يحاول موظف الأرشيف، عزيز عواد الحفاظ على عائلته الصغيرة من الضياع، فيجد نفسه دون قصد غارقًا في أتون المقابر وقصص المنبوذين.. حكاية يمتزج فيها الخيال بالواقع، والتراجيدي بالكوميدي، تحيل الزوج المتعثّر إلى سائق جنائز يدور بين الأزقة والحواري بحثًا عما فقده. غير أن الفقدان الذي أتعب عزيز هو ذاته الذي ينتشله من الفشل ويمنح حياته المعنى، ميمّمًا وجهه صوب وادي الفراشات البعيد.
"أنبئوني؛ ماذا عليّ أن أفعل لترضى عني حياتكم هذه؟! أنا لم أدّخر جهدًا من أجل رضاها، فإلى متى يدوم سخطها؟! " إلي متي يدوم سخطها؟ إلي متي يستمر قهرها؟ إلي متي سنتحمل قسوتها؟
أسئلة كثيرة تطرحها هذه الرواية المؤلمة و لكن الأكثر إيلاماً إنها ملهاش إجابات...
وادي الفراشات...رواية للكاتب العراقي المبدع أزهر جرجيس ودي تعتبر الرواية الثالثة له بعد النوم في حقل الكرز و حجر السعادة دة غير المجموعات القصصية صانع الحلوي و فوق بلاد السواد.....
تدور أحداث الرواية حول عزيز ذلك الشاب العراقي الذي يحاول بكل جهده و بكل ما هو متاح له من إمكانيات أن يعيش حياة كريمة في بلد قائم علي الرشوة والواسطة و حتي الشهادة الجامعية فيه ليس لها أي قيمة...
في كل الرواية تتوالي خيبات عزيز أو كما يقول المثل المصري كل ما يطلع من حفرة يقع في دحديرة..مع إنه كل اللي كان بيتمناه بيت لائق و وظيفة تقدر توفر له حياة سعيدة مع زوجته و في وسط كل محاولاته البائسة يجد نفسه داخل وادي الفراشات .. ذلك الوادي الغريب الذي يمتلئ بمنبوذين ماتوا ودفنوا من غير مراسم تشييع وكان كلما دفن أحدهم طارت من قبره فراشة وظلّت تحوّم فيه...
هل وادي الفراشات حقيقة أم خيال؟ هل كان يقصد به الكاتب أطفال الزنا في العراق؟ هل كان وجوده سبب أن يجد عزيز لحياته معني؟ كل دة حتكتشفه بنفسك عند قراءة هذه الرواية الممتعة...
الرواية مقسمة إلي ٥٠ فصل و كلها فصول صغيرة الحجم مما جعل قراءتها سلسة و بسهولة ممكن تخلص معاك في قعدة واحدة... السرد مشوق علي الرغم من قتامة الأحداث و قلم أزهر جرجيس كالعادة فيه سحر ما بيخليك مش عارف تبطل قراءة...
الرواية ممكن تبان عادية خصوصاً في نصفها الأول لكن بعد كدة حتبدأ يكون ليها شكل مختلف و أعمق بكتير مما كنت أتصور في البداية... لم أجد الكوميديا السوداء اللي متعودين عليها في كتب أزهر ودي حاجة أفتقدتها شوية الصراحة... شخصية الخال جبران شخصية ثرية و مميزة جداً و كنت حاسة إنها محتاجة مساحة أكبر في الكتاب... اللغة ممتازة كالعادة و النهاية كمان كانت رائعة...
قرأت كل كتب أزهر جرجيس ..يعني مفيش رواية أو مجموعة قصصية معدوش عليا :) وبما إني قارئة طماعة شوية فأنا أكيد في إنتظار المزيد من الأعمال المميزة اللي حقيقي بقينا نفتقدها في هذه الأيام لأن كما قال الكاتب... "و ما الحياة إلا كتب وحفنة أصدقاء.."😍
" ما لي ووادي الفراشات ! ثم ما هذه ( يبدو انك شخص وحيد ) ؟! هل قرأ الوحدة على جبهتي ؟ لماذا يظنني غصناً سقط من الشجرة وتعفن ؟ صحيح أن شجرة الأحباب تواصل نزع أوراقها وكأنها في خريف خجول ومستمر ، لكني لست الوحيد في هذه المسرحية المسماة الحياة ."
في خليط من الحزن والحب والنحس والكوميديا السوداء والأحوال المضحكة المبكية نتعرف على عزيز عواد وحكايته بداية من وفاة والده الذي لم يعرفه حقاً وحتى وادي الفراشات الذي سنعرفه في الجزء الاخير من الرواية .
عزيز عواد الذي أراد أن يحقق حلم أمه ويصبح طبيباً لكنه وقع في شراك حب القراءة وترك المذاكرة فلم يستطع تحقيق الحلم وألتحق بدراسة المسرح على أمل أن يربط بين هوايته وعمله وهنالك يلتقي بتمارا التي يقع في شباك حبها ويفعل المستحيل ليرتبط بها..
عزبز عواد كحال الكثير يتخرج من الجامعة ليجد أن شهادته بلا قيمة فيظل يبحث عن عمل ويحاول في مشاريع صغيرة بلا جدوى حتى يجد له خاله جبران عمل بالأرشيف فيظن انه أخيرا سيحقق حلمه ويتزوج فتاة أحلامه.
"أجمل ما في ذلك الزمان هو الخيال. كان خيالنا خصباً إلى حد احتمال النجاح في بلد قائم على الرشوة والواسطة."
لكن ... الحياة ليست بهذه البساطة ، فهناك اشخاص يرافقهم سوء الطالع ( منحوسين ) وتلحقه المشاكل أينما ذهب ومهما فعل . يشاركنا عزيز قصة حياته ، وجدت نفسي اضحك أحيانا لكنه ليس ضحك رائق لكنها مواقف مضحكة في ظاهرها ، مبكية في باطنها ( شر البلية ما يُضحك ).
"عشت طفولتي وحيداً رغم غابة السيقان في بيت العائلة، لم أشعر بأن جذوري ضاربة في الارض، بل لم أشعر بتلك الجذور حتى ! لا أعرف السبب، لو عرفته لما أخفيته عليكم ، سألت ذات مرة خالي جبران ، فقال بما يشبه الجواب : ( ليس هناك سبب منطقي، هكذا هي الأرواح، بعضها يشعر بالألفة، وبعضها يظل غريباً حتى يرحل.)"
