في أواسط القرن السادس للمسيح كانت الأمة العربية متخلِّفةً أشد التخلُّف بالقياس إلى الأمم التي كانت تجاورها، لها في الجنوب بقايا حضارة كانت قد درست، ولم يكن أهل الجنوب أنفسهم يعلمون من أمرها إلا أخلاطًا هي إلى الأساطير أقرب منها إلى الحق. كانوا يذكرون حِمْيَر وملوكها من التبابعة، وكانوا يذكرون سبأ، وكانوا يذكرون الأذواء، بل كان الأذواء ما يزالون يحتفظون بشيء من سلطانهم، يعيشون في حصونهم ويتسلطون على أهلها وعلى من حولها في حواضر الجنوب وبواديه. وكانت هناك مع ذلك قبائل متبدِّية لا تخضع لأحد منهم، وإنما تعيش عيشة الأعراب في بواديهم. وكانت في الجنوب مدن كبار أو صغار فيها بقية من حضارة، ولكنها لا تغني عن أصحابها شيئًا. ولم يكن الجنوب العربي خالصًا للعرب، وإنما كان الحبش
Taha Hussein was one of the most influential 20th century Egyptian writers and intellectuals, and a figurehead for the Arab Renaissance and the modernist movement in the Arab World. His sobriquet was "The Dean of Arabic Literature".
الكتاب يقدم رؤية شاملة لحال الجزيرة العربية وقت ظهور الإسلام وبداية الدعوة المحمدية. ويعرض للظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدينية والفكرية والأدبية التي كانت المنطقة تعيش في مناخها. وحيث كانت تتنازع السيادة والهيمنة على العالم قوتان عظميان وجبارتان. هما: الفرس والروم . وفي هذا الكتاب. الذي كُتب بلغة جميلة. مشرقة. سهلة التناول والفهم لدى القارئ العادي قبل المثقف المطلع على فنون المعرفة البشرية في مجملها. يتتبع طه حسين بأسلوبه السهل الممتنع مسيرة. الدين الجديد الذي أشرق على أرض قاحلة تكتنفها الظلمات . . لينتشر نور الدعوة ويضيء الأرض بأشعة الحق والعدل والمساواة .
وفي ما يشبه فصول الرواية الحديثة. تجول بنا العميد عبر 267 صفحة من القطع المتوسط. مُلقياً الضوء على ديانات العرب قبل الإسلام. حيث عرفوا النصرانية في الشام والعراق. وربما عرفوها في مكة وفي الطائف بفضل التجارة من جهة. وبفضل من كان يصل إليهم من الرقيق من جهة ثانية. وبفضل بعض التجار الذين غامروا بأنفسهم وبتجارتهم فوصلوا إلى مكة واستقروا فيها . وكذلك عرف العرب المسيحية في الجنوب. في مدينة نجران. التي اضطهد المسيحيون من أهلها وعُذبوا في دينهم . كما عرفوا المجوسية الفارسية واتخذ بعضهم منها ديناً .
باستثناء صفحات الكتاب الأولى التي تناولت تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام بشكل موجز، لم يقدم الكتاب أي جديد لي سواء في المعلومات أو في أسلوب العرض. وأقتبس ما قاله أحد القراء هنا على الموقع عن هذا الكتاب بأن محتواه أشبه بخطبة جمعة تقليدية أو كتب التربية الدينية المقررة من وزراة التربية والتعليم، وتلك بالتأكيد لا يُنتظر من مفكر كبير بقامة طه حسين.
بجد فرق كبير جدا بين الكتاب ده اللي كنت بقراه بالعافية وماقدرتش أكمله للأخر، وبين عمل عظيم زي الفتنة الكبرى.
أفرد الدكتور محمد عمارة كتابه (طه حسين من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام) وفيه تتبع تفاصيل رحلته الطويلة المتعرجة والشاقة، التى انتهت بإعلان الإياب الروحي إلى الإسلام فى رحلته الحجازية عام 1955.
يذكر الدكتور عمارة فى مقدمته البديعة لكتاب مرآة الإسلام، أن طه حسين قد راجع في هذا الكتاب كل كتاباته التي أثارت الجدل، وفجرت المعارك الفكرية الكبرى فى النصف الأول من القرن العشرين، ففيه يكشف عن ألوان من إعجاز النظم القرآني لم يسبق إليها، وفيه رفض قاطع للغرور العقلاني، والتأويل الباطني، ونقد للفلسفة والفلاسفة، وإقحام الفلسفةفي الدين، وفيه نقد لأبي العلاء المعري وغروره العقلاني، ونقد لما ورد في كتابه (مستقبل الثقافة في مصر).
هكذا حدث التحول، فبعد أن كانت طريق النهضة هي وحدها النموذج الغربي، أصبحت أن يئوب المسلمين إلى أنفسهم ويحيوا تراثهم مضيفين إليه العلم الحديث.
يقول الدكتور طه حسين: الكتاب يصور في إيجاز شديد ما ليس بد من تصويره ليعرض عليك مرآة صادقة للعصر والبيئة الذين عاش فيهما النبي وأصحابه، ولنشأة الإسلام وانتشاره قليلا قليلا حتى شمل جزيرة العرب كلها قبل أن يختار الله نبيه إلى جواره.
فى الكتاب الثاني يتحدث عن القرآن الكريم بطريقة رائعة ويتناول بعض الآيات بطريقة مؤثرة حتى لكنك تقرأها للمرة الأولى.
ثم يتحدث عن السنة النبوية، وما حدث من خلافات سياسية أدت إلى تنوع المذاهب الفقهية وظهور علم الكلام وصولا إلى زمن الجمود والانهيار الذي نعيش فيه حتى الآن. .............................................................
الكتاب ممتع كأنك ذهبت في رحلة زمنية سريعة إلى الجزيرة العربية من وقت ظهور الإسلام إلى عصرنا الحديث، ومقدمة الدكتور عمارة هامة ومفيدة. رحم الله الدكتور طه حسين 💗💗💗💗💗
كتاب منظم ومنمق وتسلسل متوازن ويحاول فيه طه حسين ليس مجرد سرد للأحداث ولكن يأخذها ويحللها ويفندها .
يتكون الكتاب من كتابين الكتاب الأول وهو ما قبل الإسلام وحياة شبه الجزيرة العربي شمالها وجنوبها وقلبها ، عاداتهم وسماتهم ويتنتقل بنا إلى نزول الوحي وبداية عهد الإسلام مع خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم ومرور سريع على الحياة في مكة بعد الإسلام والعداء ثم ينتقل للهجرة وحياة المدينة وبداية عهد الاستقرار وتثبيت وقوة الإسلام والغزوات
ننتقل للكتاب الثاني وفيه يعرض أصول الدين ويبدأ بالقرآن الكريم وتحليل لبعض آياته وأساليب القرآن في الرسالة ثم يتحدث عن الأصل الثاني وهو السنه النبوية ثم يتحدث عن ظهور الفرقة في عهد علي بن ابي طالب وظهور الفرق المختلقة الذين كان لهم دور في نشر الفتنة وظهور البدع واهمهم مشكلة خلق القرآن والدخول في ذات الله وصفاته والاعتماد على العقل بشكل كامل .وركز على فرقة المعاملة بشكل خاص وعرض أفكارهم الشاذة التي تسببت في إحداث اللغط .
