أجل، ماذا عن إرث الأسى الذي تراكم في قلب أمك وغمر البيت كله، ترى هل سيسعه شيء؟ تتساءلين وأنت تتأملين الجدران من حولك. هل رحل الأسى مع أمك أم بقي عالقاً في هذه الغرفة التي تزداد برودتها؟ وما الذي سيحل به إن لم يرحل معها؟ هل سيموت هنا؟ أم سيعلق بقلوب أخرى قد تسكن هذا البيت، ما دام أبوك سيبيعه كما أخبرك، وما دمتِ توقنين أن أحداً منكم لن يعود ليسكنه، لا أبوك، ولا عالية، ولا أنت؟
ليلى الجهني، روائية سعودية (ولدت في عام 1969) في شمال المملكة، مدينة تبوك، حصلت على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية، والماجستير والدكتوراه في تقنيات التعليم. فازت روايتها "الفردوس اليباب" بجائزة الشارقة للإبداع العربي، وترجمت أعمالها إلى عدة لغات. تعتبر من أهم الأصوات الروائية في العالم العربي في السنوات الأخيرة. صدر لها مع دار أثر الفردوس اليباب "رواية" جاهلية "رواية" وكتاب 40 في معنى أن أكبر.
تخصصها في اللغة الانجليزية والتربية ووسائل التعليم منحها سعة أفق لقراءة الادب الانجليزي والدربة على لم شتات التفاصيل الصغيرة وتشكيل عوالمها القصصية والروائية منها . تميزت بالجرأة في طرح مواضيع وقضايا تتحسس جُلُّ النساء من مجرد الاقتراب منها .
ولدت ليلى الجهني عام 1969م في تبوك بالمملكة العربية السعودية حصلت على بكالوريوس في اللغة الانجليزية من كلية التربية فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة 1995م . وماجستير من نفس الكلية في الوسائل التعليمية 2000م . تعمل حالياً في مجال التعليم .
اشتهرت ليلى الجهني بالجرأة في الطرح والمقدرة على الخوض في التفاصيل الانثوية ونسج حبكتها الروائية باسلوب متماسك جذاب . تحدثت عن المسكوت عنه في عالم المرأة بحساسية فنية مرهفة .
أشهر أعمال ليلى الجهني روايتها الفردوس اليباب 1998. والتي طبعت مرتين إضافة لرواية غير منشورة دائماً يبقى الحب والعديد من القصص المنشورة في الصحف المحلية إضافة للأبحاث والمقالات عن تاريخ المدينة المنورة . وهي تتناول الهم الأنثوي بشكل خاص والانساني بشكل عام بأسلوب رقيق يمزج بين السرد والشاعرية لتشكيل الافق القصصي والفضاء الروائي .
حصلت على المركز الثالث في مسابقة القصة القصيرة بنادي الطائف الأدبي 1991
حصلت على المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة بنادي المدينة المنورة الأدبي 1993
حصلت روايتها دائماً يبقى الحب على المركز الثاني في جائزة أبها للثقافة 1995
حصلت روايتها الفردوس اليباب على المركز الأول في جائزة الشارقة
رواية قصيرة لكني آثرت أن أقرأها ببطء شديد لتشوقي لقلم ليلى الجهني أعيد قراءة الفصول وبعض الفقرات رواية تتحدث عن الفقد عن اللوم عن الأسى الذي يغطي كل شيء فيجعل نور الحياة ينطفئ 🥺
كيف تمر قراءة رواية بهذه الخفة بينما تحمل الموّت بين طيّاتها؟ قرأت فيما مضى روايات ليلى الجهني، ثم تربعت على قائمة الكاتبات السعوديات التي أحب القراءة لهن، قرأت كتابها 40 في معنى أن نكبر وكان صادقًا وشفافًا ويصل لقارئة رغم الفروق الشاسعة التي تقف بينكم وأولها العمر. كنت سعيدًا بأن يصدر عمل جديد لها بعد كل هذه الأعوام، «غرفة الأم» نوفيلا تتطرق للفقد الذي يغير أفراد العائلة، يشتت بعضهم، ويترك الآخر غارقًا في ملامة نفسه وملامة من حوله، ولهذا جاءت الفصول الحائمة حول موت واحد بطرق تعاطي مختلفة لكل من أفراد العائلة. أتمنى أن تصدر ليلى الجهني المزيد من الكتب، وسأكون دائمًا في انتظار ما تصدره.
