"رجل صالح شوهد في مكانين بنفس الوقت: البيت الحرام يحج، ودكانه في مدينته" - تخيل نفسك في مُناقشة فلسفية عميقة مع أستاذك، تبحثان معًا في حقيقة قصة عبد الله بن المبارك. - تجعلك تلك المناقشة أكثر قربًا من أستاذك، فيهديك هاتفًا مُغلقًا كأمانةٍ، ويطلب منك ألا تُسلمه لأحد إلا بعد سماع خبر موته. - مع اختفائه في ظروف غامضة، تُصبح هذه الأمانة عبئًا ثقيلًا على كتفيك. تلاحقك زوجة الأستاذ، وتصبح حياتك مُعلقة بحكاية الهاتف وأمانته.
"فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً" يخدعك الكاتب إذ يوحي لك أنك بصدد قراءة رواية عن الأمانة، يدخلك بطيئاً في بوتقة عقله ثم تبدأ الحكاية الحكاية أنه ليست هناك حكاية!! لا أحداث ولا أسماء، سردية شبحية وهلامية لأقصى مدى، تجعل من كلمتين عابرتين ربما قيلا في جلسة نميمة رواية فلسفية عظيمة تصفع عقلك بالأسئلة وتحك مخك بالفرضيات والتأويلات لتدرك أن الرجل الذي قرأت له كثيراً قبل ذاك، ذلك الرجل المعبأ بأسئلته وحيرته، الغارق في تيهه حد النخاع قد انفلت من كل قيوده التي قيد بها نفسه وقدم هذه المرة كتابة حرة تماماً رغم غرقها بالتيه وخربشة سطحها بكل الأسئلةالممكنةوالمستحيلة وكصياد ماهر اصطادك لتدخل حكايته الفلسفية ثم جعل من كل هلامات فلسفاته مطارقاً يطرق بها رأسك بتتابع ودقة، يطرح الأسئلة ولا يجيب، يرمي الشكوك ويستدير ومعه اليقين، يعطيك اليقين ثانية ثم يعود فينزعه!! أي كتابة ملغزة هذه!! ثم حين يثقلك ألم الصداع وتبدأ جفونك بالتهاوي سيفتحها لك لا عنوة بل بمطرقته في ضربة هادئة ولكنها قوية حد القتل أو الاستفاقة إذ يقول "عندئذ ستعلم أننا منذ نولد ونحن نسعى، السعي هو الحكم على سلوك الإنسان فالبعض يسعى ليعتق نفسه والكثير يسعون ليأسروا أنفسهم كما قال النبي عليه السلام فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها" رواية تظنها عن المشاعر والخيانة، الأمانة أو الهروب، الشك أو اليقين ولكنك تجد الأمر في النهاية أعمق بكثير مما ظننت أعتقد أن هذه هي غواية الكتابة وسحرها تماماً
يستطيع ماجد طه شيحة التلاعب بالحكايات التي نتناولها يوميًا مع كوب قهوة سريعة التحضير على مائدة إفطار مكرر تقليدي، بكلّ سلاسة الحكواتي المخضرم! يدفعك لتسأل نفسك: ما الجديد في هذه الحكاية التي تكاد تكون قد تكررت أمام كل عين وجانب كل أذن، أثناء غيبة الجارات وثرثرة المارين! ليبهرك تناوله للحكاية وتفاصيلها فيجعلك تغضب مع الغاضب وتجزع مع الجازع وتيأس مع المستسلم! هذه الحكاية التي تشي بأفكار زوج مجنون متلبس بجريمة خيانة وجريمة وساوس وجريمة اكتشاف وجريمة وعي وجريمة هروب وجريمة انسحاب! تكشف عن تقلبات مضطربة موجعة لا شك يمر بها كل منا كلٌ في موقعه وكلٌ في سطور حكايته الخاصة! تحفظت في هذه الرواية على بعض الألفاظ والأوصاف.. كعادته نجح في جذبي لنهاية صفحات الرواية بوقت قياسي.. لأقفلها فأتساءل:كيف له أن يثير إعجابي وأنا التي لا يجذبني إلا الجديد!!