لست أدري أيصل العقل يوما إلى أن يبلغ ما لم يبلغه إلى الآن من القوة أم لا؟ ولكن الشيء المحقق هو أن عقل القدماء وعقل المحدثين من أصحاب الفلسفة والعلم ما زالا أضعف وأقصر باعًا من أن أن يصلا إلى استكشاف حقيقة الله، أو البحث عن صفاته وإصدار هذه الأحكام التي أصدرها الفلاسفة والمتكلمون؛ اغترارا بالعقل.
سعيدة بقرائتي لهذا الكتاب ، أحب نوعيه الكتب التي تدفعنا للبحث وراء المعلومة كي تستزيد من المعرفة بخصوص حدث ما .وربما أُعيد قراءته مرة ثانية 🤎
الكتاب عباره عن كبسُوله مُختزله و سريعه لحياه العرب قبل ظهور الاسلام ثم ظهوره و دعوه النبى اليه ثم الى التفرق و الانقسام الذى حدث بين صفوف المسلمين
بيناقش 4 افكار الاولى : حياه العرب قبل الاسلام ثم التغيرات التى طرأت عليها بعد ظهور الاسلام و معاناه الرسول و الصحابه فى نشر الدعوه حتى اثتتب لهم الامر وصولا الى وفاه النبى الثانيه : الاعجاز او معجزه القرآن باعتباره الأصل الأول من أصول الدين و آخذاً ف الاعتبار كونه كلاماً لم يَّسمع العرب مثله قبل ان يتلوه النبى الثالثه : السُنه باعتبارها الأصل الثانى من اصول الاسلام بعد القرآن فهى ما للنبى من قول و عمل و خلاصه تبشيره و دعوته لله الثالثه : تبدأ من لحظه وفاه الرسول و ما تبعَها من انقسام المسلمين لفرق و مذاهب و دخول الفلسفه ع المسلمين و ظهور فرق التصوف التى تُفَلى فى الزُهد و لعب المُعتزله بالدين وخلطهم ما ازادوه ع الدين بسياسه الحكم وصولا الى عجز المسلمين عن التَفكُر و اعمال العقل
و بالتالى يناقش الاربع افكار بشكل سريع جدا و مختزل يكاد يكون اقرب الى السطحيه و ذكر العناوين بالرغم من انه يقف عند بعض النقط و يسردها باستفاضه مثل تفرق المسليمن لمذاهب و فرق بينما يمر مرور الكرام ع كثير من النقاط الاخرى دون ذكر تفاصيلها وهنا يكون الكتاب كبسوله مختزله و شافيه لمن لديه خلفيه تاريخيه جيده بتلك الافكار .. اما من يفتقد تلك الخلفيه فيُثير لديه الكتاب اسئله كثيره عن مضمون تلك الافكار
أتفق مع بعض قراء الكتاب أن العشرين سطرا الأخيرة هي الأهم في الكتاب لكن هذا لا يأتي أبدا على قيمة الكتاب بأية حال. هذا اول ما أقرأ لــ طه حسين و أعترف ان الكتاب غير نظرتي لعميد الأدب. سأجعل باقي كتب طه على لائحتي خاصة تلك المثيرة للجدل
كتاب بسيط جداً في لغته وأسلوبه وتناوله بإيجاز شديد لتاريخ الأمة الإسلامية، وفيه تردى رداء الواعظ الناصح وانسلخ بعض الشئ من ثياب الأديب الماهر الذي يليق بطه حسين عميد الأدب العربي، وأظن أنه عمد إلى ذلك لما قاله في آخر الصفحات من دعوته لابناء الأمة للإفاقة من السبات والركون إلى التقليد البحت فكأنه كبسولة فيتامين استهدف بها الطبقات العريضة التي أصبحت ضعيفة مهلهلة فكرياً وثقافياً فأراد أن يصل بدعوته لهم ويستثير بها فضولهم المعرفي بذكر بعض الوقائع الهامة التي توقف عليها أمر الأمة كالذي حدث في فتنة عثمان-رضي الله عنه- وما تلاها من خلافة علي -عليه السلام- ومحنته مع الخوارج وبني أمية وفي نفس الوقت دعوة لقاطني الأبراج العالية ممن يطلقون على أنفسهم "النخب" ليشاركوا في رفع وعي الناس وتعليمهم ما يتقنونه في صدورهم وتحملوه ولم يؤدوا زكاته. ويدور الكتاب حول محاور خمسة: أولها: بيان الحالة الاجتماعية للعرب في الحاهلية وما حدث من إرهاصات للنبوة. ثانيها: الظروف التي أحاطت بمبعث النبي الأعظم -صلى الله عليه وآله وسلم- وكيف تغلب عليها ومضى بدعوته صادعاً بما أمر والله يعصمه من الناس ثالثها: بناء سيدنا النبي للدولة الإسلامية بمفهومها الواسع الذي يشمل كافة الأركان السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية...الخ رابعها: بيان تفرق المسلمين بعد انتقال حضرة النبي إلى الرفيق الأعلى وبراعة أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- في الحفاظ على وحدة الأمة ببعض إجراءات بعضها شديد لكنه كان ضرورياً ، ثم بدأ الأمر في الانفلات في عهد عثمان حتى مقتله شهيداً مظلوماً وازداد سوءا بتولي علي لكثرة من نازعه من التكتلات السياسية والتي رجع بعضها للحق وتاب وأناب وأصر بعضها الآخر على العناد والمكابرة فكان سبباً في تشرذم الأمة شيعاً وأحزاباً إلى وقتنا هذا خامسها: وضع خريطة لمستقبل مشرق للأمة بإعادة إحياء العلوم التراثية وتيسيرها لعموم الناس واستدراك ما فاتهم من العلم الحديث.
الجزء الأول من الكتاب هو السيرة النبوية بشكل بسيط ومختصر من مولد حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. الجزء الثاني من الكتاب يبدأ بوصف موجز لمكانة القرآن وعظيم أثره وروعة أسلوبه، يليه بشكل مقتضب دور الأحاديث النبوية الشريفة، ثم انتقل ليعرض فترة حكم الخلفاء الراشدين -أيضا يشكل موجز-:أبو بكر،عمر فعثمان ثم علي رضي الله عنهم، فصّل قليلا في الحديث عن الاضطرابات التي حدثت أثناء فترة خلافة علي مثل موقعة الجمل فصفين فانتقال الحكم للأمويين. ثم ختم بالحديث عن الفرق العديدة التي نشأت في الإسلام لأسباب سياسية أو تأثرا بثقافات الامم الاخرى -الدينية والفكرية- التي اتصلوا بها بعد اتساع رقعة الفتح.
رأيي بالمختصر قسم من محتوى هذا الكتاب موجود في مناهج التربية الدينية ومواد التاريخ لطلاب المدارس الإعدادية والثانوية، لذا اعتقد انه لا جديد في كثير منه لمعظم القراء. لكنه يعتبر مقدمة جيدة للتعرف على التاريخ الإسلامي لمن لم يقرأ أي شيء عنه مسبقا.
