في هذا الكتابِ يَغوصُ القارئُ في نظرياتِ الكيمياءِ الغريبة، ورُموزِها الفريدة، وتجارِبِها الحديثة، وتاريخِها المُمتدِّ منذُ آلافِ السنين، وما طرأَ عليها من تطوُّراتٍ جمَّةٍ منذُ نشأتِها حتَّى يومِنا هذا، وتقدُّمَها التدريجيَّ من الخرافاتِ إلى العلمِ الحديث. يُؤرِّخُ «آرثر جرينبرج» للإنجازاتِ المُدهشةِ التي قدَّمها علماءُ الكيمياءِ في كلٍّ من التاريخِ القديمِ والتاريخِ الحديث، خلالَ سَعيِهم لفَهمِ طبيعةِ المادَّة. كذلك يُقدِّمُ الكتابُ قصصًا عن أمجاد الكيمياء، ويَحتوِي على العديدِ من المقالاتِ عن تجارِبِها الرائعة، والمُستكشِفِين المُغامِرِين في سِجلَّات تاريخِها، ويضمُّ عشراتِ الأَشكالِ التوضيحيةِ للأدواتِ والموادِّ التي استخدَمَها الكيميائيُّون في شرحِ أعمالِهم.
يحاول الكتاب استخدام اللوحات والفنون بدءًا من الأساطير ولوحات تصف كيميائيين ومواد وطرق التقطير واستخراج واستكشاف المواد وانتهاء بالرموز التي نستخدمها الآن، لتتبع تاريخ تطور تعرف البشر على المواد والبحث عن الطبيعة الجوهرية للمادة ... وقد كان هذا المجال _كغيره من العلوم_ يتطور بشكل متشعب جدا وليس كما يصور لنا احيانا بأنه خط مستقيم.. إذ يتم اكتشاف لوحة او كتاب قديم يحكي أمور جديدة لم تنقل إلينا من مكان آخر من قبل وهذا دليل على تطورهم السابق وعشوائية تراكم العلوم واختيار ما هو مهم ... يصف الجذور الروحانية والميثولوجية للكيمياء وكان الفصل هذا صادما إذ أورد الكثير من الأساطير من آلهة وتنانين مجنحة وساحرات وطائر العنقاء واوروبوروس وغيرها من الأساطير التي لم أعرف من قبلان فيها وصوفا للمواد او التفاعلات الكيميائية . وهي صور مجازية وصلتنا مجزّئة عن معارف أكبر بكثير .. وصف تطور الأجهزة المستخدمة لاستخراج او فصل المواد وغيرها من التقنيات القديمة .. وبعض المواد التي انتشر استخدامها للعلاج البدائي ... ثم بداية بروز الكيمياء كعلم منظم وحل الغاز الاحتراق والتنفس واكتشاف العناصر الجديدة وبدء وجود تخصصات مختلفة لعلم الكيمياء ... الكتاب كمحتوى جديد جدا بالنسبة لي كما اعتقد انه يتطلب معرفة كيميائية اكثر مما امتلكها