بقالي فترة طويلة مفيش رواية خلتني مُشتت بالشكل ده ؛ الرواية قوية جداً من كل الجوانب استمتعت بيها و حسيت طول القراءة إني في رحلة فلسفية مخي شغال طول الوقت يفكر و يستنبط و يحلل كل صفحة ، كنت أتمني اكون أطول شوية و نشوف حلول و مُناقشات أكتر
في البداية، بدت لي رواية شبح عبد الله بن المبارك كواحدة من أحاجي أمبرتو إيكو الفلسفية، تنطلق من حكاية تراثية، عن رجل مبارك شوهد في مكانين في الوقت نفسه؛ نسخة تحج بيت الله، ونسخة ماكثة في دكانه. فكان من الطبيعي أن أهتدي برمزية هذه الحكاية، وأتبعها، كخيط أريادني، لتقودني خروجًا من هذه المتاهة. غير أنني سرعان ما أدركت أن هذا الخيط المخادع هو المادة الأولية التي نُسجت منها أصلًا المتاهة.
يستخدم أستاذ الفيزياء هذه الحكاية التراثية كزنبرك يُحرك به لعبة الاحتمالات؛ لا يسعنا الجزم بمكان تواجد عبد الله بن المبارك إلا بمراقبته، قد يكون هنا، وقد يكون هناك، مثلما تفعل الفوتونات؛ قد تتصرف كموجات أو كجسيمات، حتى ينظر إليها المراقب. ____
تقوم الحكاية على واقعة خيانة، تحدث كل يوم تقريبًا، غير أن هذا الحدث العادي يُلقى على العالم كحصاة، تُحدث حالة من التشظي الهائل، تُفتت الحقائق إلى أجزاء صغيرة، تحتاج إلى عينا إلهية تلملمها وتشملها بنظرة كلية، وهو ما يستحيل حدوثه في الواقع والمتخيل على حد سواء.
المراقبة إذن، هي ما تُعيد لملمة شظايا الحقيقة في بناء موحد وثابت، لذا، ربما ظهرت على غلاف العمل كل هذه العيون لتشي بحالة التشكك والارتياب التي تخيِّم على العمل.
تفصم الخيانة الزوجةَ الخائنة إلى نسختين: واحدة يشكلها لسان الزوج من منظوره، وواحدة تشكلها هي بلسانها دفاعًا عن ذاتها. ويفصم دليل الخيانة - هاتف الزوجة - راوي العمل الواقع في معضلة أخلاقية إلى نسختين محتملتين: نسخة قد تحفظ الأمانة، ونسخة قد تخونها. حتى الزوج نفسه، يتحول بدوره، بعد أن غلّفه الغياب، إلى قط شرودنجر؛ قد يكون حيًّا يُرزق سيعود يومًا، وقد يكون ميتًا، يستوجب تنفيذ وصيته برد الأمانة إلى زوجته.
نقع في عدد لا حصر له من الاحتمالات، وهي اللعبة السردية التي يتبناها العمل؛ فالحكاية لا تسير بشكل خطي، بل تتضارب هذه الاحتمالات والافتراضات معًا، مُحدثة شررًا يتطاير في كل الجهات، خالقًا مسارات ودروبًا ونسخًا متعددة ومتوازية. ____
الرواية مُتضببة، شديدة الرمادية، تنفتح على كل الإمكانات، وتطرح العديد من التساؤلات، لتبرز - عبر كل هذه المعضلات الأخلاقية والفلسفية والعلمية والدينية - نسبية الوجود والموجودات، ولعلها بذلك تُحتّم - بشكل ضمني - ضرورة وجود عين مطلقة، بمراقبتها للعالم تحفظه في حالة من التماسك والثبات، وإلا تناثر إلى حبات.
حتى شخوص العمل رماديون، وكأنهم رُسِموا بقلم رصاص، بلا أسماء، يتخلجون كخيالات، يختنقون من شسوع فضاءات الحيرة، وميوعة معايير الصواب والخطأ، وتعدد خيارات أحلاها مُر، وُضِعوا في سياق ضبابي، عطبت فيه البوصلات، تتسنمه سحابات تحجب عنهم كل نجم قد يهتدون به. ____
يتسم العمل بسمات أدب ما بعد الحداثة: القلق، التشكك، التشظي، تكسر الزمن، غياب الحقائق، المفارقات، تيار الوعي، وتقنيات الميتاسرد. شخصيات العمل - رغم غياب أسمائهم وعدم وضوح ملامحهم - رُسموا ببراعة شديدة، يمكن رؤية ظواهرهم وبواطنهم على حد سواء.