وكان الكتاب هدية مع المجلة ومن تقديم محمد عمارة قرأت طبعة مجلة الأزهر الذي ركان يفتخر بتخلي طه حسين عن مشروعه الفكري وتمسكه بالمنهج ابلغربي والديكارتي معلنا نصر الله للاسلام علي حضارة بلاد الغرب الكافر
طه حسين الذي أذاقه الأزهر عذاب الهجوم والمطاردات كان قد حاول أن يخفف من وطأة الهجمة الصحراوية الاسلامية من الأزهر وصعود تيارات الاسلام السياسي القرن الماضي كما فعل أيضا هيكل ومحمود العقاد الذي كتب العبقريات ,ليحاولوا بذلك الهروب من تهم الكفر والالحاد التي وجهها اليهم كلاب التيارات الدينية الذين قتلوا فرج فودة وحاولوا أغتيال نجيب محفوظ ودمروا حياة نصر حامد أبو زيد فيما بعد
العميد يبدع كما العادة ، عن الدنيا قبل الاسلام والحياة في الجزيرة قبل الاسلام والظروف التي كانت تستدعي المنقذ فكان السراج المنير والدين القويم ، وما صاحب ذلك من مضاعفات وتوترات وما آل إليه الموقف بعد هذا الزلزال ، متابعا النواة في انبثاقها من مركز الجهل و الجاهلين إلى انتشارها ورحلتها ونموها باتساع الجزيرة وتخطيها الحدود الطبيعية الى فارس والروم واحاطة الرجال الصناديد للدعوة ، ونور الأرض يشق الظلمات ويمحو الضباب فتهرب خفافيش الشيطان في مواجهة ملائكة الرحمن.
الكتاب أجمل مما توقعت. العرض المبسط لفترة صدر الإسلام، وتناولها من زاوية أكبر.. الآيات المذكورة في سياقها كأني قرأتها للمرة الأولى.. سهولة طرح أثر الإسلام في أمّة كانت منهدمة سواء بعد حضارة جنوبية أو كأصل، وازاي غيّر الإسلام الفرد، ليكون دولة! رائع جدًا..
الكتاب كان صدمة كبيرة بالنسبة لي، فهذا ليس فكر وألمعية طه حسين مطلقًا، الرجل الذي يكتب بتفرد ومنهاج علمي ولغة يتفرد بها لوحده، فالكتاب يصلح أن يكون لخطيب بزاوية صغيرة لصلاة الجمعة، لا أكثر وليس لقامة فكرية كبيرة مثل الدكتور طه حسين. الحسنة الوحيدة في الكتاب هي مقدمة الدكتور محمد عمارة فقط
يرتدي طه حسين عبائة الامام و سيف المدافع عن الاسلام ليمتطي خياله فيأخذه بين تلك الأزمنة قبل و بعد الاسلام ليثني على نبوة محمد و دورها في بناء حضارة عجز قبله عن بنائها لكني لم أكن أتخيل أني سأجد طه حسين في دور الناقل غير الناقد يعيد علينا أفكار ما سبقه باسلوبه الثقيل و تكراره المساط أجد نفسي من الذين قرأوا الكتاب و زدت يقينا أن الديانات هو تكرار لأساطير نسجها الانسان من رحب خياله الوسع و سأكد أن هذه الأوساخ تمر إلى عقولنا بسلاسة نتيجة فقداننا لجدار الشك و الإخضاع للتجربة
هذا الكتاب يعرض لك مرآة صادقة للعصر والبيئة الذين عاش فيهما رسول الله وأصحابه ولنشأة الإسلام وإنتشارة حتي شمل جزيرة العرب كلها قبل أن يختار الله نبيه الكريم لجواره. ويعرض الدكتور طه حسين على القارئ شئون الأمة العربية والحياة التي كانوا يحيونها قبل مجئ الإسلام وبعد مجيئه . وينقسم هذا الكتاب إلى جزئين : الجزء الأول منه يعرض صورة لحياة الأمة العربية فى أواسط القرن السادس للمسيح حيث كانت متخلفة أشد التخلف بالقياس إلى الأمم التى كانت تجاورها. ثم يقوم بسرد مختصر للسيرة النبوية قبل مجئ الإسلام وفتره صدر الإسلام والبعثة النبوية إلى أن هاجر إلى المدينة وفتح مكه إلى أن توفاه الله. والجزء الثاني من الكتاب يعرض فيه صور إعجاز القرآن الكريم وهو المصدر الأول في الإسلام وكيف حفظ إلي وقتنا هذا ، ويناقش المصدر الثاني للإسلام وهي السنة النبوية الصحيحة وكيف تم حفظها إلي الأن . ويعرض حياة الأمة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين ( أبو بكر ، عمر ، عثمان ، علي ) وكيف تفرق المسلمون بعد مقتل عثمان وعلي رضي الله عنهم .
الدكتور طه يعود إلى التاريخ الإسلامي وهنا يقدم لمحات سريعة لأهم المحطات فيه. يبدأ الدكتور بالحديث عن مظاهر الحياة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام.. ثم يبدأ في الترجمة للرسول.. ثم يبدأ في الحديث عن عصر صدر الإسلام و البعثة النبوية.. نهاية بالحديث عن عصر الخلفاء الراشدين..
في الحقيقة الكتاب جيد كنظرة سريعة مجملة للإسلام.. لكن يعيبه نقص التفاصيل.. و هذا مفهوم في كتاب من هذا الحجم يتحدث عن فترة زمنية بهذا الطول.. وهذا أيضا جعل الدكتور طه مقلا للغاية في التصريح برأيه في الأحداث و يكتفي معظم الوقت بذكر الأحداث بشكل تأريخي بحت دون أي تعليق..
يصلح كقراءة أولية جيدة لمن ليست لديه خلفية تاريخية عن العصر الإسلامي الأول.. لكن فيما عدا هذا فمن الأفضل قراءة أعمال الدكتور طه الأكثر تفصيلا عن التاريخ الإسلامي.. كالشيخان و الفتنة الكبرى..
كتاب مختصر عن التاريخ الاسلامي. من قبل نشأته حتي الدولة الاموية. كتاب بسيط مكتوب بطريقة مبسطة. يروي الكتاب رواية واحدة. لا يوجد بالكتاب أي نوع من أنواع التفكير النقدي أو تحكيم للمنطق.
مساء الخير.. كتاب "مرآة الإسلام" لل د. طه حسين. تقديم ودراسة أ. د محمد عمارة عضو هيئة كبار العلماء صدر مع مجلة الأزهر الشريف عدد صفر ١٤٤٠ - أكتوبر ٢٠١٨. كنت نويت ان اكتب مراجعة لهذا الكتاب وخاصة اني قرأت للدكتور طه حسين كتابه "في الشعر الجاهلي" وخبرت معظم افكاره وقرأت نقد اديبنا الكبير مصطفى الرافعي ولذا وضعت هذا الكتاب موضع رفيعا لما وجدت من مراجعات تثني على د طه حسين صنيعه ومراجعته عن أفكاره التي ابتدرها في الجامعة مطلع القرن العشرين والتي أثارت عليه موجات من السهام الناقدة.. وفي هذا الكتاب قدم د. محمد عمارة دراسة وافية لأهم أفكار الكاتب قبل وبعد لهذا أثرت مراجعة د. عمارة لشمولها وإلمامها لكل الأفكار. التي أثارت الزوبعة والأفكار التي عاد ورجع عنها د. طه حسين.
