نبذة الناشر: من مقدّمة الكاتبة: "إنّ الدوافع الّتي حدتني على صنع هذه المجموعة من المختارات كثيرة ومتعدّدة، ولكنّها - على تعدّدها - تنبع في الأساس من منبعٍ واحدٍ هو حرصي على إبقاء الوشيجة الطبيعيّة قائمة بين الشابّ العربيّ والأدب العربيّ - قديمه وحديثه - إذ تكاد الجفوة أن تقوم بيننا، محدثةً هوّة تتّسع على مرّ الأيّام، ويعمل في توسيعها نزوع نحو "التغريب" في ثقافتنا العامّة وفي مناهجنا الدراسيّة. ويرافق هذا التغريب ترويج مضلّل يقوم به نفرٌ من الأدباء والمفكّرين أخذوا منذ نصف قرن أو يزيد - بعد أن تلقّوا ثقافتهم في البلاد الأجنبيّة - يرفعون من شأن الآداب الأجنبيّة ويحطّون من شأن الأدب العربيّ والثقافة العربيّة، مدّعين أنّهما مقصّران في الفكر وفي العبارة وفي الأسلوب."
وُلِدت البروفيسورة وداد عفيف قاضي، في بيروت بلبنان سنة 1362هـ/1943م، وتخرَّجت في الأدب العربي من الجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1387عـ/1965م، وحصلت على درجة الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي والدراسات الإسلامية من تلك الجامعة بإشراف البروفيسور العلامة إحسان عبّاس. وقد عملت بالتدريس الجامعي لما يقارب أربعين سنة. فكانت أستاذة اللغة العربية في الجامعة الأمريكية ببيروت عدّة سنوات، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودرَّست في جامعات هارفارد وكولومبيا وييـل، وأصبحت منذ سنة 1408هـ/1988م أستاذة للفكر الإسلامي في قسم لغات الشرق الأدنى وحضاراته بجامعة شيكاغو، وقد تولَّت رئاسة ذلك القسم لعدة سنوات. وهي عضو في جمعيات عالمية عديدة في مجال تخصصها. كما أنها عضو في هيئات تحرير العديد من الإصدارات التي تُعنى بالدراسات والبحوث العربية والإسلامية ومنها مجلة الدراسات الإسلامية، ومجلة البحث ومجلة Arabica؛ ومحررة مشاركة لموسوعة القرآن الكريم ونائبة لرئيس تحرير سلسلة التاريخ والحضارة الإسلامية. وقد حصلت على جائزة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشبان في الدراسات العربية (المملكة الأردنية الهاشمية).
ركَّزت البروفيسورة وداد جهودها التأليفية على النثر العربي القديم بحثاً ونقداً وتحقيقاً، وكشفت عن الجوانب الفنيّة فيه، وبيّنت العديد من مظاهره التي لم تكن معروفة من قبل. ويُعد تحقيقها لكتاب البصائر والذخائر في تسعة مجلدات، نموذجاً رفيعاً لما تميَّزت به أعمالها من دقة وعمق. فقد جمعت بين دفتيه عشرات من النماذج النثرية التي تُمثل عصور الأدب العربي المختلفة. أما كتابها بشر بن أبي كبار البلوي فقد تناولت فيه صورة من أوائل النثر العربي تسبق عبد الحميد الكاتب وابن المقفَّع، في حين رسمت دراساتها لرسائل عبد الحميد الأصول الفنية التي قام عليها ذلك النثر. وقد تمكَّنت من نقل معرفتها بالنثر العربي القديم إلى قطاع كبير من الدارسين في مختلف أرجاء العالم، كما أسهمت في إثراء المعرفة من خلال كتاباتها العديدة في التاريخ والفكر الإسلامي.
مُنِحت البروفيسورة وداد عفيف قاضي جائزة الملك فيصل (بالاشتراك)؛ وذلك لجهودها التأليفيَّة لخدمة النثر العربي القديم ؛ نشأة وتطوُّراً، كاشفة عن جوانبه الفنية، ومبرزة لجوانب جديدة فيه. كبحثها عن بشر بن أبي كبار البلوي، وتحقيقها لكتاب البصَائر والذخائر الذي يجمع بين دفيته نماذج نثرية من عصور مختلفة .
مُنِحت البروفيسورة وداد قاضي سنة 1418هـ/1997م، لقب أستاذة مؤسسة أفالون المتميِّزة للدراسات الإسلامية ولغات الشرق الأدنى في جامعة شيكاغو، واختيرت – سنة 1423هـ/2002م- مديرة مناوبةً لمدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بباريس، كما اختيرت رئيسة للجمعية الأمريكية للدراسات شرق الأوسطية؛ وضمّ اسمها للمرجع العالمي لمشاهير النساء الذي يصدره مركز الببليوغرافيا في جامعة كمبردج بالمملكة المتحدة.
مجموعة مختارات نثرية قيمة متنوعة، من كتب ومقالات لكُتاب وأدباء وأئمة وفلاسفة، من القدامى والمعاصرين، من بلدان شتى وجدت فيها المتعة والفائدة أنصح بقراءتها، للهدف نفسه الذي وُضع الكتاب من أجله، وهو إبقاء الصلة بين الشباب والأدب العربي وهنا ستجد الأدب، لا كما تعهده في أهل عصرنا من منتحلي الأدب في صورة رواية تافهة بلغة سقيمة ساقطة، بل تجده أدباً يغذي العقل والوجدان معاً
مجموعة ضخمة جداً وممتدّة زماناً ومكاناً ومواضيع، تقع في أكثر من 500 صفحة وفيها مقاطع لابن سينا وابن حزم وابن بطوطة والغزالي والمسعودي والجاحظ والمعرّي والرافعي وطه حسين وتوفيق الحكيم وغسان كنفاني وسهيل إدريس ومالك بن نبي وغيرهم الكثير، موزّعة على ثلاثة محاور: التجربة الشخصية، التجربة الجماعية، آفاق المعرفة. الكتاب مدرسي ومزوّدة بأسئلة بعد كل نص.
كتاب ممتع، ومفيد. لقد أجادت د/وداد، في اختياراتها، ولكنها أغفلت الكثير من كتاب النثر، الكبار، مثل محمود محمد شاكر، زكي مبارك...إلخ، من كبار كتاب العصر الحديث، والقديم. وأظن أن سبب ذلك هو التزام الكاتبة بحجم معين للكتاب...