شعور قد ينتابك.. عندما يسألك أحدهم سؤالًا.. قد يبدو بسيطًا في ظاهره : "إنت ليه مكمل في العلاقة دي لحد دلوقتي؟" فتجد نفسك لا تملك حتى إجابة على هذا السؤال.. لكنك قد تسرح بخيالك قليلًا إلى الوراء مستعرضًا سنوات طوال مرت عليكما سويًا تحت سقف واحد .. زوجان صحيح ولكن أغراب.. موظفان بدرجة زوجين. العلاقة ما زالت مستمرة رغم توافر كل مسببات الفشل، ورغم كل التحذيرات.. ولكن "آهي ماشية". إذن.. ما الذي تغيّر؟ ما الذي دفعنا إلى هذا المصير؟ هل لأننا قد فقدنا شغفنا للإنصات والاهتمام ببعضنا البعض؟ هل العلاقة لم تعد محفزة لكي نعيش سويًا كثنائي قادر على التواصل والتفاعل بحب وحماس؟ هل فقدنا البوصلة التي تمكِّننا من التعرف على بعضنا البعض من جديد، والتعايش مع عاداتنا وتوقعاتنا واحتياجاتنا المختلفة؟ هل فقدنا المتعة التي يفترض أن نجدها في جوار بعضنا البعض؛ ليحل محلها النفور وانعدام الشعور بالرضا والأمان؟ هل فقدنا القدرة على أن نكون سعداء سويًا كما كنا من قبل؟ أم أننا لم نكن أبدًا سعداء؟!
نظراً لأننا أصبحنا نعيش في عصر يحيطه الملل من كل جانب، وبما أن الملل لا يتفوق عليه شيء في إفساد العلاقات، أراد الكاتب أن يذكرنا أن هناك أسباباً أخرى أخطر، لكننا قد نتغاضى عنها حتى تظل المركب سائرة ونعيش ونحن نشعر بأننا لسنا على ما يرام وأننا نظلم شركائنا قبل أنفسنا بإهمالنا هذه الأسباب والتغاضي عنها.
كتاب خفيف وسيكون مفيد لمن يبحث عن كتب في العلاقات ومشكلاتها.
كتاب ممكن انهائة في جلسة واحدة .. اسلوب سلس وقريب يشجعك ان تستمر في القراءة مع فواصل ترابطية ممكن ان تربط بها بعض ذكرياتك , تصرفاتك او تصرفات غيرك رقم واحد .. ان تعلم ما تريد .. ثم تضع الحدود لما تريد .. ثم تتواصل حولها الكتاب يشرح الانماط الطبيعية في العلاقات .. نعم اقول انها طبيعية لان جميع الناس قد مارسو احدها على الاقل .. لكن الهدف ان نفهمها ونتجنبها يبدأ بالطلاق العاطفي , ثم الصمت العقابي (الذ اجد فيه شخصيا تماثلا مع الطلاق العاطفي) , ثم التلاعب بالذنب , وغيرها من الانماط .. من المقاطع المثيرة للاهتمام : صفحة 66: قد يؤدي عدم معرفة كیف سيستجيب شريك حياتك إلى شعورك بالتوتر والقلق كلما اضطررت إلى الاقتراب منه لمناقشة الأمر. يقول الأطباء إن مستويات التوتر ومعدل ضربات القلب وضغط الدم ترتفع عندما نضطر لفحص البيئة أو الناس من حولنا باستمرار بحثًا عن علامات التهديد. يمكن أن تظهر أعراض القلق أيضًا عندما تحاول يائسًا حل المشكلات المهمة، ويتم مقابلتك بالرفض والانغلاق العاطفي. يتناسب هذا مع الكتاب الذي اقراه في نفس الوقت عندما يقول الجسد لا وكيف ان التوتر والحالة النفسية تؤثر على الجسد بشكل امراض ملموسة ربما الكثير من ال (لا) في عناوين الكتب .. تدفعنا ان نستخدم الكلمة اكثر في حياتنا