كتب د.محمد عمارة يقول :
المراجعات الفكرية في تاريخ الفكر الإنساني حقيقة بارزة يشهد عليها تاريخ الأفكار ، دينية كانت أو بشرية هذه الأفكار.. فسحرة فرعون قد راجعوا إيمانهم بألوهية فرعون ، وآمنوا برب موسى وهارون عليهما السلام ، والحواريون ، الذين نصروا المسيح * قد راجعوا مقولات الكهنة والكتبة والفريسيين الذين جعلوا بيت الرب مغارة لصوص، والوثنيون العرب الذين طالما عبدوا الأحجار، هم الذين حملوا رايات التوحيد والتنزيه إلى العالمين في مشارق الأرض ومغاربها . وإمـــــام الأشعرية أبو الحسن الأشعري ( ٢٦٠ - ٣٢٤هـ / 874 - 936م) كان معتزليـا ، ثـم راجع الأصول الخمسة للاعتزال . وقاضـي القـضـاة عبـد الجبار بـن أحـمـد الهمداني (415هـ - ١٠٢٤م) أصبح فيلسوف المعتزلة بعد أن كان من
خصوم الاعتزال . وفي جيل طه حسين .. النصف الأول من القرن العشرين راجعت كوكبـة مـن كـبـار الـمـفـكـريـن مـذاهـب التغريب والعلمانية والفرعونيـة وأصبحـوا أعلامـا وطلائع لليقظة الإسلامية والإحياء الحضاري للأمة بالإسـلام . . ومن هؤلاء الأعـلام : منصور فهمي باشـا (۱۳۰۳- ١٣٧٩ هـ - ١٨٨٦ ١٩٥٩م) والأستاذ العقاد ( 1306 - 1384هـ/ ١٨٨٩- ١٩٦٤م) والدكتور محمد حسين هيكل باشا (1305 1375هـ / ١٨٨٨ – ١٩٥٦م) والأستاذ خالد محمد خان (۱۳۳۹ – 1416هـ - ۱۹۲۰ - ١٩٩٦م).. وغيرهم كثيرون .
وفيما يتعلق بالدكتور طه حسين فلقد أفردنا لإيابه الفكري الانبهار مـن التغريـب إلى الإسـلام - كتابنا ( طه حسـيـن مـن الغـرب إلى الانتصار للإسـلام) وفيـه تتبعنا تفاصيل رحلته المتعرجـة .. والشاقة . . والطويلة .. والعريضـة والعميقة التي انتهـت بـه إلـى إعلان الإياب الروحي إلى الإسـلام فـي رحلته الحجازية سنة 1955م عندما تحدث في الحرم المكي عن هذه الرحلـة ، فوصفها «بأنها تلبية لدعـوة آمرة من خارج النفس ! .. عـادت فيها النفس الغريبـة إلى وطنها بعد غربـة غريبة طويلة جدا ، وهي مدركة لما بين الله وبينها من حساب عسير وراجية الله أن يجعل من عسره يسرا».. من وبعـد أربـع سـنـوات من هـذا الإياب الروحي – في الرحلة الحجازية - أصدر طه حسين كتاب مراجعاته الفكرية كتاب : ( مرآة الإسلام ) الذي راجع فيه كل كتاباته التي أثارت الجدل العشرين .. ففي هذا الكتاب : فجـرت المعارك الفكرية الكبرى فـي النصف الأول من القرن العشرين..
- يكشف طه حسين عن ألوان من إعجاز النظم القرآني، لعله لم يسبق إليها . - وفيه رفض قاطع للغرور العقلاني، الذي طغى على فكره في مرحلة الانبهار بالغرب ومناهج الشك الغربية . - وفيه رفض للتأويل الباطني، وتأويلات التصوف الإشراقي لآيات القرآن الكـريـم .. فلقد رفض في هـذا الكتاب - تأويل الآيات المتشابهات حتى من قبل الراسخين في العلم . . إذ لا يعلم تأويله إلا الله .
- وهو في هذا الكتاب ناقد للفلسفة والفلاسفة، ولإقحام الفلسفة في الدين ، هذا الإقحام الذي قاد المعتزلة إلى مذهبهم في نفي الصفات ، وظنهم أن العقل يستطيع معرفة كل شـيء وحتى معرفة الذات والصفات ».
- وهو في هذا الكتاب ، يكثر من الصلاة والسلام على رسول اللہ ﷺ قرابة الثمانين مرة .
- وفيـه تتميز وتمتاز نظرات طه حسين في القرآن الكريم ؛ فعندما يسوق شواهده في المشركين واليهود والنصارى ، يتمنى القارئ لو أن الفرصة قد سنحت لطه حسين كي يفسر القرآن الكريم ، إذن لأضيف إلى المكتبة القرآنية تفسير متميز وممتاز. - وفيـه تـجـلـت العلاقة الحميمة بين طه حسين والإسلام مؤسسة على العقل والنقل والوجدان . - وفيـه نقد لأبي العلاء المعري وغروره العقلاني و شكه السخيف » .
- وذلك علاوة على ما فيه من نقد ذاتي لما سبق وأورده طه حسين في كتاب ( مستقبل الثقافة في مصر ) . - وفي هذا الكتاب تخلص أسلوب طه حسين من التكرار الذي كان يعيبه عليه كثيرون . وإذا أردنا في إشارات موجزة - أن نضرب بعض الأمثال على ما في هذا الكتاب ( مرآة الإسلام) من مراجعات فكرية ، فإننا نشير -على سبيل المثال إلى : أ- مـا جـاء فيه من نقض لما سبق أن ذكره طه حسين ( في الشعر الجاهلي ) ، وذلك عند تفسير قوله تعالى : ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم... إلخ الآيه ( البقرة : ۱۲۸، ۱۲۹)
ففي هذا التفسير يقول طه حسين .. «فالله يثبت في هذه الآيـات دعـاء إبراهيم وإسماعيل أثنـاء رفعهـمـا القواعد من البيـت ، أن يجعلهـمـا الله مسلمين له ، وأن يجعـل من ذريتهما أمة مسلمة له ، وأن يبعث في هذه الأمة رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة . . فإبراهيم إذن هو الذي سمى المؤمنين مسلمين، وهو أبوهم، وقد كان مسلما . ففي كتاب ( في الشعر الجاهلي ) ، كان طه حسين يعتبر هذه العقائد ألوانا من الحيل والأساطير !
