ولد أحمد عيسى عاشور فى 7 / 5 /1899 بقرية "الشنباب" من أعمال مديرية الجيزة، لأسرة متدينة، ووالد يعمل بالتجارة، .. ثم تعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو فى الخامسة عشرة من عمره، ثم عمل بالتجارة مع والده لفترة محدودة، حيث كان نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914، السبب الأكبر فى صرف نظره عن الالتحاق المباشر بركب العلم.. إلا أنه عام 1917 م قد عزم على الالتحاق بالأزهر الشريف.. وظل يتلقى ويترقى فى رحابه، وينهل من العلم داخله وخارجه، حتى صار عالماً راسخاً، وهو بعد ما زال طالباً فى سنى دراسته المختلفة.
وفى عام 1931 تقدم أحمد عيسى عاشور إلى امتحان "شهادة العالمية" وهو يحمل زاداً طيباً من العلم والعمل.. فأحرز "العالمية" وهو ابن 32 عاماً وخلال هذه الفترة من (1927-1931) كان الشيخ قد عمل بوظيفة المأذونية بقريته، وأسهم بقلمه فى تحرير مجلة "الفضيلة" الناطقة بلسان الجمعية الشرعية، وصار من النماذج المنشودة فى ميادين الدعوة والصحافة والعلم والتربية والجهاد.
من المعالم الفاصلة فى حياة الشيخ أحمد عيسى عاشور، لقاؤه عام 1927م بالإمام المجدد محمود خطاب السبكى، الذى كان الشيخ عاشور متأثراً بمنهجه فى التربية والسلوك، على طريق الدعوة الدءوب الرشيدة، ذات القلب والعقل والروح.. ومن ثم، طلب إليه أن ينضم إلى كتيبة العاملين بمجلة الجمعية الشرعية، وظل الشيخ عاشور ركناً أصيلاً من أركانها إلى عام 1938م، حيث أصدر "مجلة الاعتصام" وذلك بعد وفاة الشيخ محمود خطاب بخمسة أعوام، حيث توفى السبكى عام 1933، وخلفه فى رئاسة الجمعية الشرعية نجله الشيخ "أمين" صاحب الفتاوى الأمينية الشهيرة.
الاعتصام وقضايا الأمة
أصدر الشيخ أحمد عيسى عاشور العدد الأول من مجلة "الاعتصام" فى الخامس عشر من يوليو سنة 1938 م وكان صدورها الأول أسبوعيا، ثم توقفت فى سبتمبر عام 1981م، ثم عادت إلى الصدور مرة أخرى فى رمضان 1404ه 1985م.
وعاشت المجلة هذا العمر الطويل وهى تمثل صورة مضيئة للصحافة الإسلامية المسئولة، التى تقف فى الصف الأول من قضايا الأمة دائماً، فكانت لسان الصدق فى قضية فلسطين وقضايا المسلمين فى المشارق والمغارب.. فى الفلبين، وبلغاريا، والبوسنة، والهرسك، وأندونيسيا وجامو وكشمير وأفغانستان والسودان ومن قبل ذلك، عاشت "الاعتصام" قضايا التحرر والانعتاق فى ربوع العالم الإسلامى، على أساس من عالمية الرسالة وإسلامية الفكرة وذلك فى مصر والمغرب العربى والشام وبلاد الحجاز والعراق واليمن.. وغيرها من القضايا التى حملت الاعتصام أمانة القيام بواجبها.. فعلمت الجاهل، ونبهت الغافل، وزودت العامل.. فكانت رسالتها هى رسالة الصحافة الإسلامية كما ينبغى أن تكون... فكراً، ودقة، ومتابعة لأحداث المسلمين، وأمانة فى عرض قضاياها، ومجابهتها للمشروع الأمريكى الصهيونى منذ ميلاده الأول.. رحم الله الشيخ أحمد عيسى عاشور الذى غادر دنيانا فى يوم الجمعة 22 من ذى القعدة عام 1410 ه الموافق 15 يونيه عام 1990م وسلام على الصادقين والمجاهدين.
بمحض الصدفة وجدت هذا الكتاب على الموقع وتفاجئت لآني ادرسه في الجامعة وهو داخل نطاق دراستي الكتاب جيد جدا يسير وفق النهج الشافعي يفيد كل من يريد التعمق بالدين ويعرفه حق المعرفة