لقد عاملت نفسي كعود جاف، ثم عاملتها كحبة قمح.. في الأولى كنت لا أرى أي أمل من وجودي سوى الاحتراق، وفي الثانية كنت أظن أن وجودي لا معنى له سوى إشباع جوع الآخرين!.. طحنت نفسي من أجلهم، وصرت خبزًا للجائعين من الرجال، وكانت متعتي الوحيدة تتحقق بالوصول إلى لحظات نشوتهم وإشباعها، ولم أفكر أبدا في كوني زهرة وشجرة ورد، تحتاج إلى رعاية خاصة واهتمام، وأن لي عطرا مميزا، وأنني أرغب في التكاثر والتفتح في موسمي. لم أدرك هذا، حتى نمت أشواكي قوية برية وسوداء، وبدأت في الإعلان عن ذلك بقسوة غير معتادة رواية في 200 صفحة من القطع المتوسط صادرة عن دار المصري للنشر والتوزيع
سماح صادق، كاتبة وشاعرة، ولدت وعاشت بالقاهرة ودرست الأدب بجامعتها ، حصلت على ليسانس آداب في الأدب العبري عام 2003، ثم استكملت دراستها "بمجال الصحافة" بالولايات المتحدة الامريكية 2008-2009 ، وأخيرا هاجرت إلى كندا في عام 2010، نشرت ديوانها الأول "البنت البردانة في قلبي" في يناير 2010 ، عملت بالصحافة العربية وفي تحرير المواقع الالكترونية لعدة سنوات 2005 - 2012، أسست في 2011 مجموعة حكايات عربية في مونتريال الأدبية، وحاليا تدرس الفرنسية وتصميم الجرافيك وتعمل كمترجمة ومحررة بالقطعة لبعض الدوريات العربية، تعتبر المدينة بصخبها هي مصدر الالهام الأول لديها، كما أثرت عليها تجربة السفر والترحال الدائم بين العديد من العوالم مما جعلها مهتمة في كتابتها بإشكالية الهوية والحرية وحقوقها كإمرأة.
جاءت هذه الرواية لتمنحني بريق أمل في الكتابة، وفي الحياة أيضًا ..
هناك أشياء يصدق عليها قولنا (جاية ف وقتها) بالضبط ..
لا أذكر أن عملاً أتاني في وقته مثل هذه الرواية
.
الرواية الأولى لـ سماح صادق، التي عرفتها شاعرة .. وصحفية مهتمة بالأدب،
الرواية الأولى التي أتقنت وأجادت فيها "سماح" لدرجة أني شعرت أن هناك "مسودات" عديدة لاشك سبقتها،
.
نخطئ أحيانًا حينما نعزو إعجابنا برواية ما لعدد من الأسباب المنطقية، كجودة السرد وتماسك اللغة وبراعة الوصف إلى غير ذلك من "إكلاشيهات" اعتادها النقاد، وربما اعتدنا ترديدها ورائهم، وربما أيضًا كانت حقيقية .. لكنها في الواقع ليس كل شيء!
هناك ماهو أكثر، هناك ماهو أعمق .. لعله "الصدق" مثلاً
مؤخرًا شعرت أن هناك أكثر من رواية أو عمل أدبي يفتتني فيه أكثر ما يفتتني "الصدق" ..
ربما تكون "القصة" معتادة، أو تقليدية هنا وهناك، ولكن المحك الأساسي، والعهدة كلها على "الراوي" الذي يجعلك تعيش تلك التفاصيل مهما بدا تشابهها مع حكايات أخرى، ألا تبدو لنا حكاياتنا متشابهة أحيانًا، ومصائرنا؟!
.
لننتقل إلى الموضوع مباشرة،
عن ماذا تتحدث (ترانــس كــندا)
هل هي قصة حب؟ أم تجربة أخرى من تجارب السفر والهجرة؟ أم هي مغامرة فتاة في بلاد الغرب؟
ماذا يمكن أن تقدم رواية بهذه الأفكار؟ ألا يعد ذلك كله قديمًا، وتقليديًا، و"معادًا ومكرورًا" ؟!
حسنًا إذَا ..
إذا كانت الأفكار مطروحة في الطريق في كل وقت، فإن دور الكاتب الحقيقي هو التقاط تلك الأفكار وطرحها بطريقته الخاصة والمتميزة، ويتمثلها بشكل جيد حتى يقنع القارئ بها،
وهذا ما فعلته (سماح) في "ترانس كندا"
بدءًا من الإهداء الذكي لـ (هؤلاء المغاميرين الذين لا يخشون الوحدة، ولا يخافون في حريتهم لومة لائم) تجد نفسك إزاء تلك التجربة الخاصة جدًا التي تمزج بين المغامرة والتحدي والحرية في آنٍ معًا
وهي إذ تفعل ذلك إنما "تجرب" الحياة بطريقتها الخاصة ، وفقًا لقوانين وضعتها لنفسها شريطة ألا تؤذي أحدًا .
تبدأ الرواية ب خمس حكايات قصيرة، ترسمها "سماح" بدقة شديدة وبطريقة مشهدية "سينمائية" تضعك في قلب الأحداث مباشرة، وتعرّفك فيها على "شخصيات" روايتها في (ما قبل الهجرة) لنتعرف على (يوسف، إيمان، هاني، حلا، و نهى) في لوحات قصيرة، ولكنها دالة ومعبِّرة جدًا تضعنا أمام العلاقات الغريبة والمتوترة بين هاني وديان، وبين حلا وحاتم .. وأخيرًا نهى وطاهر ..
والحقيقة أن هذه اللوحات، وقبيل انتقال سماح إلى القصة الرئيسية للرواية، تجد أنك أمام أربع حكايات قابلة تمامًا لأن تكون لكل منهم رواية منفصلة بما تحمله شخصياتها من أزمات وطبائع مختلفة استطاعت أن تعبَّر عنهم بشكل مكثف جدًا في هذه الصفحات القليلة، ولكن سماح تنتقل في (هجرة أخرى) إلى بطلتها الأثيرة (إيمان) التي اختارتها لتروي حكايتها مقسمة على فصول مقسمة لمحطات بأسماء المدن التي انتقلت فيها من "القاهرة" إلى "كندا" ..
تبدأ الرواية من النهاية، من قرار الرحيل الذي لا نعرف مبرراته ولا أسبابه، لتبدأ البطلة (إيمان) وعبر طريقة التقطيع السينمائية تعود بذكرياتها إلى الأحداث الذي سبقت هذا القرار المفاجئ والذي يبدو غريبًا، لنتعرف على حياتها كيف بدأت، وحكاية حبها إلام انتهت .. وما مرت به أثناء ذلك من مصاعب وأزمات،
.