تنتهك قوك الأشياء الملموسة والجامدة عندما يتركها فقيدك ... رؤيتها تستنزف منك الكثير فتلهو بعيداً منكسراً تحت وطأة من فقدت .... ذاكرة الأشياء مؤلمة ومؤذية في نفس الوقت منهم من رحل وترك لنا عكازه ومنهم من ترك لنا بقايا عطره ...الخ تدور الرواية كلها عن ألم الفقد بسطور قليلة ولغة جميلة هادئة
هل يُمكن أن يعيش الإنسان حاملاً كل هذا الأسى؟ كيف يُمكن ألا ننهار تحت وطأته الثقيلة التي تكتم أنفسانا؟ في هذه النوفيلا التي لم تتعد الثمانين صفحة، نقترب خطوات عديدة من الموت ومن الأسى المصاحب له، هناك حضور ثقيل يجثم عليك من البداية، ذلك الحضور الكئيب، يعرفه جيداً من اختبر الموت واقترب منه كفاية ليميزه، ومن سطور قليلة فهمت أن الموت هنا حاضراً بعباءته السوداء جاهزاً ليقطف أرواحاً، وينثر أساه وحزنه على ذوي المفقود، وهذا ما حدث، فالعائلة التي كانت هادئة، وربما نقول سعيدة، تلك السعادة العادية، حتى أتاها الموت، وكأنك أخذت قطعة من مرآة فتشظت وتكسرت، وتناثرت كل قطعة في إتجاه، فما الذي يُمكن أن يعيد هذه المرآة لكمالها؟ لا يوجد بالطبع، ولكن هناك ما سيجعل قطع الزجاج المتناثرة تتجمع مرة أخرى، وهو بالطبع أخذ قطعة أخرى من المرآة، فنستدعي حياتنا وما مررنا به، نستدعي مخاوفنا من المجهول والمستقبل.
من يلمسه الموت، ويقترب منه كفاية ليأخذ عزيز على قلبه، يتحول، يُصبح شخصاً هشاً، مهما حاول التظاهر بعكس ذلك، وكأن شغفه في الحياة مات مع عزيز قلبه، وأصبح فقط يعيش ليحصي الأيام قبل موته، هكذا، يظل بلا روح، يبكي الماضي، وينتظر حلول المجهول لينتهي كل هذا الأسى، فالحمل دائماً ما يكون ثقيلاً، ووطأته عنيفة على النفس، والذكريات مميتة، بالطبع.
كيف تكتب رواية عن الموت بمثل هذه العذوبة والحميمية؟ كتابة تُثير شجونك وتجعلك تتأمل لحظات حياتك وتقدرها بهدوء وبلا صخب، في طيات هذه الرواية نتعرف على أسى الموت وكأننا لا نعرفه، وإذا لم يقترب الموت منك في حياتك، فلا بأس من التعرف عليه في هذه الرواية.
هذه الرواية تصنّف من ضمن أدب الفقد والأسى، تتعامل فيها بطلة الرواية مع مقتنيات منزل والدتها بعد وفاتها وبالتحديد (غرفة الأم)
فتنتعش ذكريات العائلة معها حين تنتقل من رف لآخر ومن خزانة لأخرى. محاولةً أن تفهم ما الذي حدث لهذه العائلة من بعد حدث مفصلي مرّو به جعل والدتها تعيش لأخر لحظات حياتها في حزن وأسى!
كتبت عنها مراجعة بدون حرق لأحداثها ومجرياتها، تجدونها في مدونتي
علاقة معقدة تربط البطلة بوالدتها التي تمثل لها كل شيء: السلطة، الحماية، والحب المشروط. تعيش في صراع داخلي دائم بين إرضاء والدتها والبحث عن هويتها الشخصية المستقلة.
