فلا مكان للدين في عالم اليوم، ولا للمتدينين في المجتمع العلمي، ولا محل للنقد البرئ المهذب، وإنما هي السخرية والاستهزاء والاحتقار
وممن اشتهر بنقد هذه الحالة الإلحادية الوقحة (مايكل روس) الملحد الدارويني الشهير، صاحب الترجمة الشهيرة لتشارلز دارون، والذي كتب في رسالة ل (دانييل دينيت): (أعتقد أنك وريتشارد دوكنز كارثة حقيقية في الحرب ضد فكرة التصميم الذكي، إننا نخسر المعركة، ليس فقط بسبب أن اثنين من قضاة المحكمة العليا سيصوتون يقينا بإدخالها إلى الفصول الدراسية. الذي نحتاجه ليس إلحادا يمثل ردة فعل غير محسوبة وإنما قدر من الجدية في التعاطي مع مختلف الموضوعات. وليس عندكما الإرادة لدراسة النصرانية دراسة جادة والدخول في نقاش جاد مع تلك الأفكار. وبشكل واضح فإنه من السخف بل ليس من الأخلاق ادعاء أن النصرانية تمثل قوة للشر كما يدعي ريتشارد. وأكثر من هذا إننا في معركة، وفي المعارك نحتاج لحلفاء وليس إبادة كل أصحاب النوايا الطيبة)
__ السمة الثالثة: استعمال أداة الإرهاب في الحرب على الأديان:
وهنا تتم محاكمة الأديان كأنها المسبب الأول والأخير للحروب ويتم عكس السؤال المحرج للإلحاد. ما الذي سيولد حالة الانضباط الأخلاقي عند الناس وكيف أن الدين مهم في حياة الناس وأن التفلت الأخلاقي كارثة.
-وضح هنا كيف يتم انتقاء الحوادث لجعل الدين في شكل المتهم الوحيد ويتم تحويل المجرم البعيد عن الإطار الديني إلى متدين متخف! كما فعل هيتشنز عندما تحدث عن نموذج الدولة الملحدة السوفيتية.
وقراءة عجلى للتاريخ القريب تكشف أن أكبر الحروب والتي ذهب ضحيتها ملايين البشر لم تكن حروبا دينية، بل علمانية وأن عددا من الملاحدة كلينين وستالين وموسوليني وماو وغيرهم كانوا ممن يقفون وراءها ، وإن قال الملاحدة أن أولئك لم يمارسوا قتلهم باسم الإلحاد، فالواقع يشهد بأنهم مارسوا حربا حقيقية ضد الدين بهدم دور العبادة وملاحقة المتدينين ومصادرة الكتب الدينية ومنع الحريات الدينية
_____________ السمة الرابعة الهجوم اللاذع على الإسلام:
تناول هنا: موقع الإسلام من الخريطة الإلحادية وكيف أن السجالات الإلحادية النصرانية بحكم الحاضنة المجتمعية الغربية، ولكن ما بعد 11 سبتمبر وربط الحدث بالإرهاب والإرهاب بالإسلام انتقل الإسلام من كونه قضية على الهامش إلى محل اهتمام كبير. لقد باتت مصطلحات مثل : محمد، الشريعة، الجهاد، القرآن، الحديث،. محل اهتمام كبير وموضع ذكر متكرر.
وقد تجلى ذلك مع الملحد السافر سام هاريس عندما قال _ إننا لسنا في حرب مع الإرهاب، وإنما حرب مع الإسلام. وقد تجلي ذلك أيضا في مقالاته التي دعا فيها إلى ممارسة تشخيص وفرز للمسلمين عنى غيرهم.
- تناول هنا أيضا الكذب على الإسلام عمدا وجهلا والسطحية الشديدة في تحليل ظروف ما يعانيه المسلمون من تخلف حضاري. وذلك من قبيل الجهالات المضحكة مثل: الإسلام يحرم العلم! الخلط بجهل بين الزنا والاغتصاب والشهود على الزنا! في لقاء لداوكنز تحدث فيه عن أن القرآن يذكر أن الماء المالح لا يختلط بالماء العذب. وعن أن الإسلام يحرم الموسيقي والرقص و(اللعب بالطائرة الورقية) !!!
والكثير الكثير من الجهل العميق بالإسلام وتشريعاته ومحاكمته للمزاج الغربي بخلفياته وثقافته وقيمه. والواقع أننا أمام رؤيتين كونيتين شديدتي التباين بالطبع، ومن الطبيعي وجود حالة احتقان على مستوى متقدم، تأتي المشكلة عندما يكون هذا الاختلاف ممزوج بالكذب والبهت!
والكثير من النكات المضحكة من صفحة 74 حتى الصفحة 78 لا تفوتكم :"D ______________________ : جاذبية الإلحاد الجديد:5-
لقد أضحى رموز الإلحاد الجديد أيقونات تحظى بعدد كبير من المعجبين خصوصا من عرفوا باسم الفرسان الأربعة دوكنز هارس هتشنز دينيت. وهو مصطلح توراتي يشير لظهور فرسان أربعة كعلامة لنهاية العالم. ______________________ 6- المغالاة الشديدة في العلوم الطبيعية التجريبية.
وهذا غالبا أهم فصل في هذا الجزء الأول من الكتاب لأن الكاتب تطرق لنقد النزعة العلموية (ساينتزم) وتوصيفها بآن واحد. وفي هذا السياق يمكن قراءة كتابي (وهم الشيطان) و (وهم العلم)
-والحق أن هذه السمة ليست مختصة بالظاهرة الإلحادية المعاصرة دون الظواهر السابقة، ولكن مركزية العلم الطبيعي في تشكيل الرؤية الإلحادية الجديدة باتت أوضح بكثير، بالإضافة للمغالاة الشديدة في إمكانيات العلم الطبيعي في تحصيل المعرفة.
التجريبية (Scientism) وهو مصطلح منحوت من كلمة (ساینس) أي : علم، مضافا إليها ما يدل على الطبيعة الأيدولوجية لهذا الإيمان الشديد بإمكانيات العلم التجريبي وحصر مصدرية المعرفة فيها، وقد ترجمت هذه اللفظة في الفضاء العربي بالعلموية) وظاهرة الغلو هذه ليست جديدة تماما كما سبق، بل هي ظاهرة قديمة نسبية، لكن يبدو أن الأيام لا تزيد ظاهرة الغلو هذه إلا غلوا. وليس بخاف أن جزءا من مبررات هذا الغلو يعود للمكتسبات والمنجزات العلمية والتقنية الهائلة التي تحققت بسبب المنهج العلمي والذي أحدث تحولا ضخمة جدا في حياة البشر على كافة المستويات. لكن المشكلة هو في هذا التعاطي التحقيري مع الموارد المعرفية الأخرى ومحاولة حصر المجال المعرفي بتفاصيله وتعقيداته وتبايناته في هذا المورد وحده دون ما سواه. وهي إشكالية منهجية تفضي إلى إشكاليات علمية ضخمة لا تخفى، فصحة المنهج التجريبي الذي تتأسس عليها النظرة العلموية إما أن يكون مدركة بطريقه او بطريق خارج عنه، فإن كان إدراكنا لصحة هذا المنهج هو بذات المنهج فهو دور باطل، وهو ويحمل في طياته تناقضات داخلية، إذ لا يصح ان تجعل الدعوی موردا للاستدلال لها أو عليها. أما إن كانت صحة هذا المنهج مدركة بأمر خارج عنه فقد حصل المقصود بإمكان تحصيل المعرفة بهذا الخارج وهو مما يدخل في مجالنا المعرفي ضرورة مورد معرفي آخر ليس من طبيعة ذلك المورد.
والحق أن لكل مجال معرفي أدواته ومصادره المعرفية، وبالتالي فمحاولة تعميم المنهج التجريبي ليكون مصدر المعرفة في كافة المجالات العلمية و اعتقاد أنه وحده الصالح لتقديم الإجابات على كافة التساؤلات إشكالية منهجية وعلمية حقيقية ، تفضي بصاحبها ولا بد إلى مشكلات علمية متعددة. وواقع المشهد العلمي والمعرفي بحد ذاته يكشف عن مثل ما الإشكاليات، فالتاريخ مثلا له موارده ومصادره المعرفية، وعلوم الرياضيات كذلك، وهكذا في كل المعارف والعلوم، فاعتقاد أن المنهج العلمي هو وحده أداة تحصيل المعرفة متناقض مع واقع التنوع في المجالات العلمية والذي يستتبع تنوعا في طرائق العلم والمعرفة. _____ ووضح أيضا كيف أن الرؤية تقوم ابتداء باستبعاد مغال لفكرة وجود الله والروح العدائية لمثل هذه الأطروحات ملاحظ بشكل واضح._ __________________________ في النصف الثاني من الكتاب
: انتقل لوصف الإلحاد في الوسط الشبابي وكيفية الإحاطة بالظاهرة وتوصيات أخرى مهمة بالخطاب الشرعي والعقدي وتكامله مع المتخصصين من العلم الطبيعي وإشادته بفكرة الطالب الوسيط، وهو من يحصل شقي العلوم تخصص طبيعي وشرعي فيكون بمثابة حلقة الوصل بين العلمين.