وهنا أود أن أشير إلى أن "العمدة" أو الأساس في القصة كلها والحكاية نفسها ليس غرابتها ولا اختلافها عن مثيلاتها، وإنما في "تفاصيل" الحياة التي تضفيها الكاتبة على القصة لتجعلك جزءًا منها، تتماهى مع بطلتها تمامًا وتعيش معها كل أحزانها وآلامها، وتفكَّر معها في أفكارها وخططها، حتى ترسو معها على تلك النهاية البديعة
((الحياة ليست مكسبًا وخسارة، الحياة ليست حاصل عملية حسابية أو مجرد نتيجة نهائية، الحياة الحقيقية هي الأسباب المؤدية للمكسب وللخسارة، هي التفاصيل الدقيقة في كل معادلة، هي أنت قبل أن تقابلي من قابلتهم في الطريق، وهي أنت بعد أن مررت بتجربتك معهم، الحياة ممتدة بامتداد وجودك أنت على هذه لأرض، وليست مرتبطة بوجود الآخرين أو رحيلهم عنك. أنت وحدك السر، والحياة هي ما تصنعينه بنفسك ))
لم يبق إذَا إلا أن نرتاح من طول هذه الرحلة ومشاقها في :
(( بيت دافئ برائحة القهوة والفانيليا، ثلاجة محلاة دائما بالشيكولاتة، مكتبة كبيرة من الكتب والأفلام تأخذك لعالم آخر كلما أردتِ، شارع يسعك، وعيون لا تحسب خطواتك. العالم كله يفتح لي ذراعيه، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمني بكل ما تطوله يده من أحجار.))
.
هكذا نجد أنفسنا في النهاية لسنا أمام قصة حب تقليدية، ولا فيلم من أفلام الرومانسية المفرطة، ولكننا إزاء "تجربة" حياة، ومساءلة للمجتمعات كلها، وليس المجتمع العربي وحده هذه المرة، فالبطلة تعيش في "كندا" ولكن يمارس عليها هناك أيضًا بعض هذه الضغوط التي تحيط بالمرأة، بل وتلاحظ وتراقب نساءً غيرها يتعرض لضغوط وتجارب غريبة مشابهة ..
رواية أتقنت كاتبتها بالفعل رسم تفاصيل بطلتها، ورسم الشخصيات الأخرى من حولها،
أعتقد أنها بتلك الرواية الأولى تضع نفسها في مصاف الروائيات العربيات بقوة،
وتجعلنا ننتظر منها الجديد .. الأجمل
.
كان مفترضًا أن أكتب عن "سلبيات" و"أخطاء" وقعت فيها "سمـاح" بما أنها روايتها الأولى، وبما أن كل تجربة قد يكون فيها بعض الثغرات، ولكنني للحق لم ألمح أي شيء!
ربما هي عين الرضا، بالتأكيـد ..
ولكني سأكون سعيدًا بأي نقد "سلبي" يرى في هذا العمل ـ أو سواه ـ أقل من أن نقرؤه أو نهتم به،
ترانس كندا... لذيذة كقطعة شوكولاتة :) :) رواية نسوية بامتياز... فلتحبي نفسكِ ً وثوري على المجتمع ان لزم الامر( مع وجود بعض التحفظات على البذخ بالحرية طبعا) من ذاك النوع من الروايات الذي يأتيك في وقت تحتاج فيه للأمل، لرفع الهرمونات الجالبة للسعادة، لتخرج من محيطك وتنفعل معها ...انها تماما كذلك خفيفة، ترغمك على انهائها فقط لتعيش تضارب المشاعر فيها، الحب الالم الكره اليأس الامل التعقل والجنون. مع كل سقوط هناك وقوف بعده، ومع كل زلة هناك غفران، جلد الذات لا يفيد سوى بالتراجع للخلف، حب الذات يعطي دفعة للأمام. قد نفقد الحب الا انه لا بد من ان نجده مرة اخرى :)
اعجبتني رومانسية الكاتبة وجرأتها. احسنت ِ رواية موفقة كرواية اولى ... موفقة في العمل القادم
ماذا يمكنني أن أقول عن رواية شدتني كثيرا وأنا أقرأها؟ ماذا يمكنني القول عن كلمات دغدغت في روحي حب المتعة والمغامرة، والفضول الدائم لمعرفة الضفة الأخرى من هذا العالم، لمعرفة عالم يدعى العالم المتقدم، للخروج بنفسي بعيدا عن الأنفاس المخنوقة هنا في عالمنا الثالث؟! 0
كندا... يا له من اختيار جميل
في البداية شعرت ببعض الملل، لا أدري سببه تحديدا، ربما خوفي من أن تستمر الكاتبة في وصف أبطالهاوالحديث عنهم بطريقة تقليدية دون الولوج بي في لب الموضوع أو وضعي على ترانس كندا أو كما يدعى بالفرنسية ، l'autoroute لكن سرعان ما فتحتُ عيني عن آخرهما وركزت اهتمامي على الأسلوب السلس والطريقة الجميلة التي كانت فيها البطلة تروي قصتها، أعجبت كثيرا بقدرة الكاتبة على ربط الأحداث وتدقيق الوصف حتى أني تخيلت نفسي وراء مقود سيارة إيمي وأنا التي كانت تعرِّج على مدن كندا وتجوب طرقاتها، كنت استفسر دائما: هل زارت الكاتبة كندا حقا؟ وحتى لو زارتها كيف كان بإمكنها أن تلخص أجمل التفاصيل بهذه الطريقة... ؟ شخصية البطل مستفزة نوعا ما لا أدري لماذا أحسست أن هناك نوعا من المبالغة في تصويره غير أن بقية الأحداث كانت أهم لذلك حاولت ابتلاعها "الشخصية" وأكملت القراءة حتى النهاية ...
سواء اختلفت أو اتفقت مع الآراء المطروحة غير أن الجمال لا يمكن انكاره، كما أن هناك مواقف مسَّت وجداني ... وهناك أفكارا عبرت عما يجوب في خاطري
كأول رواية لكاتبة شابة فأنا اشكرها جدا، وأتمنى لها مزيدا من التوفيق والتألق ...