تتنقل الرواية بين الماضي والحاضر، حيث يكشف الألم النفسي الذي تعيشه بعد غياب ظل والدتها، مما يترك فراغًا عاطفيًا هائلًا في حياتها.
السرد البسيط يجعل الرواية سهلة القراءة، لكنها تحمل تأثيرًا نفسيًا عميقًا ومؤلمًا. الألم لا يأتي من الأحداث الكبيرة بل من التفاصيل الصغيرة التي تراكمت مع الوقت والمشاعر المكبوتة التي لم تجد لها مخرجًا.
الرواية تستعرض صراع الإنسان بين التعلق والألم، وكيف يمكن لعلاقة الأم أن تكون مصدر قوة وضعف في نفس الوقت، مما يترك القارئ في حالة من التأمل والتساؤل عن الروابط العاطفية وأثرها العميق على الحياة.
بالرقة التي تلفّ العنوان والغلاف، وبما لا يتجاوز ثمانين ورقة،؛ خدشٌ وجرح أيضا. ما أقرب العمل إلى القلب والوجدان من أول نظرة إلى آخر كلمة. آهة ودهشة ممتدة... وفي شوق لما تكتبه يدا ليلى منذ اللحظة.
صاحبتني قشعريرة لم تنتهي حتى بعد الانتهاء من القراءة!
في الرواية تجد نفسك، تقريبًا، بنفس الأحداث ربما، لكن باختلاف الأسماء والأزمنة والأمكنة. طوال قراءتي وأنا أتذكر وفاة جدتي، وأتأمل كيف أن التجارب البشرية تتشابه، وربما في أدق التفاصيل.
رواية عن الفقد والموت والأسى.
تمنيت أكون هناك أكثر من صوت في الرواية، الصوت الواحد قد أضعفها قليلًا، إلا أنها رواية قصيرة لكنها مكثفة، وتحمل تشبيهات بديعة. ✨
راوية خفيفة بعدد صفحاتها، ثقيلة بسردها الحزين والموضوع الذي تتناوله. حس الكاتبة عالٍ وسيطرتها على الكتابة جلعتني أتلذذ بالقراءة رغم الدموع التي صارعتها والوساوس التي تقلبت مع الصفحات.
عندما قرأت فصلاً منها من نسخة أمي وأنا جالسة على مكتبها، قالت لي لا تكمليها ، لأنها حزينة جداً. وعندما انتشلت نسختني بعد أسبوع في معرض الكتاب عرفت أنها ستكون "علبة من ديدان" لا عودة بعدها، إلا أنني غير نادمة على ذلك.
"فيضٌ غامرٌ من الصور، تظنين معه أن لم يعد ثمّ شيء خارج إطار الصورة، وأن من نجا من هذا الفيض كأنما نجى من طوفان"
أولى قراءاتي للمؤلفة، التي يبدو أنها مشهورة في محيطي الاحتماعي عبر روايتها "الفردوس اليباب" الصادرة عام ٢٠٠٦م، لكنني ما عرفت المؤلفة إلا عبر مصادفتي روايتها هذه "غرفة الأم" في معرض الرياض للكتاب ٢٠٢٤م.
لغة المؤلفة سلسة وغير متقعرة. اعتمدت المؤلفة على حادثة فقد مفاجئ لم تستطع العائلة عبورها حتى انهارت العائلة ككيان، لتبين المؤلفة بعض الظلال السوداء الشتى التي خلقها هذا الفقد المفاجئ مثل اللوم، وتمر على بعض تأملاتها التي يمهد لها الحدث أو المكان.
المؤلفة قديرة في سردها، تنتقل بانسيابية بارعة بين المكان والزمان، وليست مهمومة بالمبنى على حساب المعنى، فهي تعد القارئ بنص غير مزعج شكليا. أعجبني توظيفها لأحاسيس يومية مثل صوت هديل الحمام الرابض في إطارات النوافذ الخارجية أو لمس أو رؤية "كثبان" الغبار المتموج على أسطح الأثاث، وأزعم أن هذا يساعد القارئ على الاشتباك مع النص أكثر.
