مع انطلاق صافرة قطار الثورات العربية ليجوب عدداً من البلدان، ومع ما تبعها من تحولات سياسية وحروب عسكرية، باتت الأحداث تتسارع في كل بلد بشكل مذهل يعجز معه المرء عن قراءة المشهد العام بتفاصيله، وأصبحت حالة السيولة السياسية والأمنية في المنطقة العربية سبباً لقراءات مختزلة لواقع بلدان ما بعد الثورة. وتأتي هذه الدراسة لتمسك بالخيوط التاريخية والثقافية لحالة الصراع الحضاري في ضوء حقبة الثورات العربية بين أمة إسلامية تسعى لاسترداد حريتها، وريادتها وأمة غربية مستعمِرة ترى في استرقاق الأمم السبيل الأوحد لبقاء حضارتها.
وينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول : الأول : أرض الإسلام من الوحدة إلى التقسيم. الثاني : مخطط التقسيم. . من التنظير ﻷرض الواقع. الثالث : أهمية الوعي وسبل مقاومة مخطط التقسيم.
المميز في كتاب الهويريني .. هو : -التحليل العميق. -القراءة الفاحصة والكلية. -إشعال الوعي. -اقتراح الحلول. وقد تجد الثلاثة الأولى في كثير من الكتب، لكن الرابعة وحرصه على إيصالها كانت الفارقة عنده.
كان هذا الكتاب تتمة لكتاب الدكتور الأول "عصر الإسلاميين الجدد" وبرأيي لو أن الدكتور جعله جزءاً ثانيا من كتابه الأول لكان أفضل .. فهما كتاب واحد .. وَجَبَت قراءة كليهما حتى تكون ملما بفكرة الكاتب وإلا ستنهي أحدهما وفي رأسك ألف علامة استفهام .. ربعه الأول كان إعادة لفكرة كتاب عصر الإسلاميين الجدد بحذافيرها .. فأصابتني السآمة .. ثم بعد ذلك أظهر الدكتور إبداعه في الأرباع الثلاث الأخيرة .. الكتاب جدا مهم لكل من تهمه قضية الأمة الإسلامية وعقلاني ومنطقي جدا .. ومختصر بطريقة مُلِمَّة .. لكني تمنيت لو أسهب في القضية السورية في الفصل الثاني .. وأظن الكاتب هنا خفف من شفافيته التي رأيتها في كتابه الأول .. وكأنه كان يرسل رسائلاً بين السطور ! وللأسف لم أمسك بكل ما جعله مبهما .. وظهرت رسائله المبطّنة هذه في المبحث السابع من الفصل الثاني خاصة لما سأل هل خيار التقسيم هو الحل ؟ وكأن الكاتب يقول نعم هو الحل ! ما فهمت الفكرة ! فقد كان يقول في قرابة ١٠٠ صفحة سابقة عن خطط الغرب الخبيثة في التقسيم .. ثم يقول علينا أن ننظر للمستقبل لا أن نتمسك بالواقع .. ولا مجال لنا سوى التقسيم حتى نحقن الدماء.. كما أنني انتظرت منه الحديث عن الدور الخليجي .. فانتهى الكتاب وما تطرّق إليه ..
ويبقى السؤال الذي ما زال يعيده الكاتب : هل الثورات هي عملية مؤامرة غربية أم أنها عفوية ؟ أنا شخصيا أرجح الرأي الثالث .. وهو أنه خليطٌ بينهما ..
أحب أن يصدر الكاتب كتابا عن داعش وعن اليمن .. سأقرؤه حتما ! وأن يتكلم بلا قيود .. وجزى الله الدكتور خير الجزاء .. والله المستعان.
أول تجربة سياسية نوعا ما لي و بالتأكيد لن تكون الأخيرة ! , طرح الدكتور وليد في هذا الكتاب عدة أطروحات و ناقش المواضيع المطروحة حول تقسيم الشرق الأوسط أو الشرق أوسط جديد . و أنصح به لكل من يريد أن يفهم بعض من الأيدلوجيات الغربية أو المؤامرات أو حتى الأفكار التي تحاك للشرق الأوسط في سراديب السياسات الغربية .