لم ترق لي الرواية بسبب الابتذال وامتهان جسد المرأة لدى الكاتبة.. هل هذه هي الحرية!! هي تنتقد تعدد الزوجات ولكن في الوقت نفسه تبيح العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج وكأنه شئ من متطلبات الحياة.. هي تقول أن كل انسان له ذنب وليس منا من هو معصوم.. كلام جميل ولكن هناك فارق من يعرف خطأه وبين من يفتخر انه اطلق العنان لجسده وشهواته.. ثم انه لا يليق الاستهزاء بحديث نبوي.. على الاقل احتراماً لمشاعر المسلم.. تحياتي
الجزء الأول من الرواية المعنون "فيما قبل الهجرة" كان مبشرا بالنسبة لي، إستعرضت فيه الكاتبة خمس شخصيات مقدمة مدخل لفهم حالة كل منها و كيف إنتهت بهم السبل إلى كندا، و هي بداية ذكرتني نوعا بسفينة نوح لخالد الخميسي –التي أحببتها كثيرا- و الشخصيات بإختصار هي: - يوسف: إبن لرجل أعمال ثري و مدمن للمخدرات، يلجأ والده لتهريبه إلى كندا بعدما تسبب في مقتل شخص بسيارته أثناء فراره من مطاردة الشرطة بعد كسره لكمين أمني رفض التوقف فيه لوجود صديقته الأسبانية ميتة بجواره إثر تعاطيها لجرعة زائدة من المخدرات قبل أن يتخلص من جثتها في مقلب للقمامة! - إيمان: إبنة الطبقة الفقيرة جدا التي تكافح لتكمل تعليمها، و تعمل بالسياحة حيث تتعرف على يوسف و تنشأ بينهما قصة حب عنيفة تنتهي بتدخل أهله لإبعادها عنه، و التي تلجأ للسفر لكندا بحثا عن مستقبل أفضل، و على أمل الإلتقاء بيوسف لوصل ما إنقطع بعيدا عن ضغوط أهله في مصر. - هاني: الشاب المصري الفقير الذي يقبل الإرتباط بديان الكنية التي تكبره بعشرين عاما، لتحقيق حلم الهجرة إلى كندا. - حلا: بنت الطبقة العليا التي يلجأ أهلها لإرسالها لتكمل تعليمها في كندا لإبعادها عن حبيبها حاتم الشاب اليساري الفقير. - نهى: التى تسافر إلى كندا مع زوجها طاهر الطبيب الناجح الوسيم، الذي تكتشف عجزه الجنسي أثناء شهر العسل لكنها تقرر الإستمرار معه خوفا من فكرة الطلاق و وصمة الفشل. ثم يأتي الجزء الثاني من الرواية المعنون "هجرة أخرى" و الذي تصير فيه إيمان البطلة المطلقة للرواية و باقي الشخصيات يأتي دورها عندما تتقاطع معها فقط ،بخلاف شخصية حلا التي لا يأتي لها ذكر إلا في صفحتين إثنين حيث تقابلها إيمان لتوصل لها هدية من حاتم فتصارحها حلا بأنها فقدت الإهتمام به و أنها تعيش قصة حب سعيدة مع "صديقها" الكندي ثم تختفي من الرواية بعد ذلك، فلا تدري ما السبب في إقحامها بها من البداية! تبدأ إيمان حكايتها في كندا من نقطة متقدمة حيث نكتشف أنها "تزوجت" من كندي إسمه آلان، و أنها ليست سعيدة معه فتقرر هجره ذات صباح، و هكذا نجدها تلملم أشيائها مستغلة غياب "زوجها" في عمله، و تأخذ السيارة لتنطلق بها فى رحلة من أقصى البلاد لأقصاها عبر طريق ترانس كندا لتبدأ حياة جديدة، و خلال هذه الرحلة بمحطاتها العديدة تسترجع إيمان بطريقة الفلاش باك أهم مجطات حياتها التي قادتها لهذه النقطة. *القادم فيه حرق لأحداث الرواية، كما أنه...إحم... للكبار فقط. من خلال تداعي الذكريات نتعرف أكثر على شخصية إيمان، من نشأتها الصعبة في العشوائيات، لإنتحار أمها حرقا أمام عينيها، لمعاناتها مع زوجة أبيها، لمثابرتها حتى أكملت دراستها في كلية السياحة و الفنادق، لتتجه بعد التخرج للعمل بأحد فنادق شرم الشيخ، لتعرضها للتحرش من قبل مدير الفندق و صدها لكل محاولاته رغم الإغراءات العديدة، للقائها بيوسف و وقوعهما في الحب رغم كل الفوارق الطبقية، لتوثق علاقتهما مع محافظتها على عذريتها حتى يتم زواجهما –أو ربما هي رغبة يوسف في الحفاظ عليها كالشيء النقي الوحيد في حياته كما كانت تقول- لإضطرارها للإبتعاد عنه بعد تهديد أهله لها، ل... و لنا هما وقفة، فحتى هذه النقطة كنت أرى إيمان بنت مكافحة طموحة تتحدى ظروفها الغاية فى الصعوبة و القسوة، محاولة أن تشق طريقها الخاص في الحياة، كان مأخذي الرئيسي عليها هو فارس أحلامها الذي يجمع كل نقائص الكون تقريبا، و كانت هي تتجاهل كل هذا لمجرد حبه لها و حبها له، إلا أن فراقهما كان تقطة تحول في الشخصية، فالبنت التي كانت ترفض الإستجابة لمديرها رغم إغراءاته، و التي لم تتورط مع حبيبها في "علاقة جنسية كاملة" على حد تعبيرها، تستسلم لأول إغراء يقابلها من صديقها الذي أسمته عاشق فيروز، ثم تتوالى علاقاتها من بعده حيث تقول: (هناك تعرفت على عاشق فيروز و الكثيرين غيره، ورطت جسدي في عدة علاقات، كانت تضعفني فكرة أنني لن أرى حبي الوحيد مرة ثانية، و أن كل الرجال بعده متساوون). فتتخذ من فكرة فشل قصة حبها ذريعة للإستسلام لكل رجل يقابلها بحجة أن كل الرجال صاروا متساوون! و تبرر هذا بأنها تنتقم من نفسها، و لا تعاني جراء ذلك إلا من بعض نوبات تأنيب الضميرالتي تتغلب عليها بسهولة و تكمل حياتها عادي! ما علينا، المهم تأتي فكرة السفر لكندا هربا من الواقع الذي تكرهه و أملا في لقاء يوسف و وصل ما كان، و تنجح فعلا في السفر بحجة السياحة، و هناك تقيم أولا في فندق تمتلكه ديان و زوجها المصري هاني، و تلتقي بيوسف الذي نعرف أنه يكمل مسيرته الإجرامية في كندا بنجاح، حيث يعمل نهارا في بنك يستغل وظيفته فيه في تسهيل منح القروض بضمانات وهمية مقابل عمولات و رشاوي، و يعمل ليلا كتاجر للمخدرات بخلاف إدمانه لها بالطبع! يجدد لقائهما الأشواق، و يقرران الزواج –ما جمع إلا ما وفق الحقيقة!