عزيز عواد كان يحاول وكلما خرج من مأزق حاول أن يجمع شتات نفسه وأسرته وكلما نجح ، تأتى الرياح لتهدم كل ما فعل فوق رأسه وتحيله حطاماً وتنقله من كارثة لكارثة .
"من قال إن مارد النحس ينام "
أجمل من في الرواية كان الخال جبران ، كان شخصية جميلة وحنونة وكان السند الحقيقي والعائلة الحقيقية لعزيز طوال حياته ، هل كانت مصادفة انه عاشق للقراءة وصاحب مكتبة؟😉❤️
نتعرف على وادي الفراشات في الجزء الأخير من الرواية لنجد حزن آخر ومأساة أخرى ، لكن ماذا سيفعل عزيز عواد و كيف ستنتهي حكايته ؟ وهل سنصل في النهاية لنهاية حكايته أم بدايتها ؟!
"أنبئوني ، ماذا علي أن أفعل لترضى عني حياتكم هذه ؟! أنا لم أدخر جهداً من أجل رضاها، فإلى متى يدوم سخطها ؟! أشعر بالضيق ، وأشعر بالضيق أكثر من دوام شعوري بالضيق."
رواية أندمجت معها وجذبتني منذ البداية ، أحببت الكوميديا السوداء في الرواية ( زى ما قال الجوكر : My Life Is Nothing But A Comedy.) , وطريقة السرد البسيطة والسريعة وفي نفس الوقت جميلة التي جعلتني أشعر كأن الرواية تركض وأنا احاول أن ألحق بركابها ، رواية رغم سهولة سردها إلا انها تحمل واقعنا الكئيب ، أحببت سخريته ، شعرت به وبنحسه الأبدي الذي يلاحقه . احزنني ساكني وادي الفراشات لكني أحببت وجوده
فأين نسينا الحياةَ؟ سألت ُ الفراشةَ وهي تُحوم في الضوء فاحترقت بالدموع ! محمود درويش
يعود "أزهر جرجيس" في روايته الأحدث "وادي الفراشات" إلى حقبة زمنية مختلفة وبعيدة نسبياً في العراق وقت الحصار، قبيل الحروب التي شتت البلاد، وإن كان يُمكنك أن تسمع طبول الحرب في خلفية الأحداث، مع "عزيز عواد" الذي حاول أن يحلم في بلده، حاول أن يُحب ويقطف من الحياة بعض متاعها، ولكن من قال أن الحياة بهذه السهولة؟ فمهما ظننت أن ذلك الشهد المسكر في فمك سيدوم، ستجده يستحيل علقماً كالصبار لا يُفارقك، هذه هي الحياة على أمثال "عزيز" وصدقني هم كثيرين وفي أوطان مختلفة، تدهسهم الأقدام في كل مكان، مهما حاول وحاول وحاول، يجد نفسه عارياً في مواجهة الريح.
حافظ الكاتب على السمات التي لطالما أحببتها في أعماله، السخرية السوداء المريرة والتي قد تُضحكك ولكن بعد القليل من التفكير والإمعان في تفاصيل الأحداث تجد هذه الضحكة تصبح ابتسامة مريرة، شر البلية ما يُضحك تلك المقولة التي عهدناها في أوطاننا ونحن نسخر من أوضاعنا وحياتنا فعندما تجد أن كل ما تسعى إليه في حياتك هو أن تعيش، أن تمتلك الحد الأدنى من متطلبات الحياة كمسكن ومأكل ومشرب ووظيفة وفتاة جميلة تتزوجها، فكيف يُمكن أن تُحقق ذلك الحد الأدنى في وطن لا يكف عن الدهس علينا؟ لا يكف حكامه عن البصق في أوجهنا، ولا تكف زبانيته عن البطش بنا، من أجل ماذا؟ هل هي الأموال التي جعلت أوجنتهم تتورد؟ أهي كراسي السلطة التي تناسب مؤخراتهم العملاقة؟ أم إنها شهوة العنف والتعسف؟ التلذذ بقهر الإنسان؟ مهما حاولت البحث عن إجابة، فلن تفهم تلك الكيانات التي تتحكم في مصائرنا وتحرق أرواحنا.
ولكن المثير للإعجاب أن "عزيز عواد" يُحاول ويُحاول ويُحاول، لا يكف عن المحاولة، هو يريد الحفاظ على عائلته من التشتت والضياع، رغم سوء الحظ الذي يلازمه، وكأنه لا يكفيه ما ناله، فكلما تستقر أقدامه على الأرض قليلاً لثوان معدودة، يأتي إعصاراً يقلب حياته رأساً على عقب، حتى تضع الأقدار في طريقه "وادي الفراشات" فهل سينقذه؟ هل سيضع لحياته معنى؟ أم إنه مجرد وهم وسراب يُحاول به أن يصبر نفسه على تلك المهزلة المسماة حياته؟
لا يزال "أزهر جرجيس" يؤكد على أهميته كواحد من أهم الكتاب العرب المعاصرين، في البداية شعرت بأن العمل جيد ويُشبه حكايات أخرى، ولكن بالتدريج وجدت نفسي أعيش العمل وأتأمل في تفاصيله، واكتشف فردانيته وتميزه، جعلني أتمنى واقعاً مُغايراً لما يحدث وأعلم أنه لن يحدث، ظللت أتخبط كما تخبط عزيز عواد في حياته، أحاول النجاة معه، ومساعدته بالخروج من ورطته الحياتية اليومية، حتى عندما تهاوت كل الطرق الأخرى ولم يبق إلا طريق وادي الفراشات، صافحته وتعاهدت على زيارته، ولكننا نسينا -عواد وأنا- أن الحياة تفاجئك بما لم تفكر فيه، وأن الحياة لا تخلو من سيزيفيتها.
أول قراءة ل أزهر جرجيس ولن تكون الأخيرة ، وضعت النوم في حقل الكرز في القائمة
وردية الفراشات دخلت القائمة القصيرة للبوكر ، هل تستحق الفوز ؟ تستحق جدا رواية مكتوبة بأسلوب سلس ومؤثر ولطيف وفكاهي وحزين في نفس الوقت !!
