كنت متوقعة أن أقرأ عن تأسيس كنيسة الأسكندرية وعن حكاية القديس مرقس الشهيرة التي قرأتها في كتاب ليوسف زيدان وماحدث له في مجمع نيقية وما قبله وما لحقه ولكن وجدت الكثير من السرد والتأريخ لأحداث أخرى مختلفة وتم ذكر القديس وسط هذه الأحداث. يبدو أنها كانت دراسة لماجستير أو دكتوراه وتم طبعها على هيئة كتاب. أكثر ما أثار انتباهي كمية الشهداء الذين قدمتهم مصر فداء للمسيحية والحرب ضد الوثنية ..شهداء بالآلاف ربما لا يذكرهم التاريخ اليوم ولم نتعلم الشيء اليسير عنهم!
تقريبًا مفيش كتاب اسوء من الكتاب ده، مختصر جدا لفترة مينفعش تتكتب ف100 صفحة بس يعني، غير أن أسوء حاجة ممكن يعملها باحث/كاتب هي أنه يكون متحيز لفصيل معي ويغفل أنه دوره ككاتب أنه يوصل المعلومات من غير ما يقول رأيه فيها ويبين توجهه ويسيب القارئ هو اللي يقرر
العنوانُ مُغرٍ، لكن المحتوى قاصِرٌ عن إيصال لُبّ موضوع العنوان إيصالًا وافيًا. كنتُ أتوقّع أن أجد دراسةً تفصيليّةً شاملة، تسردُ قصّة القدّيس مُرقُس صاحب الإنجيل الأقدَم الذي يحمل اسمه، كاروز مِصر ومؤسس كنيسة الإسكندريّة. لكنّني وجدتُّ الكتاب مُختزلًا للموضوع بعض الشيء، إذ لم يُقدِّم عن القدّيس مُرقُس سِوى بضعة شذرات من حياته. يمكنني القول أن الكاتب إنما كان يتقفّى أثرَ القدّيس مُرقُس في التاريخ، مُتتبّعًا معالم حياته بالتّرتيب، مُعتمدًا على ما وَرَدنا من مصادر قليلة عن تلك الفترة. لا أكثر.
أكثر ما لفتَ انتباهي هو مُعاناة المسيحيّة في مهد انتشارها، وكمّ الشهداء الأبرار الذين قدّمتهم الكنيسة القبطيّة لمصر، صمودًا أمام شرور الوثنيّة الرومانيّة آنذاك. أيضًا استفدتُ ببعض اللفَتات التاريخيّة عن ظهور الهرطقات وجهود التصّدي لها.. واكتشفتُ أن الخلاف القائم بين الكَنسيتين الأرثوذوكسيّة والكاثوليكيّة إلى يومنا هذا، إنما سببه التاريخي يعود إلى نزاع سياسي بين الرومان والأقباط قديمًا، ليس هنالك إشكال عقائدي حقيقي بين الكاثوليك والأرثوذوكس حول مسألة (طبيعة المسيح) ..
إنما تفاقم الخِلافُ السياسيّ بين الكنيسَتين، مِمّا أدّى إلى انحراف المسألة نحو العقيدة، وإعتماد التلبيس والتمويه والتلاعُب بالمصطلحات مِن قِبَل الكنيسة الرومانية عن قَصد، بغرض تشويه صورة الكنيسة الشرقيّة و وصمها بالهرطقة واختلاق دواعي الانشقاق.
الكتاب سريع وسهل وبسيط وموجز فيه لمحة سريعة عن تاريخ الكنيسة والايمان القبطي الأرثوذوكسي الخاص بكنيسة الاسكندرية، جيد للمهتمين بتاريخ الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية.
الكتاب هو بحث ملخص وسريع عن تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية القبطية وعن رحلة القديس مرقس وتأسيسه لكنيسة الأسكندرية وما تعرض له الأقباط من أضطهاد كبير من قبل الرومان وأنفصال الكنيسة القبطية عن بقية كنائس العالم بعد مجمع خلقدونيه عام 451 ميلادية.
ويذكر الكتاب بقية المجمعات المسكونية وكيف فقدت مدينة الأسكندرية مكانتها لصالح عاصمة الإمبراطورية البيزنطية مدينة القسطنطينية.
ويدافع الكاتب بشراسة عن قانون الإيمان الذي تتمسك به الكنيسة القبطية.