- دون معرفة أهله، و يعيشان في هناء لا ينغصه إلا بعض مضايقات من الشرطة – مخاطر المهنة للأسف! – و هو ما لا يزعجها كما لا يزعجها إدمانه للمخدرات التي صارت تتعاطى بعضا منها معه إلى جانب مختلف أنواع الخمور بالطبع، حتى يتدخل القدر لإنهاء هذه العلاقة "المثالية" حيث يتوفى يوسف إثر تعرضهما لحادث تصادم و تصاب هي بإصابات عديدة،وعندما تفيق منها تكتشف أن أخو يوسف إستولى على ورقة زواجهما و ترك لها مبلغ مالي على سبيل التعويض. تخرج إيمان من هذه التجربة بجراح جسدية و معنوية، و بشعور بالهشاشة و الإحتياج لسند في غربتها فتلجأ لهاني –زوج ديان- الذي يكون لها خير المعين، فيقضي لها مشاويرها و يتسوق لها و يبحث لها عن عمل و يساعدها في رفع قضية على المدينة لطلب تعويض عن الحادث، و هي في المقابل لا تجد ما ترد به كل جمائل هاني عليها سوى... أن تنام معه! هكذا ببساطة، فهي كما تقول (و ماذا أفعل إذا كنت دائما مطالبة برد و دفع عطايا كل من أعرفهم من جسدي، لا بأي طريقة أخرى؟) مبرر مقنع جدا بصراحة! ثم يحدث أن تعرف ديان زوجة هاني بعلاقتهما، فتقابل إيمان و تطلب منها أن تستمر في العلاقة مع أن تتعهد لها بألا تتطور لأكثر من ذلك و ألا يتخلى عنها هاني! تحس إيمان بالذنب –أخيرا!- و تقرر الإبتعاد عن هاني، إلا أنها تكتشف أنها حامل منه، فتقرر إجراء عملية إجهاض، و في هذه الفترة تنشأ صداقة بينها و بين نهى –زوجة طاهر- التي إختارت الإستمرار مع زوجها رغم عجزه، و جربت أن تخونه مرة إلا أنها لم تستمتع، فقررت أن مسألة الجنس هذه مبالغ في تقييمها، و تقبلت مصيرها بصفاء لا ينغصه إلا رغبتها في الإنجاب التي تسعى لها بكل الطرق المعملية. بعد هذا تقابل إيمان آلان الكندي الذي يعرض عليها الزواج فتوافق رغبة في الحصول على الإقامة –بالنسبة لمسألة إختلاف الأديان؟ لا تشغل بالك المؤلفة لم تهتم بأن تبررها حتى!- لتعيش معه لسنوات قبل أن تقرر بأنها ليست سعيدة معه نظرا لإختلاف شخصياتهما فتقرر هجره، لنصل للنقطة التي بدأت منها الحكاية. يجب التنويه أن كل ما فات مروي بلا أي ترهل و بأسلوب في غاية السلاسة و لغة متميزة، حتى في المقاطع التي تتناول الجنس كانت اللغة و الأسلوب و الوصف في غاية الرقي و بعيدة تماما عن الإبتذال أو الفجاجة، إلا أن هذا يجرنا لمشكلتي الخاصة مع الرواية، و هي أنني لم أستطع إبتلاع شخصياتها أو أن أجبر نفسي على تفهمها أو التعاطف معها على الإطلاق، الشخصية الوحيدة التي إلتمست لها بعض العذر هي نهى نظرا لصعوبة موقفها، و إستيائي الشديد من موقف زوجها، لا يجعلني هذا موافقا على تصرفاتها، لكنني أستطيع تفهمها على الأقل. شخصية يوسف تمثل لي كل ما أكره في هذه الدنيا تقريبا، شخص مدلل عابث غير مسئول نذل ضعيف منحرف عديم القيم مختل المعايير، و فكرة أن إيمان ترى فى هذا الشخص فارس أحلامها الذي تقول عنه في مقارنة مع هاني: (لم يكن فيه أدنى لمحة من يوسف، أو ذرة من رجولته و شخصيته) و تقول في رثائه: (الرجل الذي أحببته يدمن الرحيل..في المرة الأولي تركني و سافر، و في الثانية صعد إلى السماء. الرجل الوحيد الذي حلمت بالبقاء في محرابه حتى الموت، سبقني له، فماذا أفعل إذا كان الرجال كلهم بعده سواء؟!) هذا المقطع على سبيل المثال يوضح مشكلتي بالضبط مع الرواية، لغة عذبة و تعبير جميل، و لكن ما المضمون؟ فكرة أن هذا الكلام يقال عن شخصية بإنحطاط يوسف تجعل وقعه على نفسي شديد الإبتذال! أما عن شخصية إيمان نفسها فحدث و لا حرج، ما هذا الرخص؟ بعيدا حتى عن تقييمها بالمعايير الدينية، كيف تكون على إستعداد لأن تمنح نفسها لأي عابر سبيل بهذا الشكل الذي تبدى مثلا في الرجل الكندي الذي تقابله في بار أثناء إستراحة لها على الطريق، و توافق على دعوته لها لتشرب معه "كأسا"، و كيف تبين أنها على أتم إستعداد لإصطحابه معها لغرفتها لو عرض، إلا أن الرجل نفسه لم يكن يرغب في أكثر من الفضفضة قبل أن يذهب في طريقه تاركا إياها شبه محبطة! عن نفسي أرى أن التعاطف أو إلتماس الأعذار لمثل هذا النموذج المشوه، فيه غبن عظيم للكثير جدا من النماذج المشرفة من عرب و مسلمين لجأوا للهجرة، و نجحوا في الإحتفاظ بهويتهم و قيمهم و أخلاقهم في مجتمعاتهم الجديدة رغم كل الصعوبات و المغريات، المشكلة هي أن الشخصية هنا مشوهة من البداية، و لا يمكنني أن أعزو ذلك لنشأتها الفقيرة و المفككة أسريا وحدها، لا يبدوا لي مبررا كافيا لتقبل كل إنحرافاتها و إعتبار أنها شخصية سوية طالما لا تؤذي أحدا على حد قولها! و ما زاد و غطى بالنسبة لي هو الفصل الأخير من الرواية الذي سعت فيه الكاتبة لتبرير أفعال بطلتها وإلقاء اللوم على مجتمعها و قيمه، و دينه كذلك! كما في فعلت مثلا في الفقرة الخاصة بذهابها لعمل مساج تستريح به من عناء رحلتها الطويلة في النهاية، عندما تختار أن يقوم رجل بعمل المساج لها –وهي عارية تماما- و كيف تكون محرجة بعض الشيء في البداية، و هو ما تعزوه "للإستيريوتايب" – على حد قولها - (ما إجتمع رجل و إمرأة إلا...) قبل أن يخلصها الرجل من حرجها "بإحترافيته و حياديته" فتأخذ في التساؤل: (أي رجل و أي إمرأة؟ مهما كانت الفروق الجنسية و العمرية و الفردية و الإجتماعية و المادية بينهما، أي رجل و أي إمرأة! حتى لو كان هدف إجتماعهما لا يتطلب وجود الشيطان أصلا، مثل الطبيب و المريضة مثلا!!؟ أي رجل و أي إمرأة!! في هذه المرحلة كانت كل الإسطوانات المحفوظة و القواعد التي تم تلقيني إياها من قبل المجتمع و الدين تبدأ في التهشم بعد كل تجربة.) و أنا لن أناقش بالطبع هذه الأفكار شديدة التهافت التي توردها الكاتبة على لسان بطلتها، لكنني بالتأكيد أحب أن أبدي تحفظي على موضوع "تبدأ" في التهشم هذا!! ختاما فإن تقييمي لهذه الرواية بدأ من أربعة نجوم و أخذ يتضاءل تدريجيا حتى إنتهى عند نجمتين إستحقتهم الرواية لجودة أسلوب الكاتبة و سلاسته و رهافة لغتها و جمال تعبيراتها، التي أراها للأسف أهدرت في عمل مشوه الأفكار فارغ المضمون، مع تمنياتي الصادقة بأن أقرأ لها أعمالا أفضل في المستقبل تستغل فيها موهبتها الحقيقية فيما يستحق.