"كلنا نعرف. كلنا نولد ونسير على حدّ شفرة منصوبة بين الموت والحياة، نفرح ونأسى، ونرجو ونيأس، ونمضي ونستسلم، ونحب ونكره، وكم هو غريب أن نعي الموت، ثم نجرؤ بعد ذلك على أن نواصل الحياة، ونحب أناساً قد يأخذهم الموت منا، والأغرب من ذلك أن ننجب أبناءً نعرف أننا سنعجز عن أن ندفع عنهم بَلِيَة الموت!".
ختام قراءات هذا العام يجيء مع "ليلى الجهني" بعد إنقطاع طويل عن عالم الرواية والأدب منذ آخر كتاب قامت بنشرته مذيلاً بتوقيعها، وهي عودة أعادت معها كل الشجن والحنين للقراءات القديمة بالنسبة لي، حيث تعتبر "الجهني" بمنظوري الخاص من الروائيات المحليات التي تعلقت بأسلوبهن ولغتهن مع بدايات قرائتي للأدب المحلي والأدب بشكل عام، وما زال أحد مؤلفاتها المعنون ب "٤٠ في معنى أن أكبر" يحمل مكانة خاصة وعزيزة على قلبي وما زلت أجد نفسي في ذلك السرد حتى وقتنا الحالي رغم أنني قراءته منذ سنوات عديدة وما زلت أعيد قراءته بين كل سنه وأخرى، بعيداً عن ذلك تأتي عودة "الجهني" هذة المرة بسياق بسيط من أوساط محلية كما هي العادة يناقش قضية الفقد والتعايش مع هاجس الموت والأشخاص الذين غادروا دائرة حياتنا إلى الدار الآخرة، وتنطلق من ذلك الهاجس الى مناطق شفافة بلغة ناعمه ورشيقة كما هي أبجديتها دائماً، وبفصول قصيرة وخفيفة تتميز بغلافها الساحر الذي تلعب به اللغة وتعابير "الجهني" اللطيفة والمبتكرة لعبتها، وتدور بين جنباتها كل التفاصيل والمجريات.
يدور السرد حول أسرة بسيطة تتكون من بطله النص "غادة" وأختها "عاليه" وأخيها "زياد" والديهما، وتعيد بطلة النص سرد فاجعة الموت التي حلت على سماء تلك الأسرة مرتين وعايشتها بطلة النص والأطراف الآخرون داخل محيط تلك الأسرة وتأثير الفقد عليهم ككيان عائلي، حيث يأتي في المرة الأولى من خلال خبر وفاة أخيها "زياد" بحادث سير وهو متجه في طريق سفر إلى "أبها" وكيف لتلك الفاجعة أن نزعت الطمأنينة والإستقرار من كنف تلك الأسرة وكيف كان لها تأثيرها الكبير على علاقة والديها ببعضهما البعض وهجران أبيها لأمها وإنقطاع حبل الود بينهما ومعايشة كل ذلك لتكون هي وأختها وأطراف تلك الأسرة ضحية لهذا الإنفصال والموت الذي عم سماء تلك العائلة وخطف "زياد" تاركاً شبحه يدور في زوايا غرفته وتحت سقف بيت الأسرة وفضاءات الكون الذين يعيشون في مداره.
أما في المرة الثانية فتعيش بطلة النص فاجعة الموت من خلال فقدانها لأمها ووفاتها، ويأتي هذا الموت بعد زواجها وإنجابها لإبنتها "كَرمه" وإستقرارها في بيت زوجها عقب ستة أعوام من العيش في قفص الزوجية، وتعيد الأم برحيلها شريط الذكريات العاصفة التي قطعت بها بطلة النص أثناء نشأتها ومعاشرتها لأمها وأسرتها خلال فترة حادثة فقدان أخيها وموته وكيف تعايشت أمها مع تلك الفاجعة، وتتركم كل تلك الذكريات لتدفع بها في سياق السرد وهي تلملم أغراض والدتها وحاجياتها من غرفتها عقب وفاتها وتزيل ما تبقى من أثرها داخل بيت الأسرة القديم بالكامل حتى يتم بيعه حسب توجيهات والدها الذي ما عاد له حاجة في البيت عقب وفاة الأم ومغادرة بناته للبيت كلاٌ إلى مصير جديد وسعياً وراء مستقبلهن خارج ذلك المنزل ورحيل "زياد" معهما عقب وفاته وإستقرار الأب خارج المنزل بشقة في "الخبر" حيث يعمل في وظيفته التي إمتهنها عقب وفاة "زياد" وإنقطاعه عن منزل الأسرة.
