يحاول الكاتب ان يثبت الاتزان بين الروح و المادة و انه ليس مجرد حلم لا يتحقق الا في المدن الفاضلة بل هو إمكانية بشرية تحققت بالفعل في تجارب سابقة، و كيف أن البشر لم يكفوا طوال تاريخهم عن محاولة الوصول الى هذا الكمال المنشود.
قراءة مميزة في تعامل الانسان المعاصر مع الحياة المزدوجة القطبية (الروح و المادة) .. وصولاً لعالم مادي جاد و عالم وجداني راقٍ.
عنوان مثير وجذّاب وتقديم سمين من اسم له ثِقله لكن مضمون ضحل وبحث شديد السطحية، بل إن محتواه الغثّ يبعد كثيرًا عن الدراسة محل البحث ويتطرق لموضوعات لا تخدمه من قريب أو بعيد، كما أن الكتاب يحمل أخطاء كارثية في تحليله التاريخي ويفتري أكاذيب عديدة.
يمكن القول بأن الكتاب مؤسس على فكرتين: الأولى هي الازدواجية القطبية في الإنسان حيث يعيش داخل عالم مادي خارجي وتعيش بداخله روح تمثل عالمه الوجداني الذي يختلف في طبيعته عن شقيقه المادي، أما الثانية فهي صورة الاتزان بين هذين العالمين التي تكررت خلال أطوار تاريخية معينة.
يجعل الكاتب من بعض الأحداث التاريخية القديمة والحديثة حقل بحثه وأرض أفكاره مبتدئًا بتاريخ ظهور الإنسان (ليس آدم بل إنسان النياندرتال البدائي) منذ حوالي ٧٠ ألف سنة.. راصدًا كيف عاش هذا النياندرتال في عالمه المادي القاسي في الوقت ذاته كانت تتطلع نفسه لغاية أسمى خارجة عن إطار عالمه المادي وطفق يبحث له عن مقدَس، وهو في تطلعاته الوجدانية لا يختلف كثيرًا أو قليلًا عن إنسان العصر الحديث.. مع تعريض يسير لإخفاق نظرية التطور الدارويني في تفسيرها للإنسان. وتسير فصول الكتاب متوازية مع فصول من التاريخ من العصر الفرعوني مرورًا بالعائلة الإبراهيمية وظهور الأديان الثلاثة السماوية والحضارة الإسلامية حتى الحضارة الأوروبية الحديثة.
يكمن خطأ الكتاب وضعف مادته وسذاجتها المُبيّنة لضحالة المؤلف الثقافية والمعرفية هو أنه يجعل معيار التوازن بين عالمي الروح والمادة مساويًا لمظاهر السعادة والرضا عن النفس والغير والاطمئنان للمستقبل ويتجسد هذا الاتزان عندما تكون الدولة قوية في جميع المجالات فتسمو أخلاق الشعب. وهذا هراء فارغ وهطل واضح أقل من أن ينظر له، فالحضارة الغربية الحديثة تحقق هذه المؤشرات من القوة رغم ضياع كل معالم الروح في ماديتها المغالية في الوقت الذي تجد اتزان رائع بين الروح والمادة لرجل يعيش في أشد بلاد إفريقيا بؤسًا. كما أن المؤلف يدير موضوعه على أسس علم الاجتماع رغم أن الأمر وثيق الارتباط بعلم الإنسان (الانثروبولوجيا) فبدل أن ينظر سلوك الفرد يحكم على حالة المجتمع. أكثر من هذا فإن مؤلفنا العزيز يحبس مفهومه عن الازدواجية الرحب والبالغ التعقيد داخل إضار ضيق جدًا بل لو تأملته تجده لا يكاد يخرج عن تفسير مادي بغيض! وبهذا فالكاتب متناقض في الجملة، متلجلج في التفصيل، سطحي في التفكير، ساذج الرؤية والتأويل.
