اسم الكتاب: فيلسوف المؤلف: محمد حسن فقي الصفحات: 81 رقم الكتاب: 269
قرأت في فتراتٍ متفاوتة محمد حسن فقي الشاعر الكبير، ولكني لم أقرأ من قبل لمحمد حسن فقي الناثر البليغ، حتى قررت البدء بهذا الكتاب. وهو يتحدث عن شيخٍ فيلسوف، يحظى تقدير واحترام وتبجيل كبير من طلابه، بما يفيض عليهم من علمه الغزير، بمختلف العلوم على 4 فصول. فمرةً يحدثهم عن الفن والجمال والسعادة، ومرةً عن العلم والعقل والدين، وهكذا بحديثٍ عميق، غزيرٍ عذب.
أعجبتني الفلسفة العميقة بالكتاب واللغة البليغة الرصينة، أسلوب شاعرنا الكبير كان سلساً وعذباً ورائعاً! استمتعت جداً بالقراءة!
اقتباسات: "فأما الخير -يا بني- فهو أن تروض نفسك على انتهاج أقوَم السُبُل، وإن تكن أوعرها، وأكثرها رهبةً ومشقة"
"إن في كل نفس -مهما كانت شريرة- جانباً مضيئاً ينبض بالخير ويجنح إلى السلام ومن واجبنا نحن أن نحاول التسلل إلى هذا الجانب الخيّر، وأن نستميله إلينا فلا يلبث أن يستجيب ولا تلبث العداوة أن تنقلب إلى صداقة والنفور إلى ألفة. وجل الله في علاه حينما يضع لنا القانون السماوي الحكيم، لكي نأخذ به فلا نضل السبيل ولا نقع في الأخطاء ولا تجرفنا المآسي: ﴿ادفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾."
"وأما الحق فهو ما اطمأن إليه ضميرك بعد بحث وتدقيق. إن الضمير المؤمن -يا بني- لن يهدي إلا للحق. فإيمانه بمثابة النور الهادي إلى الصراط المستقيم."
"أما السعادة فهي في وجهة نظري، الشعور بنشوة من عمل عملناه، أو قول قلناه فكان له أثر طيب فيما حولنا ومن حولنا، ولقد تعجبون حينما أقول أو الشعور بالنشوة قول أو عمل، أساء وأثخن فاستراحت به النفس اللجوج"
"أما الفن فهو زبدة ما في حياتنا من خيرٍ وجمال، ومن رقةٍ ووداعة، ومن سموّ وترفّع، ومن توجيه للذات وللسوى، ومن تكريم للإنسانية جمعاء، وهو بشتى ألوانه وصوره، من أدب ورسم ونحت وموسيقى، وما إليها، بمثابة رحيق الحياة وخلاصتها، وأرقى أشكال التعبير عنها."
"كم للفن من أيادٍ بيض على ساعات العسرة في حيواتنا، وكم له من أيادٍ بيض في فتح أعيننا على مجالي الخير والحق والجمال، كم أطرب وأنعش، وكم واسى وعزى، وكم شيد وبنى وكم ردع عن ظلم وأسهم في حروب مقدسة لا يخرج منها إلا ظافراً، هو وحماته وأنصاره وكم أطفأ من نيران حروب مستعرة وقادها بيده الرقيقة إلى ظلال السلام والأمن والطمأنينة والرخاء والعدالة الاجتماعية؟ إن للفن آثاره الكبيرة التي لا تُنكر"