وكان الفصل المعنون ب ضرورة تقديم رؤى نقدية هجومية وعدم الاكتفاء بالمدافعة جميل وموجز لمآزق الإلحاد التي تجعلنا نضربه في الصميم ولا نكتف بالردود وفقط: تمثلت تلك المآزق في: 1- الإلحاد والسؤال الأخلاقي 2-الإلحاد والإرادة الحرة الإلحاد والمعارف العقلية الضرورية- 4- الملاحدة والصدفة وسؤال الوعي والذات
تحدث أيضا عن أهمية وجود اعتناء بالملف الإلحادي وقضية وجود الله وعدم الاقتصار على التعمق في إثبات الوحدانية بل على مناقشة قضية وجود الله وإن كانت متحصلة في النفس ابتداء وبداهة فكم ممن انتكست فطرته وتشوهت في هذه الدنيا ________________ الخاتمة =: في الثامن من أبريل سنة 1966م نشرت مجلة التايم الأمريكية عددها الشهير والمثير للجدل، والذي كان عنوانه الرئيس: "هل مات الإله؟
لتعود نفس المجلة في السادس والعشرين من ديسيمبر سنة 1969 لتضع على غلافها عنوانا مضادا تماما هل الله عائد إلى الحياة
وبعد ثلاثين سنة قامت الإيكونومست في عددها المخصص للألفية الثانية بكتابة نعي لله تعالى لتعود بعدها بثمان سنوات لتكتب على غلافها
"باسم الله" معترفة بأن الدين سيلعب دورا حقيقيا فاعلا في عالمنا المعاصر. نعم. لقد قالها نيتش من قبل: مات الإله! ولكن نيتشه مات. وتبعه ملاحدة كثر. والله حي لا يموت! ______________ والحمد لله رب العالمين
١) الحماسة والحرص الشديد على الدعوة للإلحاد. وقد اتخذت هذه الدعوات أشكالاً متعددة عبر تأليف العديد من الكتب والمقالات التي تدعو للإلحاد، وتقديم العديد من البرامج الإعلامية المتنوعة ما بين برامج حوارية وأفلام وثائقية ومسلسلات ترفيهية ذات خلفية إلحادية، بجانب العديد من المواقع على شبكة الإنترنت وقيام الملاحدة ببعض المظاهرات والاعتصامات للمطالبة بما يرونه لهم من حقوق، وإنشاء مؤسسات إلحادية معنيه بالدعوة إلى الإلحاد ورعاية الملحدين.
٢) عدائية الخطاب الإلحادي الجديد. فالملاحدة الجدد ينطلقون في تعاملهم مع الدين من رؤيه ترى فيه منبعاً للشرور والكوارث، وأنه من الواجب السعي بجدية في محاربته وفق الأدوات المتاحة والممكنه، وأصبحت طبيعة اللغة المستخدمة عند كثير من رموز الإلحاد الجديد وأتباعهم فيها من البجاحة والوقاحة والتحقير والكبر والهزء من الدين والتدين ما فاق خطاب الملحدين فى الماضي.
٣) استعمال أداة الإرهاب في حرب الأديان. حيث تعد مسألة الشرور - ممثلة في الحروب والقتل - التي مورست باسم الدين أحد اشهر المحركات والأدوات المستخدمة في الخطاب الإلحادي الجديد، مع أنه بالتدقيق نجد أن أكبر الحروب والتي ذهب ضحيتها ملايين البشر لم تكن حروباً دينية بل حروباً علمانية.
٤) الهجوم اللاذع على دين الإسلام والناتج في أجزاء كبيرة منه عن جهل شديد بدين الإسلام وواقع المسلمين، ودون أداء أدنى واجبات البحث والدراسة، إلى جانب الجهل الكبير بتشريعات الإسلام.
٥) جاذبية الإلحاد الجديد والمتمثلة في رموزها والذين يتمتعون بكاريزما خاصة وأسلوب لافت وطريقة في الحديث مؤثرة ، حتى أضحى لهذه الشخصيات حضور لافت للنظر في الفضاء الإعلامي الغربي على كافة المستويات.
٦) المغالاة الشديدة في العلوم الطبيعية التجريبية والاتكاء عليها في التنظير للفكرة الإلحادية فرؤية الملحدين للحياة والكون تقوم على فلسفة مادية مجردة لا تؤمن إلا بها، وما يمكن إثباته تجريبياً وفق المنهج العلمي، ويؤمنون بأن العلم والمعرفة لا سبيل الى تحصيلهما إلا عبر هذا السبيل، وهي ظاهرة قديمة نسبياً ولكن يبدو أن الأيام لا تزيد ظاهرة الغلو هذه إلا غلواً.
》توصيات لتطوير أداء الخطاب العقدي لمواجهة الإلحاد الجديد:
١) ضرورة تحري الصدق والعدل والدقة والموضوعية في تناول الظاهرة الإلحادية فالمتابع يجد أن ثمة اشكالات حقيقية في تحري الدقة في معالجة كثير من القضايا المتصلة بالإلحاد والاتكاء أحياناً على التقليد دون تمحيص لكثير من المعلومات المتصلة بهذا الملف، لذا لابد من تحقيق القول في كل قول ينسب إليها وتحرير الجوابات العلمية المحكمة في الرد على شبهاتها واشكالياتها وعدم استسهال النقل دون تثبت أو الاقتصار على التقليد دون تحرير.
٢) عدم تسطيح الظاهرة الإلحادية. فهي ظاهرة معقدة مركبة، وبالتالي تستدعي نظراً مركباً، فليس صحيحاً مثلاً أن جميع الملاحدة إنما ألحدوا محبة للشهوات وطلب للتخفف من سطوة الضمير، بل أسباب الإلحاد متنوعة وفي كثير من الأحيان لا تكون عائدة إلى عامل واحد، لذا فلا يجب معالجة هذه الظاهرة بطريقة سطحية وهزيلة وضعيفة تُفقد بعض أهل الحق يقينهم بالحق.
٣) تجديد الخطاب العقدي للاستجابة لمثل هذه النازلة العقدية. فلا بد للخطاب العقدي أن يكون مناسباً في لغته وترتيبه وأنماطه الاستدلالية لطبيعة المرحلة التي نعيشها وممارسة شيء من العصرنة اللفظية لها، والاستفادة مما استجد من المعارف والعلوم، وذلك لتناسب تلك الدلائل المزاج العلمي المهيمن على الكثيرين، والذين ما عادت الأدلة العقلية المختصرة تولد ذات القناعة التي كانت تولدها في الماضي.
٤) درء تعارض العلم التجريبي والنقل. فالعلاقة بين المعارف الشرعية والمعارف العلمية الطبيعية تحتاج إلى قدر من التأصيل العقدي والمنهجي وذلك لوجود قدر من التقاطع أحياناًبين هذين المجالين بما يستدعي ضبط العلاقة بينهما.
٥) ضرورة تقديم رؤى نقدية هجومية وعدم الاكتفاء بالمدافعة. فمن خلال الخطاب النقدي الهجومي يتم الكشف عن الاشكالات والثغرات الهائلة الموجودة في بنية التصور الإلحادي وخطابه.
٦) تأصيل المنهج الشرعي في التعامل مع الشبهات والاشكالات. والتنبه إلى ضرورة بث الوعي حيال هذا المنهج الإلحادي بين الناس، وذكر شيء يسير جداً من مسارته ومعالمه.
٧) ترسيخ الحضور القرآني في قضايانا الفكرية والعقدية. فاللمعالجة القرآنية للقضايا العقدية امتياز على غيره إذ هو يقدم معالجة وجدانية إيمانية عقلية، فقدير بمن أقبل عليه بصدق أن ينتفع به، وأن يهتدي بمظاهر اعجازه وما تضمنه من الحجج والبراهين.
ليس الكتاب ردا على الإلحاد وإنما هدفه رصد الخطاب الإلحادي المعاصر رصد تطوره واختلافه عن الخطاب الإلحادي القديم رصد خصائصه وآلياته وأهم شخصياته ونتاجهم ونشاطاتهم ثم يتعرض الكتاب لتأثير هذا الخطاب في البيئة المحلية، وخصوصا في السعودية، ولقصور أو عجز الخطاب الشرعي عن مواكبة هذا الخطاب والرد عليه ويقدم رؤية يمكن من خلالها العمل على مواكبة الخطاب الإلحادي وتفنيده الكتاب مهم في الإضاءة على الظاهرة الإلحادية الحديثة وقد وفق المؤلف برأيي في عرض القضية وأبان عن منهجية علمية وعقلانية في تناولها
كتاب جيد للتعرف بشكل موجز على سمات الإلحاد الجديد وأهم الأسئلة التي يطرحها والقضايا التي يثيرها. يحوي في نهايته ثبت بمجموعة من الكتب التي تتناول هذا المجال سواء بالعربية أو الإنجليزية.
صُدمت بالفعل من كمية المعلومات الي طرحها الكتاب والحقيقة انه وفق وبأمتياز في تحليل وتفكيك الفكر الإلحادي وتسليط الضوء عليه ، وراح أطرح ابرز النقاط التي لفتت إنتباهي
١- احداث ١١ سيتمبر كانت إحدى أبرز الأحداث التي من خلاله بدأ الفكر الإلحادي "المعاصر" بالزحف والإنتشار
٢- الهجوم الشرس على الأديان وبالذات الدين الإسلامي عجبني كثير هو عرضه لمقتبسات من كتب ابرز الملاحدة وصور لبعض التغريدات
٣- ايضاً ذكاء الملاحدة اثناء المناظرات مع المسيحين هو بالتحدث عن صفات الإله مما يعطي إنطباع للمستمع بسخافة فكرة الثالوث لدى المؤمن وبالتالي تُرجح كفة الملحد
٤- كذالك صرح الكاتب ان مثل هذه الأفكار يجب ان تقابل بالأفكار وليس بالسخرية او الطرد وفتح الباب امام الشباب بطرح الاسئلة من دون خوف .