فمثلًا يجعل من بناء الأهرام أصدق تعبير عن ازدواجية التفوق في العالم المادي والرقي في العالم الوجداني! ولا أرى إلا أن العكس هو الصحيح! ولنتجاوز عصور الفراعنة إلى زمان الأديان السماوية لترى كم السفه الذي يورده الكاتب في سياقه؛ فيؤكد على ضرورة وجود علاقة بين التوحيد الذي دعا به أخناتون والتوحيد الذي دعا إليه موسى عليه السلام معللًا ذلك بالاضطهاد الذي لحق العبرانيين بعد دعوة الأول!
بل يذهب أبعد من هذا فيقترف حماقة عجيبة ويخلط خلطًا فادحًا فاضحًا جهله العتيد؛ فإن كان يرى أن اليهودية جاءت لإقامة التوحيد وتحقيق الحق والعدل في الأرض ولكن غلب عليها المسحة المادية وهذا حق، فإنه يقول في صفحة 50: "جاءت اليهودية بالتوحيد والوصايا العشر، وانشغل أنبياء بني إسرائيل بتطبيق الشرائع على واقع الحياة الإنسانية في تفاصيل التفاصيل بهدف إقامة العدل والحق في الدنيا عن أرض الواقع من دون ذكر للبعث أو الخلود أو جنة المأوى..." فهذا أبطل الباطل كيف لأنبياء الله أن ينشغلوا بدنياهم عن آخرتهم! ما أفحش بهتانه! وما أقبح تجرؤه على أنبياء الله! ثم يفصّل كيف سارت المسيحية كرد فعل في اتجاه اللامادية واحتقار الدنيا لكن لم تحقق المرجو منها للصراعات فيما بينها دينيا وسياسيًا.
أما وقد جاء رسالة الإسلام فيغلط الكاتب حين يجعل منها أنها أول من دمج الربوبية والألوهية تمامًا.. والأدهى من ذلك يزعم أن بداية الانحراف عن الرسالة المحمدية من وفاة الرسول والتحديد في سقيفة بني ساعدة فيدّعي أن الأنصار والمهاجرين خالفوا مبدأ الشورى في اختيار الخلافة ثم الرجل لفرض جهالته يقول: "والأغرب ظهور قاعدة جديدًا تمامًا: لا بد أن يكون قرشيًا" ولا يعلم أنه حديث نبوي صحيح، ويزيد افتراؤه فيتهم عمر بأنه يمايز بين الناس في الأُعطية ولعين السبب تمرّدوا على الخليفة الثالث الذي بدوره انصرف إلى العبادة وانشغل بها عن شئون الرعية تاركًا الأمر لولاته من بني أُمية! ولا غرو فقد طعن من قبل في أنبياء معصومين... أما نظرته للجهاد الإسلامي فكان نتيجة أطماع هؤلاء الصحابة وابتعادهم عن منهج النبوة! وهلم جرا من دعاوي باطلة سخيفة لا دليل عليها. وتأكيد الفصل بين مفهومي الجماعة والمجتمع كتبنّي لرؤية علمانية.
قبل الختام تحدث عن حضارة الغرب الحديثة التي رفعت الإنسان إلى السماء في عالم المادة، وأهبطت روحه إلى أسفل سافلين، وسلبته إنسانيته فلم تحقق له السعادة المطلوبة. أما الختام فهي فكرة طوباوية مضحكة؛ فالمؤلف يدعو لاجتماع 100 أو أكثر من حكماء العالم مرشحين من أقطار مختلفة على أساس الكفاءة والخبرة لإعادة كتابة التاريخ الإنساني! وتكوين لجنة دينية تؤكد أن جوهر جميع الأديان واحد!وجمعيات أهلية ترشد الناس الأخلاقيات! لك أن تعرف عزيزي القارئ أن اللواء المهندس يعتبر 30/6 من أجلى صور التوازن بين الوجدان والمادة!!