قصة عزيز الشاب الذي يحلم بتكوين أسرة والعيش مع حبيبته وزوجته تمارا في أمان وسلام ،يُنهي تعليمه ولكن لم يستطع الحصول على وظيفة جيدة ، ويبدأ الجري في متاهة الحياة متخبطا بين عمل وآخر ، بل ويرتكب حماقات تطيح به في السجن (هذا ما تجده في أول مشهد من الرواية)
هل عزيز شخص فاشل وساذج؟ أم أنه ضحية مجتمع فاسد وميت؟ وما الذي يمنح حياة عزيز المعنى بعدما فشل في كل شيء وخسارة وتعثرات؟ وما علاقته بوادي الفراشات الذي سيغير حياته ؟؟
أحياناً يصبح المرء لا يبالي بأي شيء عندما يكون خسر أحب ما يملك فلا يبالي بأي خسارة ، كما يقال بالعامية "ماعنديش حاجه اخسرها" وعزيز وصل لهذا الأمر.
❞ كان عقلي منشغلًا بأولئك المنبوذين الذين ماتوا بلا ثواكل ودفنوا من غير مراسم تشييع، يتساءل أي ذنب عظيم اقترفوا، لتنبذهم الحياة هكذا؟! وأي غصة تلك التي اعترتهم وهم يشرفون على الرحيل؟! ❝
رواية جميلة جدًا كنت اتمنى انها تكون أطول قرأت هذه الرواية بعد رواية ميكروفون كاتم صوت ،الروايتان يشبهان بعضهم وهذا بالنسبة لي كان شيء ممتع باختلاف أسلوب كل كاتب
أكثر شخصية مكتوبة بشكل رائع هي شخصية خال عزيز "جبران "
❞ سألت ذات مرة خالي جبران، فقال بما يشبه الجواب: «ليس هنالك سبب منطقي، هكذا هي الأرواح، بعضها يشعر بالألفة، وبعضها يظل غريبًا حتى يرحل.» ❝
بهذه الجملة تفتتح الرواية كنصيحة للبطل قدمت له منذ ٢٥ عاما ولكنه لم يعمل بها ومرت به كل هذه الأعوام وهو يدفع ثمنها من حريته.
عزيز هو شخص ليس له نصيبا من اسمه، حياته سمتها الفشل، كلما سعى لشيئ لم ينله، ليس لقلة توفيقه ولكن لقلة جهده وضعف عزيمته، وسهولة تشتته عن هدفه في كل شيئ، التعليم، العمل، الحب، وحتى الأحبة! وهم محور هذه النصيحة التي بدأ بها سرد قصة حياته.
تدور الأحداث في عراق ما بعد الغزو الأول وحتى يومنا هذا، ولكن حال البلاد يظل كسحابة عابرة تلقي بظلالها على الأحداث فالقصة ليس لها بعد سياسي واضح ولكن التركيز الأساسي على عزيز من الناحية الإنسانية وقصته هو فقط.
قصة جميلة انتهيت منها في جلسة واحدة ( في الحقيقة ربما جاءني نعاس ونمت ثم صحوت لأكملها) ، تهمني العراق، فهي بلد أمي وزوجي، وعايشت كل ّما حدث فيها منذ عرفتها، ولكن مثل ما يقال الناس تستمر في الحياة على الرغم من كل شيء.
عندما بدأت القراءة احسست بالاتي: كيف ترشحت للقائمة القصيرة للبوكر ٢٠٢٥؟ ولكن لما بدأت فصول وادي الفراشات وضياع الابن تنبهت للسبب، فإن القصة تتحدث عن سرقة أعضاء الأطفال وقتلهم وبيعها في السوق السوداء التي كانت رائجة في وقت ما، يا إلهي، الآن جاء شخصا ما ليتكلم عن هذا الموضوع! والذي سكت عنه الناس وكأنه لم يكن!
مسكين عزيز
اقتباسات:
❞ «وما الحياة إلا كتب وحفنة أصدقاء.» ❝
❞ يعلم خالي جبران رأيي؛ لن أشاركه رزقه مهما حصل. منذ الصباح لم يبع كتابًا واحدًا، هذا ما فلت على لسانه. لقد عزف الناس عن دخول المكتبات وغدت القراءة ضربًا من الرفاهية، لا أحد يضحّي بقوت يومه من أجل كتاب ❝
❞ إذ ليس من العدل أن أظل واقفًا على الباب بهيئتي هذه، فتشم الكلاب رائحتي من بعيد وتظنني واحدًا منهم! أنا إنسان كامل الأهلية ومن حقي على اللّٰه أن يحفظ كرامتي. ثم إن اسمي «عزيز» ألا يكفي هذا؟! ❝
❞ القرّاء لا يدخلون النار، وإن كان لا بد للّٰه من سؤالهم يوم القيامة، فلن يكون أكثر من سؤال واحد: ما آخر كتاب قرأته؟» ❝
❞ على عكس الرجل، تنضج المرأة مبكرًا، تسبقه فسيولوجيًا، لذلك فإنها مبكرًا تدرك أن الحياة عاجزة عن الإبهار. حينها تبدأ بالبحث عن حيوات أخرى لا وجود لها إلا في القصص والروايات. وهي بذلك تكون قد شفيت تمامًا من آثار الصدمة التي التي أصابتها جراء العيش مع جنس مختلف في الطبع والتكوين، جنس من شأنه أن يتأمل السقف لساعات دون غاية! ❝
كلها حنين الى الماضي برغم ألمه .... من أمتع ما قرأت في هذا العام رواية ماتعة مؤنسة سلسة تتمنى لو أن الوقت يمضي وتبقى صفاحتها منذ زمن بعيد لم أتمنى أن تزيد عدد الصفحات لكي أستمتع بمحتوى ما كتب ومن كتب ....ابداع هذه الرواية هي شاهد على العصر .... تمر بك خيالاتها في حقبة امتدت من نهاية السبعينيات الى منتصف أو أواخر التسعينيات تحديدا في بلاد الرافدين وما صاحبها من خوف وتخلف جذري في كل نواحي الحياة ... حينما كان العراقي يحلم بطعم علبة بيبسي ويتخيلها ويعجز عن فهم معنى الشبكة العنكبوتية .... الخ حقبة مليئة بلألم وثقها الكتاب بلغة سلسة مطواعة للقارئ
تتضاعف المصيبة حين لا نعرف لونها، نحسبها رمادية فتأتي سوداءَ كاحلة ونقول مُصيبَةٌ سوداء، فيغمُرنا لون الجحيم .
