منذُ عشرين عامْ وأنا أتأمّلُ ظلاً يُقاربُ بين الكلامِ وبين الحجارة، حيثُ تبدو القصيدةُ في هيئةِ امرأةٍ من رخامْ تتوسطُ حقلاً وتكشفُ للشمس عن فتنةٍ في الخطوطِ وفي الاستدارة.
كلما أورثتني الطبيعةُ حكمتَها صرتُ أصغي لقلبِ الظلامْ: في مخالبَ خاطفةٍ فوقَ صِدْغيَّ، في الرائحة تتفَشّى سريعاً مع اللمسةِ الجارحة. ولذا أترقَّبُ في حقلِ أغنيتي كيفَ يبدو الرخامْ أولَ الليلِ ظلاً لمعنى، ثم يبدأ دفءُ العظامْ في مفاصله، واحتمالُ الكلامْ.
أحدُ أبرز الشعراء والكتاب العرب من الجيلِ الستيني. ولدَ في بغداد 1945، وتخرّج من جامعتها، وانصرفَ بعد عامٍ في التدريس إلى العملِ الحرّ ككاتب. هاجر إلى بيروت وأقامَ فيها 69 ـــــ 1972، ثم إلى لندن، منفاه الثاني، منذُ عام 1979 حتى اليوم. أصدر مجلةَ «اللحظة الشعرية» لبضعة سنوات، وواصل كتابةَ عموده الأسبوعي في الصحافة الثقافية طوالَ حياته، في الشأن الشعري، الموسيقي والفني. له أكثر من 22 مجموعة شعرية، منها مختاراتٌ صدرت في الإنكليزية، الفرنسية، السويدية، والإيطالية. إلى جانب الشعر له أكثر من 18 كتاباً في حقل النقد الشعري، الموسيقي والقصة. وله معارض عدة كفنان تشكيلي
لأني جريحٌ، ولا أطأ الأرضَ إلا بجرحي فلصوتي مزايا الدماء. ......... منذُ عشرين عام وأنا أتأمُلُ ظلاً يُقاربُ بين الكلامِ وبين الحجاره، حيثُ تبدو القصيدةُ في هيئةِ امرأةٍ من رخام تتوسطُ حقلاً وتكشفُ للشمس عن فتنةٍ في الخطوطِ وفي الأستدارة.
وأعود أكثرَ هدأةً في خطوتي وأقلَّ حيرة شيخاً أضرَّ به دخانُ مَرَافئ المدنِ الكبيرة . وكأن وقْعَ تساقطِ الأغصانِ والثمرِ المجففِّ في الوحولْ أصداءُ من سبقوا خطايْ! أرتادُ حاناً لا يحلُّ به سوايْ أيامُه متخثّراتٌ في الكؤوسِ ودونَه تَمضي الفصولْ. أخليتُ مائدتي لمدعوّينَ ما عادوا لمائدتي الفقيرة ذهبوا مع الوعدِ الجميلِ إلى مدَافِنه الأخيرة.