"مصر في منتصف القرن العشرين، ساحة عراك دامٍ، تتبدل فيه الأدوار، وتتغير المواقع حتى لا يبين غالب من مغلوب. منكسرون بالتبعية يرون جلاء المحتل رهانًا مستبعدًا يحسُن تأجيله على الدوام، وجامحون طامحون يحصون خطاهم للتجهز لحكم البلاد والعباد شرقًا وغربًا بعد تحرر يؤمنون أنه صار وشيكًا، وبين الفريقين منتفعون دومًا في النصر والهزيمة، لديهم قدرات معجزة على التلون وتبديل المواقف، وعصر القيم للمواءمة مع كل حال طلبًا للمكسب".
مصطفى عبيد كاتب وصحفي وروائي مصري وباحث تاريخي ولد بالقاهرة في 28 أكتوبر عام 1976، وتخرج في قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار بجامعة القاهرة، ثم عمل بالصحافة، ويشغل حاليا منصب رئيس التحرير التنفيذي في جريدة الوفد المصرية التي تصدر عن حزب الوفد، وله مقالة أسبوعية ثابتة بالجريدة.
أصدر عدة كتب متنوعة بين الدراسات التاريخية والروايات والسير الذاتية والتراجم وفاز بعدة جوائز في الكتابة من بينها جائزة أفضل كتاب مترجم في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021
تخرج مصطفى عبيد في قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار بجامعة القاهرة عام 1998، ثم عمل بمجال الصحافة، فكتب المقالات لعدد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية المصرية والعربية، ومن بينها جريدة الأهرام، وجريدة الوفد.
ترقى مصطفى عبيد في المناصب الصحفية حتى أصبح رئيسا للتحرير التنفيذي بجرية الوفد التي يصدرها حزب الوفد المصري، ولمصطفى عبيد مقالاً أسبوعياً ثابتاً بالجريدة.
اهتم مصطفى عبيد بالأدب، وكانت بداياته الأدبية كاتباً للشعر، وصدرت له خمسة دواوين شعرية قبل أن يتجه إلى كتابة الرواية ويتخصص في كتابة الرواية التاريخية إلى جانب كتابة السيرة.
استغرق مصطفى عبيد قرابة العامين في تأليف روايته المعنونة باسم «جاسوس في الكعبة»، والتي تدور أحداثها في القرن التاسع عشر الميلادي خلال فترة الصراعات التي دارت بين محمد علي باشا والي مصر والحركات الوهابية في أرض الحجاز. تتمحور الرواية حول قصة المستشرق السويسري الذي زار الحجاز ومصر والشام متنكرا في ثياب تاجر مسلم، وانتهي به الحال مدفونا بعد وفاته في إحدى مقابر القاهرة باعتباره ولي من ولياء الله الصالحين. وحققت الرواية أربعة طبعات متتالية.
أعماله ومؤلفاته ألف مصطفى عبيد العديد من المؤلفات التي تنوعت ما بين الرواية، والمقالات، والدراسات التاريخية والسير، والدواوين الشعرية، ومنها:
ثورة العشاق (شعر): صدر عام 2000 عن الوكالة العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة. محمد الدرة يتكلم (شعر): صدر عام 2000 عن الوكالة العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة. وردة واحدة وألف مشنقة (شعر): صدر عام 2005 عن مركز الحضارة العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة. بكاء على سلم المقصلة (شعر): صدر عام 2009 عن مركز الحضارة العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة. التطبيع بالبزنس.. أسرار علاقات رجال الأعمال باسرائيل: صدر عام 2009 عن دار ميريت للنشر والتوزيع بالقاهرة. مليارديرات حول الرئيس: صدر عام 2011 عن دار كنوز للنشر والتوزيع بالقاهرة. موسم سقوط الطغاة العرب: صدر عام 2011 عن دار كنوز للنشر والتوزيع بالقاهرة. الفريق الشاذلي.. العسكري الأبيض: صدر عام 2011 عن دار الرواق للنشر والتوزيع بالقاهرة. كُتب هزت مصر: صدر عام 2012 عن دار كنوز للنشر والتوزيع بالقاهرة. أفكار وراء الرصاص (تاريخ العنف السياسى في مصر): صدر عام 2013 عن دار كنوز للنشر والتوزيع بالقاهرة. ذاكرة الرصاص (رواية): صدرت عام 2013 عن دار كنوز للنشر والتوزيع بالقاهرة. انقلاب (رواية): صدر عام 2014 عن دار الرواق للنشر والتوزيع بالقاهرة. زينب الوكيل سيدة مصر: صدر عام 2015 عن دار الرواق للنشر والتوزيع بالقاهرة. أالبصاص (رواية): صدرت عام 2016 عن دار الرواق للنشر والتوزيع بالقاهرة. هوامش التاريخ.. من دفاتر مصر المنسية: صدر عام 2017 عن دار الرواق للنشر والتوزيع بالقاهرة. نيتروجلسرين (رواية): صدرت عام 2018 عن دار كيان للنشر والتوزيع بالقاهرة. ليل المحروسة (رواية): صدرت عام 2019 عن دار الرواق للنشر والتوزيع بالقاهرة. سبع خواجات (سير رواد الصناعة الأجانب في مصر): صدر عام 2021. جاسوس في الكعبة (رواية): صدرت عام 2021 عن دار الرواق للنشر والتوزيع بالقاهرة، وصمم غلاف الرواية الفنان كريم آدم.
التراجم
كما ترجم مصطفى عبيد عددًا من الأعمال الأدبية إلى العربية، ومنها:
النسخة النادرة من مذكرات توماس راسل حكمدار القاهرة 1902 - 1946: صدر الكتاب لأول مرة في لندن عام 1949 تحت اسم «في الخدمة المصرية»، وصدرت نسخته المترجمة إلى العربية من ترجمة مصطفى عبيد عام 2021، ويضم الكتاب شهادة أحد أهم الضباط البريطانيين في مصر والذي شغل منصب حكمدار القاهرة في الفترة ما بين عامي 1918 و1946 إبان الاحتلال البريطاني للبلاد. يروري توماس راسل في مذكراته أحداث وملابسات أهم القضايا والجرائم والاغتيالات السياسية التي وقعت في مصر في تلك الفترة.
التكريمات والجوائز
حظي الكاتب والصحفي مصطفى عبيد بتكريم العديد من الجهات المحلية والعربية، وحصل على عدد من الجوائز الأدبية والصحفية، والتي من أهمها:
جائزة مصطفى شردى المقدمة من نقابة الصحفيين المصريين لأفضل مقال سياسى عام 2013 عن مقال له بعنوان «أنا ربكم الأعلى».
رواية ابنة الديكتاتور.. 👑👑 تأليف: مصطفى عبيد.. عدد الصفحات 292.. صادرة عن الدار المصرية اللبنانية..
👑 "إن أسوأ ما في الأمر ليس تبصير المرء بأخطائه الواضحة، بل تبصيره بتلك الأعمال التي اعتبرها ذات مرة أعمالًا صالحة" - فرانز كافكا ذلك هو الاقتباس الذي استهل به الكاتب أحدث رواياته، والمقتبسة من أحداث حقيقية.. أجده قد نجح في تلخيص الفكرة العامة التي تدور حولها الرواية.. فكلنا يا عزيزي مجرد دمى وعرائس هناك من يحركها من فوق، لا أحد يملك مصيره حتى وإن حاول جاهدًا أن يثبت ويبرر عكس ذلك لنفسه!!
👑 بداية الرواية مع الطبيبة الشابة فيروز الصاوي، الساعية نحو حلم السفر في بعثة إلى لندن للدراسات العليا، والتي تؤدي تكليفها في إحدى الوحدات الصحية بمدينة المنصورة..
👑 نتعرف أكثر على العالم المحيط بفيروز من خلالها هي، الجد المحب والذي شكل عالمها كله وغرس فيها حب الأدب والشعر، وأيضًا نتجول معها داخل أروقة الوحدة الصحية، حيث عانت فيروز طويلاً من المجتمع الذكوري.. والذكورية أحد أهم الأفكار التي ناقشتها الرواية بصورة عامة..
👑 في لحظة ما تنقلب الأحداث، وتكتشف فيروز سرًا دفينًا جاهد الجد سنين حياته كي يخفيه.. من هي سناء تلك التي لا يتوقف عن ترديد اسنها؟! أهي مجرد هلوسة بفعل الزهايمر؟! أم إن هناك حكاية أخرى؟!
👑 بعد ذلك تحولت الرواية إلى تطبيق محترف لفن السيرة الذاتية، من خلال مذكرات سناء بكاش.. وهنا اسمحوا لي بالتوقف على الحديث حفاظًا على السرية، وضمانًا للمتعة كاملة.. متعة البحث والنبش في أضابير التاريخ..
👑 بالنسبة لي هذه الرواية تجربة سردية مميزة، مقطع من سيرة وطن على لسان شخصية إن جاز لنا وصفها بالمُصنعة.. تكشف تاريخًا سريًا من الانحرافات تحت مسمى خدمة الوطن.. أكثر ما أثار دهشتي هو إنشاء تنظيم سري خاص قائم من داخل الوسط الثقافي للإيقاع بالعديد من الكتاب الكبار والسيطرة عليهم كبداية، ثم الانتقال إلى الساسة وأصحاب القرارات.. وهنا يجب علينا أن نتوقف ونسأل نفسنا هل حقًا هناك معايير أخلاقية؟! وهل لها مدى معين أو تاريخ صلاحية؟! مما يجعلنا نسأل السؤال الأخير هل نحن من نملك أنفسنا، وحرية اتخاذ القرار؟! جميعها أسئلة شغلت بطلتنا سناء بكاش حتى آخر سنين العمر..
