بمدادٍ من دم، بكثيرٍ من العبرات المختنقة وبقليلٍ من الأمل بعدالةِ الأرض، اجتمعت أصواتنا نحنُ غير الناجين-فعلياً؛ لنخاطبك أنت ، أتسمعنا؟
أتسمع الرجفة في أصواتنا ونحن نروي مآسينا! أتحتار مثلنا إلى أي وجهة سنرحل للمرة الألف بعد العشرين بحثاً عمّا يسكت جوعَ الصغار الخائفين؟
كتاب " أتسمعني"- من غزة إلى العالم - هو مَجْمَعُ صرخاتٍ خرجت من تحتِ الإبادة، تروي سطراً من واقعِ تراجيديا متراكبة لا ذرةَ خيالٍ فيه يحاولُ اجتياز صممَ العالم وأسوارَ المحتلِ لتنجو أسماءنا وأماكننا وشوارعنا إن ما تمكنّا من ذلكَ نحن!
تحذير: هذا الكتاب ثقيلٌ جداً، ودونَ الرضوخِ لأي قانونِ فيزياء، فإن ثقله يزدادُ أيضاً بعدَ إتمامه!
كل كلمات العالم لا تُنصف حزن أم فقدت فلذة كبدها، فكيف إن كان الحزن متراكباً على حسرة الفقد والاصابة والنزوح وذل الجوع ومرارة الأسر والخوف! فكيف إن كان هذا الحزن جماعياً متراكباً على عجلة رحى تدور وتطحن ما تبقى من أرواح، لا تُبقِ ولا تذر. أتسمعني؟ نعم سمعوا ، ولكن ما من مجيب ولا صدىً للصرخات التي ما هدأت منذ قرابة عام.