في هذه الرواية، كأنّنا بخالد يصفّي حساباته مع الزمن، مع جنّته المفقودة، مع تاريخه الشخصي والمدن التي أوجعه حبُّها، مع التناقضات التي تنهش النفس البشريّة والضياع الذي يشتّت روحها، مع اغتراب المرء عن محيطه وعن نفسه. كلّ الحبّ، كلّ المرارة، كلّ الفقد، كلّ اليتم والإحساس بالتخلّي هنا. كلّ المصائر والخيبات، كلّ الأحلام المجهضة، كلّ التمزّقات التي تفتك بالروح الساعية للبقاء. كلّها هنا. هنا شبابٌ حاولوا الانتفاض على واقعهم بالموسيقى، لكنّهم انتهوا أسرى الخيبات المتتالية في مدينةٍ لم تعد تشبه نفسها: يارا أرادت أن تطير. منال كتبت الشعر رغم صفعات أخيها. أنس حاول صنع حياةٍ بعد مروة. سام حاول الهروب من الفساد الذي تسبح في بحبوحة السلطة المستمدّة منه عائلته. وماريانا هربت من أتون حبّها إلى نار الاستقرار. في النهاية، فشلت فرقتهم الموسيقيّة. وفشلت قصص حبّهم. وفشلوا في استعادة المدينة. في النهاية اكتشفوا أنّ «الترومبيت لا يكفي لتغيير العالم»، ومضى كلٌّ منهم إلى هزيمته بصمت.
تكمن أهمية هذه الرواية في أنها الأخيرة التي كتبها الروائي المعروف قبل رحيله (2023)، ثم صدرت بعد وفاته بعام. فيها، يتحدث خالد خليفة عن مدينة اللاذقية في سوريا، بشوارعها وأزقتها، ومعالمها التي شوّه معظمها الفساد الإداري وصفقات المقاولين. ينعي المدينة من خلال موت أحلام شبابها. هم شلة موسيقيين وشعراء وراقصة حاولوا إعادة بث الحياة في مدينةٍ تموت لكنّهم كانوا على موعد مع الخيبات القاتلة. فلا أحلامهم الموسيقية تحققت، ولا قصص حبهم عاشت، ولا أفضى مستقبلهم إلى الإنجازات التي تمنوها. هم شباب مهزومون: يارا ركضت خلف حلمها بالرقص حتى كندا حيث التهمتها الحياة وشردتها، وروني لم يستبقها كما يجدر بعاشق أن يفعل، كان وظل من بعدها أكثر اكتئابًا من أن يدافع عن حياته. ماريانا هربت من حبها الحارق لسام بأن حرقت حياتها. سام ظلّ ممزقًا بين توقعات العائلة منه وانتزاع بعض السلطة عبر محاباة السلطة، وبين بوب مارلي وحياة الصعاليك. لكلٍّ من أبطال الرواية، "المسوخ" كما تطلق عليهم صديقتهم منال، معاناته، تسلخاته، وخيبته، ولكلٍّ منهم وهمٌ ابتلعه في نهاية الحكاية.
Khaled Khalifa was born in 1964, in a village close to Aleppo, Syria. He is the fifth child of a family of thirteen siblings.
He studied law at Aleppo University and actively participated in the foundation of Aleph magazine with a group of writers and poets. A few months later, the magazine was closed down by Syrian censorship.
He currently lives in Damascus where he writes scripts for cinema and television.
نحن سمك ميت يتنفس أشجار الليمون نضع الزهور على مقابر الأمهات ونسألها عن مواعيد تفتحها كل مواعيد حياتنا خاطئة.
رحمك الله ياكبير. من البؤس تولد الشخصيات. لقد ودعنا خالد خليفة، ترك خلفه إرثا لامادي. مجموعة شخصيات في فرقة بلاك بيرد، أو المسوخ. مهلا! هل أنتم عبدة شياطين؟ هكذا تكونت أراء الناس وأحكامهم. أصدقاء جمعتهم الحياة وفرقتهم... عاشقين ارتوو من ينبوع البؤس، فتركو للحياة تأليف مصائرهم. جلاد لا يتعب يصبح مجنونا، وأب يتاجر في أعراض الناس. بخلاصة: هكذا تكون النتيجة حين تكون الرواية أصدق من الواقع
حكايات شباب أرادوا تغيير العالم بالموسيقى و الفن . سام و ماريانا و روني و منال و موسى و يارا و قصص متشابهة و متداخلة في مدينة شكلت الإطار المحيط لحكاياتهم.
عش حياتك بخطى طائشة، ولا تفكر في ما يقال عنك بعدك، زد جسدك من قطف أزهار اللقاءات والحب ولا تتردد في دخول عوالم الكتب والصداقات والطيش. قشر ليمون مخاوفك والق باليابس منها ليعرفوا مرورك سبقهم. خالد لا شك أنك تشتاق لأوراق مسوداتك ... رحمة ربنا عليك .