👑 نقاط القوة في الرواية: ـ قوة السرد والتسلسل المنطقي في الأحداث على لسان البطلة بمنتهى السلاسة. ـ تطعيم الرواية بأبيات من شعر المتنبي كان لها أثر جيد، كما استخدمت في الاسقاط والتعليق على بعض المواقف والأحداث.. - هناك تقنية روائية أعجبتني ألا وهي إدخال الكاتب شخصيته الحقيقية داخل الأحداث والتي ساعدت في تحريك الأحداث.. وهي تقنية أعاد الكاتب استخدامها بعد روايته جاسوس في الكعبة.. ـ عنوان الرواية أكثر من مميز، وساعد على إثارة الفضول اللازم لقراءة العمل..
👑 ما لم يعجبني في الرواية: ـ أغلب الأحداث معتادة ويسهل توقعها، فلم تقدم لي عنصر المفاجأة المنتظرة.. ـ نهاية المذكرات جائت مبتورة بعض الشئ، وتحمل الكثير من التعجل..
👑 في النهاية تجربة روائية مثيرة، مع قلم أدبي مميز..
حدوتة مثيرة..جريئة ..كاشفة للألاعيب. ولكن الأحداث متوقعة. أول ٥٠ صفحة فيهم ملل لكثرة استخدام أبيات شعر للمتنبي ومقاطع من أغنيات فيروز حشروا بدون داع كانوا بيفصلوني عن النص وأرجع اقرأ من تاني الحوار بالعامية غير مفضل ليا بالنهاية قصة ممتعة
مؤخرًا لم تعد الكتب التاريخية تجذبني بل على الاغلب تشعرني بالملل، أصبحت أكره اللغة التقريرية والمشاعر السلبية التي تصلني منها حتى وأن كانت تجيب على العديد من التساؤلات التي تدور في ذهني والحكايات التي كنت أود معرفة حقيقتها، ولكن التاريخ والذكرى أصبحت ترهقني! ولكنني وجدت الحيلة.. سأقرأ التاريخ في الروايات، حل مثالي أليس كذلك؟ ساستمتع وفي الوقت نفسه سأعرف التاريخ، ولكن الحقيقة أنني كنت ساذجة، فحتى مع لمسة المتعة التي سأحصل عليها من الروايات سيظل التاريخ مرهق ومؤلم ويجعلك تكره الكثيرين وقد تحب أخرين، التاريخ المعاد روايته يجعلك تنظر لكل شيء بنظرة مختلفة، خاصة بعد مرور سنوات طويلة على الحدث نفسه مما يجعل هناك الكثير من الحقائق التي كَشفت والكثير من الواقعية التي غلفت الحدث الذي تقرر روايته الآن بتلك الصورة تحديدًا، والكثير من التاريخ منسي، والكثير من التاريخ يعاد على مسامعنا بعد سنوات بصورته الاصلية بعد أنكشاف الكثير من الحقائق والاعترافات بمرور الوقت وموت الأشخاص المعنيين.
عندما قرأت اسم رواية ابنة الديكتاتور تخيلت أن الاسم حرفي وساقرأ عن ابنة الديكتاتور حقًا ولكن مع الأنغماس في الرواية وجدت أن الرواية ذات اسم حركي كما احداثها تمامًا، تحكي الرواية عن الطبيبة فيروز التي تعيش مع جدها بعد وفاة أمها وسفر أبيها للخارج وتزوجه، فتاة على قدر كبير من الثقافة وتحب الشعر والمتنبي وتنغمس في عملها تمامًا وتهتم بجدها الذي يقرب من التسعون عامًا، الأمور تسير بسلاسة حتى تسمع في يومًا جدها يذكر اسم امرأة لم تسمعه قبلًا، بعد أن تدهورت صحته بصورة ملحوظة، لتفاجئ بعد ذلك بصورة لمرأة تشبهها إلى حد كبير، ومن هنا بدأت رحلة البحث التي ساعدتها فيها صديقتها منى لتجد تاريخ كبير مخفي، تاريخ عن عائلتها وعن مصر.
تصل فيروز إلى مذكرات الكاتبة سناء بكاش صاحية الاسم الذي نطقه جدها والصورة أيضًا، لتعرف ما هي علاقتهم ببعضهم البعض وما هي الوظيفة التي كانت تعمل بها سناء بكاش حقًا، وما سبب تسميتها بابنة الديكتاتور على يد مصطفى أمين، ومن هو هذا الديكتاتور وعلاقتها به وبكل القادة في هذا الوقت الحرج من تاريخ مصر، ولماذا يختلف اسم جدها الحالي الذي تعرفه عن اسمه في هذا الوقت أيَضًا، كانت الرواية جميعها اسئلة عديدة تطرح ولكن يمنحك التاريخ والكاتب معًا الإجابة عن كل سؤال في النهاية ولا يتركك حائر، يكفي أن التاريخ يفعل هذا بالفعل!
الغريبة أنني كنت أعرف أن هناك الكثير من الأحداث الحقيقة التي طُمست عن عمد في التاريخ، وأعتقد أن الأحداث الأسوأ والأكثر دناءة، ولكنني طوال الأحداث وأنا أشعر بالاشمئزاز من كل هؤلاء، والغريبة أنني أيضًا لم أشعر بالتعاطف مع سناء لكنها من اللحظات الأولى لهروبها من منزل أبيها كانت كل المراحل التالية باختيارها التام دون أي تدخل أو ضغط من أحد، حتى تم التخلي عنها تمامًا من قبل المسؤولون عن الحركة التي كانت تديرها، وإذا ما استمر الحال كما هو عليه كانت ستستمر، لذا ربما هي نفسها شعرت أن ما حدث تاليًا ولم تسعى إلى تغيره كان تكفيرًا عن الذنب، ولكن من له الحق في جلد أو الحكم على الأخرين؟ لا أحد.. لا يمكن لأحد أطلاقًا جلد الأخرين.
طرحت الرواية الكثير من الاسماء المعروفة سواء في الكتابة أو الأدب أو الفنانين والسياسين، ووجود الكاتب بشخصية واقعية في الرواية كان لمسة جيدة وملفتة لم أكرهها أو أفضلها ولكنها كانت سبيل لجعل الرواية تصبح واقعية أكثر وهذه نقطة في صالح الأحداث.
تناولت الرواية الكثير من الأحداث في ذلك الوقت منها الملكية والضباط الأحرار وتولي عبد الناصر الحكم والنكسة وغيرها من الأحداث المؤثرة في تاريخ مصر على هامش كل الأحداث التي تقوم بها سناء ونسائها.
أحببت أن النهاية جاءت على لسان الجد، فعلى الرغم من أنه كان صامت معظم احداث الرواية ولكن كان وجوده طاغي وحاضر في كل الأوقات، هو أكثر شخص رأيت ملامحة حتى أكثر من سناء ذاتها، خطابه في النهاية كان هو قطعة البازل الناقصة التي أكملت كل الملحمة السابقة في الأحداث.
اختيار العامية في الحوار كان أفضل اختيار بما يتناسب مع الأحداث والأشخاص ولم أجدها ركيكة أو فجة مطلقًا.
كل لمسات الحب وأبيات الشعر في الرواية خففت من وطأة الأحداث، وكانت متجانسة مع الأشخاص وغير دخيلة لذا أحببت الأختلاف ما بين قسوة سناء و رقة أحمد، تباين الشخصيات قام بعمل توازن رائع.
*اقتباسات:
❞ فمن يعمل بالطب في مصر يُدرك أن الأنباء السارة غير مسموح لها أن تُعكر صفو حكايات الوجع ومشاهد الحُزن ومواقف الخطر المهيمنة على الأجواء كل يوم. ❝
❞ بين لحظتين لا يُمسكهما المرء تنفلت الحياة، فتجف الدماء وتنسحب الرؤية ويتلاشى الوعي. سألني مُترددا إن كنت أؤمن بالآخرة، ❝
❞ "إن الحب الحقيقي يقيم جدارا من الرفض لأي حب جديد مهما كانت المغريات". ❝
❞ بالنسبة لي المعرفة هي الجنة. المتعة الحقيقية هي إننا نعرف. عاوز أشوف اللي الناس مش شايفاه ❝
❞ إن أهم متطلبات الحياة هي المعرفة. مَن يملك المعلومات يملك كل شيء: الثروة والنفوذ والبشر. والعالم يتطور ويتغير ويتلون وينقلب الأعداء فيه إلى أصدقاء، ويتبدل الإخوة إلى خصوم، ولا يُمكن للمُخبر التقليدي أن يعي كل ذلك. لقد صار هذا المخبر آلة مكهنة تنتظر التخريد. فالأسرار الحقيقية تحتاج لمن يقتربون من الناس أكثر ويتسللون إلى مخادعهم، يطلعون على نقاط ضعفهم، ويطالعون عُريهم الإنساني. ❝
❞ محاولة يائسة لسبق ملاك القطف الذي أشعر كل يوم برائحة اقترابه من تنفيذ مهمته المحتومة. أكتب مُستبصرة لماض مرير، ماتع حينا، وقامع أحيانا كثيرة، لكنه سخي بالحكايات المُدهشة التي فرت من كُتب المؤرخين. ❝
❞ فتحت عينيه وأبصرت الموت مُطلا كزائر ليلي كريه. حاصرني شعور مخيف بالخواء وظننت كما لو أن فأسا مباغتة قصمت ظهري، ففتفتته. ❝
رغم حماسي الكبير للعمل لكن عند القراءة لم اندمج معه بشكل كبير ، شخصيات الرواية رغم قلتها غير جذابة ، لم أشعر بالعمق الكافي خاصة مع الشخصيات المعاصرة ، شخصية سناء بكاش على ثرائها و حياتها المليئة بالتناقضات جاء السرد عنها يشوبه الكثير من الملل ، النهاية رغم ما تحمله من مفاجأة لم تحقق أثرها المطلوب بسبب ما استشعرت من مط و تطويل في أحداث العمل .