٥- ايضاً أعجبني كثيراً في فكرة ان الغزو الفكري كفيل بتدمير مجتمع ، فالفكر الإلحادي اصبح سهل الوصول للمشاهد اما عن طريق اليوتيوب او مواقع التواصل الاجتماعي ، فمسألة المنع لم تعد تنفع ، بل يجب مواجهة الفكر بالفكر ، والشك بالحجة والبرهان
٦- في اخر الكتاب وضع كمية من الكتب كمساعدة وهي كتب بالمجمل تعتبر جيدة في هذا المجال
في النهاية احب اوضح ان الكتاب لم يكن هدفه عرض الفكره وتفنيدها " كما يتوقع البعض او يطالب " الكتاب كله يدور عن إعطاء صورة شاملة وكافية عن هذا الفكر .
الكتاب موجه للباحثين في ملف الالحاد لا الملحدين ... ينبه فيه مؤلفه على بعض التصورات الخاطئة للالحاد مع صيحة نذير للمهتمين بالملف العقدي الاسلامي لتطوير خطابهم
حضرت مجموعة محاضرات للأستاذ عبدالله العجيري والتي كان يتحدث فيها عن قضية الإلحاد , وعند قراءتي لهذا الكتاب "ميليشيا الإلحاد" شعرت أنه أودع فيه عصارة تجربته مع هذا الملف , حيث حوى معظم ما سمعته منه سواءً في المحاضرات العامة أو في بعض مجالسهِ الخاصة , وزاد عليها بالطبع أكثر , ولكن المقصود أن ما كان يتحدث عنه سابقا ستجده فيه , بما يوحي أنهُ وضعَ ما انتهى إليه في تجربته الطويلة , وليس وليد لحظة تأليف الكتاب.
يدور الكتاب حول موضوع الإلحاد الجديد (New atheism) ويبدأ بتقرير السمات الأبرز التي تميّزه عن الإلحاد القديم , ويضع حدث 11 سبتمر حدثا مفصليا لتغيّر موقف الملاحدة تجاه التدين بشكل عام , حيث انتقلوا من اعتبار الدين اختيارا شخصيا إلى العداء التام نحوه , والتبشير بالإلحاد والدعوة إليه.
ودعى فيه إلى تجديد الخطاب العقدي , وأشار إلى جوانب قصور متعددة في هذا الميدان , وقد أورد في نهاية الكتاب ملحق للأستاذ سلطان العميري "المادة النقدية للفكرة الإلحادية" والتي كانت رصدًا للمؤلفات العربية لمواجهة الإلحاد , وعبّر عنها المؤلف بالإحباط , لقِدَم المؤلفات وقلتها.
وتلحظ أيضا ضجر المؤلف من تسطيح القضية الإلحادية وقضية التطور الداروينية , وأورد أمثلة متعددة حول ذلك , وأشار إلى ردود هزيلة تكاد تكون غالبة في الخطاب الشرعي , مثل ادعاء نهاية النظرية الداروينية في الوسط الغربي , وأشار إلى أن الواقع مخالف لذلك تماما , وأن النظرية حاضرة عند معظم النخب , ولا يرفضها سوى النُدرة , وثم فجّرها بقوله: لا أعلم اليوم كتابا عربيا واحدا مميزا في مناقشة هذه النظرية - يقصد نظرية دارون-
وأشار إلى أهمية درء التعارض بين المعارف الشرعية والمعارف الطبيعية والعلمية , واستشهد بمشروع ابن تيمية في كتابه المشهور: درء تعارض العقل والنقل , وذكر لمحةً حول الفكرة التيمية:
خذ مثلاً الأصل الذي طرحه ابن تيمية في ضبط علاقة الظني بالقطعي, وأن المقدم القطعي مطلقًا دون اعتبار لجنس الدليل , فالدليل العقلي مثلاً متى ما كان قطعيا فهو مقدم على الدليل النقلي إن كان ظنيًا, ومتى تعارضت الظنيات قدم أقواها حسب القرائن.
وكذلك أورد عدم تفهمه لبعض المفكرين المسلمين الذي يواجهون الإلحاد ويؤمنون بنظرية دارون في نفس الوقت , وهذا الموضوع يشكلني منذ فترة , ووقعت على هذا المتصفح ووجدت فيه كلاما قيما: http://cutt.us/V5UwP
الكتاب مفيد جدًا في تشخيص الإلحاد الجديد وفهم بداياته ورموزه ونحو ذلك مع اقتراح الأدوات التي يراها لازمة في مواجهة هذا الملف.
من أروع الكتب التي تعتبر مدخلا لظاهرة الالحاد الجديد وأحسب أنه كتاب لابد منه لكل دارس لهده الظاهرة الكتاب غير متوفر على النت بصيغة pdf لكن يوجد له ملخص وهذا هو رابطه
بحث جيد بارك الله في مجهود الشيخ يعتبر مدخل مهم لمن اراد الدخول في ملف الإلحاد ومنظور افقي لخطورة وانتشار وعمق الإلحاد محليا وعالميا لكن لا يغنيك طبعا عن البحث في كتب اخرى اهم وافضل تناقش الموضوع بشكل اكثر دقه واكثر عمقا راجع كتب ابراهيم السكران / الطريفي / عمرو شريف / سلسلة د إياد قنيبي رائعه تغنيك وتكفيك إن شاء الله
مشكلة الخطاب الديني أن رموزه لم تستوعب بعد أن الحياة قد تغيرت كلياً، وأن شرائط الكاسيت الدعوية قد انقرضت وأضحت عاجزة عن إقناعنا بمعتقدات الشيوخ، وأن إذاعة القرآن الكريم لم تعد المنبر الوحيد للشباب لنيل المعرفة الدينية، وأن الوسائل الحديثة فاقت قدرتهم الخطابية بمراحل، لا زالوا على نفس طريقة الثمانينيات وما قبلها، وهو ما يجعل خطابهم الديني منتهي الصلاحية تماماً، حاله حال هذا الكتاب البائس الذي قرأته للتو، وكم كنت أتمنى أن يكون هذا الكتاب بالفعل ينتمي إلى حقبة سحيقة من الزمن حتى لا أشعر بالغثيان وأنا أتخيل بأن إنساناً في الشرق الأوسط لا يزال يحمل نفس العقلية ونفس الأفكار، ويعيش بيننا في القرن الواحد والعشرين. في البداية لا بد من الإشارة إلى أن جميع ما سأبرزه من نقد لهذا الكتاب في كفة، وحالة الغياب المنهجي في كفة أخرى تماماً، إذ أن الكتاب يحتوي على سيل من المعلومات غير الموثقة حسب الاصول الأكاديمية، وجميع مصادر المؤلف هي مصادر إعلامية أبرزها الجارديان والإنديبينديت البريطانيتين، بالإضافة لمواقع التواصل الإجتماعي، وأنا هنا لا أقصد توثيق ما جاء فعلاً في تلك الوسائل، ولكنني هنا أعني بالدرجة الأولى الاقتباسات والحقائق العلمية، وفي كل مرة يقوم الكاتب بطرح سرد علمي مطول (والذي غالباً ما يشتمل على جملة من الأخطاء الجسيمة) لا يتورع أبداً عن ختم الفقرة دونما أي ذكر للمصدر الذي اعتمد عليه. هذا كان معرض نقدي للجانب الفني، أما الآن فسأغوص في بحر من الدوجماتيكية والسبات الفكري والعناد الذي اعتدناه من أرباب الخطاب الديني، وعلى رأسهم مؤلف الكتاب: - التعامل مع الإلحاد كدين جديد، وهو أكبر مغالطة يقع فيها رجالات الدين والسياسة في الشرق الاوسط على مختلف مسمياتهم، فالإلحاد ليس ديناً أبداً، ولا يحتوى على عقائد، بل هو حالة من عدم الاعتناء بالعقائد أصلاً، حالة من عدم التدين، وليس التدين المختلف، كما أن السرد النمطي لحالة الإلحاد منذ مطلع القرن العشرين لم يتغير، نفس النظر لتلك الظاهرة على أنها حالة طارئة، ثم يمعن في إبراز مدى نقص معلوماته، فيرى ما سماه بـ "ظاهر الإلحاد الجديد" على أنها ظاهرة إلحادية منفصلة عن الإلحاد عبر التاريخ، وكأنه يريد فعلاً أن يقول أن الإلحاد المعاصر هو دي�� وعقائد! بل ذهب أبعد من ذلك، وسار في وصف الداروينية على أنها دين جديد! - يمعن المؤلف في تسفيه عقلية الملحد العربي، وصفه بالـ "المرتد" وهي عبارة ثقية جداً في الوعي العربي والإسلامي، فخد المرتد القتل بأشبع الطرق. وإن كانت البيئة العربية والشرق أوسطية تلعب دوراً كبيراً في بلورة شخصية الملحد هناك، إلا أن المؤلف يرى الملحد العربي ملحداً سفيهاً، لا يشبه الملحد الغربي العقلاني والمليئ بالمعارف، بل تصل إلى درجة بناء نظرة مؤصلة على أنه شخص حاقد على الدين والمجتمع، وناقم على الجميع - على طول الكتاب لم يستخدم المؤلف مصطلح "المسيحية" بل كان يستخدم مصطلح "النصارى والنصرانية" في إشارته إلى متبعي الديانة المسيحية في العالم، وهو حقيقة جزء من جملة الخطاب الديني المتخلف الذي اعتدنا على سماعه، فيستمر الكاتب في مسيرة من سبقه في كيل الإهانات للديانة المسيحية ووصف تعالمها، رفقة التعاليم اليهودية، بأنها هي السبب في نشوء ظاهر الإلحاد الحديث، لما تحتويه من انحرافات