في بحر الأشجار (رولا نبيل) لم تكن جُثة الفتاة المُعلّقة تفارق ذاكرته، وتراكمت الاستفسارات بداخله عن ملابسات ما حدث فكيف غابت عن عيون الفتى حتى تفعل فعلتها؟! ماذا حدث له ؟! هل عاد باحثًا عنها، فغاب هو الآخر داخل متاهة الضباب الكثيفة أم كان هو السبب الرئيسي لاكتئابها ؟! هل كانتْ حُبِّ عُمرِهِ، فذهب خلفها؛ ليلقى نفس المصير الموحش لحاقًا بها؟! ظلت التساؤلات تلخ برأسه دون توقف، ومعه كُلُّ الحق.
تبدأ الحكاية بالتعرف على فريد إبراهيم.. طبيب نفسي لا اهتمامات لديه سوى العمل، يفضل الوحدة والعزلة والهدوء، يزهد النساء والزواج والسفر والمتعة الدنيوية. تسير به الحياة كما يشاء ويعيش كما يحلو له إلا أن قرر _بعد سنوات طويلة في الغربة مع صديقه الوحيد_ العودة إلى القاهرة ثم كُتِب له النصيب بالزواج وإنشاء أسرة علّه يستشعر جمال الحياة وملذاتها.
بعد عدة سنوات ضاقت نفسه واقترب من حافة الانهيار العصبي بسبب طبيعة الحياة هناك فسارع بالتفكير بالهرب منها والانتقال مع زوجته وولده الوحيد لمنزل بقرية سياحية تسمى بحر الأشجار مطل على البحر من جهة ومن الجهة الأخرى يطل على غابة أملا في حياة هادئة كما يعشق وتزامنا مع قرار فتح مصحة للعلاج النفسي وعيادة جديدة في القاهرة بالشراكة مع صديقه ومبنى مخصص لعلاج الإدمان.
عاش بالقرب منه صديقه مع أسرته وبدأ في استعادة نفسه القديمة وظن أن الحياة قد تصالحت معه مرة أخرى ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد تحولت حياته الهادئة إلى كابوس عند وصول رسالة من مجهول ما إن قرأها حتى جرى على إثرها وقتل زوجته بدون مقدمات برصاصتين متتاليتين فوقعت جثة هامدة.. من المرسل؟ وما بها كي يرتكب جريمة قتل؟! ورغم ما حدث إلا أنه لم يعاقب على جريمته.. كيف؟! هذا ما سنتعرف عليه مع بقية الحكاية. أحداث كثيرة مع ظهور أشخاص جدد وحدوث عدة جرائم غريبة في بحر الأشجار عجزت الشرطة عن تفسير ما يحدث وإيجاد الجاني وكأنها منطقة ملعونة تبتلع كل من يقترب منها. تزداد الأحداث تعقيدا بمراوغة الكاتبة لنا عن اقتراب النهاية فلا تفهم ما يجري فهناك خطط رهيبة بأفكار شيطانية لا تخطر على بال بشر ثم يتم تفسير كل شيء فات _كل هذا في سبع أيام_ لنرى أن الجاني إنسان في صورة ملاك يخدع الجميع ويجعلك تتساءل.. كيف للشر أن يتجسد في بشر فيكون شياطين الإنس أكثر شرا من شياطين الجن؟! وكيف تسول للإنسان نفسه أن يؤذي من لا ذنب له؟! وهل هناك مبررات وأسباب قد تجعلنا نلتمس له الأعذار لما يفعل؟! بالنهاية نتيقن أننا قد نحكم على أنفسنا وغيرنا بطريق الجحيم عند صدور أحكامنا الظالمة واختياراتنا المتهورة فلا نجني إلا مصائب كارثية.
**رأي شخصي: _ اللغة سردا بالفصحى وحوارا بالعامية مناسب جدا للقصة. _الوصف كان مفصلا جميلا للشخصيات والأماكن والأحداث. _القصة مثيرة وشيقة رغم عدم منطقية بعض الأحداث ولكن هكذا هي الفانتازيا. _أحببت كسر السرد الدرامي والجرائمي بالقليل من الفكاهة والرومانسية واللمحات الدينية وعلم النفس. _تمنيت أن تكون الأسباب ورد الفعل والجزاء منطقي لبعض الأحداث. _أعجبتني تنوع العلاقات وأهميتها مع أخذ الحذر دائما فلا تثق بصديق تمام الثقة ولا تأمن لأخ أو الأهل أمان أعمى فقد تفيق على صدمة تفقدك صوابك. _النهاية مناسبة. _الغلاف معبر عن القصة.
هذه هي التجربة الثانية لي مع الكاتبة بعد روايتها الأولى"فوجو".
**في رأيي يصلح هذا العمل أن يكون فيلما فالقصة قصيرة ومثيرة ذات أحداث سريعة تدور في مكان بعينه مع شخصيات محددة ويمكن أن تكون الشخصيات الفرعية وحكاياتهم في مشاهد تعرض ب "الفلاش باك".
الكتاب تحفة من جميع الجهات وصف الكاتبة لكل شئ بدقة رائع والاحداث غير متوقعة وتحسسك بانك مش عايز تسيب الكتاب الا من ايدك الا وانت مخلصه علشان عايز تعرف ايه الحدث الي بعده. ١٠/١٠ 👌
أولًا أشكر الكاتبة رولا نبيل على كتابة هذه الرواية العميقة بهذا التمكن بعد فترة قصيرة من كتابتها لروايتها الأولى فوجو المليئة بالإثارة والغموض أيضًا، ثانيًا الرواية أحداثها تشد منذ البداية وتجعل القارئ في حالة ترقب وشك في معظم الشخصيات، واختيار اسلوب الفوتومونتاج خلال أحداث الرواية كان موفق جدًا، ثالثًا، قدرت الكاتبة بحرفية شديدة أن تضع لمسات بسيطة من التشبيهات والمواقف خفيفة الظل خلال أحداث الرواية الغامضة مما أضفى ابتسامة على شفاه القارئ جعلته يهدأ من توتره خلال القراءة قليلًا، رابعًا، السمة الغالبة على الرواية هى الغموض وتباين الآراء خلال القراءة كعدم القدرة على تحديد هوية الأشخاص الحقيقية كما قلت من قبل، فأحيانًا تتعاطف مع أحد الأشخاص في موقف معين ثم تنقلب عليه في موقف آخر، وهذه قدرة إبداعية من الكاتبة خامسًا، رغم أن الرواية بها عنصر التخويف في بعض مشاهدها ولكن عدم الاعتماد عليه بصفة أساسية كان شيء موفق جدًا، ولكنه أُستخدم لتحريك أحداث الرواية بطريقة جيدة دون مبالغة تنقلب نتائجها عكسًا، أخيرًا، نتمنى المزيد من التوفيق للكاتبة وأن تمتعنا بروايات أخرى في نفس مستوى روايتيها فوجو وفي بحر الاشجار بل أفضل بإذن الله
كل فقرة من فقرات الرواية تجعلك تسارع لتنهيها لتتعرف على بقية الأحداث ... وتحتار لتدخل فى غموض وغموض فتسارع لقراءة المزيد ... وهكذا حتى تنهى الرواية لتتعرف على إكتمال الأحداث المشوقة ..... ابدعتى رولا وننتظر الجديد. والمزيد