عمل عن الحب و الوطنية . حكاية فيروز طبيبة مصرية في تتبعها لخيط يربط ماضي جدها أستاذ اللغة العربية المتقاعد بسيدة عرفت بدورها داخل مؤسسات الدولة السرية . العمل يفضح الجانب القذر من الاستخبارات داخل نظام الدولة التي تعمل تحت الشعار الميكيافيلي الغاية تبرر الوسيلة.
يقال أن بعد مرور مائة سنة تبدأ الأسرار في الظهور، وتترابط الأحداث لتنبعث الحقائق، والأيام دول، وما كان نجماً عالياً في سماء الدنيا يوماً، مآله إلى السقوط، فلا شئ يدوم، إلا البطولات الحقيقة، برغم غياب أصحابها.
وفي رواية ابنة الديكتاتور، يسرد لنا الكاتب والباحث التاريخي الكبير مصطفى عبيد سيرة واحدة من المسكوت عنهم في تاريخ الوطن، أو فلنقل المرأة الحديدية بعصرها. سناء بكاش الفتاة الجميلة، التي تربت في العوز والفقر، فتعلمت منه أن الغاية تبرر الوسيلة، وأن الصعود والرفاهية طريقهم ملئ بالسقوط، واختارت طواعية أن تخوض فيه، فكانت نجمة الدعارة السياسية المستترة للإيقاع بالكبار، أو كل من أرادت الدولة الإيقاع به من أجل مصالحها. ومن تلونها وذكائها، لعبت هذا الدور الكبير وكونت شبكتها من فترة الأربعينيات لأواخر الستينيات- أي الملكية والحكم الناصري- تحت ستار الكاتبة الإسلامية الشهيرة، والصحفية صاحبة القلم وداعمة الأدباء. فما مبررها؟
في سبيل الوطن كل شئ مباح لقد استطاعت سناء- وفي رأيي هذا هو المسكن القوي الذي عاونها على الصمود أن تقنع نفسها وضميرها، أنها بطلة قومية، وقائدة عظيمة، لخدمة الوطن وآمنه، وأن حماية الوطن غاية تبرر أمامه كل وسيلة فرغم كل شئ لم تندم، بل أعادت مراراً أن الزمن لو عاد بها، لفعلت ما فعلته بكل يقين.
السرد والخط الزمني كان الكاتب موفقاً بأن سمح للراوية أو لنقل الرواة أن يحكوا القصة بأنفسهم، بل اعتقد ان هذا كان مقصوداً لترك مساحة للشخصية الرئيسية سناء أن تدافع عن نفسها، وتقدم لنا مبررها، ولنرى منها الجانب الإنساني بل أيضاً ليقدم لنا مثالاً في عدم الحكم، وأن كل أنسان له ماله وعليه ماعليه، ونحن لسنا آلهة، فكيف ندين هذا وذاك. فاستطاعت سناء ان تصور لنا مشاعرها وتصوراتها، والحس الأمومي عندها، وتغليب مصلحة ابنتها على مشاعر الأمومة وشدة إخلاصها لما تقوم به. ولم تكن هي فقط من قامت بالسرد فهناك الزوج أحمد نصر الدين، والحفيدة فيروز ولكلا منهم همومه وأشجانه وكيف استطعنا عن طريق السرد المباشر ان نشاركهم ماعانوه، ونتفاعل معهم. وكل هذا في خطين زمنيين الزمن الحالي وحياة فيروز وعلاقتها بالجد الذي رباها وزمن مذكرات سناء بكاش ثم رسالة الجد والتي أكملت توضيح المناطق المبهمة بقلب الحكاية.
من هو الديكتاتور؟ لقد سميت الرواية بإسم ابنة الديكتاتور، وبرغم أن هذا الإسم هو اسم واضح ومحدد اسماها به مصطفى أمين كابنة لإسماعيل صدقي ولكن المعنى في رأيي أعم وأشمل، وهو أنها ابنة لكل نظام قمعي ديكتاتوري، يريد أن يستخدم الأشكال والوسائل الشنيعة للسيطرة على مقاليد الأمور، بحجة حماية الوطن. والدليل أنها كانت ابنة ديكتاتورية الحكومة قبل الثورة، واصبحت ابنة شرعية لديكتاتورية وقمع حكومة مابعد الثورة.
في صالون العقاد كانت لنا أيام امتلئت الرواية بالشخصيات التاريخية والشهيرة الحقيقة من الأدباء والشعراء والسياسيين واولهم العقاد هذا الداهية الذي استطاع بذكائه وخبثه أن يفهم ماورائها، ويكشف ألاعيبها، ويدعوها لصالونه، ثم يواجهها صراحة بأن " العبي غيرها ليس معي" ثم إبراهيم ناجي ومصطفى أمين هذا الصحفي العتيد والدور البارز الذي لعبه في حياتها كعدواً وصديقاً وناصحاً في مواقف عدة وهذا غير التابعي والأبنودي وغيرهم بجانب السياسيين من اسماعيل صدقي وغيرهم من رجال عبد الناصر والتنويه من بعيد لبرلنتي عبد الحميد واعتماد خورشيد. وهؤلاء جميعهم عاصرنا معهم، حياة الريف وبؤسها، ومحاولة الحكم القمعي السيطرة على الصحافة، وقيام الملكية، وقيام دولة فلسطين، والنكسة وثورة التصحيح وغيرها فأنت من خلال قصة شخصية تطلعت على فترتين كاملتين من تاريخ مصر.
المتنبي وفيروز لقد كان لهذا الشاعر العظيم وللقيثارة دوراً مهماً في الرواية كموتيفين أساسيين، سارا معنا طول السرد وكأنهم يعلقوا على الأحداث هذا بشعره وهذه بأغانيها، عما يجيش بنفس فيروز وجدها ويشاركوهم حيرتهم وأفكارهم.
ومن الشئ اللطيف بالرواية، اقحام الكاتب نفسه بشكل عابر في أحداث الرواية، بصفته الحقيقة، كصحفي، مع سخرية مرحة من نفسه، ولكن بشكل كان يعطي شيئاً من الحيرة عن وجود مذكرات حقيقية من عدمها.
الرواية خلقت في أثراً جميلاً وملأتني بالشجن.
وفي النهاية شخصيتي الفضولية استطاعت ان تصل لإسم الشخصية الحقيقة 😄
ستظل ثورة يوليو منبع لا ينضب لأعمال روائية ودراسات وأبحاث بين مؤيد ومعارض ومحاولات لاستبيان الحقيقة عن مرحلة من أهم وأخطر مراحل التاريخ المصري الحديث. لكن الحكم على ثورة يوليو وأشخاصها ليس هينا. فهي لم تكن مؤسسية ولكن كانت تعتمد بالدرجة الأولى وتستمد قوتها من أشخاص أصابوا وأخطأوا بطبيعتهم البشرية، ولذلك فالحقيقة ليست ببساطة الأبيض والأسود، ولكن تتخللها درجات من الرمادية بين حق وباطل وحق يراد به باطل وباطل يراد به حق، وهذا الأخير هو موضوع الرواية.
استخدام الجنس للتجسس وكسلاح للسيطرة على أصوات الخصوم والمعارضة، كوسيلة تبررها الغاية، فتصبح العاهرة بطلة قومية، ومجاهدة في سبيل الوطن كتفا بكتف مع الجنود.
يشير عنوان الكتاب أن الأحداث حقيقية، ولكن لم أجد أي دلالة مرجعية أو هامش للتوضيح أكثر، لذلك أعتقد بعد القراءة، أن الرواية خيالية في الأساس ولكن تم بنائها بوحي من أحداث وشخصيات حقيقية تم تدوينها في كتب ومذكرات من عاصروا سنين الثورة الأولى.
هي الرواية مشوقة، لكن فيها بعض المشاكل في بناء الشخصيات، يعني مثلاً سرعة انحراف بطلة القصة في سن مبكرة مقارنةً بطبيعة نشأتها ملوش مبرر، الإيمان واليقين بأنها بتؤدي خدمة وطنية للبلد بدون وجود أي مراجعة للنفس حتى بعد حدوث الهزائم وتغير الأنظمة ملوش مبرر، فكرة وجود مؤسسة بتراقب المؤسسة الأساسية لضمان عدم الانحراف الأخلاقي هي فكرة خيالية وبتنبيء عن تناقض في قراءة شخصية رأس النظام، لكن عدا ذلك، فبناء الرواية اعتماداً على فقرات من كتابي أنيس منصور ومصطفى أمين كانت فكرة جيدة جداً، ومسألة الاعتماد على العنصر النسائي في عمل البوليس السياسي في العهد الملكي ليقوم بعمليات كونترول بالشكل الذي كان يحدث في الستينيات في عهد صلاح نصر هي مسألة تحتاج للتدقيق،وإن كانت غير مستبعدة عقلاً.
This entire review has been hidden because of spoilers.