رواية ساخرة تتكلم عن عزيز، بطلنا المنحوس. اقرب كلمة لوصفه حرفياً. (لكني اُفضل عدم الدخول في التفاصيل لكيلا لحرق)
كوميديا سوداء بطابع واقعي مؤلم جداً تُمثل صفعات الحياة بطرق عدة ، و تصف ايضاً مُخلفات الحروب في بغداد.
لغة جميلة جداً وجذابة رُبما اقرأ كتاب آخر للكاتب . كانت خفيفة أنهيتها بيوم واحد.
أحببت الخال جُبران جداً، رغم حاله وفقره لم يتردد بمساعدة عزيز الكثير من المرات ، كان اكثر من كان سند له وحنون و مُستمع و اب و اخ ، صديق قراءة، و صديق عمل ومُنقذ.
يأخذنا أزهر جرجيس في روايته "وادي الفراشات" إلى حقبة زمنية في العراق تتمثل في وقت الحصار، معالجاً القضايا الوجودية من خلال شخصياته التي تبحث عن الخلاص وسط واقع مليء بالفقدان والخيبات، تحديداً مع بطل روايته عزيز عواد الذي حاول أن يبني حياة له في وطنه، والذي لم يكن بالأمر السهل فانتهى به الأمر في وادي الفراشات. فمثل عزيز شخصية متأرجحة ما بين الأمل واليأس، مما يعكس تجربة الإنسان الباحث عن المعنى وحياة كريمة.
أحب أعمال أزهر كثيراً، فهو من الكتاب العراقيين المفضلين لدي. أحب لغته، وكيف يكتب الواقع بطريقة مؤلمة وصورية جداً بحيث أن أعماله لا تفارق مخيلتك مهما قرأت بعدها من أعمال.
تعليقي الوحيد على الرواية هو في موضوع تصاعد الأحداث، حيث شعرت أنه لم يأت على وتيرة أو نسق العمل، حيث شعرت أن هناك إطالة، كان يمكن أن يتم اختصارها للدخول في ذروة العمل. فقد كانت كل المؤشرات في العمل تدل القارئ إلى أين يتجه مصير بطل الرواية، لكن كان هناك إطالة، برأيي الشخصي، تركت لديَّ حالة من الملل البسيط.
وصلت هذه الرواية للقائمة الطويلة والقصيرة لجائزة الرواية العربية البوكر ٢٠٢٥. كل التوفيق للصديق أزهر.
اسم الرواية حسيته ممكن يكون احسن لأن أي حاجه مرتبطة بالفراشات بيكون توقع رومانسيه أو اثر الفراشة والكلام ده .. وكمان تصميم الغلاف. مش مدي الرواية حقها للاسف بس اللي خلاني اقرأها هو أسلوب الكاتب ف رواية "النوم ف حقل الكرز" هنا كمان أسلوبه حلو بس كئيب بزيادة وبرضوا قصة البطل أنه كاتب وساب القصة حد ينشرها بعد ما مشي أو مات زي الرواية التانيه هي فيها حاجه حلوة ...
تستحق رواية "وادي الفراشات" للروائي العراقي أزهر جرجيس ( دار الرافدين٬ مسكيلياني-٢٠٢٤) التأهل إلى القائمة الطويلة للجائزة العالميّة للرواية العربيّة لعام٢٠٢٥ فالكاتب جعل نصّه وثيقة واقعيّة معاصرة للحالة الاجتماعيّة والاقتصاديّة القائمة في العراق دونما الدخول في دهاليز السياسة والأحداث السياسية التي ألمت بالعراق بين عامي ١٩٩٩ و٢٠٢٤ على الأقل. شخصيّة عزيز عواد لم تمثل حال الشاب العراقي والعربي في بلد نامٍ ومنكوب فحسب بل حال انسان يعشق التجريب دون أن يدري٬ فعزيز انساق للخطر دون أن يدري وعزيز انساق لعدم التقييم الذاتي والنقدي دون أن يدري وهاتان نقطتان تحسبان لجرجيس الذي سلك مسار بعض التفكيكيين في وضع النقاط على حروف المشكلات دون تقديم حلول٬ والحقّ أن الكاتب أتقن تقديم الأنا العليا بطريقة متوازنة فجبران الخال المساعد والمساند كشخصيّة لعزيز كان يمثل الوجه الخيّر للأنا العليا بينما شخصيات أخرى كأهل تمارا شاكر زوجته وشقيقه الاكبر وباقي مكونات المجتمع وطبقاته الشعبيّة والرسمية شكلت الوجه العرفيّ التقليدي القاسي للأنا العليا. رواية أزهر جرجيس المطعمة بفنتازيا لم تزعزع واقعيتها ولا شوهت ديستوبيا العراق أدت مهمتها الأدبية متجاوزة وظيفة النص الثانوية( المتعة والتذوق ) نحو المعرفة والمغزى حين كلل نهايته بمشاهد بمثابة المقابلة في اللغة حيث اجتمعت التراجيديا( موت الخال ب صدمة الميلاد( العثور على ولد في المقبرة). رواية تستحق أن تقرأ لأنها لا تخلو من الحركة والتشويق والسيلان اللغوي وسلاسته بفضل قلّة الحوارات والابتعاد عن تقنيتي المشهد والوقفة في عمليّة السرد.
لجرجيس أسلوب مرن وسرد سلس لكنني أظن بأن هذا الكتاب كان من الممكن أن يخرج بشكل أفضل، وأنّ الاحداث قد توالت ب��رعة جنونية من دون منحنا المدة الكافية لنتأمل فيها. أعتقد أنه في حياة كل شخص منّا شخصية مثل الملك جبران، أحببته جدًا وتمنيت لو كان له مساحة أوسع داخل العمل.