ودعوني هنا أقتبس بعض الكلمات من الخاتمة الجميلة جداً التي ختم بها الكتاب :
وليس معنى هذا أن الغرب ينجح في كل ما يخطط له , فالغرب يخطط كثيراً , فينجح حيناً و يفشل حيناً آخر . و كم أفشلت الشعوب و النخبة الشرعية و الفكرية الكثير من الخطط الاستعمارية .. و لو كان الغرب كلما خطط سدنته لشيئ نجحوا فيه , لكانت الشعوب الإسلامية تحولت لمسوخ مشوّهة . و أمة الإسلام برغم كل ما تتعرض له من الأزمات و برغم كل ما يعتري أفرادها من تقصير أمة كريمة على ربها جل و علا .. هذه الأمة بصلحائها و عصاتها .. هي امة اختارها الله و اصطفاها من بين الامم .. و ستظل هذه الشعوب تحلم بغد مشرق , يزخر بقيم الحرية و العدل تحت ظلال أعظم شريعة عرفتها البشرية جمعاء .
جعلت أحداث الربيع العربي الأخيرة الساحة السياسية مشهدا معقدا و متناقضا بشكل لم يسبق له مثيل و ساهم في ذلك طموحات الشعوب المثالية عن الحرية و التغيير ، لذا صار لازما و ركيزة للمسلم لا غنى عنها التراجع خطوتين للوراء لمحاولة رؤية المشهد كاملا و قراءته قراءة صحيحة ، عن طريق تفقد المخططات الغربية في المنطقة قديما و حديثا منذ سقوط الدولة العثمانية و ضهور وثيقة كامبل و اتفاقية سايكس بيكو و ما لازمها إلى مخططات التقسيم الحديثة و تقارير مراكز البحث الأمريكية اليوم كمقال "صدام الحضارات" ل هنتجتون الذي تم تبنيه من دوائر صناعة القرار الأمريكية .
يطرح المؤلف موضوع في غاية الأهمية في كتابه حول السياسة الغربية تجاه الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، الحقيقة بعض مواضعه صادمة جداً أجزم أن الكثير لا يعرف عنها، وإن عرف البعض شيئاً منها سيكون ذلك بلا بينة وبلا أدلة مجرد حدس وظن لكن في هذا الكتاب سيقطع القارئ الشك باليقين، وأيضاً تحدث المؤلف عن الثورات العربية التي فشلت وأُفشلت، فقام بتحليل سريع لأسباب نشوئها ثم ذكر الأسباب التي أدت لفشلها .
. . #كتاب ( #خارطة_الدم ) [هل بدأ العم سام في تقسيم أرض الإسلام؟] د. وليد بن عبدالله الهويريني . . * الحدود التي نراها بين الدول العربية هي حدود وضعها المستعمر (الفرنسي) و (البريطاني) بما يحقق أطماعه الاستعمارية [خريطة سايكس بيكو] .... ص٢٤ . . * إن متطلبات تحرير #الأمة من هذا الاستعمار - بكل أشكاله - يحتاج لتعبئة شاملة على كافة الصعد الفكرية والعلمية والعسكرية والسياسية والاقتصادية.... ص٤٣ . . * الغرب لا يستهدف فصيلا قتاليا من المسلمين فحسب، كما قد يدبج هذا في بعض تصاريح قادته، بل يستهدف أصول #الإسلام ومحكماته.... ص٥٨ . . * للعلم - ومن تصريحات العدو - : (كلما ازدادت عدد الدول في المنطقة - أي الشرق الأوسط - كلما سهل على إسرائيل المناورة بينها). ص٨١ . . * الخارجية الأمريكية لا تريد ديمقراطية مستقلة بحسب إرادة الشعوب، بل ديمقراطية تجلب الليبرالية وإلا سيتم مواجهتها! أي الديمقراطية كأداة للبرلة والتغريب فقط. ص٨٨ . . * من الحكمة أن يتعامل أهل السنة لصد هذا الخطر بما يتناسب مع المكان الجغرافي