رقم ثمان وتسعون/2024 ابنة الديكتاتور : مستوحاه من أحداث حقيقية طمست عن عمد مصطفى عبيد تطبيق ابجد
""ولولة اخترقت أُذني، فلم أنكرها، فكم قابلتها في هذا المكان المتسربل بأردية الحُزن، المُزدحم بأجساد هزيلة، تصلح صفرتها لونا رسميا لأبناء ريف مصر على مدى قرون. صعدت سلالم المُستشفى الجامعي بالمنصورة، مبنى عتيق مُرمم، تبث جدرانه كآبة واسعة تناسب زمنا محزنا نندهش أننا عشناه. امتلأت ضجرا من هذا المُدير كالح الوجه الذي تستفزه كُل أنثى طموح، فيزدريها كزائدة دودية لا يعرف طبيب متخصص في الأمراض الباطنية قيمة وجوده""
""ما البشر في دورانهم المنفعل سوى نفوس مُحملة باحتياجات تسعى لتلبيتها دون اكتراث لزمن يمضي أو عمر يتقدم""
السلطة والنساء قال الكاتب المصري مصطفى عبيد في لقاء صحفي للحديث عن الرواية الصادرة عن الدار المصرية (لا يبوح التاريخ بأسراره كلها دفعة واحدة، وإنما يتكتم على أخطرها، يبقيه بعيداً من الضوء، حتى تفرض الحقيقة سطوتها، فيتحرر السر ويكشف عن المستور. ولأن الاضطرابات كانت السمات الأبرز للقرن الماضي من تاريخ مصر، فلا تزال تلك الحقبة تحتفظ بكثير من أسرارها وأهوالها التي يتكشف جانب ��نها في هذه الرواية ) إلى أي حد قد يذهب الإنسان لخدمة الوطن وحماية النظام من المؤامرات؟ تنظيمات سرية بداخل مؤسسات أمنية تحارب تنظيمات بداخل نفس المؤسسة، فتاة تقتفي أثر جدتها لتكشف عن خبايا وأسرار شائكة اختفت لعقود وسيدة غلبت كل الكبار ورجال السياسة ليهزمها الزمن وتستسلم للمرض.
عدت بذاكرتي الى الفنانات المصريات و قصص الفساد وخاصة كتاب انحرافات صلاح نصر للفنانة او الكاتبة اعتماد خورشيد فالكتاب صادم تحدث بعمق عن تلك الفترة وسعاد حسني ومحاولات صفوت الشريف وما فعله بها ومن هنا نذهب لشخضية عبيد حكاية سناء بكاش وألاعيب المؤسسات الأمنية والتنظيمات السرية داخل الدولة، الممارسات غير الأخلاقية تحت مسمى مصلحة الوطن، تسجيل وتصوير وتلفيق تهم.. كل ما تتخيله قد حدث بالفعل وقد ظن فاعلوه أنهم "صمام أمان هذا الشعب" ونصبوا أنفسهم أبطالًا يحمون الوطن. قد تكون سناء بكاش بطلة وطنية حقًا لكن لها أخطاء كسائر البشر وقد وقعت هي الأخرى ضحية لهذه المؤسسات منذ الصغر وحتى أخر أيامها. سيستمتع القارئ بمحاولة تخمين الأسماء الحقيقية للشخصيات بينما يتابع مذكرات السيدة بكاش الشيقة، بعضها مباشر وسهل والبعض مبهم بشدة.
نجح الكاتب في توظيف شخصيات عامة في أحداث الرواية حقيقية كانت ام خيالية لا يهم بل إن الكاتب نجح في دمج شخصيته داخل الأحداث! ويعجبني كيف أنه داعب ذاته والقراء في أكثر من موضع كوصفه لنفسه بأنه "مغرور يبحث عن الشهرة" على لسان البطلة. هنا دلالة رمزية، تشي بأن الانحرافات الأخلاقية للأجهزة الأمنية نتيجة منطقية وابنة حتمية لأي حكم ديكتاتوري. وخاصة في زمن عبد الناصر لقد غلّف الكاتب سرده بمناخ من التشويق عبر توطئة استهل بها النص تخبر أن الرواية مستوحاة من أحداث حقيقية، وعزز ذراع الحقيقة في حبكته المتخيلة عبر شخوصه الثانوية الحقيقية التي يعرفها التاريخ، مثل حسن رفعت، أحد أهم عناصرا لبوليس السياسي في ذلك الوقت، ومصطفى أمين مؤسس "دار أخبار اليوم" الصحافية والعقّاد وإبراهيم ناجي.حتى إنه دفع بنفسه كشخصية ثانوية في النص وحقق الغاية نفسها عبر استدعائه أسماء وأحداثاً حقيقة مثل تأميم "أخبار اليوم" والقضاء على جماعة "إخوان الحرية" وحل جماعة "الإخوان المسلمين" واغتيال محمود باشا النقراشي، وما طعّم به نسيجه من قصاصات ووثائق منشورة. أما استهلاله باقتباس للكاتب التشيكي فرانز كافكا "إن أسوأ ما في الأمر ليس تبصّر المرء بأخطائه الواضحة، بل تبصّره بتلك الأعمال التي اعتبرها ذات مرة أعمالاً صالحة"، فقام عبره بالتمهيد لما ساقه من أحداث تخبر عن جرائم وانحرافات ارتكبت خلال القرن الـ20 تحت شعار البطولة وخدمة الوطن.
صفحات الرواية : منح الكاتب صوت السرد لشخصيته المحورية "فيروز"، الطبيبة الشابة التي تعمل في أحد مستشفيات مدينة المنصورة (شمال مصر)، وهي المدينة التي اختارها الجد للإقامة فيها فور عودته من الكويت، مصطحباً حفيدته في مهدها بعد موت أمها وتنازل أبيها عن رعايتها. ثم انتقل صوت السرد إلى الجدة الراحلة والمجهولة "سناء بكاش" عبر مذكراتها التي حصلت عليها الحفيدة مصادفة.
ومرة ثالثة انتقل صوت السرد إلى الجد عبر رسالة تركها لحفيدته قبيل وفاته. وكما كان تعدد الأصوات مناسباً لتباين الشخوص وتعدد أزمنة السرد، فقد عزز عبيد امتلاكهم صوت الحكي وقدرتهم على البوح والكشف عن الأسرار، وأكسب هذا البوح درجة عالية من الصدقية والحميمية. واتسق استخدام ضمير المتكلم مع السيكولوجية المعتلة لشخصية "سناء بكاش" ولجوئها إلى "التبرير" كحيلة نفسية تنتهجها الشخصية التي تسقط في براثن الخطأ، ولم يكُن لراوٍ عليم أن يقوم بهذا الدور، إذا ما أوكله الكاتب إليه.
"سامحيني يا سناء"، هذه العبارة كانت الخيط الذي قاد "فيروز" إلى اكتشاف هوية جدتها الحقيقية والحصول على مذكراتها. وكانت أيضاً الاستباق الأول الذي دفع عبره الكاتب التشويق إلى النص، مثيراً فضول كل من البطلة والقارئ لمعرفة حقيقة "سناء" وطبيعة الذنب الذي اقترفه الجد بحقها "هل من الممكن أن يكون وراء الأمر جريمة ما؟ خيانة مثلاً؟ هل قتلها، ثم سافر إلى الكويت؟ هل انتقم لشرفه وهو ابن لمجتمع بدوي؟ هل ندم بعد ذلك وشعر أنه تسرع في حكمه؟" ثم تلت هذا الاستباق، استباقات أخرى زادت من مناخ الضبابية والغموض والتشويق، مثل الاستباق بالإشارة إلى مهاتفة الجد لامرأة غريبة وإرجاء الكشف عن هويتها وعلاقتها بالجدة والاستباق بتشابه اسم الجد مع اسم كاتب بعض المقالات في مجلة قديمة كانت تصدرها "سناء بكاش"، وكذلك الاستباق بلغز أحلام الجد في شبابه التي كانت سبيله لمعرفة الحقائق عن زوجته، وتشكك الحفيدة "فيروز" في هذه الأحلام، والطريقة الحقيقية التي مكَّنته من الحصول على المعلومات وإرجاء حل هذا اللغز إلى المرحلة الأخيرة من السرد. وعمد إلى تكرار استعادة مشاهد من طفولة "سناء" لإضاءة سيكولوجيتها، وما ألمّ بها من هزات نفسية، عززت استعدادها للتخلي عن الثوابت والقيم الأخلاقية: "ما أتذكره من سنوات الطفولة باهت، كئيب، لا يتجاوز شريطاً ضيقاً من الذكريات المريرة الممزوجة بذُل الحرمان، لذا فلا تغادرني أبداً مسيرة كل جمعة مع إخوتي وبعض الجيران، يحمل كل منا الكوز الصفيح الصدئ لمسافات طويلة سيراً على الأقدام نحو بيت الشيخ عاشور، حيث تُطهى الطيور يوماً في الأسبوع، لتصب لنا زوجته بعض المرق فنشربه لتقوية أعوادنا".
اتسمت صفحات الرواية بالصراع بين الاحزاب والجنود والمخابرات والمراة والحرب والثورة والملك كبل شيئ دخل ببعضه وكه سبب كله . وعكس هذا الصراع سواء على المستوى الخارجي بين "سناء بكاش" والضابط الذي قام بتجنيدها، وبين أحد رجال المؤسسة الأمنية في ذلك الوقت ومحامٍ لم يقترف ذنباً سوى أن زوجته كانت جميلة. أو، في الزمن الثاني للسرد، بين "فيروز" الطبيبة ورئيس قسم الباطنة المريض بالذكورية وازدراء النساء. كما أضاء الكاتب بعض الصراعات الداخلية في عوالم الشخوص كالتي اندلعت داخل "سناء"، فانقسمت بين شعور بانحطاط أفعالها وتبريرها بخدمة الوطن وبين رغبتها في الحب ونأيها عنه وبين الحرص على زواجها وولائها لعملها وبين غضبها على زوجها الهارب بابنتها الوحيدة وارتياحها لفعلته التي أنقذت الابنة من مناخ فاسد كهذا، وبين قناعتها بصواب ما فعلت وشعورها بالندم ومحاولة التكفير عن أفعالها بالتقرب إلى الله.