رغم اشتهائي الأدب ذو الطابع النسوي ليس فقط لكوني انتمي إلى هذا الجنس ولكنني أجد في الكثير منه ضالتي المنشودة وما يصعب عليّ التعبير عنه .. إلا أنني اتخوف كثيراً قبل شروعي ف قراءة أي عمل ينتمي إلى هذه الفئة ، فبعض الكاتبات يسئن إلى عالمنا بأنفسهن ويقدمن أكليشيهات عفى عليها الزمن واللف والدوران حول فكرة اضطهاد المرأة وما تعانيه من ظلم في المجتمعات الشرقية وغير ذلك .. لا أنكر أن قصة " ترانس كندا " قد تكون مألوفة أو تقليدية ، الفتاة الفقيرة ذات الظروف الصعبة والتي تقع ف غرام فتى ثري ويقرران الزواج ولكن عائلة الغني ترفض ذلك وتقرر إرسال الابن إلى كندا بسبب تهوره وتسببه ف حادثة بسيارته ، ونجد على الجانب الأخر أن الفتاة تقرر هى الأخرى السفر إلى كندا لعدة أسباب أقواها البحث عن حبيبها .. ولكن هل هذه القصة فقط ؟ بالطبع لا ، وهذا ما يميز " ترانس كندا " ، تشابك الأحداث والشخصيات لدرجة تجعلك ف البداية تشعر وكأن هناك أكثر من بطل محوري ف تلك الرواية ولكن بمرور الصفحات تتضح لك الرؤية جداً وتدرك أن لا وجود للترتيب الزمني هنا ، عليك فقط ترك ما يشغلك جانباً والجلوس أمام الرواية وعدم تركها إلا مع الكلمة الأخيرة ، بهذه الطريقة سأضمن لك أنك ستعيش جوانب إنسانية رائعة ومشاعر وعواطف مختلفة ما بين الحزن والسعادة ولم الشمل والفراق المفاجيء والغدر والألم والأمومة والصداقة والكثير منها بأسلوب راق وسلس قدمته " سماح صادق " . كون أن تلك الرواية هى الأولى لـ " سماح صادق " بعد كتاباتها الشعرية ، فهذا يبنيء بكاتبة رائعة وواعدة ولكن عليها ألا تتأخر علينا أكثر من ذلك ..
من الصعب أن تقرأ لشخص تعرفه حق المعرفة, و الأصعب أن تقرأ لشخص تعرفه بينما أنت في الأصل كاتبا مثله, فأنت أثناء قرائتك, كاتبا و قارئا و صديقا معا. لكني رقصت على الحبال الثلاث سويا و أنا أتنقل مع "إيمان" أو "إيمي" على طريق ترانس كندا حيث نقلتني الكاتبة الصديقة " سماح صادق" بين الحاضر و الماضي لتحكي لي حدوتة إيمان و يوسف, بطريقة بسيطة و مشوقة.
و على الرغم من أن لغة الحوار كانت عامية و لغة الرواية نفسها بسيطة و مكتوبة على شاكلة المذكرات لكن وصف الرواية بالبساطة فقط دون الإشارة إلى عمق التدرج النفسي للشخصيات سيبدو أمرا مجحفا لها.
و لأني غالبا ما أنفر كقارئة و مفكرة من الصور النمطية التي نطلق عليها باللغة الأجنبية لفظ Stereo Type فلقد كنت متحفزة لتلك الطريقة التي أعتبرها سقطة لأي كاتب يحترم ما يراه في نفوس البشر. فلا يوجد ما هو أكثر مهانة من تسطيح البشر.
النفس الإنسانية معقدة و غنية و ثرية و مجرد محاولات وضعها في إطار معين نمطي أعتبره أنا فشل من جانب الكاتب حيث يتساهل و يرسم نمط مسطح لا أبعاد له, و حيث أني أعرف سماح و أفكارها الشخصية التي تجنح غالبا إلى الحدة في مقاومة ما هو متعارف عليه بالذهاب إلى الضد دون اعتدال أحيانا, فلقد ترقبت في إيمان أن أجدها صورة نمطية تدعو للتحرر و الخروج عن المألوف, لكن هذا لم يحدث و أحببت "إيمان" و رأيتها كما هي بشرية ممتلئة بالتناقضات.
الرواية إنسانية صادقة, لم تسقط في فخ النمطية و لم تظلم شخوصها, فهذا "يوسف" الشاب المستهتر اللعوب و المدمن بن الناس الأغنياء هو نفسه "يوسف" الإنسان و الرجل الذي يُعتمد عليه من قبل إيمان لأنه بطلها و رجلها الشهم.