له وأسلحته المستخدمة فيه، ومن الآليات الناجحة لذلك أن تكون الكلمة الأولى في صد هذا الخطر لعلماء ومفكري كل بلد بحسبه؛ لأنهم الأقرب لفهم طبيعة هذا الخطر وتحدياته وأبعاده.. ص١٩٨ . . * الورقة الأخيرة: أحلامنا الخالدة التي لن تموت.. ص٢٠٣ . . . - جميع ما اقتبست من هذا #الكتاب لن يُجلي صورته ورسالته.. فلا تحكم عليه مما اخترت ُلك أن تقرأه! بل إن كنت مهتما بوضع (عالمنا الإسلامي) المدجج بالجراح؛ فهذا كتابٌ يستحق منك قراءة جادة، كاملة الصفحات. وأظنه مما يُقرأ أكثر من مرة. . . . #اقتباس_من_كتاب #اخترت_لكم #مما_قرأت #خيرجليس #كتاب_من_مكتبتي #عشاق_القراءة #عشاق_الكتاب #محبي_القراءة #فائدة #العقل #العالم #المسلم #الشباب #الوعي #الحرب #الغرب #المجتمع #القراءة
كتاب متناقض جدا، ففكرته الأولى وعنوانه هو مراجعة لمخططات الغرب في التقسيم ولم يستدل في بحثه على وثائق قرأها بل مجموعة من الكتب الأخرى والمقالات الإعلامية التي لا يمكن الجزم بصحتها إلا بعد أن يراجع الوثائق. المناقضة التامة التحذير في أول مبحثين من ضرورة تكاتف الأمة وأن الغرب يدعم الأقليات العرقية والطائفية، أما المبحث الأخير يدعم أهل السنة بمواجهة التيارات جميعها، وعليهم أن يتحدوا تحت الشريعة.... إلى آخره. والسؤال المهم أفي إتحاد الأمة احترام للأقليات الإسلامية الأخرى؟ أو الديانات الأخر؟ أو حتى اللادينين؟ هل تود من الجميع القضاء على هؤلاء ليحكموا بالشريعة؟ أوليسوا هم بشر لهم أحلام وآمال وما الاتحاد في سبيل اقامة دولة الشريعة يؤمن بها جموع على طائفة واحدث إلا مخطط فاشل فكما يدعي الكاتب يسقوم الغرب بدعم الأقليات ومن ثم سيجد المشروع الجديد انهاكا ويصل للتقسيم وكيف له بأن يدعي الإسلاميين بمحاربة أنصار القومية، الاشتراكية، اللبرالية؟ أوليس بعضهم من طائفه أهل السنة؟ إن كان العجيب فهو فهمه للوضع العربي من حلال تحليلات أعظمها يتجلى من مشاهدته للإعلام فهاهو يردد نفس للمصطلحات المنشورة في الإعلام، نصيري، صفوي...! الخ.. ومنذ متى كان النظام البعثي طائفيا؟ بل هل يعلم الكاتب أن أغلب سكان سوريا من أهل السنة وقيادات الجيش البعثي من الطائفة عينها؟ ومن ثم يستدل بكلمات من لقاءات صحفية لمسؤولين أمريكيون يدعون أن قمع الإسلامين خطأ، ومن ثم نرجع لدول الخليج فنشاهد توسع رقعة الإسلامين في السبعينات أي قمع؟ ومن ثم تقول هذه السياسية أن عليهم طمس العرب بحكم دينهم وهويتهم، ولحظة هل محاربة القومية الذي يدعو له الكاتب من خلال اخر مبحث يساند مخطط الغرب؟ ومن ثم كيف لباحث سياسي يود اد��اج قراءة موضوعية بأن يظهر تجليه واصطفائه لتوجه فكري بشكل واضح جدا. أين الموضوعية؟ لم أكن لأعترض لو كان هذا الكتاب الجزء الثاني لكتابه الأول، ولكنه قدم الكتاب بهدف التحذير وتقديم دراسة موضوعية -بنظره- وأيضا يظهر صاحب الكتاب وهو يقدم استشارة مفتوحة لابو بكر البغدادي ودولته حين يخبره بأن لا يعادي العالم كله ، ويبدو أنه يوافق نهج دولته وبربريته على الجميع ضمنيا من خلال مبحثه الذي يدعي فيه أن هنالك جماعات جهادية يجب دعمها لكنها اخطأت وهذا لا يعني أنها فاسدة. ويتجلى لنا توجهه المباشر الذي يوافق الإعلام المضاد للثورات أو الإعلام الخليجي في وصف ثورة البحرين ��اليمن بالمخطط الصفوي، وعلى فكرة الدولة الصفوية رحلت منذ قرون، ولماذا لا تعتبرها مجرد أحلام؟ وهل سمعت مطالبهم؟ هل بسبب وجود طائفة مسلمة لا تؤمن بالذي يؤمن به الإسلاميون؟ قد يكون الدعم الإيراني من خلال المال والسلاح واضح للحوثين، ولكن هل يمكن للكاتب عرض دليل علمي يصف أن ما يفعله الثوار مخطط انقلابي ، ولا يخلو من الحلم، مهما يكن الدعم فمازالت هنالك أحلام لهذه الشعوب ، أولم يدعم السوريون من خلال المال والسلاح من قبل امريكا والخليج؟ أوليس هذا تحويرا للخريطة؟ وهل يمكن وصفه بالمشروع الخليجي الغربي؟ لا يمكن للكاتب لان أرائه مستاقة بشكل واضح من الإعلام، ومن ثم التناقض الاخير يدعو أن الأمم هذه لم تلحق بركب الحضارات بسبب الابتعاد عن الشريعة، وهل اوربا الدولة المسلمة؟ هراء واضح جدا.. الأمر ينتقصه عدالة اجتماعية وحقوق وحريات مفقودة عند هذه الشعوب التي تعاني غزوا فكريا لا تستطيع القيام ببحث للتأكد من موقفها بل تستدل عليه من الإعلام وكتاب مثل السيد المحترم صاحب هذا الكتاب.
بداية ب احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830م ومن ثم احتلال بريطانيا لمصر سنة 1882م و اتفاقية سايكس بيكو سنة 1916م وتنازل اتاتورك عن الخلافة العثمانية سنة 1924م وبعد أن ادرك الغرب عدم فعالية سايكس بيكو او انها لم تعطي كامل فعاليتها . يبدأ الكاتب بمناقشة تقسيم أرض الإسلام! او كما يسميها الغرب (شرق أوسط جديد) كتاب جميل جدًا يقع في 216 صفحة والكاتب لم يكتفي بوضع المشكلة ولكنه اقترح حلول ايضًا.
في ظل ما يجري في عالمنا الإسلامي و العربي على وجه الخصوص من تحولات و صراعات ، بات لزاما للشاب المسلم الواعي أن يقرأ الأحداث قراءة تحليلية متأنية ، فالعدو يخطط وينفذ ونحن نستيقظ كل يوم على حدث جديد ولا نستشعر الأحداث إلا بعد أن تحيطنا من كل جانب ...
ما يُمز كُتب الشيخ الاتزان والاعتدال في الطرح، مع العقلانية في مناقشة الأحداث والقضايا .. قرأت الكتاب بعد سنوات طويلة من إصداره وبإمكانك أن ترى بوادر التقسيم ظهرت بشكل جلي سوريا وليبيا بالتحديد . الشيخ أشار إلى دور الحكومات والشعوب في مواجهة التقسيم وصناعة الشرق الأوسط الكبير ، لم يستحب أحد ! أحيانا تشعر أننا مجرد مسرح عرائس يتلاعب به الغرب كيفما شاء، والسبب وراء ذلك غياب الوعي. أسأل الله أن يصلح حال الأمة وأن يسكن آلامها
مفكر فطن وعقل حاذق، روح واعية وقلب غيور، عندما تقرأ ما كتب تظن أنه يكتبه في يومنا هذا، لتسليطه الضوء على ما نتج عن الربيع العربي، ولكنه كتبه من قلب تلك الحقبة، فهل هي نبوءات نزلت عليه؟ أم أنها كانت نظرة حيادية واقعية، وعقلانية محضة؛ فأصابت كبد الحقيقة؟ من أمتع وأصدق وأذكى ما قرأت، فرج الله هم الدكتور وفك قيده وأسرى المسلمين..