وخرافات، بل يزيد قراءه من الشعر بيتاً، فلا يتورع أبداً عن إهانة الديانة المسيحية واليهودية، وهو في حالة من التناقض المستمر على طول الكتاب، فيصور المؤلف للقراء أن المسلمين في معركة واحدة ضد الملحدين مع أصحاب الديانات المختلفة، وأنهم في نفس الخندق يحاربون نفس العدو. - نظرية المؤامرة حاضرة بقوة في هذا الكتاب، فيصور المؤلف للقراء أن الإلحاد تدعمه منظمات سرية، مالياً وسياسياً، ويستمر في سوق أسماء تلك المنظمات التي هي بالأساس نتاج طبيعي لحالة الحريات العامة المنتشرة في الغرب، فمناخ الديموقراطية وحرية التعبير وكفاءة وسائل الإعلام وفرت منبراً لجميع أفراد المجتمع لينشروا افكارهم وينتدوا أفكار الآخرين، وهو أمر لا ينتفع منه الملحدون فحسب، بل ينتفع منه جميع أفراد المجتمع، فحتى المسلمون لهم حصة في نفس المنابر التي ينشط فيها الملحدون، ولكن المؤلف لم يتطرق إلى هذا المعلومة أبداً، محاولاً تضليل القراء، وتصوير الإلحاد على أنه ظاهرة مؤمراتية تهدف إلى هدم الأديان وتدعمها الدول والمنظمات والهيئات "الشرير". ومن المثير للسخرية، في هذا المجال، تلك التوصيفات التي استعملها المؤلف في استعراض قائمة اشتراكات لدعم ما سماه "التحالف الدولي للملاحدة" فقد جاء فيه أن درجات الإشتراك هي: مساعد وثني، مستثمر كافر، مرتد متحمس، ممول متحرر فكرياً، داعم عقلاني. وطبعا لم يقم المؤلف بتوثيق ما كتبه. - ضاع الكاتب، وغرقت قدماه في رمال المصطلحات، وبان نقص معرفته القرائية عندما خلط الإلحاد في كثير من الأمور، فتارة جعل الإلحاد مكافؤ للعلمانية وكأنهما وجهين لعملة وحدة، وتارة جعله يحمل نفس معنى الليبرالية، وفي مراى أخرى جعل من الشيوعية والإلحاد نفس المعنى! كما أنه تحدث عن المواقع التي تنشر الإلحاد، وأعد سلسلة من المواقع الإلحادية وكان على رأس القائمة موقع ريديت المعروف بأنه منتدى لجميع الفئات والأشخاص، فيوجد في رديت نفسه أقسام خاصة بالمؤمنين بالديانات، لكل دين قسم، حتى الإسلام له قسم في ريديت https://www.reddit.com/r/islam/ كما وقع الكاتب في خطأ جسيم آخر، إن دل على شيء، فهو يدل على سطحية التفكير الذي يستند له هذا الكتاب في مسألة المصطلحات، وخصوصاً عندما ينعت المسيحيين في النصارى، وعندما ينعت المثليين جنسياً بالشواذ جنسياً، دونما تفريق أبداً بين أشكال المثلية الجنسية، وهو ما يدل فعلاً على جهل تامٍ بجميع أشكال العلوم. ومن جملة ما ضاع به المؤلف وتناقض فيه كان مسألة السخرية من الأديان، فهو من جانب ينكر على مشاهير الملحدين نبرتهم الساخرة واللاذعة في الحديث عن الأديان وخصوصاً الإسلام، ولكنه لا يتورع عن الإمعان في السخرية الشخصية من الملحدين، فوصف جمهور تشارلز دوكنز بأنهم مريدين وأن دوكنز شيخهم، ولنا أن نعرف هنا أن السلفيين يتهكمون على الصوفية في هذا الأمر، ويصفون المريد في أدبياتهم بأشبع صفات البلاهة والتخلف والجهل، وشيخهم بأبشع صفاة الغطرسة والغرور والشوفينية والجهل أيضاً، فيحل لنفسه ما يحرمه على الآخرين. ومن الواضح أن الكاتب يعاني من مشكلة حقيقية في المصطلحات، فيضع نظرية التطور العلمية محل شك وجدل، وكأنها لم تحسم بعد، ثم يسير في اعتبار فرضية الخلق والتصميم الذكي أنها نظريات علمية صحيحة ومثبتة، وقد قام المؤلف بمواربة غير ناجحة في درء حجة الملحدين بربط النص الديني بالتطرف والحروب عبر التاريخ. - الكتاب في الأصل وحسب وجهة نظر مؤلفه هو "تعريف" الجمهور بالإلحاد الحديث وبأسئلته، وتجلى ذلك في الاستعطاف الذي قدمه للجمهور في مقدمة الكتاب بأن يسمحوا له أن يمضي في الكتاب حتى النهاية وأن لا يتوقعوا منه أي إجابة على أسئلة الملحدين الوجودين، خصوصاً تلك الأسئلة المتعلقة بالإسلام، وما إلا عدة صفحات حتى يتضح لنا أن المؤلف قدم مراوغة فاشلة، وأن الكتاب ما هو إلا محاولة لإعادة استخدام ما تم إسقاطه من الخطاب الديني التقليدي النمطي عن الإلحاد، ثم يجاوب على بعض الأسئلة مستخدماً ردود قام بإعدادها مؤلفون غربيون، ومن ثم ينسبها لنفسه، فبداًً من سعي الكاتب الحثيث لتخويف المسلمين من الملحدين، وأن الملحدين يسعون فعلياً لقتل المسلمين واجتثاثهم من العالم دون دينهم، مروراً بتشويه صورة الملحدين وقذفهم وذمهم وتسفيههم، بصورة تبرر العنصرية تجاههم ومعاداتهم وربما قتلهم أيضاً، الكتاب عنصري إلى درجة لا توصف، فالمؤلف متحامل إلى درجة لا توصف على لك ما له صلة بالملحدين كبشر، فيراهم مرضى نفسيين وحاقدين ومتطرفين ومجرمين، وربما أشرار وشيطانيين، ما يوصل القارئ العادي إلى ثنائية "نحن وهم" أي أننا بشر وهم دون مستوى البشرية، برابرة يريدون قتلنا. إنما هذا الكتاب هو جزء من حملة عدائية على كل ما هو مخالف لأراء رجال الدين، فيدعي المؤلف أنه لا يسعى إلا إيجاد حلول أو أجوبة على أسئلة الإلحاد، ثم يبدي سلسلة طويلة من الأحكام المسبقة التهكمية على شخصيات الملحدين، ويكثر من الحديث عما في نواياهم، وكأنه عالم بها، ويشهر بهم بشكل شخصي، ويتهمهم بأنهم منحرفون وغير أخلاقيون وبذيؤون، ثم ربط كل هذه الأمور بالإلحاد، وكأنه يريد أن يقول أن الإلحاد هو مصدر كل هذه الصفات السيئة. - ويفتقر المؤلف للعقلانية، ويتمتع بكمية كبيرة من التفكير الدوجماتيكي، وخصوصاً في مسائل المحاكمة العقلية لحجج الملحدين، ونسب بعض الشرور في الأرض للإلحاد بشكل عام، بنفس المنهج الذي يستعمله المتطرفون من الملحدين في نسب كل الشرور للدين حسب توصيف المؤلف نفس (يقع في الأخطاء التي ينتقدها!) كما أنه من الواضح أن الكتاب بالكامل قائم على عدائية المؤلف لثلاثة ملحدين، وهم سام هاريس وكريستوفر هيتشنز وتشارلز دوكنز، وهم فعلاً يتمتعون بكمية كبيرة من التطرف في الأفكار، ولكنه يحاول جعلهم هم وفكرة الإلحاد أمراً واحداً، بل يصورهم على أن الإلحاد هو قمة في التطرف، مستنداً إلى تطرفهم في آرائهم، ثم يشتكي من جعل فكر التنظيمات الإسلامية المتطرفة نموذجاً صرفاً للإسلام، حسب توصيف وتعبير الأسماء آنفة الذكر في كتبهم ومحاضراتهم! المزيد من الدوجماتيكية تتجلى في الاعتقاد السائد عند رجال الدين، ومنهم المؤلف، أن الملحدين يكذبون على الدين عن جهل أو قصد، فإما أن تحضر نظرية المؤامرة والحرب على الإسلام، وإما أن تحضر نظرية الجهل وأن الملحدين لم يعرفوا الإسلام أصلاً، معتبراً أن الصورة التي عقله هي الصورة الوحيدة الحصرية الصحيحة عن الإسلام. وصراحة، يمارس المؤلف نفسه الكذب على القراء، فهو ينفي أن دعاة سعودين قاموا بالتصريح علناً أن قيادة المرأة للسيارة تؤذي المبايض والرحم، ويقول أن هذه كذبة اختلقها هذا الثلاثي، وهي حقيقة، ولا زالت التصريحات بنفس النهج تتولى منذ أمد بعيد حتى اليوم بنفس العنجهية والجهل والتفكير اللاعقلاني. كما أن الكتاب يعتبر أسطورة في اقتطاع النصوص من سياقها، ومن ثم استخدامها كوسيلة للتشهير بهم. - تتجلى أكبر مساوء الكتاب في الفصل السادس، والذي سماه المؤلف "السمة السادسة للإلحاد"، وهو فصل يتحدث فيه المؤلف عن علاقة الإلحاد بالعلوم، وهنا أريد أن أؤكد على أن المؤلف ليس له باع في العلوم ولا له أية علاقة بها، فهو شيخ ورجل دين، وليس رجل علوم وفيزياء وكيمياء ... إلخ. وفي خضم حديثه عن العلوم التطبيقية يحاول استعمال مصطلحات أدبية فجة من