تأخذنا "الجهني" في جولة مغلفة بالآسى ورائحة الموت وطبيعة الفقد والإشتياق وتنغمس في بحر الذكريات التي قطعت بها بطلة الرواية ومعايشتها للفقد في كل مرحلة زمنية مختلفة وتحاول أن تؤسس من خلال هذا النص البسيط بطبيعته والعميق والمتفرد بصياغته مراجعة ذاتية تلعب فيها بطلة النص دورها في إعادة إشعال فتيل الحياة بكل تلك الأجساد التي توفاها الله وغادرت دائرة الحياة الى مستنقع الموت وكيف أن من يبقى بعد رحيل الأموات من الأحياء هم الذين يعيشون عذاباً سرمدياً في التأقلم مع أطياف الموتى وذكرياتهم محاولين بجهد جهيد دفع الوقت والمضي في التعايش مع رحيلهم ومغادرتهم الدنيا الى مثواهم الأخير، حيث يدور النص في كل فصوله داخل تلك الدوائر التي تظللها حتمية الموت وعنجهيته وقسوة الذكريات والوجع الذي يطرأ على نفوس الباقين من الأحياء من ذوي الموتى وأقربائهم وكيف يغير من شكل حياتهم ويتسلل إلى هواجيسهم حتى يبقى مزروعاً في الذاكرة ويستحل مساحة كبرى منها ويتغلغل إلى أعماق الفؤاد والروح طارقاً كل أبوابها دون إستئذان أو موعد مسبق.
انتهيت من الرواية قصيرة #غرفة_الأم للكاتبة السعودية #ليلى_الجهني تدور أحداث “غرفة الأم” حول غادة، التي تجد نفسها بعد وفاة والدتها مضطرة لإفراغ غرفة الأم، لتبدأ رحلة مؤلمة في تذكر تفاصيل العائلة وطفولتها، وتواجه جرحاً عميقاً سببه فقدان شقيقها زياد في حادث مأساوي. هذا الحدث يهز أركان الأسرة ويؤدي إلى تدهور العلاقات وتفكك العائلة، حيث تلقي الأم باللوم على الأب، ويغرق الأخير في الشعور بالذنب، بينما تمرض الأم وتموت، وتبقى غادة وحيدة بعد سفر أختها عالية للدراسة. رواية قصيرة في 78 صفحة تنتهي بجلسة واحدة عن الفقد والحزن وتأثيره العميق على النفوس والعلاقات الأسرية. السرد يتم عبر غادة، ويتميز بالتركيز على التفاصيل الصغيرة والذكريات العائلية.تتناول الرواية فكرة “إرث الأسى” وكيف يواجه الإنسان فقد الأحبة، بين الهروب، الاستسلام، الإنكار، أو المواجهة وتحمل المسؤولية. الرواية بسيطة في طرحها لموضوع الفقد، دون مبالغة أو افتعال تفتقر من وجهة نظري الى العمق في مواجهة موضوع كهذا و مواجهة مشاعر الحزن، وفهم الفقد وتبعاته النفسية والاجتماعية و مدى هشاشة أو عمق الروابط الأسرية أمام الفقد كانت توقعاتي عكس ذلك ما يخص كتابات ليلى الجهني التي قرأت لها ٤٠ في معنى أن أكبر و كنت أتطلع لقراءة شيء مماثل في العمق ⭐️⭐️
ماذا يمكن ان يحدث في القلب بعد فجيعة الموت الفجاءة ؟ الرواية جميله محزنه جدا ذرفت مدامعي وانا إقراءها في مواضع عده . تحمل المعنى العميق للفراق الأبدي , وتبين نقطة التحول الفاصله في حياة الشخص بعد فقد العزيز . كيف كانت الحياة برؤية من نحب مبهجه بلمة أهلها وليالي أونسها وضحكاتها وما يحل بعده من آسى وألم ولوم . اكثر ما آلمني فيها حاجة غادة وعاليه لأبويهما بعد ما اصبحو في انعزال عنهما و بسسب هروبهم من مواجهة حقيقة الموت ولومهم لبعض بسبب فقدهم لزياد تناسو وجودهما مما زاد وطأة الألم في نفس الطفلتين لامستني جداً بحكم أمومتي .. تفهم منها ان المشكلات الحياتية بين الزوجين او بسبب انعزال احدهما عن الآخر او حتى البعد عن الأبناء سيؤثر سلباً على حياتهم ونفسياتهم حتى وان كان دون قصد من الأبوين الروايه تقع في مايقارب الثمانين صفحة سردها سهل وممتع الحبكة فيها شيء من تواتر الزمن ثم الرجوع إلى الماضي وهكذا .