ب - وبعـد الانبهار بالفلسفة اليونانية – في (قادة الفكر )
واعتبارهـا «أشـد مـن الدهـر قـدرة على البقاء» !.. نقـرأ نقده فلسفة المسلمين الذين ساروا في الغلو العقلاني سيرة الفلسفة اليونانية . . فيقول : .... ولـم يـلبـث المسلمون أن عرفـوا الـوانـا مـن الثقافات الأجنبية ، والثقافة اليونانية خاصة والفلسفة اليونانية على وجه أخـص ، فتأثروا بهذا كله واتخذوه وسيلة إلى الدفاع عن دينهم كما فعل النصارى واليهـود ثم مضوا إلى أبعد مـن ذلك فأمنوا بالعقل وحكموه في كل شيء ، وزعموا أنه وحده مصدر المعرفة ، وأنه هو الذي يحسـن ويقبح من أعمال الناس حسنها وقبيحها ، وأنه يستطيع أن يعرف الله، سواء جاءته الأنبياء الهداة إلى الله أو لم يجيئوا وقد غرهم إيمانهم بالعقل فدفعهم إلى شطط بعيد ولم يخطر لهم أن العقل الإنساني ملكة من ملكات الإنسان وأن هذه الملكة كغيرها من ملكات الإنسان محدودة القوة، تستطيع أن تعرف أشياء وتقصر عن معرفة أشياء لم تهياً لمعرفتها ، وهذا هو الذي فتح عليهم أبواب هذا الاختلاف الذي لا ينقضي ، وجعلهم فرقا نيفت على السبعين . . لقد تورطوا في أشياء أساغتها عقولهم ولا تستطيع عقولنا نحن أن تسيغها ، لسـنا في حاجة إليها لنحسن الإيمان بالله والعلم بقدرته ، وبما وصف نفسـه بـه من الصفات ؛ لأننا قد عرفنا أن العقل الإنساني ليس من القوة والنفوذ بحيث ظن فلاسفة اليونان ومن تبعهم من تفلسفي النصارى واليهود والمسلمين». ج- وبعد أن كان يقول - ( في الشعر الجاهلي ) - : . أنصار الجديد الذيـن خلق الله لهم عقولا تجد - : « إنه من الشـك لذة، وفي القلق والاضطراب رضا » . . . أصبح ناقدا للغلو العقلاني عنـد المعتزلة «فلقد تجاوزت المعتزلة ما ألـف الصالحون من القصـد ، فأغرقوا في تحكيـم العقل فيما لا يستطيع العقل أن يحكم فيه» . د - وبعد أن عرض سنة ١٩١٤م - في ( تجديد ذكرى أبي العـلاء ) - مذهب المعري الـذي لا يؤمـن إلا بالعقل . . وإن تردد فيه فتردده إنمـا يكون بين ( العقل) وبين (الشـك ) فقال :
« والواقع أن أبا العلاء لم يتخذ لنظره الفلسفي مذهب أهل السنة، ولا مذهب السوفسطائية وأصحاب الشك ولا مذهب المعتزلـة أيضـا ذلك أنه لا يؤمن إلا بالعقـل وحده فخالف بهذا أهل السنة؛ لأنهم يقدمون الشـرع على العقـل، وإن آمنوا به ، وخالف مذهب المعتزلة ؛ لأنهم على تقديمهم للعقل يتخذون الشرع لنظرهم أصلا ودليلا ويعتزون به ويلجئون إليه، وخالف مذهب السوفسطائية ؛ لأنهم يتهمون العقل فلا يؤمنون به ، ولا يعتمدون عليه .
وإذن فهو يرى رأي الفلاسفة النظريين من اليونان والمسلمين في الاعتماد على العقل خاصة . . لقد قال في الرد على الباطنية :
في الشعر الجاهلي . يرتجي الناس أن يقوم إمام......ناطق في الكتيبة الخرساء كذب الظن لا إمام سوى العقل..مشيرا في صبحه والمساء فإذا ما أطعته جلب الرحمة............. عند المسير والإرسـاء
وقال :
سأتبع من يدعو إلى الخير جاهدا وأرحل عنها ما إمامي سوى العقل فهذا الحصر تصريح بأن الرجل لا يأتم إلا بعقله . . على أنه لم يستطع أن ينتحل للعقل العصمة ولا أن يزعم قدرته على الإيصال إلى اليقين المطلق ، بل حفظ للشـك حقه في الدخول على ما أثبته العقل .. على أنه لا يعمم الشـك إلا في مسائل الغيب ، فأما عالم الشهادة فلا يبسط أبو العلاء الشـك عليه؛ فلم يكن من أهل الشك ، ولا من الذين يتخذون الشرع لهم إماما وإنما هو من الذين لا يثقون إلا بالعقل ، فإذا وثقوا به فلا يستسلمون إليه».
بعـد هـذا الـذي عرضـه سـنـة ١٩١٤م، رأيناه – في ( مرآة الإسلام) - ينتقد هذا الغلـو العقلاني عند أبي العلاء فيقول : انظر إلى رجل حكيم كأبي العـلاء، كيف غره الإيمان بالعقل ظـن أنـه الإمـام ولا إمام غيـره ، وأنه وحـده يـهـدي الناس في المسيرة والإرساء .. وكيف انتهى به إيمانه بالعقل إلى مقالة لا يسيغها الدين ولا يقرها الإسلام في قوله : قلـتـم لـنـا خـالـق حكيم قلنا صـدقـتـم كـذا نقول، بـلا مـكـان ولا زمــان ألا فقولوا معناه لـيـسـت لـنـا عـقـول.
ورأيناه، بعد أن كان يقـول إن النـاس مندفعـون إلـى العلم والمعارف الحديثة، دون أن يعبثـوا بالتوفيق بينهما. - يرفض التأويل .. والغلو العقلاني . . ويرى أن الدين مطلق، بينما العلم محدود . . ويسـفه الغلو الباطني القائم على الإغراق والإغراب في التأويل .. فيقول :
.... وما أحب أن أعرض لتأويل هذه الطير الأبابيل التي أمطرت الحبشة بحجارة من سجيل فجعلتهم كعصف مأكول ؛ ل��ني أوثر دائما أن أقبل النص وأفهمه كما فهمه المسلمون الأولون حين تلاه عليهم النبي ﷺ فهؤلاء الذين يزعمون أن الـطـيـر الأبابيل إنما كانت وباء من الأوبئة ، وكانت الحجارة ضربا من الميكروبات إنما يقولون هذا من عند أنفسهم وهم يعلمون حـق العلم أن النبي وأصحابه لـم يفهموا هذه الســورة على هذا النحو وما كان لهـم أن يفهموها على هذا القرآن هي وكذلك.
الذين يقولون إن السماوات السبع التي تذكر في القرآن هي الكواكب السيارة ، إنمـا يرجمون بالغيب ويقولون ما لم يقله النبي وأصحابه، ومصدر هذا أنهم يريدون أن يلائموا بين القرآن ومستكشـفات العلم الحديث فيضطرهم ذلك إلى تكليـف النصوص مـن التأويل ما لا تحتمـل، وليس على الدين بأس أن يلائم العلم الحديث أو لا يلائمـه ، فالدين من علم الله الذي لا حد له، والعلم الحديث كالعلم القديم محدود بطاقة العقل الإنساني، وبهذا العالم الذي يعيش الإنسان فيه . ومن أسخف السخف أن نحاول الملاءمة بين ما لا حد له وما هو محدود بطبعه . وصدق الله حين أنبأ بأن الراسخين في العلم، فهم لم يكونوا يعرفون الميكروب ، وما كان لهم أن يعرفوه، يقولون : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب * ( آل عمران : ۸ )
إن كل الذين حاولوا أن يعرفوا الله بعقولهم معرفة دقيقة لم يكتفوا بما اكتفى النبي ﷺ وأصحابه – رحمهم الله - من قبول نص القرآن وفهمه في يسر وسماحة ، وفي غير تكلف ولا إسراف في التأويل، والله عز وجل ينبئنا في القرآن أنه أنزل الكتاب فيه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات ، وبأن الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، مع أن العلـم بتأويله موقوف على الله عز وجل.
وهـذه هي المقالة التي يجب على كل مؤمـن أن يقول بها ويتخذهـا دينا ، ولست أدري أيصل العقل إلى أن يبلغ ما لم يبلغـه الآن مـن القوة أم لا ، ولكن الشيء المحقق هو أن عقل القدماء وعقل المحدثين من أصحاب الفلسفة والعلم لا يزال أضعـف وأقصـر باعا من أن يصلا إلى استكشاف حقيقة الله ، أو البحـث عـن صفاته وإصـدار هذه الأحكام التي أصدرها الفلاسفة والمتكلمون ، اغترارا بالعقل واستجابة لما لا تنبغي الاستجابة له .