❞ «إكرام الميت دفنه.. إكرام الميت دفنه..» لم أفهم الجملة بشكل جيد حينها، ولوقت طويل ظللت أسيرًا لعدم الفهم. كانت عبارة غائمة؛ ظاهرها التقدير وباطنها القسوة، فهي تسلب الإنسان حتى اسمه وتجعله محض شيء يكرّمه الطمر في التراب! ❝
اقتباس من صلب الحقيقة: ❞ الواين مشروب أرستقراطي تافه، يُشرَب في الصالونات من أجل البريستيج لا أكثر. أنت واقع في مشكلة، هذا واضح من عينك، ولا يبدد همّك إلا العرَق. ❝
مع كل قراءة لأزهر جرجيس، تبدو البدايات كأنها صدى لأحلام أبناء هذا الزمن في بلادنا، خروجٌ هادئ من عالم الخيال ودخولٌ حذر إلى واقعٍ تصورنا أن وقت تحقيق الأحلام قد آن فيه. لكن سرعان ما ندرك أن البلد الذي حلمنا بالعيش فيه، والأماني التي رسمناها لمستقبلنا، تتكسّر سريعًا أمام واقع يطفئ بريق الأمل منذ اللحظة الأولى. هناك نكتشف كم كنّا بسطاء في توقّعاتنا، فنلجأ إلى ترميم أرواحنا مرة بالأحلام ومرة بالذكريات، حتى تضعف الروح وتفتر، وتبدو كمن يغرق في رمال متحركة، كلما حاولت الفكاك ازداد غوصًا، وكلما تشبّث بالنجاة دفعه القاع نحو الهاوية، فلا هو حيٌّ بما يكفي ليقاوم، ولا هو ميتٌ لينال الراحة.
كالعادة، تعري الرواية المجتمع من فساده، لكن لا حياة لمن تنادي. ترسم أحلام جيل لا زال يبحث عن نفسه وسط واقع يصطدم به في كل خطوة. عزيز، الذي لم يكن لحظه موافقًا لاسمه فلم يكن “عزيزًا” بحق، لم يجد في الواقع أي حيز لأحلامه، فالتفت منذ البداية إلى القراءة كهروب يرسم به واقعه الأليم. ومن هنا بدأت حياته، مع أول لحظة تصطدم فيها عينه بتمارا، ليجد نفسه أسيرًا لها ولحياة حالمة بالحب والتفاؤل ، وتبدأ رحلته التي لم تكن كأحلامه لينصدم بالواقع، لأن العالم بهذه القسوة ببساطة.
التحول بين الصدمة الأولى لعزيز في الحياة، وطريقة استقباله للصفعات لاحقًا بكل هدوء، يظهر قسوة هذا الواقع؛ بلد يدمر أحلام أبنائه فيحوّلهم إلى موتى أحياء. كأن العين الحالمة مشوشة بضباب الأحلام، وحين ينقشع الضباب تصبح الرؤية جلية وواضحة، فلا خوف بعد هذه اللحظة. شعور تتوقع أن يقتلك، لكنه في حالة عزيز يصبح بداية حياة بلا خوف، وتقبّل غير مشروط للظلم والحظ العاثر، ليظل اسمه مجرد سخرية من واقعه.
لم تظهر دلالة وادي الفراشات إلا في الثلث الأخير من الرواية، حيث تجلت الرمزية القاسية والمؤلمة، وكان اختيار الفراشات عبقريًا. على عكس ما هو متداول عن الفراشات، لم أجد فيها الجمالية المتوقعة بقدر ما رأيت ضعفًا لا يليق بالعالم: كائنات هشة، حياتها قصيرة، محاطة بالخطر من كل جانب، وجمالها لا يليق بالعالم. تمامًا مثل الأطفال الضائعين، ومثل عزيز الذي لم يستطع الطيران؛ فالرقة والطيبة والجمال وحدها لا تكفي للنجاة. ومع ذلك، فإن وجودهم ضروري، لأنه يرسم أملًا للآخرين، أملًا رغم قسوة الواقع.
رواية جيدة، ولغة أزهر كالعادة إنسيابية وساحرة، ولم تخلو من السخرية المعتادة التي تكسر حدة القسوة. لكن ما يعيبها بعض الشيء أن الصدف العاثرة التي تواجه الشخصية تصل إلى درجة تدعو للتعجب!. هل هي محاولة لإستجداء التعاطف والمشاعر الحزينة، أم أن الواقع نفسه قد يكون بهذه القسوة؟.
رواية سوداوية حزينة لأبطال تتعثر بهم الحياة مرة بعد أخرى ، الصياغة والسبك جميل والشخصيات تجسد المأساة ، شخص في الرواية أعتقد أن أي عاقل يتمنى وجوده في حياته وهو الخال جبران
رواية جميلة جدًّا . أتمنّى أن تجد طريقها إلى القائمة القصيرة. الكوميديا السوداء كانت حاضرة بقوّة للتخفيف من وطأة واقع أشدّ سوادًا. عزيز عوّاد لم يكن يومًا عزيزًا في وطنه. حياته سلسة من الخيبات حاول جاهدًا تجاوزها دون جدوى. هزمته بغداد رغم كلّ محاولاته بالفوز بالحدّ الأدنى من الكرامة. وادي الفراشات هل كان مقبرة أجنّة أو مقبرة أحلام و آمال؟
#مراجعة #وادي_الفراشات للكاتب العراقي #أزهر_جرجس 📝:
📝رواية جميلة،كُتبت بسلاسة وإنسيابيّة مماّ جعلني أنهيها في جلسة واحدة. رواية في الأدب الواقعي الإجتماعي الممزوج بالكوميديا السّوداء والسخريّة اللاذعة وجانبا فانتازيا يتراوح بين الواقع والخيال لكن رغم قتامتها وسوداويّتها تحمل طرافة مريرة.
📝الرواية تقع فترة الحصار بالعراق وصولا إلى سنة 2024.هي حكاية عزيز عواد من مواليد 1970 الذي ماانفكّت الحياة تتحدّاه بمصاعبها وحواجزها.لم يكن يوما محظوظا،بل مشؤوما منذ طفولته.هو من عائلة بسيطة جدا فقد والده وهو في الثالثة عشر من عمره،والده الذي إثر حادث عمل يفقد ذاكرته أوّلا ،ثمّ اصبح اخرسا وطريح فراش ومن ثمّ توفّي،لم يتمكّن من التواصل معه،يعيش مع أمّه واخواته الأربع وأخوه 'صبيح' وزوجتيه وأبنائهم،يحاول أن يدرس لنيل الباكالوريا و العمل وتحقيق احلامه ومن هنا تبدأ المتاعب.تتوالى الخيبات واحدة تلو الاخرى ورغم ذلك يحاول النّهوض مجدّدا في محاولات بائسة،فاشلة للحفاظ على من يُحبّ،يسعى جاهدا للعيش الكريم والحفاظ على كرامته وعزّته لكن بدون جدوى إلى أن يصل به المآل إلى 'وادي الفراشات'.فإلى ما يرمز ذلك الواد وهل سيكون نقطة عزيز الفاصلة؟هل هناك خلاص ام لا في عراق اغلب شبابه كعزيز؟ 📝أسلوب السّرد بضمير المتكلّم أي الراوي المتكلّم جعل القارئ يشعر بواقعيّة كل ما مرّ به بطل الرواية حدّ التغاطف إذ أنّ السّرد الذّاتي لعزيز كان يعكس واقعيّة حالته الهشّة احيانا وسخريّته من نفسه في بعض المواقع حدّ الطّرافة. 📝الحبكة تميزت ببنية سرديّة متماسكة وتطوّرت الاحداث بشكل منطقي وبنسق منتظم ،ثمّ تطوّرت فجأة.فالرواية تتكّون من خمس فصول وخمسين جزءا ،في الجزء الرابع أي الربع الاخير تتحوّل من الواقعيّة إلى الفانتازيّة أي في الجزء السادس والثلاثون.وددت فعلا إمّا أن يكونا الجزئين بنفس الأهمّية او ان تبقى الروّاية في نفس النّسق الواقعي رغم أنّي احببت كثيرا جزء 'وادي الفراشات'الرّمزي.