كتاب الجلسة الواحدة.. و الحزن المتعدد حزن الأمهات الذي يغلّف البيت كاملًا.. فيما لو تملكهن. لوم قابع في الأركان.. التي إهتزّت بل غاصت بعيدًا في الأرض. .
لغة جميلة كعادة ليلى تصل إلى القلب. لكنها قصيرة جدًا. كما لو أنها ستصبح فيلمًا.
- مراجعة رواية "غرفة الأم.. وإرث الأسى" لليلى الجهني
لما تيجي تتكلم عن الأم، بتفتكر إنك هتقرأ حاجة حنينة وشاعرية تخليك تحس إن قلبك بيتعانق كل الأمهات.. بس فيه أعمال تخليك تشوف وش تاني للأم، وتفضل جواك طفل صغير بيسأل: هي الأم دي كانت غلطانة بجد؟ ولا الظروف هي اللي قهرتها؟ وهل لازم يبقى عندها قوة خارقة عشان تتحدى كل حاجة لمجرد إنها أم؟
قريت .. وحسيت بأسى وحزن غرقوني على عيلة كانت شكلها مبسوطة، أب وأم وابنهم زياد وبناتهم غادة وعالية.. بس كل ده اتكسر لما زياد، الابن الأكبر، مات. مراهق عايز يروح أبها في الإجازة الصيفية أمه قالت لأ بس أبوه وافق بعد ما زياد زن عليه سافر ووقع من جبل، ورجعلهم جثة..
الأم قفلت على نفسها ومبقتش تعمل غير إنها تلوم الأب اللي ساب البيت وسابها هي وبناتها.
غادة، بنت الـ17 سنة، لقيت نفسها بتعتني بأمها اللي الأسى بلعها وبتعتني كمان بأختها عالية اللي أصغر منها بسنة.
بس غادة كانت لسه محتاجة حنان أمها وخبرتها، ومع ذلك معلمتهاش غير إنها تقفل على نفسها وتفضل حزينة وهادية. لحد ما لقيت فرصة تهرب من جو البيت الخانق ده، راحت درست الماجستير في جامعة الملك سعود، وبعدين اتبعتت برا تكمل دكتوراه، ومرجعتش غير لما أمها ماتت.. أمها اللي اختارت تلحق بزياد وتنسى إن عندها بنتين محتاجينها.