كذلك كان للحفيدة الشابة نصيب من هذا الصراع والانقسام، بين استنادها إلى العلم في تفسير كل ما يحدث حولها وبين تشككها وركونها إلى الغيبية بعد عجز المنطق عن التفسير. وأضاءت هذه الصراعات تناقضات النفس الإنسانية بين خير وشر وضعف وصلابة وعطف وقسوة وحقد وغفران وأنانية وإيثار. وكان المونولوغ الداخلي، أحد وسائل الكاتب الناجعة في استجلائها. وهذا الزخم من الصراعات على المستويين الداخلي والخارجي .
مزج الكاتب في بنية نصه بين الرواية والرسالة والمذكرات. واستدعى شخصية المتنبي ومنحه حضوراً كثيفاً داخل السرد، بل وظَّف شعره في خدمة الأحداث وفي تمرير بعض الدلالات الرمزية عن الظلم والتماسك والقوة والصبر والكبرياء، وعن تراوح الحياة بين فرح وترح. واستدعى كذلك بعض القصص التراثية، منها ما يتصل بالمتنبي أيضاً، مثل قصة الأمير الثري الذي جار على بائعة السمك البائسة، فقال فيه "رأيت الذئب يحلب نملة/ ويشرب منها رائباً وحليباً". واستدعى بعض الفنون البصرية، مثل فيلم "بداية ونهاية" الذي عمد عبره إلى إبراز التماثل بين بطلته "نفيسة" وبطلة الرواية "سناء". واستدعى كذلك كثيراً من أغنيات فيروز ومنحها الحضور الكثيف ذاته الذي منحه للمتنبي.
الكاتب :مصطفى عبيد صفح:307 نوع: دار المصرية اللبنانية تقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐ اللغة ما بين العامية والفصحى منذ مدة بعد الرجل المستحيل لم أقرأ روايات عن الجاسوسية ❤⭐ الغلاف : دائما يعجبني صورة الغلاف عليه الشخصية الرئيسية توحى بالواقعية العنوان : يدل على الكبرياء والعظمة والغرور. -المقدمة : فالكاتب يحكي قصة البطلة في سرعة وعجالة من الحاضر إلى الماضي ويصف بيئتها المختلفة وتنقلها السريع وبين السطور يصف شعب مصر فهم يحكون حياتهم الشخصية في اول مقابلة لك يصف الكاتب حياة فيروز المليئة بالأحداث وهي في عمر ثلاث سنوات حتى الآن. يعجبني الكتب التي تتحدث عن القراءة وأشعر اني مثل فيروز حياتي ابيض واسود مثل فيروز تنتقد كل شئ خاطى ولكن مع مرور الزمن يمكن أن يتغير كل شئ يمكن تن يتغير مفاهيمك للحياه وطريقة تفكيرك . فيروز الفتاه الطموحة التى تسعى إلى تحقيق حلمها تعيش مع جدها المسن وفجأه تنقلب حياتها رأس على لتكتشف سر جدها المخفي عنها طول هذه السنوات . أبدي اعجابي بالمعلومات التاريخية والحقائق المخفية باستخدام سيدات في الجاسوسية للإيقاع بكبرات الشخصيات من أنحاء العالم الذين يتربصون بالأمن القومي لمصر أعجبني قصة الحب والتضحية فأغلى شيئ في دنيا محبة الأطفال والتضحية من أجلهم لينشأوا في بيئة صحيحة سليمة. وتضحية الأب لوالده بابنته. الأحداث التاريخية المخفية مطموثة أجدها صعبة وقاسية لأنها تتحدث عن حياة سيدات ضحوا بحياتهم كاملة من أجل الوطن والحرية وهناك من يفعلون ذلك كل يوم ولا نعلم عنهم شيئا. ❞ أن أقسى ما بُليت به بلاد العرب هي الديكتاتورية، فهي تُجهض كل مشروع طموح لصناعة المجد، ولولاها ❝
صراحةً عنوان الرواية جذبني لقرائتها وعندما تقرأها تنجذب لتكملتها حتى النهاية. رواية جميلة وسردها جميل ولكن في بدايتها شعرت ببعض الملل ولكن اعجبتني القصة مع ان اوراق سناء بكاش لم تعجبني نهايتها وشعرت بالعجله في النهاية مع ان في بداية الاوراق كان يوجد تفاصيل كثيرة ولكن اشعر انها رواية جميلة وانها من اول قرائتي لهذا الكاتب المبدع.
ليس هناك أصعب من اختيار قراءة واحد من عملين ترغب فيهما بشدة بنفس القدر و قد حاولت صديقتي تيسير الأمر فصنفت كل عمل حسب حالتي المزاجية ثم وجدت إنه طالما وجد العملين أمامي فلن اختار أبدا لذا حاولت إن اتعمد ان اترك أحدهما في المنزل قبى خروجي لأضع نفسي امام الأمر الواقع.
بدأت قراءة العمل فوقعت سريعا في غرام فيروز و لم اتوقف عن تظليل أغانيها التي تحب أن تسمعها و ابيات الشعر التي تفضلها ، اخترق المؤلف الجدار الرابع فظهر إما بمواصفاته الجسدية الحقيقية داخل الرواية أو حتى بمواصفات خيالية و لكنه ظهر بين شخصياتها كصحفي يقوده فضوله للبحث أكثر وراء شخصية غامضة و في ذات الوقت يملك كلمة شرف فلم ينشر ما سقط في يده من أوراق هامة.
يبدأ العمل بسرد بسيط عن فيروز التي تعمل طبيبة وتعيش مع جدها فقط في المنصورة و ت��عى للحصول على منحة للسفر إلى إنجلترا ، ربما يراها البعض أحلاما بسيطة لحياة فتاة عادية حتى يتقلب روتين حياتها إلى سفر إلى القاهرة و إصابة أقرب الاشخاص إلى قلبها بالزهايمر و اكتشاف ماضي امرأة يراها البعض بطلة ضحت من أجل الوطن و يراها الكثيرون امرأة سيئة السمعة.
و هكذا ينتقل العمل الى سرد قصة أخرى ترتبط ارتباطا قويا بحياة فيروز التي تكتشف اسما آخر لجدها و حياة أخرى عاشها في ذكرياته التي ما كانت لتنكشف لولا شاء القدر ، قصة بدأت منذ عام 1940 تقريبا لطفلة بلغت من العمر ثماني سنوات و تحولت سريعا إلى امرأة قادرة على الايقاع بشباك رجال أقوياء من أجل هدف أسمى ��ما اقتنعت أو ارادت إقناع نفسها.
ظننت للحظات إن فيروز نفسها هي إبنة الديكتاتور و رسمت سيناريو في خيالي لمواقف قام بها احمد نصر الدين قديما صنعت منه ديكتاتورا ، فالآراء تختلف حول تصرفه لذا ربما ينطبق عليه اللقب.
❞ صحيح أنه أطلقه عليّ كوني ابنة إسماعيل صدقي، لكنني شعرت أيضا أنني ابنة لجمال عبد الناصر، ونظامه الذي انغرس بتربة مصر مُغيرا لأدمغة وسلوكيات وثقافات إنسانية، وللبلد كله. ❝
تميز العمل بعرض نبذة عن حياة و شخصية بعض مشاهير الكتاب كالعقاد و إبراهيم ناجي ومصطفى أمين كما وضع الكاتب قصاصات في نهاية كل فصل من مراجع أو كتب لجأ إليها في كتابة عمله منحت العمل واقعية أكثر ومصداقية.
تأرجح زمن العمل بين الماضي القريب في 2001 وهو تاريخ كتابة سناء بكاش لمذكراتها والماضي البعيد في الأربعينات وحتى بعد النكسة وهو التاريخ الحقيقي الذي دارت فيه الاحداث التي كتبت عنها أما الحاضر فلم يكن له غير القليل من العمل.
كشف العمل عن فترة سياسية هامة في حياة المصريين منذ الملكية في عهد فاروق و فؤاد الثاني و يليها ثورة يوليو التي أطاحت بالملكية حتى عهد عبد الناصر وقد تضاعف اعداد النساء المكلفين بالعمل كجواسيس بتكليف من رجال خارج الحكومة أصلا أو حتى إن كانوا داخلها فهذا دون معرفة رئيس الدولة لإقناع هؤلاء النساء بالدور العظيم الذين يؤدونه من اجل الوطن و في الحقيقة جميع ما يكلفن به مصالح شخصية ليست أكثر.
أمر مخيف حقا ان تتنكر هؤلاء النساء خلف كلماتهن الوهمية التي يكتبها غيرهم وتنشر باسمهن كستار خفي. ويتردد سؤالا في ذهني إلا تزال هناك اقلاما تشتهر دون أن تنزف حبرا و اقلاما أخرى تحيا وتموت في الخفاء ؟!
تضمن العمل عدة ابيات شعر للمتنبي التي كانت بمثابة ترويح عن النفس وسط الدراما و المعاناة التي لاقاها الشخصيات و قد توقفت عندها لقراءتها مرة أخرى لاحقا كما انني بحثت عن شرح بعضها كي أتمكن من استيعابه أكثر.
