رواية تاريخية رائعة جدًا وتلاقي ضوءاً على الحاضر المشرذم من خلال جذوره في الماضي قبل مائة عام. المجتمع المسيحي العربي شرق نهر الأردن ودور الدول الاستعمارية ونهايات الحكم العثماني. من أفضل ما قرأت على مر السنين.
حين تحترق الأشجار تختفي الخضرة، وتسحب معها ظلال الحياة. صحيح أنها تظل واقفة بعد حرقها وموتها، إلا أنه وقوف كوقوف الأشباح المحروقة. أما حين تُقطع فإن الحياة تُخلع من جذورها..ويبقى الفراغ وحده شاهدًاـ على أن تمة جريمة وقعت هنا. ...
وحدها المحبة تعرف كيف تحلُّ في الأجساد. أما الأرواح، فتبقى محومة، بظلال من النور، في الهواء، يطردها الخوف والغربة والوحشة، حيناً، عن أن تسكن في أجساد أصحابها. وحين تحل السكينة، تقترب الأرواح من أجساد البشر، فيوضاً شفيفة، بما امتلأت به من غلالات خير، أو تشتعل تلك الأجساد نارًا وحريقاً، بما ضاقت به من صخب ووحشة وشر.