عالية، اللي رفضت تدخل أوضة أمها تساعد غادة ترمي حاجاتها بعد الموت، يمكن عشان بتلوم أمها ومش قادرة تسامحها إنها شالتهم من حياتها بسبب زياد. عالية مرضت وحرارتها عليت، وأبوها وغادة خدوها المستشفى، وأمها لا بتسأل ولا حتى عارفة بنتها تعبانة ولا لأ.. مين اللي غلطان هنا؟
بس ازاي السنين عدت عليهم؟ بعد ما أبوهم غاب وأمهم قفلت على نفسها في أوضتها اللي مليانة أسى – زي ما ليلى كررت كتير – ازاي غادة قدرت تتجوز وتبعد عن أختها عالية اللي كانت هي كل حاجة ليها؟
هل ده حصل في نفس وقت دراسة عالية؟ حاسس إن الأسى في الرواية بلع ملامح الشخصيات، والكاتبة مش قدرت تقنعني بيهم كفاية.. كإنها صاحب بيحكيلك عن مصيبة حصلت لعيلته من سنين، وبيختصر حاجات عشان ما تملش، أو يمكن عشان الزمن محى السنين دي من دماغه؟
"غرفة الأم" حاجة قصيرة جدًا، 76 صفحة بس. تقراها في قعدة واحدة، وتسيبلك أسئلة متتنتهيش عن الفقد واللوم وحب العيال، ولوم العيال لأهاليهم اللي أحيانًا بيطلع في شكل هروب وبعد.
- استفدت إيه من الرواية؟ خلتني أفكر في تأثير الفقد على العلاقات الأسرية، وإن الحزن الشديد ممكن يعزل الشخص عن أقرب الناس ليه. شفت إزاي إن الأم رغم إنها رمز الحنان، ممكن حزنها يتحول لحاجز بينها وبين ولادها.
الرواية بتطرح فكرة اللوم: هل ينفع نلوم شخص على تصرفاته وقت الألم؟ وهل لازم الأهل يكونوا دايمًا أقوياء قدام ولادهم؟
وأكتر حاجة لمستني هي إن الهروب أوقات بيبقى رد فعل طبيعي على الألم، بس في نفس الوقت ممكن يكون سبب في فجوة كبيرة بين أفراد العيلة، فجوة صعب تتردم حتى بعد سنين.
الرواية رغم قصرها، قدرت توصل إحساس الأسى بطريقة عميقة، وتخليني أفكر: "هل الفقد بيغير شكل الحب؟ وهل الحزن بيخلينا ننسى اللي لسه عايشين؟"
اسم الكتاب: غرفة الأم المؤلف: ليلى الجهني الصفحات: 78 رقم الكتاب: 108
(لا حي ينجو من العطب يا غادة) أجل، ولا حتى الموت، الموت الذي يأخذ منا أغلى وأنفس ما نحب، الموت الذي قد يبعثر حياةً ما، وأشخاصاً ما، بسبب اختطافه لروحٍ نحبها، الموت الذي لا يكف عن توليد الأسئلة وطرحها بيننا وبين أنفسنا.
كانت رواية غرفة الأم، أحدث روايات الدكتورة ليلى الجهني، بعد غياب دام لسنوات عن المشهد، رواية قصيرة جداً فهي تتكون من ٧٨ صفحة، ولكن صفحاتها القليلة تلك، مليئة بالذكريات والأسى والشجن، وما نسميه اليوم "ثروباك" يتبادر لنا في البداية صوتاً يخاطب غادة شخصية العمل الرئيسية، وكأنه يحاورها وجهاً لوجه، يسير معها ويسرد أحداثاً علقت بذاكرتها وسارت معها، خاصةً اللحظات التي أعقبت موت أخيها زياد، تلك الموتة التي عصفت بحياة العائلة وقلبتها رأساً على عقب.
تحكي الرواية عن غادة التي تعود إلى بيت العائلة بعد وفاة أمها لتفريغ غرفتها تمهيداً لبيع المنزل. وأثناء ذلك، تنساب الذكريات على تاريخ أسرة تآكلها الحزن مع الوقت، منذ اللحظة التي فقدت فيها ابنها. غادة شخصية عاطفية وصادقة، طبيعية في مشاعرها وقراراتها، أما غرفة الأم فلم تكن مجرد غرفة، بل ذاكرة المكان الذي جمعت هذه العائلة يوماً.