الأستاذ بتناقضاته، الواقف على التخوم الفاصلة بين العبقرية والجنون، الإيمان والشطط، المعرفة المطلقة والجهل التام. زوجة الأستاذ، التي تبدو وكأنها خارجة من أعمال الرومانسية السوريالية كنادجا بريتون وأوريليا نرفال، تجمع كل صفات الأنوثة من فتنة وغواية وبراءة، وتضخمها كقناة بوق، فتصبح كائنًا أسطوريًا. حامل الأمانة، وصراعه الداخلي، وكيف تحولت هذه الأمانة - التي لا يمكنه تسليمها لطابور هائل من المطالبين، أو الاطلاع حتى على محتواها - إلى ثقل لا يُحتمل، لتستحيل بين يديه ترابًا في النهاية، وتوقعه في بونٍ بين منزلتين على قول المعتزلة، ويحاول أخيرًا الخلاص بالكتابة. حتى الشخصيات الثانوية كانت تنبض بالحياة، وكأنه قد استعارهم فعلاً من الواقع. _____
في النهاية، هذا عمل فارق وفريد، لأديب واع يمتلك أدواته، ويعرف كيف يُطوعها.
هذا كاتب يعرف كيف يكتب ويعرف كيف يمتع هذا ما اريد ان ابدأ به هذه المراجعة...فهذا اول لقاء بيني وبين ماجد شيحة وكنت اريد ان اقرا له منذ زمن ولكن لم تسنح لي الفرصة خصوصا انه انبطاعي عنه انه يكتب ادب يقرأه الرجال اكثر من النساء لا ادري من اين جاءني هذا الانطباع وان كان حقيقي فهو ليس عيباً علي الاطلاق ولكن اعرف اناس كثيرين يحبون ماجد شيحة ويحبون ادبه... ربما لا تكون هذه الرواية افضل اعماله دون شك لكنها تدل علي انه اديب حقيقي...فالاديب الحقيقي لا ياتي بفكرة او حكاية رهيبة ليس لها مثيل...ليس هذا الاديب من وجهة نظري الاديب هو من تعطيه اي فكرةى ويحولها لك رواية من لا شئ..بدون حبكة بدون احداث كثيرة بدون صخب يستطيع ان يصنع من اي حكاية تافهة قماش رواية مدهش وهذا ما فعله هنا ماجد شيحة (هنا بعض الحرق) لا ادري ما علاقة عبد الله المبارك بالحكاية وفي وجهة نظري هذا ما جعل الرواية لا تعجب البعض وهو اقحام مثل هذه الحكاية في رواية لا تمت لها بصلة والحكاية اصلا لا تحتاجه بالمناسبة...الحكاية باختصار عن استاذ جامعي فعل ما يفعله كثير من الرجال وهو خيانة ززوجته في حكايات فرعية لا تؤثر علي قصته معها ولكنها تضبطه وتفعل ما تفعله معظم النساء بان لا تفترق عنه ثم يحدث حدث صادم انها ببساطة ترد له الصاع صاعين وتخونه هي الاخرى ليس مع عدد من الرجال كما فعل هو عندما خانها مع كثيرات انما تفعل هي ما لم يفعله هو انها تقع في الحب...ويكتشف هذا ذات ليلة....وهو يفعل ما لا يفعله الرجال في الاغلب هو انه يختار ان يبقي في العلاقة ولكنه يختفي بشكل عبثي ومفاجئ ويترك لراوي الرواية هاتف زوجته كامانة ومنعه ان يعطيها لمخلوق..
ربما وانت تقرا الخكاية تقول هذه حكاية تافهة لكن هنا ياتي دور الكاتب الذكي الشاطر وهو ان يكتب لك هذا باسلوب بديع وياخذك ويطيح بك في ازمنة مختلفة ولا يحكي لك الرواية كما حكيتها الان بالترتيب بل بشكل مختلف تماما ويجعلك تقول ااااه فهمت! كل مرة بشكل مختلف وبحيلة ابداعية مختلفة....فعلا كما وصف صديقي عارف فكري الكاتب ماجد شيحة انه اديب حقيقي هذا ما رايته فعلا في الرواية...وسالت نفسي ماذا لو اتيح لماجد ان يكتب حكاية ممتعة او قصة فيها حبكة قوية والقصة نفسها مشوقة او جديدة لا بد انه سيجعلها تنيرَ!