الربع الأخير من الكتاب أهم مافيه ، قرائتي المتأخرة للكتاب -في ظني- هي السبب في أني لم أجد فيه فائدة كبيرة ، لأني وجدت جزءًا كبيرًا من الكلام مستهلك بكثرة .. لكنّ الكتاب جعلني أرغب بقراءة باقي نتاج الشيخ فرّج الله عنه
كتاب قصير ما حسيت بالوقت وأنا اقرأه، ما عندي خلفية بالسياسة كثير لذلك شعرت بالجهل في بعض الأحيان واعتقد انه تابع لكتاب عصر الإسلاميين الجدد الذي لم اقرأه بعد، لكن بالمجمل فتح عيني على موضوعات ما كنت عارفتها، وتحمست اقرأ اكثر عن الأحداث السياسية وتحليلها وأسبابها ودوافعها.
الكتاب للباحث الشرعي وليد بن عبد الله الهويريني وهو ممن يشتغل في مسائل الواقع الإسلامي ودور الحركات الإسلامية ضمن ذلك الواقع ، وقد قرأت له قبل ذلك كتاباً في تحولات الإسلاميين من لهيب سبتمبر إلى ربيع الثورات ، وهو كتاب يمكنك من قراءة تفكير طيف من الإسلاميين المترددين تجاه بعض القضايا الراهنة أكثر من كونه توثيقاً نزيهاً لتجربة الإسلاميين في العقود المعاصرة الملتهبة . على كل حال فكتاب " خارطة الدم " هو استمرار للقراءة في تفكير هذا الطيف تجاه هذه التذبذبات التي تتمخض في منطقتنا العربية ، يحاول الكتاب أن يستعرض جهود المتآمرين الغربيين في تقسيم المنطقة على هوى مصالحهم وفي سبيل تفتيت الجغرافيا والسياسة لصالح استقرار واستمرار ربيبتهم إسرائيل ، والغرب بوصفه محط القوى الكبرى لعالم اليوم لا ينفك يحاول العبث بالمنطقة منذ سايكس بيكو مروراً بمشروع الشرق الأوسط الكبير وانتهاءاً إلى بؤر الصراع التي اشتعلت بانكسار موجة الربيع العربي قبل خمس سنوات . انضاف إلى خطر القوى الغربية المتربصة على حافة الشرق الأوسط ، أطماع القوى الإقليمية التي استيقظت أحلامها القومية وتحركت فيها دماء تاريخية بعضها ثأر وبعضها طموح . في النهاية يراهن الكاتب الهويريني على دور الوعي في التيقظ لهذه المشاريع الغربية ، ولكن الخلاف في التفاصيل ، بمعنى كيف يتشكّل هذا الوعي ؟ ومن المسؤول عن تغذيته لمواجهة المخاطر المحدقة ، فإن الجميع بلا استثناء متنبه للخطر ولكنهم يختلفون في طريقة مواجهته ، وهو الذي أوقد تنابذ التيارات واشتباك الرايات ، وإن الجهد الذي لا يصب في تأسيس الأرضية المشتركة التي تكون منطلقاً رحباً لكل العاملين سيذهب سدى، لأن كل طرف سيتمسك بطريقته وبنيات وعيه في مواجهة المستقبل ، فرحاً بما بين يديه أعزلاً من معاونة جيرانه .
كتاب رائع و غني بالتحليلات الواقعية لوقاعنا المرير ، وهيمنة الأفعى الغربية على معاقل الإسلام بالإضافة إلى تضمين الكتاب للحلول المنهجية وإشعال الوعي لدى القارئ.
انتهيت هذا اليوم من قراءة هذا الكتاب الذي يتحدث فيه مؤلفة عن الأوضاع السياسية في المنطقة العربية (الشرق الأوسط) تحديداً بعد انتفاضات الربيع العربي .. تسلسل المؤلف في هذا الكتاب بدايةً بإعطاء لمحة تاريخية عن هذه المنطقة منذ سقوط الخلافة ونهاية الحرب العالمية الثانية وحتى موجات الربيع العربي ثم ذكر الخطط الغربية لمحاولة صنع شرق أوسط جديد ولتقسيم المنطقة ثم تكلم عن نظرية المؤامرة وعن فكرة صنع هذه الثورات واحتمالية ذلك .. الكتاب خفيف وموجز ولغته بسيطة ويعطي تصور أعمق مما قد نظنه في قرائتنا الأولى للمشهد