في هذه الرواية - ألتي صدرت بعد وفاته - كأننا بخالد يصفي حساباته مع الزمن، مع تاريخه الشخصي والمدن آلتي أوجعه حبها. كل الحب، كل المرارة، كل الفقد، كل اليتم والاحساس بالتخلي هنا، كل المصائر والخيبات، كل الأحلام المجهضة، كل التمزقات التي تفتك بالروح الساعية للبقاء، كلها هنا. يقول: يجب أن أخترع أسلوبًا سردياً. لكن ان تكون كائنًا ولدت في ستينيات القرن العشرين، وتعيش بداية شبابك في الثمانينيات في بلد يدعى سوريا، فذلك يعني انه لا امل لديك لتخترع أسلوبك السردي، فالحياة هنا كابوس حقيقي وفعل رذالة، فعل محو لا كتابه، كلما طالت قائمه الممنوعات، أصبح كل شيءٍ جميل جزءا من الماضي، حياتنا عبارة عن تقاسم زريبة مع وحوش. {} نحن سمك ميت يتنفس أشجار الليمون، نضع الزهور على مقابر الامهات ونسألها عن مواعيد تفتحها. كل مواعيد حياتنا خاطئة. بعد أن نصبح مسوخاً، وننزل أدراج الكنيسة، يقابلك كما لو كنت قاتلي، أنبش قلبي، أخرج ما فيه من زهور يابسة ************************************ عزيزي خالد؛ نم قرير العين أينما كنت في عليائك، وأفرح مع أقرانك والأحبه وأشرب نخب من طرد "الأبد" إلى الأبد! Khaled Khalifa ❤️
العمل الذي قرأته بعد تلقي خبر وفاة والدي رحمه الله.
خالد خليفة هو مؤرّخ الهامش بامتياز. في كل رواية له، ينثر عشرات الشخصيات على قارعة الطريق، شخصيات قد يمرّ بها الروائيون الآخرون مرورًا عابرًا، لكنه يلتقطها بعينٍ دامعة وذاكرة مثقلة. يمنح لكل واحد منهم صوتًا، جملةً، أو حتى تنهيدة، كأنه ينتقم للسوريين من الزمان الذي أجبرهم على السكوت، فينطق نيابة عنهم جميعًا.
هكذا تصبح رواياته أكثر من حكايات عن الحرب أو الطائفية أو الموت؛ إنها مقبرة جماعية ناطقة، يخرج منها الهامش إلى الواجهة. كل شخصية عنده هي وثيقة، وكل تفصيلة هي شاهد. يكتب ليمنع النسيان، ليقول إنّ من عاشوا وماتوا على أطراف الطريق لم يكونوا ظلالًا، بل أرواحًا كاملة كان لها أن تُروى.
✨ اقتباسات ✨ 🍋 "ما قيمة الأحصنة والأسماك والنسور والسلاحف البحريّة ما دام البشر يموتون في السجون والحروب، وفي حفلات التصفية والإعدامات الجماعيّة التي لم تعد سرًّا."
🍋 " لا يمكن أن تنجو من الفخاخ المزروعة في مكان طفولتك."
🍋 " هؤلاء النسوة كانت خسارتهنّ لا مثيل لها، لم يدفنَّ ذكرياتهنّ فقط بل أحلامهنّ أيضًا، بدأن بالذبول مبكرًا"
🍋🎣🍋 قراءتي الأولى للكاتب خالد خليفة والتي هي عمله الأخير ونُشرت بعد وفاته.. ويبدو أنها لم تكن أنضج أعماله ،وتمنيت لو أنني لم أُغرم بالغلاف والعنوان واخترت له كتاباً مختلفاً لا يبخسه حقّه..
🍋🎣🍋 لست متأكدة إن كانت الرواية نقلاً لسيرة حياة الكاتب الشخصية أو لا هي شذرات من قصص حدثت حوله.. فهي تتحدث عن مجموعة من الشباب السوريين الذين قرروا التمرد على واقعهم من خلال إنشاء فرقة موسيقية لم يكتب لها النجاح في آخر الأمر ، في فشلٍ يشبه فشل قصص الحب التي تخللت تلك الفترة وقصص الشغف والفرح وحب الحياة.. 🍋🎣🍋 احترت في تقييم الرواية .. فقد انهمكت في قراءة بعض أجزاءها وأعجبتني، لكنني أصبت بالملل في أجزاء أخرى.. الرواية عبارة عن أربع فصول يتحدث في كل فصل أحد الأبطال الذين يتيهون في شبكة ملفوفة مع شخصيات أخرى،، فهذا صديق تلك، وهي زوجة ذاك ، وهو أب هؤلاء، وهؤلاء جيران هؤلاء … جميعهم ممتدون بين دمشق وجبلة واللاذقية وبوسطن ومناطق أخرى.. 🍋🎣🍋 ورغم أن الرواية تحمل في مجملها طابعاً وطنياً وقومياً وذكريات من صميم سوريا وثورتها وحياتها والسلام والاندماج بين أطيافها وفرقها، إلا أنها بدت مشتتة نوعاً ما، و لم أجد نفسي داخل صفحاتها بل خارجها، محتارة في فحواها وجوهرها..