أجل الالتفاف على الحقائق العلمية، وجعل المنهج العلمي العقلاني والتجريبي "مخطئ" في حصر الأكاديمية كطريقة وحيدة لتحصيل المعرفة، فحتى المعارف التي يصنفها على أنها معارف لا تخضع للمنهج العلمي، حسب وجهة نظره، كالتاريخ والفلسفة مثلاً، ما هي إلا علوم تستعمل كل أدوات البايولوجيا والجيولوجيا والإحصاء، من أجل ترتيب الأحداث التاريخية وصياغة السيناريوهات في علم التاريخ، أو من أجل تحليل الظواهر النفسية والعقلية والمنطقية في الفلسفة، وهو حسبما وصفه المؤلف لا يمكن إدراكه من خلال العلوم التجريبية، والواقع يثبت أن المؤلف نفسه يستعمل أسلوب التجهيل المتعمد في مخاطبة عواطف القارئ لا عقله، وإن أي متخصص جامعي يعرف أن المنهج العلمي سار على جميع العلوم التطبيقية والإنسانية على حد سواء. كما أنه من الواضح جداً للقارئ أن المؤلف لا يدري ما هي النظرية العلمية ووما هي الفرضية، فهناك خلط رهيب، لدرجة أنه يطلق على بعض الفرضيات كالتصميم الذكي والخلق على أنهم نظريات علمية، وكأنهما تحملان أدلة حية ملموسة كنظرية التطوير والإنفجار العظيم، كان هذا الفصل أكبر ذلة وقع بها المؤلف، فخلط العلم بالإلحاد واعتبر بعض الرموز العلمية رموز إلحادية. من الواضح أن المؤلف لم يستعوب بعد أن العلم لا يعمل لإثبات أراء الملحدين ولا أراء المؤمنين، العلم فقط يسعى للحقائق وما يثبتها، وغير معني إن كانت هذه الإثبتات تصب في صالح الملحد أو المؤمن، التفسيرات التي يصوغها المؤمنون والملحدون لا تعني العلم، وهذا ما يجعل الكاتب أحياناً يغمز دون أن ينتبه إلى حمل الناس على كره العلم وكل ما يتصل به، باعتباره أنه يستخدم في خدمة الإلحاد، أو أنه مسيطر عليه من قبل الملحدين، والأفضل الاكتفاء بما جادت به أقلام رجال الدين في تفسير الظواهر الطبيعية. ولا يخفى هنا سعي المؤلف إلى الاستخفاف الكامل في قدرة العلم ومحاولاته إيجاد أجوبة لأسئلة وجودية عميقة، إذ يعتبرها محاولات فاشلة ولا طائل منها، وأن الدين وحده هو من يجيب على الأسئلة الوجيدية، وأن العلم قاصر كلياً عن ذلك. - في الجزء الثاني من الكتاب، يحاول المؤلف الهجوم على الشباب وتسفيه الجيل الجديد، فتارة يجعله جيلاً عاقاً جاهلاً معتداً بنفسه، وتارة ينكر الحداثة، وتارة يزيد من تعظيم رجال الدين وخصوصاً الفاسدين منهم من أصحاب المناصب في هيئات الإفتاء، ويجرم التجرء عليهم وانتقادهم من قبل هذا الجيل، فيرى في هذا الجيل حالة من العار، فهذا الجيل حسب وصفه منصاع للغربين ولدعايتهم، فيعق الشيوخ ورجال الدين، ولا يطيع ��وامرهم، ويهاجمهم في وسائل التواصل الاجتماعي، دون أن يدافع عن تفسيرات تلك الشيوخ، سواء كانت صحيحة أم خاطئة، كما يرى أن النص الديني يجب أن تعاد صياغته، وفي نفس الوقت يعتمد كلياً على نفس الخطاب ونفس الأدبيات، فلا أظن تلك المحاولة إلا مكملة لجملة الدوجماتيكية الخطابية، والمراوغة والمراوحة في المكان. -------------------------------------------- ختاماً، لابد من الإشارة إلى أن الملحدين هم مجتمع غير متجانس وغير متشابه، وتختلف رؤياهم ومبادئهم وأفكارهم من فرد إلى آخر، فمنهم من يكون ملحداً معتدلاً قادراً على تفنيد وجهة نظره دونما عنصرية أو تشويه في أفكار البشر، وربما الدعو�� لقتلهم لأسباب أخلاقية، وهم الأغلبية حقيقة، ومنهم من يحمل كمّاً من العنصرية والتلذذ في أهانة البشر والنظرة الدونية لهم، وهذا دوائه الوحيد هو القانون، وليس الذم والتشهير والدعوة المضادة. لا يزال رجال الدين يفتقدون لحس اللباقة والمرونة في التعامل مع ما هو مختلف عن وجهة نظرهم، فلا يستطيعون أن يتصورا مخالفاً لرأيهم، متجلياً ذلك في النظرة التي تتشكل لديهم خلال دراسة العلوم الشرعية أنهم أصحاب حقائق دامغة لا تقبل الشك أو النقد، ثم نراهم كيف يسقطون بشكل مدوي في مثل هذه الكتابات، لتبان عيوبهم الكاملة في التفكير، ونواقص الحضارة التي يعانون منها. فالإلحاد ليس ظاهرة سلبية، أقولها وأنا اعتقد أنني أصنف نفسي كمسلم، لا كملحد، بل هو ظاهرة إيجابية جداً تترك للدين أتابعه الصادقين، وليس أتباعاً مجبرين كارهين، ليس بمقدورهم الاختيار، ولو حاولوا ذلك لكان نصيبهم حد الردة؛ القتل.
This entire review has been hidden because of spoilers.
كتاب جيد يناقش عدة مواضيع حول الالحاد وظاهرة الالحاد الجديد التي اطلق عليها ذلك الاسم جيري ولف عام ٢٠٠٦ فيناقش الكاتب :
-التطورات والسمات والخصائص للتلك الظاهرة -المؤسسات والمواقع والبرامج والكتب وبعض الافلام التي تساهم في نشر الالحاد - عدائية الخطاب الالحادي الجديد - الهجوم علي الاديان وخاصة الدين الإسلامي - تطوير وتجديد الخطاب العقدي وضرورة تحري الصدق والموضوعية والعدل في تناول الظاهرة الالحادية - عدم تسطيح ظاهرة الالحاد في مجتمعنا - ضرورة تقديم رؤي نقدية لمهاجمة الالحاد وعدم الاكتفاء بالدفاع
كتاب مهم للتعرف بشكل موجز على سمات الإلحاد الجديد، وأهم الأسئلة التي يطرحها، والقضايا التي يثيرها، وأسباب انتشاره وأبرز مظاهره، والواجب على العلماء والدعاة فعله لمواجهة تلك الظاهرة التي تفشت في المجتمع. من التداعيات غير المنظورة لحادثة الحادي عشر من سبتمبر أثرها في تحريك مجموعات إلحادية للدعوة والتبشير برؤيتهم الإلحادية ، وقد تعارف كثير من المهتمين بالمجال العقدي والديني والفكري في المجتمع الغربي على تسمية هذه الظاهرة الإلحادية " بالإلحاد الجديد " ، وهذه الدراسة معنية بالكشف عن بعض الجوانب المتعلقة بهذا النمط الإلحادي الجديد ، إذ الدارس للتاريخ العقائدي سيلمس أن للإلحاد شرة وفترة ، وأنه يمر على شكل أمواج تعصف بالمجتمع البشري بين الفينة والأخرى ، ولكل موجة من تلك الموجات خصائص وسمات تشترك وتختلف مع موجات إلحادية أخرى ، ولذا كان من المهم للمختص بالشأن العقدي التعرف على أهم التطورات المستجدة في الخطاب الإلحادي ، وتقديم خطاب عقدي قادر على مقاومة هذا المد الإلحادي الجديد ، وتحصين أبنائه من الوقوع في شراكه ، وهو ما تسعى هذه الورقة في تقديمه و بيانه.
يتحدث الكتاب عن الموجة الإلحادية الجديدة التي اجتاحت العالم ونقلت عدواها إلى عالمنا العربي والإسلامي ، علما بأن الكتاب لا ينقد أو يفند الحجج وإنما فقط يوصف حالته ويوضح أبرز معالمه ، ويبين بعضا من السبل لدفعه والرد على أهم اعتراضاته . جيد جدا وينصح به .
في البداية يعرف الشيخ العجيري بكتابه بأنه لا جديد فيه عن ما قدمه في اللقاءات والدورات الخاصة بالإلحاد الجديد ومناقشته سواء تلك التي كانت في حوارات نماء أو التي كانت في دورة بعنوان الإلحاد الجديد وغيرها . . وهي ترتيب للأفكار وجمع لها بحيث تصبح صالحة للتعريف بالإلحاد الجديد وسماته. فيبدأ بالتعريف بالإلحاد الجديد وسماته ويجعلها في ستة عناصر يتحدث عن كل عنصر فيهم بالتفصيل، ثم يتحدث عن الشأن المحلي (السعودي أراه لا في المشرق الإسلامي فقط) ثم يختم بالتوصيات والمراجعات.
يبدو واضحًا في القسم الخاص بالسمات أن هناك عدة أسماء تدور حولها معظم الضجة الإعلامية الخاصة بالإلحاد الجديد وهم المحرك الأكبر له في العالم مثل ريشتارد دوكنز وسام هارس وهيتشنز. ويظهر جهود هؤلاء في نشر الإلحاد بكل إخلاص وكأنهم منقذي العالم من خرافات الأديان وشرورها على حد وصفهم!