📝رواية عبثية في رسم شخصيّاتها،شخصيّات رُسمت بإتقان ولكلّ رمزيّته. عزيز يمثّل الشخصيّة العبثيّة التّي تسعى جاهدا للبحث عن الذّات وإيجاد معنى لها. -عزيز يرمز لشباب العراق ككلّ ،الشباب ىالذّي يصارع من أجل نيل الحدّ الأدنى من الحقوق والعزّة. -تمارا تمثّل أيضا إنعكاسا لعزيز نفسه ولكن بصغة المؤنّث،الفتاة المثقّفة الحالمة التّي تحارب من أجل قناعاتها وحبّها،مثال للصّبر والتّضحية لكن ينتهي بها الأمر للإستسلام. -مهنّد يمثّل صورة اخرى فهو أيضا ذلك الشاّب الذّي راح يسعى بكلّ الطّرق للعمل والعيش وكسب لقمة عيشه لكن ينتهي به الامر بالإستسلام واللّجوء إلى أحد الطّرق الأسهل للثّراء ويصير بذلك فريسة سهلة للإستقطاب ولقضاء مآرب من يختفون وراءضحاياهم. -جبران خال عزيز،شخصيّة غنيّة ومهمّة ويمكن القول أنّها الشخصيّة المساعدة في العمل بدى لي يمثّل جيلا آخر،الجيل الذّي سبق عزيز ،ممكن أن يكون قد عاش نفس ظروف عزيز في شبابه لذلك يُحسّ بالعطف الكبير إتّجاهه إضافة إلى أنّ جبران فهم دواليب العيش في هذا الوطن عبر تجربته وصار يلتجأ للواسطة والرّشوة رغم أنّه مثقّف وحكيم. -صبيح يمثّل ذلك الصّنف الآخر الذّي يدوس على كلّ شيء من أجل البقاء وإعالة عائلته ولا يكترث لا لأمّ ولا لأخ ولا لأيّ علاقة أسريّة،المهمّ أن يستمرّ في البقاء. -شخصيّة النقّاش غامضة ، يبدو وكانّه إنعكاس مستقبلي لعزيز ،رجل زهِد من الحياة جرّاء وطن يُهمل أبناءه كما هو الحال للأطفال الذّين صار يجمعهم من كلّ مكان. شخصيّة سامر الصّغير الضاّئع،تمثّل ذلك الحلم الذّي طالما تمنّاه وتمارا وصبرا عليه وفي الاخير يُفتقد كالأحلام والآمال التّي ماانفكّ يفقدها كلّ مرّة. 📝المواضيع المطروحة عديدة في هذه الرواية لعلّ اهمّها أحلام الشّباب الضّائعة. الخذلان في وطن تطغى عليه الوساطة والرٌشوة. أزمة الشّباب المثقّف وإنكساراته. عن ازمة الفنّ في صورة الفنون المسرحيّة التّي إتّبعها أبطال الرواية. عن الفقر والبطالة والخصاصة في مجتمع يسوده القمع وإنتهاك الحريّات. عن الإعتقال والسّجون والتّعذيب داخلهم. عن إستقطاب الشّباب اليائس لتحقيق مآرب سلطويّة. عن مؤسّسة الزّواج في مجتمع يسوده الفقر. إلى جانب ذلك عدّة قضايا اخرى كالفوارق الطبقيّة في صورة تمارا وعزيز،اليتم،الحبّ،العلاقات الأخويّة والأسريّة.
📝احبّ كثيرا الادب الواقعي الممزوج بال��وميديا السّوداء ولذلك احببت الأسلوب في الكتابة ووجدت نفسي دون ان اشعر أقارن شخصيّة عزيز بشخصيّات الكاتب التشيكي ميلان كونديرا،شخصياّته المشؤومة او الملعونة كشخصيّة 'لودوفيك'في "المزحة"وشخصيّة 'ياروميل'في الحياة في مكان آخر وهي الاقرب .فأغلب كتابات وشخصيات كونديرا ذات واقع مرير إضافة إلى أنّه يتميّز بالسّخريّة والكوميديا السوداء في طرح أزمات شخصيّاته وازمة الشابّ المثقّف بصفة خاصّة. عزيز بدى أيضا كالشخصيّات الأسطوريّة الإغريقيّة التّي دائما ما تحلّ عليهم لعنة لا يمكنهم حلّها ورغم ذلك يواصلون البحث عن الخلاص والتّأقلم كالملك اوديب أو سيزيف خاصّة الذّي لعنته الآلهة بان يدفع الحجر إلى القمّة لكن كلّما وصل للقمّة يعود وينحدر إلى الأسفل ورغم ذلك لم يستسلم ويواصل علما بأنّ لعنته لن تنفكّ. لذلك فإنّ الرواية ذات طابع عبثي بدرجة كبيرة. 📝احببت كثيرا علاقة الخال جبران وتمنيت لو خاض الكاتب اكثر في شخصيته وخلفيته. وتمنيت ان يكون عزيز اكثر صلابة في مواقفه كالمواجهة مع اخيه، مع ام زوجته، ومع وضعيّة،مع امه المغلوب على امرها،مع وضعيّته في الأرشيف،فرغم تحدّيه ومحاولاته الدائمة تبدى مواقفه سلبيّة. 📝وادي الفراشات ذاك يرمز إلى العراق فالفراشات هم أبناء الشعب الأبرياء،كائنات هشّة،بريئة كأنّهم ولدوا غير مرغوبين فيهم وغير معترف بهم ،في وطن يصدّهم ويلفظهم في حياة مظلمة وهو ذلك الوادي حيث بكونون منعزلين ومنسيين
الفراشات عادة تتطوّر وتتحوّل وتتجدّد تمر حياتها بشكل دوري، تبدأ باليرقة ثم الشرنقة وأخيرًا تحلّق باجنحتها،فالفراشة تعكس محاولات عزيز اليائسة للتغيبر والخلاص ككل شباب العراق ولكن كالفراشة أيضا التي حياتها تدوم فترة وجيزة احلامه لم تدُم أبدا. وادٍ يتقاطع فيه الواقع مع الخيال حيث تجد الفراشات رغم عزلتها خلاصها وحرّيتها في تلك العتمة التّي اجبرتها مصاعب الحياة عليها. واد الفراشات دفن للأحلام والآمال قبل بزوغها.