ومن أجل هذا أقول : إن المؤوليين من المحدثين كالمؤولين من القدماء قد استجابوا لعقولهم القاصرة واغتروا بها ، وقالوا فيما ليس لهم أن يقولوا فيه، وطمعوا فيما ليس لهم أن يطمعوا فيه ، ولو قد تواضع أولئك وهؤلاء، ووقفوا أنفسهم حيث تنتهي هم قوتهم، لكان خيرا لهم وللذين افتتنوا بهم من الناس . و شـر آخـر ملأ حيـاة المسلمين فـسـادا أي فسـاد ، وهو الغلو في التأويل إلى أبعد ما يتصور العقـل ، وإلى غير ما يفهم صراحة مـن نصوص القرآن . . كهؤلاء الباطنيـة الذين زعموا أن العلم بالدين علمان : علم ظاهر وهو ما عليه الناس في كثرتهم ، وعلـم باطن وهو ما هم عليـه وجعلوا يتركون ظاهر النص ؛ لأنه لا يليق إلا بعامة الناس ولا يلائم خاصتهم ثم يلتمسون للنص تأويلا يخالف كل المخالفة ما يفهم منه لغة ، وما فهمته جماعة المسلمين حين سمعوا النبي يتلو عليهم القرآن ويبين لهم ما أنزل عليهم ، وغلـوا في ذلك كل الغلو حتى أحدثوا لأنفسهم دينـا لا يدين به غيرهم من المسلمين فأفسدوا الدين والعقل معا.
هكذا اتخذ طه حسين - من التأويل - هذا الموقف المحافظ ، الذي يستغربه أولئك الذين لم يدركوا هذا التطور الفكري الذي أحرزه الرجل في العديد من الميادين. وغير النقد الشديد للتأويل الباطني للنصوص القرآنية الـذي أخرج أصحابـه عـن الدين، والذي أفسد الدين والعقل معا- رأينا طه حسين ينتقد التصوف الباطني ومذاهب الإشراق ، ووحدة الوجود . . فيقول :
....ولـم يلبث التصـوف أن تأثر بما عرف المسلمون من ثقافة الهند والفرس، ومن ثقافة اليونان خاصة وتحول الزهد من تفرغ للعبادة وإمعان فيها إلى محاولة الاتحاد بالله أو الاتصال به، أو معرفته من طريق الإشـراق ثـم اختلط التصوف بمذاهب الباطنية فازداد تعقيدا إلى تعقيد ». وبعد أن كان يقول : إن الحكم إنما يقوم على «المنافع». لا على «الدين ولا على اللغة».. وأننا يجب أن نسير في هذا الحكم سيرة الأوربيين الأجانب - رأيناه يرفض «هذا الشـر العظيم الذي جاء به الأجانب ، ويدعو إلى إقامة الحكم على ما جاء به الدين واللغة العربية .. ويفضل النموذج الإسلامي في الفقـه علي نظيره الروماني ، فيقول : «ولـم يلبث الأمر أن صار إلى شر عظيم حين غلبت العناصر الأجنبية على شئون الحكم فأقامت هذه الشئون على المنافع ، غير حافلـة بما يأمر به الله من العدل والإنصاف والمساواة والشعور المتصل بهذه الرقابة الرهيبـة التـي فـرضـهـا الله على النـاس . . ثم لـم يـكـتـف الحكام الأجانب بهذا كله، ولكنهم جهلوا اللغة العربية ، فلم يقدروها قدرها ، ولم يلتفتوا إلى أنها لغة القرآن والسنة والثقافة . .
ومـن أجل هذا كله غاضت تلك الينابيع الغزيرة التي كانت تمـد عقول الفقهاء بهذا الإنتاج الخصب الرائع ، الذي لا نعرف أنه أتيح لأمة قديمة قبل الأمة الإسلامية، حتى الأمة الرومانية التي برعت في الفقه وتعمقته» .
ح- وبعد أن كان مع الوطنية المصرية المجردة من العروبة والإسـلام . . ثم مع الفرعونية الرافضة للعروبة والوحدة أو حتى الاتحاد مع العرب . . رأيناه يتحدث عن الوحدة الإسلامية وليس فقط الوحدة العربية . . وعن أن القرآن الكريم هو صانع الوحدة الإسلامية والعربية - قديما . . وحديثا . . ومستقبلا فيقول :
. . . . وإذا كان هناك الآن وحدة إسلامية عامة ، أو شيء يشبه هذه الوحدة فبفضـل القرآن وجـدت ، وبفضل القرآن ستبقي مهما تختلف الظروف وتدلهم الخطوب ، وإذا كانت هناك وحـدة يحاول العرب أن يعودوا إليها ويقيموا عليها أمرهم في الحيـاة الحديثة كما قامت عليهـا حياتهم القديمة ، فالقرآن هو أساس هذه الوحدة الجديدة كما كان للوحدة القديمة.
وبعد الإعراض عن التجديد الإسلامي، ونقد مذهب الأفغاني ومحمـد عبـده فـي الإحياء والإصلاح .. والدعوة - بدلا من ذلك- للسير وراء النموذج الغربي .. رأيناه يشيد بالمجددين المسلمين مثل الأفغاني .. ومحمد عبـده .. وعلمـاء التنوير الإسلامي - فيقول :
«ولقد أتيح للمسلمين ، لحسن حظهم أفراد مـن العلماء في عصور مختلفة لم يجحدوا التقليـد جملة ، وإنما حاولوا أن يعملوا عقولهم ويثبتوا شخصيتهم وينشروا النور من حولهم ، وينظروا من علم القدماء فيما أعرض الناس عن النظر فيه . وكان هـؤلاء العلمـاء يجدون نفـورا منهـم وإعراضا عنهم ، وربما وجدوا تشـهيـرا بـهـم ومقاومة لهم ، وربمـا أصابهم أذى الخطوب: تشتد الأمور. يكثـر أو يـقـل باعتبار الظروف التي تحيط بـهـم وتحيط بالناس من حولهم . . . - وبعـد كتاب ( مستقبل الثقافة في مصـر ) والدعوة إلى أن نسير سيرة الأوربيين في الإدارة والحكم والتشريع أعلن أن القرآن دين وشـرع .. وأن مصادر التشريع القرآن والسنة والإجماع والاجتهاد . . فقال : «إن القرآن يشرع للمسلمين ما ينفعهم في الدنيا ويعصمهم من عذاب الآخرة إن استمسكوا به وأنفذوه على وجهه، فيشرع لهم من أمر الزواج والطلاق والميراث والوصية والبيع والشراء وغير ذلك ما تقوم عليـه حياتهم الاجتماعيـة وحياتهـم الفردية أيضـا .. فكل ما يعرض للمسلمين من الأمر في حياتهم من المشكلات يجب عليهم أن يردوه إلى الله ورسـولهﷺ، يلتمسون له الحل في القرآن ، فإن وجدوا هذا الحل فهو حسبهم ، وإن لم يـجـدوه فعليهم أن يلتمسـوه فـي سـنـة النبي ﷺ ، فيما صحت بـه الـرواية عنه من قول أو عمل . . فإذا التمس حل المشكلات في القرآن فلم يوجد والتمس في السنة فلم يوجد ، فالمسلمون يرجعون إلى أصل ثالث من أصول الأحكام في الدين ، وهو إجماع أصحاب النبي . . فإن لم يجد المسلمون في القرآن ولا في السنة ولا فيما أجمع عليه أصحاب النبي حلا لبعض مشكلاتهم فعليهم أن يجتهدوا رأيهم ، ناصحين لله ورسوله وللمسلمين» . ومنبها أن يثوب المسلمون إلى أنفسهم، ويحيوا تراثهم القديم ، مضيفيـن إلـيـه الـعـلـم الحـديـث . . مع التحذير من «العلـم الاستعماري» الذي يقطع ما بين المسلمين وتاريخهم، والذي يفنيهم والأمم المستعمرة إفناء . . أي أصبحت ( الإسلامية ) هي طريق اليقظة والنهوض .. وفي ذلك قال طه حسين :
