الكتابة في زمن الحرب... يتساءل البعض أحياناً ما جدوى الكتابة؟... تساؤل له ما يبرره في وسط السلاح المرفوع، الذي، مع الزمن، يتحول، عجزاً عن الوصول إلى غايته، من وسيلة إلى غاية. فإذا قيل، جواباً، أن الكلمة هي السلاح - البديل فإن التساؤل، الذي يتبع، سيكون: ماذا يستطيع هذا السلاح - البديل أن يفعل، مدّ صار مثلوماً، حين أنه لم يحل سابقاً دون الوصول إلى الطريق المسدود، عندما كان أشد مضاء. تساءل مبرر أيضاً، لولا أننا، في مواجهة عجز السلاح عن الحسم، لم يبق ثمة خيار: إما الكلمة وإما المراوحة الدموية، وإما... الديكتاتورية... لكن أية كلمة؟...
ولد الشاعر والكاتب المسرحي عصام محفوظ في جديدة مرجعيون بلبنان . درس في مدارس مرجعيون وحصل على دبلوم دراسات عليا من معهد الدراسات العليا بباريس في فرنسا. إلتحق باكراً بحركة مجلة شعر ثم هجر الشعر موقتاً ليكتب للمسرح . عمل في الصحافة مدة ثلاثين سنة . درّس التأليف المسرحي في الجامعة اللبنانية .
يعتبر عصام محفوظ من أبرز مؤسسي الحركة المسرحية الحديثة في لبنان . وكانت مسرحيته الزنزلخت هي التي جعلت منه كاتباً مسرحياً بارزاً . وكانت هذه المسرحية اول أعماله . تبعتها مسرحية القتل وكارت بلانش ولماذا رفض سرحان سرحان ما قاله الزعيم عن فرج الله حلو في ستيديو 71 ، وبعدها جاءت مسرحية الديكتاتور ثم قضية الحرية واخيراً التعري .
لمحفوظ مجموعات شعرية منها : أشياء ميتة 1959 ، أعشاب الصيف 1961 ، السيف وبرج العذراء 1963 ، الموت الاول 1973 . ترجم الى العربية للشاعر الفرنسي اراغون بعض مؤلفاته منها الشاعر والقضية .
مرة اخرى يتحول محفوظ عن المسرح ليقدم هذه المرة دراسات عن ابن عربي وابن الراوندي وابو بكر الرازي وجابر بن حيان ، مروراً ببعض العالميين الحديثين امثال رامبو واوجين اونسكو والفرد غاري وصموئيل بيكيت وارثر ميلر وجورج شحاده .
توفي عصام محفوظ في بيروت ودفن في مسقط راسه جديدة مرجعيون .