ظننت خاطئة مثل سناء بكاش إن الرئيس يعرف و يبجل و يقدر قيمة افعالها لتنكشف لها الحقائق في النهاية إنه لم يسمع عنها شيئا أصلا وكأن كل ما فعلته ضاع هباءا و كل ما فقدته كان بلا قيمة أو مقابل ، أظنها لم تعترف بندمها لانه ليس من السهل الاعتراف بعمر فقد من أجل لا شئ.
❞ ونظر لي بتركيز وسألني: "إنتي مبسوطة يا سناء؟". فهززت رأسي بالإيجاب. لكنه فاجأني قائلا: "إنتي عمرك ما كُنت مبسوطة". لم أرد، لكنه واصل: "عارفة لو إنتي مبسوطة. كانت هتبقى في حاجة غلط. حاجة ف الدنيا كلها. إنتي بتمثلي إنك مبسوطة. يمكن حتى بتمثلي قدام نفسك ❝
حبكة العمل لم تكن مقنعة بالنسبة إلي والتي اتضحت في النهاية فمثلا :-
- لم الرجل الصالح اختار أو لمح هذا الاعلان تحديدا ليهاتف احمد نصر الدين بالرغم إن حسن بقيت لاعوام تنشر هذا الاعلان ؟! - و احمد حين كان يعمل برفقتهم اشعرني إنه كان سوبر مان الذي تمكن من مراسلة سناء و بعدها دفع بعنوانه وسط أوراق اخبار اليوم ليعثروا عليه ولم ينته الأمر عند هذا فبعد تعاقده من العمل طلب ان يكتب الطبيب شديد تزكية فيروز فتم الأمر. - حتى نهاية الرواية حينما عثرت فيروز على خطابه لها فلماذا إنتظر بعد موته ليطلعها على الحقيقة وكان من الممكن ان يخبرها في حياته. - والاوراق التي اخذتها فيروز من حسن ، الم تر إنها تحمل اى فضائح حتى تجعل كل من يعرفها ومن لا يعرفها يقراها (منى - عمر - مصطفى عبيد - حسام). -أيضا سرعة العلاقة التي نشأت بين فيروز و حسام في ثواني فبعد زمالة ثم وجدت منه مواقف جيدة فجلست أمامه لتجد نفسها فجأة تريده إن يلمسها و يقترب ، فمتى حدث هذا؟ وكأن روح جدتها سناء بكاش تلبستها فجأة.
وجاءت النهاية مرضية للقارئ و تتناسب مع الجو الدرامي للعمل فكان يكفي كم المعاناة التي لاقتها سناء بكاش طوال حياتها لتحل بعض من السعادة أخيرا على حفيدتها التي تبقت من أسرتها
ابنة الديكتاتور.. السيدة التي نالت ولم تنل.. مالت ولم تمل!
لم أحب يومًا القراءة في السياسة ولا الحديث عنها ولا متابعتها أصلًا، كنت أفعل ذلك عندما تتطلب الضرورة أو لأكون على صلة بالأحداث. ولكن للمرة الأولى أشعر بأنني أحب السياسة «سياسة مصطفى عبيد». لم أحب أيضًا قراءة التاريخ المباشر أو الجامد ومع ذلك وهبت نفسي للكتاب لأنه طرح التاريخ والسياسة في القرن العشرين على جناحي طائر صبور!
راقت لي الراوية جدًا، شعرت بأن فكري ينفتح وأن عقلي بتسع مع كل كلمة، أخذت فيه وقتًا أكثر من المعتاد، ولكنه علمني الحالمية وعشت فيه الواقع ممزوجًا بخيالٍ شفيف. في هذه الرواية جمع عبيد بين منهجية الدولة في البحث عن خائنيها وبين تجنيد الخائنين ذواتهم. شكَّل الحكاية كلها على هيئة بازل عند كل راوٍ منها قطعة تكمل الثانية، لم أشك لحظة في صدق حكاياته الممزوجة بالخيال بعض الشيء، ولم أكذب خيرًا ورحت أبحث عن «سناء بكاش» على جوجل. أعجبني أن كل النتائج كانت تخص الراوية فقط لا المرأة الحقيقية.. أن تؤثر الكلمات فيَّ إلى هذا الحد.. فعلٌ له مذاق خاص لم أذقه منذ زمنٍ بعيد.
رواية أسلوبها عذب، سردها ممتع، حقائقها متصلة ومتتالية، واقعيتها مؤلمة، والأهم هو نسج خيوطها بيد حكّاء بارع للمرة الأولى أقرأ له. ما ساعد على إكمالي لهذه الراوية هو حبي لمن يجمعون بين الطب والأدب، بين من يهبون حياتهم لشغفهم ويساعدون أنفسهم وأنفس الناس هناك دائمًا خيط رقيق لا يراه إلا من يتسع صدره ويرهف حسه. أدخلتني الراوية في أحداث الشخصيات التي أحب، دمجت بين التناقضات في ببتٍ واحد، ووحدت الغرائب في مكانٍ واحد، وجعلت بين الأدب والفن والثقافة والدين والسياسة والتاريخ حلقة متصلة ببعضها منفصلة عن كل ما عداها.
أكثر ما أزعجني هو سعيي للتحقق من روايات أخرى داخل الرواية وهذا لسببين: الأول أنني مهما تحققت فلن أصل إلى أكثر ما وصل إليه الكاتب ولربما لو وصلت لأذيت نفسي بالمعرفة. والثاني: أنني على ثقة كاملة وتامة بالكاتب رغم معرفتي الأولى به فلا يمكنني وضع نفسي بين فكي البحث والعناء والشك. ويزعجني أيضًا أن كلمات حمد نور الدين لحفيدته لم تطل. أحببت أن أسمعه أكثر. أن أفهم منه رؤيته لسناء أكثر. أن أمزج واقعه الوهمي بحياتي أكثر.
اول مرة اقرا لمصطفي عبيد وستكون ان شاء الله بداية لقراءة كل كتبه...اقول كل كتبه واعنيها تماما...هذا الرجل صحفي بارع ويعتز بكونه صحفي استقصائي بارع..هذا الرجل ما هو الا امتداد لمصطفي امين و التابعي...ولكن في صورة اديب...الكتاب حكاية رائعة عن شبكة جاسوسية منذ ايام الملك وحتي نهاية الستينات..طبعا اخفي الكاتب بعض الشخصيات وان كان لمح عنها بطريقة او بأخري...الكاتب متمكن تماما من لغته وعنده قدرة مميزة علي الترابط وبإثارة ممتعة ..كنت انشد للكتاب شدا...يتخلل الكتاب كثيرا من شعر المتنبي..وان كان كثيرا لقارئ مثلي لا يتذوق وللأسف الشعر وأغاني فيروز اعجبتني كثيرا...الوصف الدقيق للشخصيات والسرد وكشف الكثير من الأسرار التاريخية والدخول الي عالم الباشوات والسياسين والأدباء كان مميزا ودقيقا...اكيد يوجد بعض الخيال المختلط ببعض الحقيقة والذي اراه مقبولا بدرجة كبيرة...مبروك يا استاذ مصطفي ...الكتاب يستحق ٣ نجوم ولكني احببت اسلوبك..لأن بداخلي بعض الصحفي..اعطيتك الاربع نجوم..مع وعد بقراءة كل اعمالك باذن الله تعالي
قرأت كثيرا في الآدب المصري الحديث مؤخرا، وقد لامست في قراءتي لثلاثة كتاب، أعلنت منصة أبجد عن استضافتهم، استعمال اللهجة العامية. وهو أمر بصراحة أتحفظ عليه. لكني أتفهم ذلك في بضع مواقف. رواية ابنة الديكتاتور رواية ذات سرد سلس ينتقل بالقارئ على مدى سنوات، كأنه على متن جناح حمامة. لولا الإسهاب في العامية، وجعلها اللغة الرسمية للحوارات. رواية عن العملاء السريين الذين يعملون بمصالح متبادلة، وكل هرم يعتليه آخر. كل هذا تحت مسمى الوطنية ولصالح الدولة. فهل هذا أمر حقيقي؟ قصة عن فيروز الطبيبة التي تستشف جزءا من ماض سحيق، ماضي عن جدتها سناء، التي لم تخلف وراءها سوى حفنة ورق وتاريخ طمس عن عمد. ما بين رواية الراحلة سناء المرقمة بسنة 2001 ورسالة جدتها، نعلم من كان الجد، هذا العاشق الولهان الحالم بسيد خضر. ولماذا قرر المجازفة بكل شيء والهرب بابنته الأم نادية. أدرج الكاتب نفسه كشخصية من هذا العمل، وهو أمر جريئ يستحق التشجيع
رواية حلوة عن استخدام الأمن طرق غير مشروعة للسيطرة على مثقفين مصر قبل و بعد ثروة يوليو. رغم ان الموضوع معروف لكن اعجبتني لغة السرد على لسان "رئيسة الشبكة". اللغة مناسبة للفترتين التي تجري فيهم الاحداث سواء منتصف القرن العشرين او اوائل الواحد و عشرين. أعجبني غزل الاحداث مع أسماء حقيقية عاشت في هذا الزمان وكيف تخيل الكاتب رد فعل كل شخصية طبقا لما هو معروف عنهم (إذا اعتبرنا انها احداث روائية و لا تمت للواقع بصلة!). اتسائل دائما ماذا سيكون الحال لو اهتم القائمين على هذا البلد بتعليم و تربية ابناؤه. و من هذه الاحداث و غيرها أستطيع ان اجزم لماذا يمهلون ذلك الجانب… كي يستمر الفقر و تستمر السيطرة. و حتى أكون منصفة هو سرو عالمنا و ليست بلدنا فقط من قديم الأزل و حتى الان. تختلف الأساليب باختلاف التقنيات لكن النتيجة و الرغبة واحدة: السيطرة على الجماهير.