هكذا تحدث طه حسين عن مصادر التشريع والحكم والسياسة في الدولة الإسلامية .. ففصل سنة ١٩٥٩م ما سبق أن أجمله سنة ١٩٥٣م في لجنة وضع الدستور عندما دعا إلى هيمنة القرآن الكريم على القوانين والدستور، ، ولم تكن صدقة أن ذلـك العـام ١٩٥٣م كان العام الذي حن فيه طه حسي لزيارة مكة والمدينة ، تلك الزيارة التي آب فيها الغريب إلى الوطن الذي صنع عقله وقلبه ووجدانه وعواطفه كلها .. فولد في هذه الرحلة الحجازية - ميلادا جديدا ! هكذا حدث التحول الحاسم لطه حسين مئة وثمانين درجة ! فبعد أن كانت طريق النهضة هي وحدها طريق النموذج - لا تعدد فيها . . ولا عدول عنها .. أصبحت الطريق :
« إنني ألح على أن يثوب المسلمون إلى أنفسهم، ليصبحوا أكفاء لقدمائهم من جهة، وأندادا للذين يحاولون أن يستذلوهم من جهة أخرى . . فالمستعمرون في العصر الحديث يوشـكـون أن يفرضـوا على المسلمين ضروبا من العلم قد تخرجهم من الجهل، ولكنها ستقطع الأسباب حتما بينهم وبين تاريخهم ،وتفنيهم في الأمم المستعمرة إفناء . . وسبل المسلمين إلى هذه اليقظة الخصبة واحدة لا ثانيـة لها ، وهي أن يذكروا ما نسـوا من تراثهم القديم، لا ليقولوا إنهم يذكرونه بـل ليعرفوه حق معرفته، ويفقهوه جد الفقه، ويحسن المتخصصون منهم العلم بدقائقه وتيسيره لغير المتخصصين . هذه واحدة ،
والثانيـة أن يستدركوا مـا فـاتـهـم مـن العلم الحديث ، ويبتغوا إليه الوسائل التي تتيح لهم أن يتحققوه كما تحققه أصحابه، وأن يوطنوه في بلادهم ، ويجعلوه ملكا لهم ، وأن يبذلوا من الجهد ما يمكنهـم فـي يـوم قريب من ألا يكونوا عبالا على المستأثرين به ، بل يشاركون فيه مشـاركة الأنداد الأكفـاء .. وهذا الرقي متصل بالإسـلام وحده . . فالقرآن وسنة النبي ﷺ وسيرة الخلفاء الصالحين من المسلمين .. وعلم العلماء المسلمين الذي سجل في الكتب ، والذي لم ينشر إلا قليله .. كل هذا مطلوب العلم بحقائقه ، وأن يتجاوز هذا العلم العقول الأفهام إلى القلوب والأمزجة، ويؤثر في الضمائر أعمق التأثير ، ويؤثر في السيرة الظاهرة للمسلمين أعمـق التأثير أيضا. تمت
في رحلته إلى الحرم المكي عام 1955م التي وصفها بأنها "تلبية لدعوة آمرة من خارج النفس!" عادت نفسه الغريبة إلى وطنها بعد غربة طويلة جداً. في هذه المرحلة تحولت قبلة طه حسين بالكلية تقريباً، فبعد أربع سنوات من رحلته الحجازية هذه كتب (مرآة الإسلام) مراجعاً ما اكتظت به كتبه من قبل من جرأة على الديانة وفجرت المعارك الفكرية الكبرى في النصف الأول من القرن العشرين. في هذا الإياب الروحي كتب الدكتور طه حسين مرآة الإسلام سردأ لتاريخ الإسلام العام، ضمّنه نقداً لما كتبه في (في الشعر الجاهلي) كجرأته على حكاية القرآن لرفع إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قواعد البيت الحرام. ضمّنه أيضاً نقداً ذاتياً لغلوه في فلاسفة اليونان، ففي مرآة الإسلام ينكر الدكتور على بعض فلاسفة المسلمين العرب إغراقهم في الغلو العقلاني. ضمّنه الكثير والكثير من مراجعاته والتي يمكن أن نلخصها في (صورة طه حسين الجديدة): من الغلو العقلاني وتجريح المقدسات إلى إعلاء مصادر التشريع والكل من دونها دون، وإلى تعظيم الشعائر والمقدسات والشخصيات المشهود لها. ومن الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم والتجريح فيهم إلى الترحم عليهم، وإن كان الأمر لم يخلو من بعض شوائب علقت بقلبه من سوء صنيعه من قبل. نجد هنا طه حسين وقد تجلت العلاقة بينه وبين الإسلام مؤسسة على العقل والنقل والوجدان. في مرآة طه الجديدة تنعكس صورته الرافضة لغلو التيارات والمذاهب المنحرفة عن صحيح الدين وأهل السنة، فلا يتوانى في نقد المعتزلة وغلو المتصوفة والفلسفات الباطنية والإغراق فيها. ومن الجميل أن د.طه حسين قد سلِم من آفة "ضغطة العصر" التي سقط فيها شيوخ وأعلام ومثقفين كبار في عصره وفي عصور قريبة من عصره، فإننا نقف على تفسيره للطير الأبابيل كما فسرها أهل العلم والسلف على حقيقتها، في مقابل هفوات بعض ممن تصدروا للذب عن الإسلام في ذلك الوقت -وبحكم ضغطة ذلك العصر- حيث ساد فيه إنكار المعجزات والخوارق والغيبيات، فأولوها تأويلات لم يكن لمن عايش الوحي وعصر التنزيل فيه من قبل قيد أنملة!
وباختصار شديد فالكتاب منقسم إلى قسمين: الأول يسرد السيرة النبوية الشريفة في الأغلب الأعم، باختصار يناسب القارئ العادي. والقسم الآخر يبدأ بمرحلة ما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاع خبر السماء، ثم يتناول مصادر التشريع وأركان الإسلام وفروضه وغير ذلك مما لا يسع المسلم جهله، كل ذلك بتعليقات وتوضيحات ونظرات منه. ثمة بعض المؤاخذات على الكتاب نجملها في نقاط: طعنه في حديث ثابت صحيح، حديث (هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده..) قائلاً: "وأكاد أقطع بأن هذا الحديث مهما يكن سنده غير صحيح.." ورغم أن طعنه في الحديث كان بدافع الذب عن صحابة رسول الله عما توهم الدكتور أنه مقصودهم. والحق أن في الأمر تفصيل يُرجع إليه من الصعب تناوله هنا فليبحث من أراد عنه.تكرر الأمر أيضاً مع حديث آخر ص277 من ط.دار الجمهورية. يلمز في أم المؤمنين السيدة عائشة رضوان الله عليه في معرض حديثه عن الفتنة بين الصحابة، يقول "فقرت في بيتها الذي ما كان لها أن تفارقه"! ولأمانة النقل هو يترحم على أم المؤمنين -دون الترضي أصلاً لا أذكر أنه ترضى عن صحابي في كتابه- حتى في هذا اللمز، ليرضى الله عن أم المؤمنين، إليها أعتذر أن قرأت هذا! ذكر الدكتور أن سيدنا عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- رجع من مناظرة الخوارج كما ذهب إليهم، يقصد أن مناظرته لم يكن لها أثر على الخوارج. والحق أنه قد رجع من القوم ألفان. ذكر الدكتور محمد عمارة في تقديمه للكتاب أن في مرآة الإسلام تخلص طه حسين من التكرر في أسلوبه على غير عادة منه، وصراحةً فقد لامست تكراراً بشكل ما في سرده لقصة الثلاثة الذين خلفوا. الكتاب في مجمله ليس عجيباً أو فريداً من نوعه، لم يأت الدكتور بجديد اللهم إلا بعض نظراته في بعض الأمور وكلامه عنها، والعائد الأكبر من هذا الكتاب هو عودة الصبي نفسه إلى الشيخ.