على كل حال حتى لا أطيل الكتاب أجمل ما فيه الجزء الخاص بالتوصيات وهي جديرة بالدراسة والسعي في تطويرها وتنفيذها على أرض الواقع حتى لا تتحول القضية إلى مأساة أكبر بكثير مما نتصور، فالأمر حتى الآن في بداياته! نسأل الله السلامة.
الشيخ العجيري - غفر الله له - وضع في نهاية الكتاب ثلاثة ملاحق أولها: مقال (عقولنا تحت القصف) للشيخ الدوسري وهو مقال مرعب، يترك في النفس مرارة من هذا الواقع الذي نعيش فيه وما يزال الدعاة والعلماء - إلا من رحم الله - في غفلة ستكون قاتلة إن لم ينتبهوا! والله المستعان
الملحق الثاني: مقال (المادة النقدية للفكرة الالحادية) للشيخ سلطان العميري وهو مقال تجميعي لبعض الكتب الخاصة بالشأن الإلحادي ونقده وما إلى ذلك، وقد قال الشيخ العجيري (وغيره من المتخصصين) أن معظمها قد تجاوزه الواقع الإلحادي المعاصر، لكنها مفيدة بإذن الله رابط المقال: http://www.saaid.net/mktarat/almani/m...
الملحق الثالث: مجموعة كبيرة من الكتب الغربية الخاصة بالإلحاد وهي مشجعة على تعلم الإنكليزية :)
بارك الله في الشيخ العجيري وجزاه الله خيرًا عن المسلمين
مع الموجة الإلحادية التي تجتاح العالم وربما الإسلامي على وجه التحديد والهجمة الشرسة التي يشنها الملحدون بقيادة المؤسسات والهيئات الداعمة لهم ، نحن بحاجة لقراءة كتب تساعد على ترسيخ مفاهيم الدين لدينا وتعطينا أجوبة نتمكن بها من الرد على بعض الأسئلة الإلحادية ، ونقارع الحجة بالحجة ومن هنا جاءت أهمية هذا الكتاب . الذي جاء بهدف تعريف الدعاة والمشايخ وطلبة العلم والمفكرين بتطورات الفكر الإلحادي والوسائل التي يتخذها الملحدون الجدد في نشر أفكارهم التي تعتبر في عالمنا بلا شك افكار هدامة ، الكاتب عبدالله العجيري أيضاً يركز على موضوع مهم وهو تطوير الخطاب الديني ليكون مواكب لمثل هذه التحديات التي استغلت انشغال رجال الدين وعلماء الأمة بأمور أخرى هامشية لتنشر فكرها بكل الوسائل الممكنة مستفيدة من الثورة التكنلوجية التي يشهد العالم أجمع .
أعجبني فكر الكاتب رغم أنه أول كتاب أقرأه له ، ولكن اُسلوبه والطرق التي يقترحها لمواجهة الإلحاد تدل على ذكاءه وسعة إدراكه لحجم المشكله وطبيعتها ، فكل ما قدمه يدعوا إلى المواجهة الفكرية والثقافية بعيدًا عن المغالاة والدعوة لمعاقبة الملحدين كما يفعل غيره من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي ، أولئك الذين بسوء تدخلهم يزيدون المشكلة تعقيدًا ، كما ركز الكاتب بفصول عديدة على ضرورة تحري الصدق والعدالة والدقة والموضوعية في التعامل مع هذه الظاهرة ، وحث أيضاً على عدم تسطيحها والادعاء بعدم وجودها ! .
وفِي أخر الكتاب يقدم الكاتب مجموعة مقترحة لمن يرغب بالإستزداه أكثر في هذا المجال وذلك بالفصل الأخير منه .
الكتاب رائع وهو فعلاً مدخل لفهم الإلحاد الجديد أنصح به وبشدة #تقيمي 5/5 #أبجدية_فرح Insta:candleflame23
الكتاب زاد من وعيي في الحقيقة ، يتحدث الكتاب عن الإلحاد بشكله الجديد ، فهو مدخل لفهمه. ولله الحمد -وعلى غير العادة- انهيت قراءة الكتاب بسرعة ولهفة تشابه قراءتي للروايات ، أعزو ذلك لسهولة العبارة ولكونه أشبع فضوله ورغبة لدي.
الكتاب يوضح سعة اطلاع الكاتب للمادة الإلحادية في الغرب قبل الشرق، بالإضافة لتمكنه من الموضوع.
تقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول تبعها ثلاثة ملاحق
- بعدما ذكر المقدمة تحدث عن أهم سمات الإلحاد الجديد. أسهب فيه عن الحديث عن كتبهم و خطاباتهم وكيفية تغلغلهم داخل المجتمع الغربي وحماسهم تجاه الدعوة لفكرهم. ذكر سماتهم من خلال طرحهم وبالتوثيق.
- في الثاني تحدث عن : الإلحاد ومكانته لدى شبابنا. - توصيات لمراجعة أداء الخطاب العقدي
- بعد أن ختم أضاف المؤلف ثلاثة ملاحق : الاول : عقولنا تحت القصف لـ ش. عايض يعد الدوسري. مهم جدا والله الثاني : المادة النقدية للفكر الإلحادي لـ ش. سلطان العميري. وذكر عدد من الكتب التي نفدت الفكرة الإلحادية وذللها ببعض الملحوظات والثالث كان لبعض المراجع باللغة الانجليزية.
شرح و تحليل الكتاب عميق جدا و يدل علي معرفة كبيرة للكاتب بموضوع الإلحاد و تداعياته و طرق مواجهته و من أحسن أجزاء الكتاب هو الجزء اللي بتكلم فيه عن مصدر الأخلاق و طرق البحث الأعمي عند بعض الملاحدة خصوصا الملاحدة الجدد و من أفضل جزء في الكتاب هو الملحق ال��اني الملئ بالكتب عن موضوع الإيمان العلم و الإلحاد فعلا كتاب رائع و أهم حاجة تطلع بيه منه هي البدايات أو المقدمات تؤول إلي النهايات فأبدأ بالصحيح كي تنتهي إلي صحيح
من امتع الكتب و اروعها التي تحدثت عن الالحاد والذي يعتبر مدخلا لظاهرة الالحاد الجديد . يتحدث الكتاب عن سمات الالحاد الجديدة و التي قسمها الكاتب الى ستة عناصر و تحدث عن كل عنصر بالتفصيل ,لينتقل بعد ذلك للحديث عن الالحاد و شبانبا ثم يختم الكتاب بالتوصيات و المراجعات,
"قال فرانك أنلو في كتابه القيادة والتغيير: "راقب أفكارك جيدًا، فإنّها تصبح كلمات، راقب كلماتك فإنها تصبح أفعالاً"، وأقول: ارصدوا الأفكار الوافد والغريبة، فإنها ستصبح كلمات تتحول إلى أفعال، قد تدمر كيان المجتمع ونظامه السياسي والاجتماعي القائم." عائض الدوسري
الكتاب هو مدخل لفهم الإلحاد الجديد وعرض شبهاته والتّصدي لها، من أهم ما ذكر الكاتب هو وجوب الوعي بأنّه يجب التّعامل مع الشبهات والإشكالات المعروضة علينا بالمنهج الشرعي، أي أن كل شبهة تعرض على المسلم تستدعي البحث والتّأمل والنقد والتمحيص، لا التّرحل العقدي، وفي ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل الإسفنجة، فيتشرَّبها؛ فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة، تمرُّ الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها؛ فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته؛ وإلا فإذا أَشربْتَ قلبك كل شبهة تمرُّ عليها صار مَقرًّا للشبهات".
أنصح به. هذه ليست مراجعة للكتاب لأنّ ما ورد فيه أكبر من أن يلخص في السطور السّابقة.
صدر منذ فترة كتاب مهم يتناول الظاهرة الإلحادية الجديدة التي تتكأ على العلم الطبيعي كمصدر لإلحادها ، هذا الكتاب هو ( ميليشيا الإلحاد ) لصاحبه عبد الله صالح العجيري والصادر عن مركز تكوين للأبحاث والدراسات ، والكتاب مفيد جداً في رصد وتحليل هذه الظاهرة الإلحادية ، ويبدأ كتابه بدراسة السمات والخصائص للإلحاد الجديد .
السمة الأولى التي تكلم عنها العجيري هي ( الحماسة والحرص الشديد على الدعوة للإلحاد ) فقديماً كان الملحد يكتفى بالتستر ويكون إلحاده قرار شخصي ، ولكن منذ لحظة سقوط برجي التجارة في أمريكا وترسخ في وعي الملاحدة أن قضية الإيمان والتدين باتت مهدداً حقيقياً للبشرية ، فمثلاً ( سام هارس) واحد من أقطاب الإلحاد الجديد ، كانت حادثة برجي التجارة نقطة تحول في حياته من ناحية تأليفه للكتب التي تروّج للإلحاد ،فالمقصود أن هذه الحادثة ولدت ردة فعل ضخمة في تشجيع الملاحدة على ممارسة دور تبشيري عن طريق إما تأليف الكتب مثل مؤلفات الملحد الشهير ( ريتشارد دوكنز) أو ( كريستوفر هيتشنز) ، بل لقد صدرت كتب مبسطة عن الإلحاد موجهة للأطفال،و ثمة أفلام كرتون للأطفال تقوم بتسريب مضامين إلحادية كفيلم ( الأقدام السعيدة ) Happy feet ، بل والترويج للإلحاد من خلال الأغاني والأفلام والمسلسلات .