📝الكتاب: الإنسان وفقدان الاتزان بين الروح والمادة 🕵️الكاتب:عبدالحميد شرف 😶🌫️عدد الصفحات:107 صوتي :3:42 🎶النوع: كتب واقعية. 🌈التقييم:🌟🌟🥱
يتناول الكتاب الصراع القائم فى حياة كل إنسان بين المادة والروح، والأسئلة التى يخلفها هذا الصراع فى أذهان البشر، وطريقة تعاملهم مع الطبيعة من حولهم. من الإنسان البدائي الى العائلة الابراهيميه والاديان السماوية واثر اليهويديه على ا الحضارة الإسلامية واثر الاخيرة في الفكر الاسلامي من الفتوحات الى الحالة الفكرية والثقافية وغيرها... مروراً بالقرن التاسع عشر عصر العدوان الاوروبي واحتلال دول وثقافات وشعوب. وصولا الى هتلر كديكتاتور.. اخيرا فصل محاولة لحياة أفضل ومقاربة الانسان من الاتزان المادي والوجداني . وفتره طرد الهكسوس في مصر بين 1580/1550 بقوة الانتماء الديني والاخلاقي والوجداني المتاصلة في الشعب آنذاك. ثم التسامح بين المسلمين واليهود ... انهى الكاتب بخاتمه لعلها حالمه بقيام مؤتمر يعيد كتابة تاريخ الإنسان واضاف في شطحه لم استطع تصورها ب تشكيل لجنة دينيه تعلن ان جوهر جميع الاديان واحد طالما انها تعترف بوجود الخالق ومسؤولية الإنسان عن أعماله امامه .والسعي للوصول للإنسان المثالي الذي يفعل الخير لانه خير ويرفض الشر لانه شر. 💡يسمو السلوك الأخلاقى لأفراد الشعب أثناء أدائهم لواجبهم الوطنى، وهنا يكون الاتزان بين عالم الإنسان المادى والوجدانى حقيقيًا وملموسا. العنوان رنان لكن المحتوى لم برتقي لما توقعته.🥱 وشكراً 😵💫 سجى محمود 🦋
عنوان الكتاب : الإنسان وفقدان الإتزان .. بين الروح والمادة المؤلف : عبد الحميد شرف عدد الصفحات : 131 التقييم: 2.5/5
لقد جذبني عنوان الكتاب ولم أقاومه لاهتمامي الشديد بمحاولة البحث في موضوع فقدان الاتزان الذي يعيضه الإنسان المعاصر؛ لكنني لم أجد ضالتي في صفحات هذا الكتاب.
يبدأ الكاتب بتمهيدٍ شيق حول فصول الكتاب الستة، التي يحيط من خلالها بكل التحولات المحورية التي عايشها الإنسان منذ البدائية، مروراً بعصور الفراعنة والأساطير اليونانبة، ثم الديانات السماوية الثلاث وصولاً إلى عصرنا الحديث وما سيليه. للوهلة الأولى يبدو بأن الكتاب سيجيب عن شتى التساؤلات المتعلقة بفقدان الاتزان، إلا أن الفصول لم تشبع هذا الموضوع شرحاً كما ينبغي إنما عرجت عليه كنتيجةٍ للأحداث التي تم نقاشها خلال الفصل.
تقسيم الفصول ممتاز، كما يجب الإشادة بأسلوب الكانب وتنظيمه للأفكار في كل فصل وإتباعها بالخلاصات اللازمة.
يمكن القول بأن هذا الكتاب يصلح كمقدمة لموضوعه. وإن الشرح لن يُشبَع بأقل من كتاب موسوعي.
خلاصة الكتاب بأن الإسلام هو الحدث الإنساني الوحيد الذي ساهم في إعادة الاتزان للإنسان.
الكتاب جيد، لكنه خذلني من حيث اختصاره الشديد. مع ذلك، يمكن للمهتمين التعريج عليه كمحطة بدء.