==========
كتاب: مرآة الإسلام تأليف: د. طه حسين تقديم ودراسة: أ.د. محمد عمارة عدد الصفحات: 304 صفحة
الكتاب عبارة عن مراية بتشوف فيها واقع الجزيرة العربية قبل وبعد البعثة المحمدية، والكتاب عبارة عن كتابين في بعض، الأول بيحكى عن ظروف وطبيعة الجغرافيا بتاعت الجزيرة العربية وتحديدا بعد فترة المسيح عليه السلام، الإمبراطوريات والممالك من الفرس والروم والحبش، اللى كانت على حدودها وتأثير الجزيرة العربية بيها وطبيعة المجتمع من عادات وتقاليد لأهل الوبر وأهل الحضر، ومدى التأثير اليهودى والمسيحى بالقبائل العربية، وتأثير العرب فى اليهود والمسيحيين برده، ثم سرد سريع وموجز من ميلاد النبي إلى موته وبكده يكون انتهى الكتاب الأول،
والكتاب الثانى، وهنا بيبدأ الشغل بتاع عمنا طه حسين، وهو تحليل المحتوى والحادثة والمقولة لستنباط قرائن ودلائل، أبدع في بيان أصول الدين من القرآن والسنة النبوية وطريقة جمعهم، وبيان بعض الاستشكالات حوالين السنة النبوية واللغط اللى دار حواليها، بيبدأ عمنا طه حسين الكتاب الثانى من لحظة وفاة النبى وبداية خلافة ابى بكر مرورا بعمر بن الخطاب، ثم بداية الفتنة بعد مقتل عثمان بن عفان والحروب بين الصحابة، وكأن الكتاب شبه فهرس للكتب بتاعت طه حسين على هامش السيرة والفتنة الكبرى، ثم ذكر الحقبة الأموية والعباسية وشىء من المذاهب، والفرق الباطنية وأسباب اعتناق افكارها، فى موجز سريع ويسير ومرآة للإسلام سرد فيها العم طه حسين، الكتاب ممتاز للإيجاز ، لكن : من ناحية العمق والتحليل لمواضيعه عليك، بكتاب على هامش السيرة والفتنة الكبرى بجزئيه.
يقدم طه حسين الإسلام منذ بدايته حتى يومه بصوره مبسطه كأنك تراه فى المرآه ..والكتاب يعد من المراجعات الفكريه فقد ثاب طه حسين وعاد بعد غيبه طويله وهجوم ومقالات لا تصح .. يعرض طه حسين فى هذا الكتاب كيف بدأ الاسلام فى الجزيره العربيه ..وكيف بدأ ضعيفا ثم انتشر ..وأخذ فى الحديث عما لقى النبي من الأذى بسبب هذه الدعوه فى مكه حتى انه بعدما انتقل الى المدينه لم يسلم من شرور اليهود والمنافقين ، وذلك بالاضافه الى حربه.مع كفار قريش .ثم ينتقل بعد ذلك الى مصادر التشريع ويتكلم عن عظمة القرآن وانا علينا فهمه كما فهمه النبي والصحابة اول ما أنزل وعدم المغالاه فى التأويل .. ويتحدث عن انه مصدر التشريع الأول ويتحدث عن السنه واهميتها فى شرح القرآن ..ويتحدث بعد ذلك عن خلافة الصديق وعمر فى ايجاز وما حدث بعدها من احداث مؤسفه وفتن توالت على الامه فتاصل الضعف فيها لانقسامها فرقا عده .. اما اللغه المستخدمه فجاءت فصيحه ويسيره وهو ما أثار دهشتنا فحتى فى اللغه خالف طه حسين مذهبه القديم فى عدم الالتزام بالفصحي ولا بأس بالجمع بينها وبين العاميه... بل فى آخر الكتاب تحدث عن أهمية اللغه العربيه وعن أنها لغة القرآن وضياعها تأصيل للجهل فى الأمه .
يعرض الدكتور طه حسين حياة العرب من أواسط القرن السادس الميلادي حيث مثل عن العرب انها متخلفة قياسا بغيرها من الروم والفرس والتي كانتاً في هذا الزمان قوتان عظيمين، ومن ثم مروراُ بالاحداث حتى ميلاد النبي محمداً ومن ثم ما قد حل بالعرب وتعاملهم وما كان من أزمات يتعرضون لها ثم عهد الرسالة ونزول جبريل علي النبي وحياة الصحابة والتابعين ، وما آلت له العرب من تدهور وانشقاق معتزلة وخوارج وما كان من قتل الصحابة وحتى عهد التقسيم الخلافة الي ثلاث فاطمية وعباسية وأموية ، واستنبط الدكتور طه حسين من خلال من تناوله الاسباب التي ساءت بأحوال العرب وما كان من اسباب ايضاً ادت إلى الانشقاق والتفرقة حتى استمرت من سئ إلى اسواء .. واقول انا بعد الرحمة على الدكتور طه حسين انه وبكل أسف مازال ولازال الأسف قائم بأن احوال العرب تنحدر انحداراً شنيعاً وربما إلي طريق اللارجعة.
المال فتنة لقلوب الرجال يفسد عليها كل شىء . .................................... من اصدارت الهيئة العامة كتاب مرآة الاسلام طه حسين ...................................... يأتى الكتاب على جزئين الأول فى السيرة وبداية الدعوة حى التمكن الثانى فى انعكاس وتأثيرا الاسلام على شبه الجزيرة العربية
استقراء وتتبع لطه حسين بمنهجه البحثى عن تلك الفترة وتبعاتها . .......................................................... وفى النهاية أنقل : " ليس شىء أشد تأثيرا فى حياة الناس من اتصالهم بالاجناس المختلفة ذوى الحضارات والديانات المختلفة ".
في هذا الكتاب يتراجع طه حسين عن آرائه الغريبة و الصادمة (و المنافية لصميم العقيدة أحيانا)..تلك الآراء التي ذكرها في كتبه "في الشعر الجاهلي" و "مستقبل الثقافة في مصر"...يعود طه حسين و يراجع ما كتبه من قبل و يصالح قراءه...و في الكتاب رفض قاطع للغرور العقلاني الذي طغى على فكره في مرحلة الإنبهار بالغرب و مناهج الشك الغربية...و في هذا الكتاب تخلص طه حسين من التكرار الذي كان يعيبه عليه كثيرون.
الكتاب عظيم الحقيقة كبسولة صغيرة في حدود ١٥٠ صفحة بس قدمت على صغرها عرض وافى غير مخل لتاريخ الاسلام وحالة المسلمين من البداية للعصر الحديث كتاب تانى بيأكد ان متهمى طه حسين فى دينه جانبهم الصواب كثيرا رحم الله طه حسين