نبذة الناشر: هذا الكتاب يروي مترجماً مجموعة من حكايات القبائل العربية أو مخزونها الشفاهي، إستطاع صاحبه أن يصل إليها ويسمعها من رواتها في أربعينات القرن المنصرم أي في الوقت الذي كانت فيه حياة القبائل تتعرض لتغيرات جارفة، وقبل أن يحل التلفاز والمذياع والصحيفة محل الذاكرة الشفاهية تماماً.
وتشكل هذه الحكايات جزءاً من موروث ضخم يمكن إعتباره "ديوان القبيلة" العربية وهو غير الديوان الرسمي المعروف بإسم "ديوان العرب" أي الشعر العربي هذا الموروث الضخم بخياليته وواقعيته، لم يقبض له أن يدون في لغة من اللغات، ويعتقد صاحب الكتاب إنه اندثر بموت حامله، أي الراوي القبلي رغم أن القبيلة لم يندثر دورها الذي تحول فقط حين انتقلت من الهوامش إلى العواصم والحواضر، وبدأت حياة جديدة.
يمكن إعتبار الكتاب "ألف ليلة وليلة" القبائل التي لم تعرف طوال عدة قرون سوى الرواية الشفاهية، فجمعت في هذه الحكايات حكمتها وقيمتها، وعكست فيها عدة أزمان تاريخية وخيالية؛ وصف فيلبي، الخبير الشهير في تاريخ الجزيرة العربية، حكايات هذا الكتاب بقوله: "هذا الكتاب وبكل إنصاف يعد تحفة رائعة".
يجب أن أقول عن هذا الكتاب أنه بالنسبة لي غير معرض للانتقاد، مثل حكايا الجدّات
ترجم الظفيري 16 قصة للمستشرق الرائد البريطاني سي.جي.كامبل وأضاف قصتين أخريين من كتاب "عرب من الصحراء" لديكسون. لفظ حكاية أبلغ من قصة، هي حكايات، تناقلتها الألسن البدوية ورويت شفهياً لكامبل الذي حينها كان ضابطاً يخدم في المنطقة العربية خلال الحرب الثانية، نجد فيها السرد الخيالي والأساطير وبعض الخرافات ويُلتقط بعضها شيئاً من روح الأزمان والبيئات المختلفة، وبخاصة بيئة السيطرة العثمانية وبيئة الصراع مع الفرس، ويدور بعضها في جغرافيات خيالية تذكر بجغرافيات الأساطير الكبرى في "ألف ليلة وليلة" وشخصيات الأبطال العربية مثل "عنترة" و"أبوزيد الهلالي". وأبرز حكاية بهذا النحو هي حكاية "البطل المقداد". كما يظهر في المرويات القبلية هذه أنهم يعلون من شأن الأصالة العربية ويظهرون في بعض الحكايا الشخصية العثمانية شخصية سلبية كما في "حريم السلطان والراقصَين" وحكاية "النحاس خالد" وحكاية " الروح الضائعة". لطيفة أغلب الحكايا ولا تخلو من الغرابة المستساغة، أحببتها كونها قد تروى لأهلك وأصدقائك ويستأنس بها