الرواية بتتكلم عن قصة حقيقية ازاي كانت سياسة نظام قبل وبعد الملكية الي بتقوم علي تشهير والف��ايح عبر توظيف نساء في اغواء برجال النظام عايز يقضي عليهم , سواء كانوا رؤساء احزاب او جواسيس في خدمه الانجليز او كتاب مشهورين .قعدت عليها يومين علي مخلصتها . دايما اقولها الكاتب الشاطر يخلط التاريخ بالادب فيطلعنا وجبة شهية
- رواية ذات ابعاد مختلفة. سياسية في اطارها العام ، اجتماعية وانسانية في المضمون
- قدم الكاتب مزيج مدهش من الرواية والسيرة الذاتية يتمثل في خلق احداث درامية مبنية على مذكرات شخصية تركتها صاحبتها ولم تنل الاهتمام الكافي ولم يُسلط عليها الضوء بهذا الوضوح من قبل
- استخدم الكاتب العامية للحوار ليعطي للقارىء شىء من الحميمية اثناء القراءة حتى لا يشعر انه امام رواية ثقيلة الوطء
- الشخصيات جاءت غنية بالتفاصيل وكانت ذات بناء درامي جيد جداً خاصة فيما يتعلق بالشخصيات الرئيسية للرواية
- الختام جاء ليفسر العديد من الأمور التى تم ذكرها في المذكرات وكانت مبهمة بعض الشىء لكن قدم الكاتب ما يشبع فضول القارىء
-------------------------
مراجعة الرواية
كعادة كتابات مصطفي عبيد يغوص بنا داخل رحلة تاريخية مفعمة بالتفاصيل والوثائق التي يحب أن يضعها في نصوصه ، وهي كما تُعطي مصداقية على بحثه وجهده في الوصول إلى أقرب صورة تاريخية منظبطة لما يرويه. إلا أنها تؤكد أيضا على موهبة وخيال كبير حيث كشفت عن قدرته على خلق مشهدية عالية من مجرد سطور صغيرة في كتاب تاريخي هنا أو هناك أوحت له بصنع مشاهد عظيمة احتاجت خيال وآفاق واسعة لتحيل ما هو تقريري صحفي إلى ما هو فني عميق ذو أبعاد إنسانية ، لذلك جاءت تلك القصاصات في نهاية كل فصل أو فقرة كتأكيد على براعة مصطفي عبيد الروائى تماماً كمصطفي عبيد الباحث والصحفي
- الحبكة
في هذه الرواية يدخل عبيد منطقة جريئة لكن قد يكون الكثيرون على دراية بها وتفاصيل القضية المعروفة بمحاسبة فساد الجهاز وقد تناولها أيضاً وحيد حامد مع المخرج عاطف الطيب في فيلم في أوائل التسعينيات كاشفا عن الوجه القبيح لتلك العمليات لكن هنا وفي تلك الرواية يقدم عبيد تفاصيل مختلفة غير أن العنوان التسويقي الذي تعمد كتابة ( أحداث طُمست عن عمد ) يعد القارئ بأحداث كبري وحقائق خفية وهو ما يبدو تسويقيا إلى حد كبير حيث لم تكشف الرواية عن خبايا كبيرة أو أحداث مجهولة إلا في الجزء الخاص بمحاولة الإيقاع ببعض الأدباء والفنانين من قبل فتيات تلك الشبكة ، وأيضاً الجزء الخاص بعمل البوليس السياسي ما قبل ١٩٥٢ بنفس الطريقة التي اسُتخدمت فيما بعد ثورة يوليو . فيما عدا ذلك لم تقدم الرواية معلومات جديدة اللهم إلا لمن لا يعرف شئ عن تلك القضية من الأساس فمن الجائز أن تكون التفاصيل جديدة عليه. هذا بالنسبة إلى متن الموضوع ، وهو أيضاً ما لم يتم طمسه كما كتب على الغلاف حيث تمت مناقشة القضية كما ذكرت في العديد من الكتب والافلام الوثائقية والسينمائية التي تناولت هذه الفترة من عمر الوطن
- السرد والبناء الدرامي والحوار
أما البناء الفني وهو هنا شديد الدهشة إذ يتنقل بنا الكاتب ما بين زمنين ومعضلتين حيث حياة الحفيدة الطبيبة فيروز الصاوي و الجدة سناء بكاش ، بخفة وسرد متقن مشوق حتى وإن بدت الأحداث معروفة ومتوقعة حيث كان إيقاع النص ذو جاذبية خاصة ، إذ حرص عبيد على تنوع اللغة ليعطي لكل شخصية فيهم القدرة على التعبير عن نفسها بما يتناسب مع روح العصر ، ساعده على ذلك أيضا مغامرته بكتابة الحوار باللغة العامية وهو ما أضفي نوعاً من التنوع في استخدام الجمل الحوارية وجعل الشخصيات تختلف في بناءها ورسمها الذي جاء رائع بلا شك معبر عن أزمة كل منهم ، صنع عبيد في تلك الراوية حبكتان متوازيتان تسير فيهم الأحداث تتقاطعان وتتوازيان
فبين الحفيدة التي تكتشف مصادفة سر جدتها لتبحث عن هذا الماضي الدفين وسر حزن الجد في أيام مرضه الأخيرة ، وما بين الجدة سناء بكاش التي تقرر كتابة مذكراتها بعد إصابتها بمرض عضال ينهي حياتها نستطلع التاريخ والحاضر في آن واحد. إذ برع عبيد في الربط بينهم وإن بدت الحبكتان كل تدور في فلك ، غير أنه بخبرة روائى مبدع قد جعل العالمان يتماهيان مع بعضهم البعض ، رغم طول الفصول التي تحكي كل عالم على حدا غير أن ذلك لم يشتت القارئ ويجعله في حيرة من تدافع التفاصيل وتضاد العالمين ، اعتمد عبيد على حيلة سردية محببة إليه استخدمها قبل ذلك وهو زرع نفسه داخل النص الروائى لتبدو الحيرة جلية طوال الرواية ، فيتردد السؤال هل هي قصة حقيقية مائة في المائة حدثت فعلاً تفاصيلها كما رواها ام أن الخيال حاضرا وبقوة وهو ما خلق حالة إيهام جعلت الخيال يبدو واقع والواقع يبدو الخيال وهي قدرة تحتاج إلى صاحب خبرة وتمرس في فن كتابة الرواية
- الشخصيات
نقطة من النقاط الهامة في العمل قدرة عبيد على وصف مشاعر الأنثي بمهارة فائقة سواء في شخصية فيروز الصاوي بما تحمله من روح العصر الحالي وتمرده والتيه ومحاولتها الدائمة في التصدي لفساد المنظومة أو حتى في وصف مشاعرها المعقدة كأنثي ؛ أيضاً أجاد عبيد التعبير بصوت الأنثي في الماضي بشخصية سناء بكاش والتي تكتب بنفسها مذكراتها ملتقطا صوتاً ولغة ومفردات تليق بهذا العصر من كل النواحي كما أجاد صناعة ماضي للشخصية ثري وشديد العمق والتفاصيل جعل من تطور شخصية سناء مذهل ومنطقي ومقنع إلى حد كبير غير معتمد على الصدفة أو خلق مواقف درامية غير مبررة فمن قريتها في كفر الشيخ إلى مرافقة السيدة الأجنبية التي كانت نقطة تحول في مسيرتها وحياتها ثم سفرها إلى القاهرة ونقطة التحول للعمل مع شخصيات هامة وتشكيل الشبكة رحلة ممتعة غنية بالتفاصيل تكشف أبعاد إنسانية ، التقطها بعناية شديدة وأجاد تضفيرها داخل حبكته الغنية بالمعلومات وأن كانت كما ذكرنا معروف الكثير منها لمن قرأ وتعمق في تلك الحقبة الزمنية. تفاصيل أيضاً قصة الحب وزواج سناء من الجد جاءت مختلفة تماماً وغير نمطية إذ كانت أقرب إلى روح الصوفية وبها طريقة روحانية جعلت من هذا الجزء شديد العذوبة يحمل طابع خاص عن باقي أجزاء الرواية فقد عبر عن قصة حب داخل العمل الذي يبدو سياسي في إطاره العام بلغة شاعرية وطريقة لم تعمد إلى الطرح التقليدي (( الاكليشيه))
- النهاية
جاءت النهاية مترابطة ، تعبر عن إحكام تام بتفاصيل الحبكة حملت بُعدا إنسانياً مؤثر ولحظات شجن من نوع خاص تلمس القلوب
-------------------------
ملاحظات عامة
- شاب النص بعض الهفوات التي لم تفسد عملية المتعة ولا تذوق جماليات النص ، إذ جاء التنقل في مذكرات سناء بكاش سريعاً تتقافز السنوات في فقرات قليلة عابرة مساحة كبري من عمر الشخصية تجاهلها الكاتب كليا ربما لأنه أراد التركيز على حقبة بعينها ، وإن كان من وجهة نظري فإن الضرورة الفنية التي اعتمدت على كتابة سناء لمذكراتها كانت تحتم أن تفتح سراديب حياتها كلها خاصة في الأجزاء التي تلت خروجها من الشبكة وانصراف الاضواء عنها وهو ما جعل نهاية مذكرات سناء بكاش تبدو مبتورة نوعاً ما دون نهاية لخطها الدرامي الذي عمد الكاتب إلى إغلاقه بنهاية متوقعة كلياً