📝للعنوان ومكان وادي الفراشات دلالات متعددة لكن رغم ذلك فهناك بصيص امل في النهاية فالرضيع المبتسم الذّي يجده عزيز في حالة يأس اخيرة ربّما يرمز إلى الخلاص يوما ما والتفاؤل بمستقبل أفضل وكما يقول كامو في دراسته "أسطورة سيزيف" "Il faut imaginer Sisyphe heureux" "يجب أن نتصور سيزيف سعيدًا." في النهاية يجب ان نرى 'عزيز' الرواية سعيدا فرغم العبء الأبدي والمستمر الذي يعانيه فالسعادة كضحكة ذلك الطفل نهاية الرواية لا تأتي بالإنجاز، بل بقبول الفرد لمحاولاته المستمرة ومواجهته لعبثيّة الحياة دون استسلام. لعلّ الطفل هو الامل والصمود والإستمراريّة التي يجب أن يحتفظ بهم كي لا يقف عاريا امام الرّيح كما نصحه الشيخ النقاٌش وهي الجملة التي تُستهلّ بها الرواية أنهي بها مراجعتي. "إحتفظ بهم كي لا تقف عاريا في الرٌيح"
رواية جميلة وتستحقّ القراءة لما تحمله من معاني ودلالات.
"لقد رحلوا، وا ويلاه، جميعاً، وأمسيت عارياً في الريح. " هل سبقَ وقرأتم رواية كئيبة ،ساخرة وخفيفة معاً في آن واحد؟ هذا ماهي عليهِ هذه الرواية . أحببتها، أنهيتها بيومين فقط وأندمجت مع شخصياتها لدرجة تمنيتُ لوكانت أطول. وادي الفراشات، لن تعرفوه إلا في الربع الأخير، وكيف يمكن للفقد أن يهب الحياة و(المعنى) لصاحبه. من يدري، قد يكون هذا الوادي موجود بالفعل!
شكراً للكاتب أزهر على هذه الرائعة، تستحق ترشيحها للقائمة القصيرة لجائزة البوكر .
هنا يرقد عزيز عواد حاول ألا يقف عارياً في الريح لكنه فشل
تدور رواية "وادي الفراشات" للكاتب أزهر جرجيس حول "عزيز"، البطل سيئ الحظ الذي ينتقل من سيء إلى أسوأ، ومن فخ إلى آخر، حتى يقوده عمله في يومٍ ما إلى "وادي الفراشات"، فتتغير حياته بعد ذلك اليوم.
يتميز أسلوب الكتابة بالعذوبة والبساطة، فهو غير معقد أو مُدعٍ. المأخذ الوحيد هو الشعور بالتشتت في بعض الأحيان والتساؤل عن مغزى بعض الأحداث، ولكن في النهاية، لم أشعر بالملل إطلاقًا، خاصة مع وجود لمسة من الكوميديا السوداء في القصة.
أنبئوني؛ ماذا عليّ أن أفعل لترضى عني حياتكم هذه؟! أنا لم أدّخر جهدًا من أجل رضاها، فإلى متى يدوم سخطها؟! إلي متي يدوم سخطها؟ إلي متي يستمر قهرها؟ إلي متي سنتحمل قسوتها؟"
في "وادي الفراشات" يفتح أزهر جرجيس نافذةً على وجع الإنسان العراقي بعد الحروب؛ على حياةٍ تُسيّرها المصادفات القاسية أكثر مما يوجّهها الاختيار. يرسم الكاتب ملامح إنسانٍ مسحوق في مدينة أنهكتها الذاكرة والنسيان، فنرافق عزيز عواد، الموظف البغدادي البسيط الذي خسر عمله في الأرشيف، ليجد نفسه منحدرًا في سلسلة من الخيبات: من سائق تاكسي إلى سائقٍ لجنازات الأطفال مجهولي الهوية في مكانٍ يُسمّى وادي الفراشات، حيث تُدفن البراءة التي لم تُعرف أسماءها يومًا.
تبدأ الحكاية من خلف قضبان السجن، ثم تتكشف طبقات حياة عزيز تباعًا: طفولة ناقصة، حب ضائع مع تمارا التي حملت حلمًا لم يكتمل، زواج هشّ يتكسّر على صخرة الفقر والإجهاض والخذلان، وطفل مفقود يتحوّل إلى رمزٍ لكل ما سُلب منه. وعلى الهامش يقف الخال جبران، صاحب المكتبة، كصوتٍ للذاكرة التي ترفض أن تموت، وشاهدٍ على تآكل القيم في زمنٍ ضاق بالحلم.
الرواية تلتقط بمهارةٍ وجع الإنسان العراقي وتطرح أسئلة عميقة عن الخلاص والقدر، وعن معنى البقاء حيًّا في عالمٍ يدفن البراءة كل يوم. غير أنّها، رغم فكرتها المؤثرة التي تجمع الواقعية بالرمزية، تتعثر في التنفيذ: فاللغة بسيطة إلى حدّ العادية، والسرد يفتقر أحيانًا إلى العمق الذي تستحقه الفكرة. توزيع الأحداث وتطور الشخصيات والانتقالات الزمنية كان يحتاج إلى مزيد من الصقل والاتزان.
أما قصة وادي الفراشات نفسها، وهي أجمل ما في الرواية وأكثرها شاعرية ووجعًا، فقد جاءت في الصفحات الأخيرة، وكأنها وُضعت متأخرة عن موعدها، ففقدت شيئًا من أثرها.