خرجت شخصيات ترانس كندا علينا ببهاء الحقيقة الموجعة, فورطتنا في التفاعل معها و التألم لألمها, و تلك شهادة حيادية رغم الصداقة التي أفسدت علي النظر للنص دون الشعور بيد كاتبته القريبة من روحي.
بجانب البناء النفسي للشخصيات الذي أعجبني و نقلني من وقت لآخر في تشوق, أود أن أشير إلى فكرة الرواية نفسها, حيث البطلة في رحلة بالسيارة عبر طريق ترانس كندا و نتنقل معها في استحضار للماضي, تنقلنا معها بين مصر و كندا و ثلاث رجال أساسين في حياتها و آخرون هامشين, و تحديات و إخفاقات و نجاحات صغيرة لكنها بدت في بداية الطريق كمعجزات مستحيلة إلى أن تحققت.
الفكرة المرتبطة بتحرك البطلة من مكان إلى مكان بينما تنقل القارئ معها من زمن إلى زمن جعلت الرواية كصاحبتها متنقلة بروحها من مرحلة لأخرى و كأنها في كل مرحلة شخصا جديدا مثلما هي أسماء مدن جديدة يحملها عنوان كل فصل.
تريد "سماح صادق" للفتيات الصغيرات أن يقرأن روايتها, أن يؤمنَّ أن المستحيل ممكن و أن الأحلام لا سقف لها, و أن أرض الله واسعة و الإنسان هو من يصنع مصيره رغم حتميات القدر.
و أوصي أنا بقراءة الرواية, لأنها رواية مختلفة, بها جرأة و صدق و وجع و أفكار تدعو للتأمل, في عالم أوسع من تصورنا القاصر, حيث الفتاة التي كانت ترقب أقدام المارة في بيت تحت مستوى الأرض, هربت إلى المستقبل في سيارة تطوي أرضا منبسطة لا يظلها سوى السماء الرحيمة.
حقيقي أنا مبسوطة جدا جدا و ممتنة أكتر إني قريت الكتاب ده و في الوقت ده
تقريبا أنا بطلت أقرا لأغلب الكُتّاب الشباب و كنت تقريبا فقدت الأمل بس الكتاب ده بقى حاجه تانية بيقول إن لسه في أمل و إنه بالرغم من كل حاجه بنعيشها في مواهب حقيقة موجوده و بتثبت نفسها و هتكبر زي العشب ما بيلاقي طريقه وسط الصخور
أستاذة سماح :
أنا بشكرك من كل قلبي شكرا علي كل إحساس حسيته و أنا بقرأ الكتاب شكرا علي كل ضحكة شكرا علي كل فكرة شكرا علي كل مرة حسيت فيها إني مش لوحدي شكرا علي كل حاجه غيرتيها فيا
أنا منتظرة الرواية الجايه بفارغ الصبر :D كل الحُبّ و التوفيق :))
مدي سيطرة أفكار الماضي المغلوطةعلي حياة الناس في الحاضر، المشكلات العاطفية و النفسية التي تواجه الأفراج في صراعهم مع المجتمع . صراع الهوية و الهوة التي يقع فيها المهاجرين ، والمقارنة بين الوطن و المنفي ؟ _ الوطن الجديد _ من هي المرأة لتحدد هويتها التي وجدتها هوية مستلبة ؟
رغم تقليديةأحد الجوانب التي تناولتها الرواية بدءًا من الطيب صالح و روايته موسم الهجرة إلي الشمال ، حتي ترانس كندا . إلا ان تلك رواية مختلفة ؛ المعاني ملقاة علي قارعة الطريق ، الفضل فضل الصياغة ، ترانس كندا تسمح برؤية العالم في ضوء جديد ، تنافش الكاتبة _ سماح صادق _ في الرواية الاختيارات ؟ التي تطرحها علينا الحياة ، بدءًا من أمها التي جسدت علامة استفهام ، الأم التي ،احتضنت النار أمام _ إيمان _ بنتها _ بطلة الرواية، و يمنعها الناس عن رؤية الموت ، أمها الذي كانت تتمني في وقت ما أن تقول لها : " ها أنذا تعرفي عليّ " لكن كل لا شيء انتهي لا تجيب . الموت انتزع منها أيضَا الحب ، و أخذ منها يوسف . الموت في هذا العالم الواسع ، الموت المباغت الذي دومًا يأخذ شيئًا ما ننتمي إليه .
طوال الرواية _ أدب الرفض _ ثمة آمال لم تكتب ، ثمة اشكالية و أسئلة عن الكائن الانساني مع خصوصياته الماديةالخاصة ، و عاداته و تقاليده ، و نقاط ضعفه الموروثة المتهجنة ، و عيوبه الصغيرة . لكلٍّ جمره االذي يحرق قلبه ،و يفسد حياته ، تكون محاولات رأب الصدوع قائمة ، قائمة عل قدمٍ و ساق ، في وعي بالمأساة ، و كيف أن القلق الذي ينتاب المرء يقوده في مسالك غريبة بحيث تتعاظم المتاهةالتي تستولد بعضها من المتغيرات .القلق المتفاقم ،ذ لك الشعور الذي يصاحب انعدام الأمان
تظهر الرواية حجم الخراب في نفوس الشباب و ما يقترفه الوطن المستبد بحق المستقبل ، حالة الاستبداد و الطغيان المتفاقمة في الوطن ، اللجوء إلي المنافي و التسكع في شوارعها بنوع من الأمان الزائف ؟ المشوب بالحسرة و الحنين للبلد و تبلور الشعور بضغط المنفي
أما عن الجانب الفني باستخدام حبكات روائية متتالية و الحكايات ؟ المداخل عن يوسف و أبوه الفاسد ، و إيمان و نهي و حلا ، و صراع المرأة أمام نفسها و أمام العادات و التقاليد و أمام العالم؛ الذي يضطرهن إلي اعادةبناء نواة شخصياتهن بحيث يصبحن أكثر شجاعة و استقلالًا و اعتمادًا علي الذات و السعي الي توطيد علاقتهن بالعالم و الناس من حلهن في واقع متزعزع ترانس كندا كما تم تعريفه في الرواية ، الطريق الذي يربط أرجاء كندا ببعضها (ترانس كندا) الحبكة الخارجية للروايةالإطار العام للرواية الذي يشبه الحياة تقريبًا، و تقيم الكاتبة في نهايته ؟ نهايةالرواية ما يشبه التطهيرمن الماضي البائس و الذكريات ، و الحب المفقود و العلاقات العابرة ، و الحاجة للتعميد