السمة الثانية هي ( عدائية الخطاب الإلحادي الجديد ) فيرى الملاحدة الجدد أن الدين هو مصدر الشرور والكوارث ، فيتعاملون مع الدين بنفسية عدائية تظهر في طبيعة اللغة المستخدمة عندهم ، فالبجاحة والوقاحة والتحقير كلها سمات شديدة الحضور في كثير من خطاباتهم فمثلاً المرتدة ( آيان هرسي على) الملحدة الصومالية ، وكاتبة سيناريو فيلم الخضوع Submission والذي تم فيه الطعن في دين الإسلام والتهجم الشديد عليه ، والذي قتل على إثره مخرج الفيلم الهولندي فان خوخ كتبت مقالة في تأصيل مبدأ إهانة الأديان بعنوان ( حق الإهانة) تهجمت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي -قاتلها الله- تلقى حفاوة كبيرة من رموز الإلحاد الجديد .
السمة الثالثة هي ( استعمال أداة الإرهاب في حرب الأديان) فيسعى الخطاب الإلحادي لتصوير العالم بلا دين بعالم خالي من الشرور ، ويمكن اعتبار مسألة ( الشرور التي مورست بإسم الدين) أحد أشهر المحركات والأدوات المستعملة في الخطاب الإلحادي الجديد ، لذلك وقع هؤلاء في إشكالية تقييم الإتحاد السوفيتي وهو عندهم منبع الشر وهي أصلاً دولة ملحدة وأمام هذا الإشكال حاول ( كريستوفر هيتشنز) في استغفال حقيقي لمستمعيه أن يبرهن على أن الإتحاد السوفيتي في حقيقتها دولة دينية !!
السمة الخامسة ( المغالاة الشديدة في الإتكاء على العلم الطبيعي ) فيوجد عندهم ثمة طمع ومغالاة في إمكانية العلوم الطبيعية التجريبية في تقديم جوابها على كافة التساؤلات مثل الأسئلة الوجودية الكبرى المتعلقة بحقيقة العالم : كيف بدأ ، ولماذا ابتدأ ، وكيف ستكون النهاية ؟ حتى أن استيفن هوكنج الملحد والفيزيائي الشهير يسعى من خلال كتابه ( التصميم الذكي) لتقديم إجابة العلوم الطبيعية عن سؤال النشأة ، حتى أنه قدم إجابة متوافقة تماماً مع المزاج الإلحادي شديدة التباين للمحكمات العقلية فهو مثلاً يزعم أنه ( وبسبب وجود قانون كقانون الجاذبية ، فإن الكون يمكن وسوف يحدث نفسه بنفسه من لاشىء) . وهي عبارة تنكشف مشكلاتها بأدنى تأمل ، فالجاذبية توصيف لظاهرة طبيعية موجودة في الكون لا يتصور أن تكون موجودة قبل وجود الكون أصلاً وبالتالي كيف تكون متسببة في وجوده !
هذه أهم السمات التي تكلم عنها الأستاذ صالح العجيري ، أما أهم شىء في الكتاب من وجهة نظري هو التوصيات التي قدمها من أجل ( تطوير الخطاب العقدي) ليكون مناسباً في لغته وترتيبه وأنماطه الاستدلالية لطبيعة المرحلة التي نعيشها فمثلاً بعض الشرعيين لا يناقشون ولا يتكلمون عن أدلة وجود الله عز وجل وهو مبحث لصيق بمبحث الربوبية لاعتقادهم أن معرفة الله فطرية ، مع أن الشرع نفسه ناقش مسألة وجود الله تعالى ، كما في قوله ( أم خُلقوا من غير شىء أم هم الخالقون ) [ الطور /35] .
بقى أن نقول أن المؤلف عبد الله صالح العجيري قد وقع في خطأ شنيع عندما قال ( فليس هناك ما يمنع عقلاً من الإقرار بوجود الخالق ، والإقرار بصحة النظرية – نظرية التطور- ، ويمكن أن تكون النظرية جزءاً من سنة الله تعالى في الخلق ، وأن الأنواع تطورت فعلاً وفق هذه السنة ، فإذا كانت مسألة أدم عليه الصلاة والسلام مسالة محسومة بالنص ، فإن بقية الأحياء في المملكتين الحيوانية والنباتية باقية على أصل الجواز العقلي ) [ ص 126]
نقول هذا كلام لا يصح من الأستاذ صالح العجيري وهو بذلك يغفل الأبعاد العقائدية المترتبة على القول بنظرية دارون حتى لو استثنينا خلق أدم عليه السلام منها وأسقطناها على المملكتين الحيوانية والنباتية ، فأصل هذه النظرية قائم على مبدأ العشوائية للحياة بدون خالق أصلاً ، فإذا طبقت ذلك التطور على الحيوانات والنباتات لزمك أن تقول بنظريتهم كاملة وتقر بالطفرة العشوائية ، فإذا قلت لا أنا لا أقر بذلك ، و أقر فقط أن الله عز وجل خلقهم بالتطور تكون نسبت النقص لله عز وجل حيث تكون زعمت وفق نظريتك أن الله خلق خلقاً ناقصاً ثم تطور هذا الخلق للأرقى ، بل كونك زعمت أن الله عز وجل هو من قام بالتطور تكون قد خالفت نظرية التطور الأصلية فلا إلى الملاحدة قلت بقولهم ولا إلى عقيدة أهل السنة قلت بقولهم ، فالله عز وجل أعلنها صراحة في القرآن ( والله خلق كل دابة من ماء ) [النور / 45] وليس تطوراً من بعضهم بعضاً .
من 8 سنين تقريبا كنت متابعة نهمة جدا لشبكات (منتدى الملحدين العرب) و (منتدى الملحدين المصريين) ، وكان من الملاحظ بشدة ان ازيد من تلت اعضاء منتدى الملحدين العرب هما مصريين ،، وكان اختيارهم للأسم الافتراضى اللى يسجلوا بيه على تلك الشبكات بيدل على مدى تعنتهم للفكرة الالحادية او مدى الكره لأصولهم الدينية زىّ كنية ملحد بالفطرة.. المسيح اختراع/وهم.. متعصب للعلم .. كنت أحمد ...الخ اعتقدت قبل الغوص فى مواضيعهم على الشبكة بتفاهة او فراغ ادمغتهم ، مجرد افراد بيعملوا بروباجامدا شئ للشهرة ولبعض الخلل ،، انما بعد ماتابعت موضوعاتهم لقيتهم بيبحثوا اكثر مايبحثوا فى العلوم الكونية وما وراء الطبيعة والمجرات وعلم الفلك وخر ماتوصل اليه العلم فى الجيولوجيا ،، هو فى النهاية استغناء الدماغ بالعلم عن الدين طالما ان العلم هو مايجيب على أسئلتهم الوجودية وعلى رأيهم لماذا لايجيب الدين عنها ؟؟؟ وهنا ننتقل الى نقطة تانية بأن الدين غير عالم الدين .. وللأسف ان عالم الدين غير متفقه بكفاية فى الدين ،، واللى جعل الدين ياخد مسار حديث لمخاطبة الجماهير فى الفضائيات والشبكات الاجتماعية ،، مسار يواجه بيه بردو اللى بيقدم فى الفضائيات والشبكات بقوله حرام ،، وده كل اللى شاغل عالم الدين الفقير فكريا فى مجتمعات فقيرة علماََ وفكراََ ويمكن دى كانت اولى الخطوات اللى ادت بالشباب الى الإلحاد .. طالما كذا وكذا وكذا محرم يبقى على ايه الوجود .. وتبقى نقطة الانطلاق للتفكر فى المحرم والاقتناع بأنه موجود فى الكون كما يوجد اى شئ فمش هتكون كلمة تخوف من مجهول لمنع الفعل .. وتنطلق أسئلة يتصدى لها عالم دين بده كلام فارغ لشباب فارغ يخفى فيه ضعفه فى البرهنة بأن العلم هو موافق للدين الى ان اغلق المنتديان وأنشئ بديلا لهما (منتدى الإلحاد العربى) ،، ومن المواضيع الطريفة اللى قرأتها اول ما أنشئ المنتدى مايبدأ إنا نحن نزلنا شبكة الإلحاد العربى وإنا له لحافظون .. صدق الله العظيم وعلى كونى مش فاهمة على ايه التصديق بالله [image error] [image error]
فى موضوع الكتاب تعريف عن الالحاد الجديد واختلافه عن الالحاد الكلاسيكى ،، فى القدم اعتبر الملاحدة ان الحادهم هو مجرد قناعة تتوافق معهم بأنه لاوجود لخالق او لا وجود لدين اذا وجد خالق وانه مجرد رأي لايفسد علاقتهم بالمجتمع فسواء قنعوا او لم يقنعوا هى علاقة تكن بين الفرد منهم ونفسه كما ان الدين هو علاقة بين الفرد المتدين وربه وليست على الملأ أما الإلحاد الجديد فيأخذ فى طابعه ثمة دين وتعصب كما فى حالة السلفية الاسلامية او الارثوذكسية المسيحية ،، لا يتفهموا سوى ما يعتقدوا وان اى رأيى مخالف لرأيهم هو اعتباط من الأخرين يجب محاربتهم عليه وهذا ماسلكه بعض مؤسسى المذهب الالحادى الجديد امثال هارس وريتشارد دوكنز وكريستوفر هيتشنز من محاربه للأديان ومعتقديها فى مؤلفاتهم فى الالحاد وبعض البرامج الفضائية ومنتدياتهم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى .. والتى من خلالها استطاعوا اجتذاب فئة كبيرة من الملحدين الجدد الذين ليس لديهم اى علم كونى او دينى ليقفوا على حجة من موقفهم تجاه عداء الدين (( استسهلوا الفكرة )) وما حرك بعض الملاحدة الكلاسيك المؤمنين بأن الالحاد اسمى من ان يحارب المعتقدات الاخرى وانه قائم على اساس علمى منهجى فى مجالات مختلفة ،، وأطلقوا على الملحدين الجدد حسب قولهم بأنهم عار على الالحاد وسماته
وقدم الكتاب فى نهايته الاساليب التربوية والعلمية لمواجهة الالحاد او الشك فى بدايته مع ملحق علمى للشيخ عائض الدوسرى اوضح فيه فكرة الالحاد وعلاجه ببساطة
مفاتح العلم الى الالحاد متعددة .. فى رأيى تبدأ بعلم الكلام فى الالحاد الحديث .. وأذكر مقولة للامام القرطبى فى ذلك (( وأفضى الكلام بكثير من أهله الى الشك ، وببعضهم الى الإلحاد ))
نعيش في عصر تعقد فيه كل شيء، وضعف صوت الفطرة، حتى صار همسًا، وارتفع صوت العقل، حتى صار غرورًا واعتدادًا، وأصبحت صيحته التي غمرت العالم هي: العلم، ولا شيء غير العلم، وكأن العلم قادرٌ على الإجابة عن كل تساؤلاتنا!، وحل مشكلاتنا!. وأصبحنا تبعًا لتلك العلوم ورجالها، نتتبع أخبارهم وننسج أحلامنا ومثلنا العليا على مقولاتهم واستنتاجاتهم.دون النظر والتأكيد من صحة تلك الأفكار والنظريات. "فكثير من الشرائح الشبابية بات يتلقى معرفةً أفقيةً سطحيةً في ملفات متعددة، ويٌحصل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي جرعات معلوماتية مخففة ومبعثرة، تخلق مع الوقت حالة من الانتفاخ المعرفي الخاوي."