"لقد أدركتِ أن عالماً بكل بهجته كان قائماً في هذه الغرفة"
فقدان الابن لم يكن - برأيي - السبب الحقيقي لانهيار الأسرة، بل القشة التي قصمت ظهر البعير وكشفت هشاشة العلاقة بين الوالدين. شعرت أن الحادثة جاءت لتُظهر ما كان مكسوراً أصلاً، وكأنهما وجدا في المصيبة مخرجاً جاهزاً من علاقة لم تعد قادرة على الصمود.
"لقد وسم الأسى كل واحد منكم"
خرجتُ من الرواية بحزن عميق أشبه بضوء باهت ظلّ معلّقًا في آخر الذاكرة. نص قصير، مكثف، ومثقل بالمشاعر، وتكثيفه هذا كان جزءًا أساسياً من قوته؛ لم تحتج ليلى الجهني إلى صفحات كثيرة لتقول ما تريد، بل جعلت القِصر خادمًا للفكرة لا قيدًا عليها.
الحزن هنا كُتب بنضج وهدوء وتركيز لافت. عبقرية النص تكمن في ضخّ مشاعر كثيرة جدًا داخل صفحات قليلة، حدث واحد، وشعور واحد ممتد من البداية إلى النهاية، مع كل ما خلّفه من تبعات. لم يبق مشهد واحد في ذهني بقدر ما بقي الشعور الطاغي الذي خيّم على الرواية كلها.
العلاقات بين أفراد العائلة كُتبت بوضوح رغم قلّة السطور، وهو أحد أسرار سلاسة النص. أما اللغة، فكانت من أجمل ما فيه، وتدفعني بثقة للبحث عن بقية أعمال الكاتبة.
الرواية تستحق القراءة، خصوصًا لمن يريد نصًا خفيفًا في حجمه، ثقيلًا في أثره، مهما كان الحزن جزءًا أساسياً منه.
"لطالما فكّرتِ في أن الذاكرة شيء، والذكريات شيء آخر"
شككت بنفسي إني ربما قرأت رواية أخرى غير الذي وجدته من كيل المديح لهذا العمل الفقير إبداعيا والملئ بالحشو والخيال الهزيل . لا أستطيع قول ما يخالف انطباعي قرأت أعمال ليلى الجهني سابقا وأحببتها . ولما عادت بهذه النوفيلا كنت سعيدة ولم أتردد في أخذها من المعرض لكن حجم الاحباط الذي وجدته من فقر إبداعي وفني وجمالي…تمنيت لو تجاوزت هذا العمل واحتفظت بصورة ليلى الكاتبة التي في ذهني سابقا كاتبة جديرة بالقراءة.
الرواية تتحدث عن (موت في العائلة) ولكنها بالكاد تحمل عمقا أو احساسا. شعرت أنها بقيت على السطح، التفاصيل الظاهرية ، والكثير من التكرار لحدث محدود وتبعاته على العائلة، لاسيما تكرار تأثير اللوم في تفكك العائلة (بطريقة ما أخذ اللوم حيزا أكبر من الموت). قرأت الكثير من الأعمال الابداعية من روايات وكتابات ذاتية في موضوع الفقد والموت والحداد، وهذا العمل للأسف لا يرتقي ليحرز مكانا في القائمة.، اذ لم يتميز الطرح حتى بالابتكار في موضوع متكرر.
كلنا معطوب ياليلى كل فقد يكشف غشاء إنسانيتنا كنت أرددها بعد انتهائي من الرواية ، ليلى قدمت لنا رواية عن أدب الفقد واللوم والحياة بعد مغادرة احبابنا خاصة لو كان الموت مفاجئ كشفت لنا ان الحزن قد يجعلنا ننسى الحياة ومن حولها ، رواية خفيفة لكن ليلى كاتبة تجعل المشهد يتجسد لتراه أمامك تتخيل اصوات الحزن تتسلل لقلبك ورائحة الغبار تكتم المكان
اللغة جميلة جداً، أعجبني استخدامها للكثبان الرملية والرمل كتشبيهات، ولكن استخدام صوت واحد للراوي على مدى الرواية كان ممل جداً، بالإصافة كما أن الفصول الأخيرة تعيد وتكرر نفس الهواجيس والأحداث التي تم تناولها مسبقاً.