سماح صادق، كاتبة وشاعرة، ولدت وعاشت بالقاهرة ودرست الأدب وحصلت على ليسانس آداب في الأدب العبري، ومن ثم استكملت دراستها بمجال الصحافة بالولايات المتحدة الأمريكية وأخيرًا هاجرت إلى كندا، نشرت ديوانها الأول “البنت البردانة في قلبي” في يناير 2010، عملت بالصحافة العربية وفي تحرير المواقع الإلكترونية لعدة سنوات 2005 – 2012، أسست في 2011 مجموعة حكايات عربية في مونتريال الأدبية، وحاليا تدرس الفرنسية وتصميم الجرافيك وتعمل كمترجمة ومحررة بالقطعة لبعض الدوريات العربية. المتتبع لديوانها الأول و هذا العمل و الفارق الزمني بينهم و دراستها ، يدل علي انها لم تقع تحت سطوة شبح الاستسهال البشع ، الذي نراه من الكتاب الحاليين
الرواية ممتعة و جيدة نوعا ما ، واقعية باحداثها و تعطي نضرة شاملة عن ان تغيير نمط الحياة اوالفقد لا يمكن ان يقف في وجه الاستمرار و البحث عن حياة أحسن مادامت الحرية سقفها السماء في دولة تضمن لك كل حقوقك . بضعة مواقف سردية كانت جيدة ، و البضغ الاخر كان يخيل لي و كأنني اقرأ رواية اخرى لكاتب اخر، لم افهم هل المشكلة في انا ام في الكاتبة نفسها لعدم تمكنها من الجانب السردي ، اذ كان اسلوبها متذبذب بين السيء و الحسن و الجيد ، فقد استعملت اللغة العربية الفصحى مطعمة اياها بقلة من الكلمات العامية . اما بالنسبة للحوار بالعامية المصرية رغم قلته الا انه كان جيدا . التنقل بين الحاضر و الماضي سلس و كدت لا أشعر به . الجزء الخاص بحلا و حاتم وجدته دخيلا على الرواية و لم يتم ادراجه سوى لسد بعض الفراغات لانه لم يقدم و لم يغير شيئاً في سرد الاحدث.
ترانس كندا سماح صادق رشحها لى الصديق العزيز ابراهيم بالبدايه بحثت عنها واعطاها لى الروايه أشبه بدخولى لمدينة مسحورة إنتقاء سماح للكلمات وتجسديها وكأنها تحكى سيرة إمرأة ما هى المرأة العربية بكل ما تُعانيه وهى طفلة ..مراهقة ..شابة وحتى سيدة ولا يقتصر على وضع المرأه هنا فقط بل فى الغرب أيضاً الروايه صادقة جداً لدرجة أننى كُنت أتلمس الحروف ب أصابعى رُبما تُهت قليلاً فى المُنتصف لكن سُرعان ما أعادتنى إيمان بروايتها للأحداث تعاطفت مع يوسف بالرغم من أنى أكره هذا النموذج هانى مثال لأغلب الشباب المصرى فى الغربة وحتىّ نُهىّ
بإختصار كان إختيار يستحق أن أقرأها كاملة بيوم واحد
أول رواية حديثة أقرأها من مدة طويلة انهيتها في ساعتين وقضيت معها وقت ممتع الأسلوب سلس والسرد مشوق رغم إنني شعرت أحيانا انني أقرأ رواية أجنبية لأن الشخصيات معظمهم لا يختلفوا عن الغربيين في تصرفاتهم وتفكيرهم وأسلوب حياتهم لكنها عموما رواية ممتعة
النسوية - الاغتراب - الطبقية لم تصدمني الرواية بما تحتويه من افكار فالراوية كانت دائما تحمل من الجرأة اكثر مما تحمل من الخجل فاعتمدت في بناء روايتها علي رحلة هروب و فلاش باك لرحلة حياتها فتسير في خطين متوازيين رحلتها علي ترانس كندا و ذاكرتها حول حياتهاو تستخدم ضميرها الذاتي في الحكي و تواجه القارئ عارية من كل شئ فقط جلدها ، تقدم افكارها (الرواي ) و حديثها لنفسها تسرد مخاوفها المكتسبة و الطبيعية موروثها الثقافي من بلد هجرته و احتكاكه مع مكتسبات المجتمع الجديد لتخرج شرارتها الفكرية تحكي عن الانثي هنا و الانثي هناك عن مواطن في الادب النسوى لم تصل كاتبة للجرأة للتعبير عنه عن الغواية ليست كطريدة و لكن كصياد بجانب امتهان فكرة ان تكون طريدة من جانب مديرها في العمل الذي يسعى للتحرش بها تقدم نموذج اخر للحب دون اللجوء للجنس اختياريا للحفاظ علي طهرانية علاقة افلاطونية عن نقدها للعقل المحض في حياة زوجها الغربي مدمن العمل و اعلائها قيمة وجود الله بمنظورها في مجتمع يعلو قيمة العقل و العمل ليس في اطار جذور تتشبث بها و لكن في اطار حسي منطقي يمده الله كحبل لها تتمسك به تعلو قيمة الحراك الاجتماعي و تقدم نموذج للخروج من طبقة الي اخري بالرغم من تمسكها بطبقتها الراوية التي لا تقدم اي اطر فلسفية كمنهجية او اقتباسات تقدم فلسفتها الذاتية للحياة تستخدم التجريد في حديثها للذات و تسهب في تقديم رؤيتها الشخصية بداية الرواية لم تكن بموفقة فعلي الرغم من تقديم الشخصيات في اطار حوادث و مواقف للتعريف بها الا ان استخدام التبسيط الزائد في الحكي كاستهلال و الاعتماد علي حوار اشارت الي بعض الاستخدامات لها ككلاشيه عدة مرات خلال الرواية الا انه يمكن القول ان اجمل الاشياء هي تلك الغير مكتملة استمتعت كثيرا بالروايةو ليست غريبة علي الكاتبة ففيها من روحها و فلسفتها الذاتية الكثير