يقدم "عبد الله العجيري" في كتابه: ميليشيا الإلحاد (مدخل لفهم الإلحاد الجديد) دراسة موجزة للتعريف بالإلحاد الجديد في الغرب (والذي أصبح متفشيًا في مجتمعاتنا): أبرز سيماته، والمقولات والنظريات، العلمية التي ارتكز عليها، وأهم الأسئلة التي يطرحها والقضايا التي يثيرها، وأبرز رجاله ومروجوه وطرقهم المتعددة في نشر أفكارهم؛ سواءً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو الإلكترونية. وحاول المؤلف أن يقدم نقدًا موجزًا لتلك الأفكار، مبينًا مواطن الخلل والتناقض التي وقع فيها أصحابها.
يجب الإشارة إلى أن الكتاب توصيفي لا نقدي. أي أنه جاء كتعريف للدعاة والعلماء وطلبة العلم والمفكرين. بتطورات الفكر الإلحادي والوسائل التي يتخذها الملحدون الجدد في ترويج أفكارهم. وحثهم على تطوير الخطاب الديني ليكون مواكبًا لمثل هذه الأفكار التي تسللت وانتشرت بين مجتمعاتنا. فالكتاب لا يعد من كتب الردود على مقولات الملحدين وأفكارهم.
كتاب: جيد في موضوعه. يعد مدخلًا لفهم اطروحات وسيمات الإلحاد الجديد. بأسلوب بسيط وسهل يتناسب مع كافة القراء. أحب الشيخ وشهادتي مجروحة فيه، وأجده من خلال متابعتي لمحاضراته قد طور كثيرًا من قراءته وفهمه للمشهد الإلحادي. وعن هذا الملف أرى أنه من الضروري على كل قارئ التعرف على هذا النوع من الكتب، التي تعرف وتنقد وتفكك تلك الأفكار والشبهات، بطرق علمية سليمة. فالأفكار والشبهات مهما اعتقدنا أنها بسيطة أو ساذجة، إذا تركت دون نقد أو مواجهة، قد تكتسب قوة هائلة، يصعب بعد ذلك مواجهتها. يحوي الكتاب في نهايته مجموعة من الكتب الهامة التي تتناول هذا الملف سواء بالعربية أو الإنجليزية. #تمت😍
ما يمكنني الخروج به هو أن العجيري باحث وكاتب مُحترف، وقد قدّم عملاً متقناً! هذا الكتاب بمثابة بحث، عن الحركة الإلحادية الجديدة وبعض من أدبيّاتها وأدواتها المستخدمة للترويج للفكرة الإلحاديّة. ابتداءً من السمات والخصائص للحركة: كالحماس الدعوي، مع إعطاء أمثلة على كلٍ من الكتب والبرامج والمؤسسات والمواقع التي حرصت على الدعوة للفكرة إضافةً إلى عدائية الخطاب واستخدام أداة الإرهاب، والهجوم اللاذع على الإسلام والمغالاة في الاتكاء على العلوم التجريبيّة لدعم الفكرة الإلحاديّة مع ذكر أهم الأمثلة لأبرز دعاة الإلحاد الجديد ثم انتقل للحديث عن الشباب المسلم والإلحاد ، وناقش في هذا الفصل تنبيهات استخلصها من عدة تساؤلات كهل أضحى الإلحاد ظاهرة محلية؟ وهل مازال للمعوق اللغوي دور في منع الخطابات الإلحادية من وصولها لمجتمعاتنا العربيّة؟ ثم ختم بتوصيات ومراجعات لتطوير أداء الخطاب العقدي وضرورة تجديدهِ وضرورة الاهتمام بهذه الظاهرة وتقديم رؤى نقدية هجومية لا الاكتفاء بالدفاع. ***********
الهوامش ممتازة جداً وقد قدم العديد من الكتب خلال حديثه والبعض الآخر ذكره في نهاية الكتاب كمُلحق، وأضاف محلقاً آخراً للشيخ عائض بن سعد الدوسري بعنوان "عقولنا تحت القصف"
***********
"لقد قالها نيتشه من قبل : مات الإله! لكن نيتشه مات وتبعهُ ملاحدة كُثر والله حيٌ لا يموت!"
يتحدث الكتاب عن الإلحاد الجديد الذي بات يعرف اليوم بخطابه الأقسى والأكثر عدائية ومباشرة في محاربة الأديان وعقائدها ومعتنقيها، وبخاصة منها دين الإسلام بعد هجمات سبتمبر ٢٠٠١.
عرّف لنا الكاتب هذا الإلحاد مبرزاً لنا أهم سماته وخصائصه وموضحاً كيف أنه لم يعد حكراً على فئات قليلة من الشباب بل بات مرضاً اجتماعياً خفياً يجب استئصاله قبل تماديه أكثر.
عرض الكتاب الطرق الجديدة المتبعة للدعوة إلى الإلحاد وأساليب الترغيب والترهيب المتبعة لتنفير الشباب من اتباع الأديان، من إعلام وكتب وحملات تشويهية وافترائية مضللة، تتبع مبدأ اكذب اكذب حتى تصدق.
كما تحدث عن أبرز أعلام الإلحاد في العالم وناقش مؤلفاتهم وحملاتهم ومعارضيهم والردود التي تلقوها على افتراءاتهم.
وفي النهاية تحدث عن دورنا في التصدي لهذه الحملات وأهمية نشر الوعي وتجديد العلم الشرعي ليتصدى بخطابه الواعي للخطاب الإلحادي، برؤية معاصرة تتبنى مشاكل اليوم وتحاول حلها بعقلانية.
ناقش المؤلف أيضاً عدة نقاط تتعلق بهذا الموضوع وأنهى كتابه بمقالة لكاتب آخر تتحدث عن الإلحاد ومدى انتشاره بين الشباب، ومقالة أخرى فيها مصادر هامة للمؤلفات المرصودة للرد على الإلحاد والشبهات بكافة أشكالها وكان هذا قسماً هاماً وضرورياً.
كتاب ممتاز عظيم الفائدة وحسن اللغة والأسلوب، والأهم أنه ضروري ليقرأه كل مسلم، أنصح بقراءته الجميع.
كتاب اكثر من رائع الكاتب اسلوبه بسيط وممتع وجذاب ❤️ عرض بطريقة رائعة تاريخ الالحاد الجديد وابرز رواده وتكلم بشكل واضح عن منهجهم في نشر الالحاد وطريقة نشر افكارهم والوسائل المستخدمة لذلك تكلم عن كتبهم ومؤسساتهم الالحادية وداعميهم كما تكلم عن الجانب الديني وما المفترض عليهم حيال ملف الالحاد وكيف ان علماء الدين وعلماء الطبيعة في مجالات الفيزياء والفلك والجيولوجيا وغيرهم يجب عليهم التعاون فيما بينهم للتصدي لتلك الحملة الالحادية والانحراف الفكري من اجل تثبيت الجانب العقدي عند المتشككين ودحض افتراءات الملاحدة العلمية بالعلم فالفكر لايقابل إلا بالفكر وتكلم عن جوانب عديدة جدا لكن فقرة ترسيخ الوجود القرآني في القضايا العقدية ابدع الكاتب فيها لكن صراحة اجمل جزء قرأته في الكتاب هو الملحق الأول للدكتور عائض بن سعد الدوسري حرفيا كان جزء ممتع وشيق جدا جدا تكلم فيه عن حرب الافكار وطرق انتقالها بين الاجيال الخ من الاشياء التي تضمنتها مقالته والتي لم تخل صفحة فيها من الابداع والفائدة ❤️