لغة من اجمل اللغات وصف رائع ومدهش لم اقرا مثله منذ سنوات فعلا الرواية تشبه اغنية ذات كلمات بسيطة يبدع فيها المطرب بصوته وطبقاته بشكل يبعث علي الطرب... ولابد ان اقرأ له المزيد.. اريد فقط ان انوه علي نقطة لا علاقة لها بالرواية وهي الغلاف...الغلاف كالعنوان مهم جدا وسبب رئيسي في القبول علي رواية دون غيرها والغلاف هنا سيء جدا الرو��ية تحتاج غلاف يليق بها وعننوان اخر متعلق بها اكثر من هذا العنوان فالنهاية قراتها في ساعتين ولم اتركها من يدي الا بعد انهاءها وهذا فقط لاسلوب الكاتب
رواية ساقطة مليئة بالبذائة والدنائة ، استغل الكاتب اسم التابعي الجليل لترويج قذارته فقد انغررت بالعنوان كثيراً ولولاه لما قراءت الرواية ونهايتها مفتوحة وغير ممتعة اطلاقاً بعد ان انهيت الرواية مكانها المناسب في نار المدفأة لعل النار تنظف ما بها من قذارة
بص يا باشمهندس ماجد ، زمان لما قريت سلفي يكتب الروايات سرا انت كنت بالنسبالي زي ساحر مش مجرد روائي ، لأني وقتها كنت غطسان في روايات أحمد مراد وعصير الكتب الناشئ وأشباهها ، ايام ما كان لسه الواحد واخد قرار يقرأ كل كتب الكوكب وبدأ بالحاجات الصغيرة التافهة عشان يخلص منها ويتفرغ للحاجات التقيلة ، قبل مايكتشف إنه ده شلال جارف بيتجدد طول الوقت وإنك تقول إنك هتقرأ كل حاجة أو تستوعب كل حاجة ده وهم مش هيتحقق العمر كله ، فجأة لقيتك بقي انت فكرة وأسلوب ولغة وحوارات ورموز ورواية كانت زي دليل/رد مصغر إنه فعلا في ناس بتكتب حلو والدليل أهوه وأغلب المنشور عك فعلا ياجدعان والعرب حقهم يسبقوا في الجوائز - ده طبعا قبل ما الجوائز تتسيس بعد كده - بس الأهم الفكرة ، إنت الوحيد اللي اتكلمت لحد يومنا ده عن سيد بلال وان لم تشر إليه باسمه لكن القصة كانت واضحة ولم أتمني منك سوي رواية تاني تفضح فيها الشيخ المنافق اللي باع دمه ببلاش ، بس طبعا ده حقك تكتب ماتشاء وانت مش مطالب تحقق أمنياتي بعد كده الانبهار ب"درب الاربعين" كان بسبب الرحلة اللي كانت أول مرة اسمع عنها والانبهار قل تدريجي في "إيلات" عشان كنت منتظر ملاحم مش مجرد حوارات رغم إني برضه كنت منبهر بالفكرة ، بس معلش يعني لا أخفيك ، هنا الإحباط كان هو المسيطر ، يعني آه الأسلوب لسه رائع رغم الألفاظ والتلميحات الجنسية اللي مكنش ليها داعي وحتي الإشارات والرموز وبعض الأفكار الفلسفية برضه كانت حلوة وعلقت معايا مش هنكر بس معلش حضرتك هو فين القصة ؟؟ وإيه اللي جاب عبدالله بن المبارك هنا ؟؟ يعني من كل سيرة واحد بحجم بن المبارك نطلع بس بقصة واحدة مشكوك فيها ونبني كل كده ، طب ليه ؟؟؟ يعني أنا صبرت علي كل ده عشان فعلا كنت عايز أعرف التلفون اللي سابه الرجل للبطل وعليه حاجات تخص مراته واللي كل الشخصيات استماتت طول الرواية عشان تاخده - وهو رفض - كان عليه إيه فعلا ؟؟ وهل اللي عليه ده كان مستحق إنك تسحلنا وراك 200 صفحة عشان في الآخر يطلع الولا حاجة ، انت حتي مفسرتش ليه الست رفضت تاخد التلفون بعد ده كله ولا عرفنا مصائر الشخصيات اللي مكنش ليها أسامي !! أنا معاك إنه دي ممكن تكون حيل أدبية أو يكون استعراض روائي أو أي حاجة لكن معلش بقي الحدوتة نفسها اللي بدأت يعني هنقول مشوقة انتهت نهاية من أسخف ما يمكن الصراحة ، الروائي حكاء في الآخر بيحكي حدوتة لازم يكون فيها متعة للي بيقرأ أو بيسمع ، مفيش شاعر ربابة بعد مابيقعد الناس حواليه يحكيلهم قصة أبوزيد الهلالي بيقوم من غير ما يقول للناس الحدوتة خلصت علي إيه بالظبط انا برضه عشان مظلمش الرواية أنا مش عارف الصراحة هل هي فعلا حلوة وأنا اللي توقعاتي كانت عالية ومخدتش بالي من جمالياتها ولا ايه بالظبط ، بس يعني اللي أنا متأكد منه إنها معجبتنيش خالص