ورغم كل ذلك، تبقى الرواية صادقة الإحساس، دافئة النبض، إنسانية الجوهر. إنها عمل يُقرأ بالقلب لا بالعقل، ويذكّرنا أن الإنسان قد يُهزم مرارًا، لكنه يظل يبحث عن وادٍ أخير يحتضن هشاشته.
اقتباسات: "و ما الحياة سوى كتب و حفنة اصدقاء" "الجنة مفتوحة لمن يقرأ " "لابد أن يبقى الشعور بالخيبة فرديا بعض الأحيان، فمن الأنانية أن نثقل على من نحب بسوء ما نشعر به دائما"
"ينتحر السفهاء حين لا يجدون من يصغي إليهم "
" إن للموت فضيلة لا تُنكر، وهي أننا حين نموت يموت لدينا الشعور بالهوان. لكني في الوقت ذاته تساءلت ماذا لو كان الموت جسراً لحياة ثانية، فهل ننعم بالعتمة كما نرغب، أم يفضحنا الضياء؟!"
لا كذب، أملت لو يتغير مصير عزيز بعد دخول فصل وادي الفراشات رغم كل الحظ العاثر الذي وُصم به منذ صباه. لكن وكما يبدو أن عزيز وكما كثير غيره في هذه الدنيا الغادرة لابد أن يفقد الأمل بنفسه لدرجة أن يصل لمرحلة لا ينتظر فيها موته - فإلى ذلك الحين قد يلاقي بسبب حظه البائس ما لا يحمد من المواقف - بل يُخمد آلامه بإنهاء حياته التي تسبب لغيره قبل نفسه أسًا بليغًا. وعند محاولة ذلك بكل جدية لا يجد ولو نتفة حظ تساعده للتخلص من حياته بل تعطيه الحياة أملًا جديدًا مستخدمة لتلك الغاية أبشع وسيلة وهي نقطة ضعف البائس المسكين. آه يا عزيز لا أملك لك من المواساة سوى أن أرثي لحالك ولمن مثلك.
رواية “وادي الفراشات” عمل أدبي يمزج بين السخرية السوداء ووجع الواقع لتكشف ملامح حقب مختلفة من تاريخ العراق من السبعينات حتى التسعينات من خلال شخصية عزيز عواد الذي يعيش صراع البقاء في واقع يزداد عبثاً.
في ظاهرها الرواية خفيفة تُضحِك القارئ بمفارقاتها الساخرة لكنها سرعان ما تضعه أمام مرآة مليئة بالشروخ. يضحك القارئ على الموقف، ثم يدرك بعد لحظة أن ما يضحكه هو ذاته ما يُبكيه.
ما شدني في هذه الرواية هو إصرار البطل ومحاولاته المتكررة للنجاة، رغم القهر والخذلان وكأنّه يصرّ أن يحتفظ بجزء من إنسانيته وسط العتمة. أسلوب الكاتب سلس.. مليء بالرموز تتناثر فيه الفراشات كإشارات إلى الأمل والحلم.
“وادي الفراشات” ليست فقط حكاية عن شخص، بل عن جيلٍ كاملٍ حاول أن يعيش ويقاوم دون أن يفقد روحه. رواية تلامس الألم الإنساني بصدق وتُثبت أن الكوميديا ليست دائماً للضحك، بل قد تكون وسيلة للبقاء
من الروايات التي ترشحت مؤخرا للقائمة القصيرة للبوكر 2025 لا أقاوم قلم أزهر جرجيس وكتاباته، ولكن هذه الرواية مختلفة عمّا اعتدت عليه في "النوم في حقل الكرز" على سبيل المثال! هذه أبسط ومباشرة وأقل إيلاما خاصة في الجزء الأول من الرواية. أحببت شخصية الخال جبران كثيرا، شهامته، كرمه، حنانه. حزنت عليه . الموضوع الذي طرقته الرواية شائك في بلد تعاني الحصار والحرب انذاك يكثر اللقطاء، وبدلا من ان يعاملهم المجتمع والدين على انهم ضحايا، يتم التخلص منهم وكأنهم مجرمين! تتقاطع حيواتهم كفراشات مع حياة الشاب العراقي عزيز، الذليل في حياته، يدخلون حياته ليضيفوا المعنى لها. أتمنى تتحول هذه الرواية لفيلم سينمائي .
عزيز عواد موظف الأرشيف الذي يحاول جاهدًا حماية أسرته والحفاظ عليها من الفقر والضياع الذي حل على بغداد فترة الحرب أي في التسعينيات، حظه العاثر يلقي به في المقابر بين قصص المنبوذين فيتحول صاحب الحظ المنحوس من موظف أرشيف إلى سائق جنائز يدور بين الحارات بحثًا عما فقده.
منذ مدة طويلة لم أقرأ عملًا أدبيًا بهذا النسج الواقعي والنضج الأدبي المتكامل مذ رواية عندما تشيخ الذئاب.
عزيز ، الذي يعكس اسمه عن عزة نفسه ومحاولاته المستميتة لأخذ فرصته في الحياة بأبسط الظروف ، حظه المنحوس يذكرني بسعيد أبي النحس المتشائل للكاتب إميل حبيبي . كلا الشخصيتين منحوستين.
"هنا يرقد عزيز عوّاد حاول ألا يقفَ عارياً في الريح لكنه فشل" 3\5 🌟🌟🌟 بصراحة كنت مقررة من بعد نص الرواية تاخد نجمتين بالكتير اوي لان مكانش ليها معني ولا كنت حباها خالص بس في النص التاني بصراحة بدأت تتضح الأمور شوية من أول الكلام عن "وادي الفراشات"و" دفتر الارواح" حسيت ملامح الرواية بدأت تظهر وكمان الاشعار والشواهد اللي كانت في الآخر كان ليها طعم شوية وعملت vibes حلوة بس stillمش نوعية الروايات اللي بحبها واعتقد مش هكرر التجربة تاني للكاتب دا ودا رأي شخصي تماماً لا علاقة له بالكاتب ولا بأي شئ مجرد تجربتي الشخصية مع النص. حابه أشكر كمان صديقتي سلمي اللي اقترحت عليا أسمع الرواية صوتي عشان تحسن معايا التجربة شوية وبصراحة عايزة اقول انها فرقت معايا وخصوصاً في الإلقاء في حتة الأشعار اللي كانت موجودة، القارئ كان عاملها بطريقة حلوة جداً🥰.