- جزء آخر ربما لم يلتفت له البعض وهو قدرة عبيد على إسقاط الماضي على الحاضر فالعودة للماضي لا تكون مجاناً وخاصة في الجزء الخاص بصناعة نجومية سناء بكاش وتحويلها إلى نجمة في الوسط الثقافي وهو ما يتماس ضمنياً مع الوضع الحالي شارحا بقدرة فائقة كيف يتم صناعة نجم جماهيري من العدم
-------------------------
خاتمة
الرواية رائعة بلا شك ذات أساس متين تشتبك مع الواقع وتعيد ترتيب الصورة التاريخية للمرحلة لنشاهد من زاوية أخري صورة أخري وإن كانت الحقائق كلها واحدة
إبنه الديكتاتور -في البداية من اسم الروايه توقعت انها شخصيه استنجتها من الغلاف لكن مع بدايه القراءه اكتشفت شئ اخر لتكون المفاجأه في النهايه ان الاسم ينطبق تماما علي الشخصيه بطريقه اخري. -روايه شيقه في فتره زمنيه بها تحولات سياسيه و اجتماعيه و تفاصيل و احداث مثيره ابرزها فتره انتقال السلطه من الملك فاروق للرئيس محمد نجيب -اجمل ما فيها ربط الشخصيات و الاحداث بطريقه متسلسله بسرد مشوق جدا -عجبني رسم شخصيه سناء و تطويرها في ظل الصراعات القائمه و ده جعلني اتعاطف معاها و اشوف الجوانب الإنسانيه التي تكشفت في النهايه -النهايه جاءت واقعيه جدا مناسبه و مرضيه تقييمي لها ٥ /٥ "عرفت،فهمت،جربت،قامرت،غامرت،خاطرت،قهرت،خدعت،غدرت،خُنت،و قسوت و لعبت بالحب و المشاعر كما لم تفعل انثي علي وجه الارض من اجل غايه واحده هي ان اصنع الاحداث و احرك القامات و العب بالكبار فتلك متعه المتع " "ان تملك الاسرار في هذا الوطن فانت تملك كل شئ" "الحياه كئيبه بدون اعداء و لا طعم لمجد يتحقق دون معارك قاسيه" "اقسي ما بُليت به بلاد العرب هي الديكتاتوريه فهي تجهض كل مشروع طموح لصناعه المجد و لولاها لسبقنا اوروبا في المدنيه و التقدم"
من العجب العجاب ان لهذا الكتاب طبعة رقم ٤ لماذا ؟ لا أدري حقا هل تحمل تلك الرواية اي هدف اي موعظة اي متعة بخلاف بعض من اشعار المتنبي الحوار الغارق في العامية وكأن هذا هو العادي في روايات هذا القرن نتغاضي عن الأخطاء الموسيقية نتغاضي عن سذاجة الأحداث نتغاضي عن التراكيب والتشبيهات الأكثر من بسيطه ولا تبقي في الذاكرة للاستشهاد بها ثم ماذا يبقي بعد ذلك ؟ لا أدري
رواية "ابنة الديكتاتور" عشت معها أسبوعًا مليئًا بالتفاصيل. بدايةً، أحببت وصف الكاتب للمنصورة. لا أعرف إن كان من قاطنيها أم لا، لكنه أبدع في وصفها كأنه من أهلها.
أيضًا، ملاحظاته حول كلية الطب والمستشفى الجامعي، وأن المرضى يتقاضون نقودًا من طلاب كلية الطب ليُدلوا بمعلومات عن مرضهم في الامتحان الشفوي، كانت حقيقية ومثيرة للاهتمام. عرفت هذه المعلومة من ابني، وانبهرت عندما وجدتها في الرواية.
حتى وصف فيروز، بطلة الرواية، لمكتبة جدها التي تضم كتب الأغاني للأصفهاني ومجلدات الطبري والجبرتي، ذكّرني بمكتبة أبي. حتى مجلات الستينات مثل "المصور" و"الهلال" التي يضعها أبي في خزانة مغلقة. أعشق هذه التفاصيل؛ لأنها تصف الواقع في البيوت ��طريقة تجعلني أبتسم وأقول: "فعلاً، هاهاها!".
لفتة ظريفة أيضًا كانت ذكر كُتّاب زمننا هذا، بل وذكر الكاتب لنفسه كأحد شخصيات الرواية. وجدت ذلك لطيفًا وجديدًا.
أما عن فترة أحداث الرواية، فقد شعرت بالحزن طيلة الصفحات... تذكرت أحمد زكي عندما كان عسكريًا وقال: (محمود بن الحاج وهدان لا يمكن يخون الوطن). البوليس السياسي ظهر في أقبح صوره، خاصة في تجنيده للنساء.
تتحدث الرواية عن فيروز الطبيبة التي تبحث عن السفر خارج البلاد وجدها المثقف الاديب المخضرم والتي وتظهر امامها فجاة مذكرات كاتبة تدعى سناء البكاش والتي تكشف اسرار سياسية وتاريخية على الرغم من عدم حبي لهذا اللون من الروايات التاريخية السياسية الا ان الفضول والسرد الممتع دفعني لاكمالها ومعرفتي ان للسياسة وجهة اخر ولكني كنت أفاجأ بكل الاحداث 🤷♀️😅 اعطيتها ٤ نجوم ولو انها قد تستحق ال٥ لولا اني اجد دائما مانعا وحاجز داخلي يصدني ولا اجد اي مبرر لاي نوع ادبي من مشاهد وتلميحات غير لائقة
3.5⭐️ فى بداية الرواية لم يعجبنى سرد الكاتب عن شخصية فيروز و كنت اشعر انها شخصيه خياليه مبتذله لم يهتم الكاتب ببنائها و انما وضعها فقط لسير القصه اما عن سناء بكاش فقد لاحظت تغير اسلوب السرد للافضل و كأنها رواية اخرى مما أكدلى عدم اهتمام الكاتب بجزئية فيروز و انها كانت مجرد كوبرى للوصول للقصه و شخصية سناء بكاش فقد كانت جزئية سناء بكاش تتميز باسلوب مميز و سرد جيد على عكس فيروز ،استمتعت بجزئية سناء و وضع الكاتب مجهودة في ربط و مناقشة الاحداث السياسية التاريخية لكننى أحبطت من عدم اهتمامه بجزء شخصية فيروز و كأنها مجرد عامل ثانوى او جزئية انتظر ان تنتهى
في السياسة، الصورة أبدا لن تتضح لك مهما كنت ذكيًا وواعيًا، هناك دوما أسرار وخبايا وفواجع لن تصل إلى أذنيك ما دام أصحابها على قيد الحياة ويستميتون لجعلها قيد الكتمان طوال العمر، وإن كنت محظوظ كفاية فسوف تصل اليك بعضها وأنت عجوز بائس في فراشك على بعد خطوات تفصلك عن الموت، وستبكي على تلك السنوات التي ولت وأنت مخدوع ساذج تردد ما يتناقله أمثالك من المغيبين وتتصارع لأجل نشره. فكرت في جملة اختصر بها مراجعة طويلة عن الرواية فلم أجد أفضل من أن الوطنية لها أكثر من معنى يتم توظيفه وفقًا للمصالح والهوى.
قرات اكثر من روايه لمصطفى عبيد فلما شفت غلاف روايته الجديده ع طول شريتها الروايه تحكي عن كاتبه و صحفيها اسمها سناء بكاش جرى تعميم عنها وعن اسمها في السنوات الاخيره تحكي الروايه قصه صعودها ايام الملكيه
ممكن لو قرات الروايه زمان كنت اندهشت او تحمست لمعرفه النهايه بس بعد هالسنين و فيلم كشف الحساب لنبيله عبيد وكتاب اعتماد خورشيد و الميديا وما ذكر عن دور بعض النساء في ذلك الوقت في خدمه السلطه فاللي جا. وكتب في روايه معروف ومتوقع بس غالبا هالكتب تبدا من ثوره ٥٢ هنا الاحداث بدات قبل ما اقتنعت بقصه حبها و انه وحده زي كذا يقرر شرقي عربي الانجاب منها ضمن الاحداث كان في اشاره للمثلات بدون تصريح بس عرفتهم و لسياسي بس عرفتهم من الاحداث ما اعرف اقدر اكتب الاسماء او لا بمتفي بالحروف (ا.خ) وزوجها (ص.س) (ب.ع) كانت نجمه اغراء و زوجها حتى ما اظلم الروايه رساله الجد الاخيره كان فيها حل لكذا سؤال
رواية تلتبس فيها الحقيقة مع الخيال .. مشاهير يتم ذكر أسمائهم وآخرين يطلق عليهم أسماء مستعارة. أحداث تاريخية يعلمها الجميع تحتضن النسخة الأسوأ للعبة السياسة حيث كل شئ مباح وله صبغة قانونية وأخلاقية . القصة الأشهر للتنظيمات النسائية طرحها الكاتب بصيغة يدفعك فضولك الدائم لإنهاء صفحات الرواية كي تحل لغزا بعد لغز ...الفصل الاخير أزال الكثير من الغموض وأنهى الرواية بطريقة طبيعية. قصة سناء باكش كانت واضحة منذ البداية .. امرأة تبحث عن القوة والمال والنفوذ .. كيف لحفيدتها الفخر بها أخيرا ومشاركة المذكرات مع الجميع وتعليق صورتها بالرغم من تحفظها في البداية عندما خمنت أن جدتها قامت بأعمال لا أخلاقية!!
استمتعت بالرواية وبقى داخلي فضولا لا مهرب منه أن نعلم الحقيقة من الخيال ومن هي سناء باكش؟ مع تحفظي على الفخر بها كمدافعة عن الوطن فما قامت به له مسميات أخرى غير ذلك .