محاولة جيدة لكتابة رواية.. بس يمكن فيه حاجات كتير غابت عنها . فيه فرق بين التقليدية والواقعية.. يعني لما اجى اكتب تجربة.. يا اما تكون التجربة دي مختلفة ومدهشة في ذاتها للقارئ العادي.. يا اما اتناول فيها بعض التفاصيل اللى تجبرني على خلق رؤية جديدة للحاجات اللى انا متعود اشوفها قبل كدة.. الرواية مالت للتقليدية في الفكرة والتناول.. . فيه فرق كمان بين انك تخلي شخصية نمطية ومسطحة.. وبين انك تحافظ على منطق الشخصية بحيث ما تتاقضش دوافعها بشكل حاد وغير عقلاني.. دلوقتي انا قدام مثلا شخصيتين ليوسف.. شخصية مهملة بتقتل وتهرب وبتدمن مخدرات وممكن ترمي صاحبته الميتة في الزبالة.. وشخصية الشخص اللي بيحب بجد وبيحافظ على نقاء العلاقة من اي ضعف انساني ودة بيتطلب فكر عاطفي جدا وغير مادي على عكس اللى بتعكسه صورته الاولى.. طبعا ممكن حد يشوف ان دى شخصيات موجودة في الواقع.. بس احيانا الواقع بيبقى مالهوش منطق لكن الرواية لازم يبقى ليها.. انما وجهات النظر ممكن تكون في قدرة العمل على تحمل تناقض الشخصية دي.. ودى ممكن نختلف فيها . الهوامش كتير منها كان غير مبرر . كان نفسي تتكلم بشكل موسع عن تخطيها للحاجز بين العالم دة والعالم اللى كانت عايشة فيه. حصل ازاى وعمل فيها اية. اسئلة العودة مثلا واحتمال رجوعها من الأول.. لكن المساحة الاكبر افردتها لخلق صورة ثابتة لحياتها في العالم دة عن العالم دة.. صورة من برة شوية.. ما كانش فيها حاجة غير اللى انا متوقع اقراها . الاعمال اللى جاية محتاجة تشتغل على اللغة.. هي المفروض شاعرة.. المفروض يطلع منها لغة فيها شغل عن كدة شوية . مبروك بالمناسبة
عذبة اللغة سلسلة الأحداث تتنقل ببساطة بين الحاضر وتذكر الماضي أعجبتني كثيرًا وتعاطفت مع روح المرأة داخلها بكل تفاصيلها المُرهقة عسيرة الفهم على الرجال مثل انتحار الأم في صغرها وطفولتها الضائعة،حبها المستحيل وطفلها الذي اضطرت للتخلي عنه والزوج الذي لم تحبه قط وغيرها من التفاصيل الموجعة. رحلتها الرائعة ومعاناتها الدائمة في الوطن الذي لم يعد وطنًا والغربة التي طالتها في كل شيء وصبغت حتى روحها بطبقة جديدة مليئة بالحرية وأيضـًا بالكثير من التخبط أنصح بقرائتها طبعـًا فلقد استمتعت بها ولم أتركها حتى انتهيت منها أتمنى أن أقرأ لسماح صادق من جديد وشكرًا للصديق إبراهيم عادل على اقتراح هذه الرواية لي
قرأت روايه ترانس كندا تحكي عن ايمان شابه مصريه من الطبقه الفقيره تهاجر لتحقق طموحاتها وتبحث عن حبها القديم تهرب من فقرها/مجتمعها ظروفها اللي كانت ضدها وضد قصه الحب \من خلال رحله بالسياره بين عده مدن في كندا تتذكر ايمان رحلتها من القاهره لكندا الروايه جيده قصيره 200 صفحه تقريبا تنفع كاستراحه قرائه بين كتب عميقه ليست سيئه لكنها في نفس الوقت ليست الروايه اللي تستحق القرائه والبحث عنها إذا ممكن نصنفها ضمن الأدب النسائي أو الروايات الاغتراب ففي عشرات الروايات أفضل كمستواى منها
نجمة لأجل اللغة والثانية لأجل الأسلوب السردي .. أما المحتوى فلم أستطع أن أستسيغه ؛ انهيار للأخلاق والمثل صور بطريقة كأنها تدفع القارئ لتقبلها وكأنها شيء -عادي- ويمكن التصالح معه .. كان يمكن أن يكون عملا روائيا رائعا لو أنه بعدما أقر بكل هذه السلبيات التي تعج بها مجتمعاتنا قام بعلاج القضايا بطريقة راقية تسلط الضوء على قدرة الجانب الخير فينا أن ينمو ويخترق حجب الظلام واليأس .
" إلى هؤلاء المغامرين الذين لا يخشون الوحدة ، ولا يخافون في حريتهم لومة لائم"
كعادتي ، افقد القدرة على كتابة ريفيو لتلك الروايات التي تنال إعجابي ، يتوقف قلمي ولا اعرف ماذا اكتب بالضبط عنها.
في البداية شهادتي مجروحة في هذه الرواية لسببين أولاهما لمعرفتي بكاتبتها الجميلة سماح صادق وثانيهما حبي غير الطبيعي لكندا !
عندما صدرت الرواية انتظرت نسختها الالكترونية بفارغ الصبر وذلك بالطبع لعدم إمكانية الحصول على النسخة الورقية منها لأسباب خارجة عن إرادتي.
تتحدث الرواية عن سفر فتاة مصرية لكندا ومن خلال ترانس كندا وهو نفسه الهاي واي كما يطلق عليه في أمريكا أي الطريق السريع ، تحكي لنا البطلة قصتها الشخصية ، ومن خلال تلك القصة تعرج لنا على مدن كندا وتعطيك معلومات كثيرة عن البلد وعن أحوال المهاجرين العرب هناك وهذه الجزئية بالذات أكثر ما لفت انتباهي فهي لا تختلف كثيرًا عن أوضاع المهاجرين العرب في أمريكا.
وفي إحدى المرات كنت بصحبة أختي الكبيرة في المحل العربي وعندما غادرنا في سيارتها سألتها عن أحد الأشخاص ممن رأيناهم في المحل فأخبرتني أنه رجل عربي محاسب يساعدهم في ترتيب مسألة الضرائب في آخر العام ، وتذكرت رواية ترانس كندا فأخبرتها عنها ، ففوجئت بأنها قد قرأتها قبلي وأعجبت بها كثيرًا وإن كان لها ملاحظات على شخصية يوسف وعلاقته بمافيا المخدرات في كندا وأنه من الصعب اختراق عالم المافيا والعمل فيه ، وكيف للبطلة أن تحب شخص بكل هذا السوء.
وكان ردي على أختي أنه لا سابق معرفة لي بعالم المافيا في كندا حتى احكم على هذه الجزئية أما بالنسبة لحب البطلة ليوسف فهو شيء مقبول بالنسبة لي لأنني رأيت هذا النموذج في الواقع لذلك لم استغرب حدوثه.
واستشعرت أنه لا اختلاف في الأوضاع في كندا عنها في أمريكا ، تتشابه ظروف البلدين ويتشابه المهاجرون العرب أينما ذهبوا أو حلوا.
الشيء الوحيد الذي افتقدته في رواية سماح هو النموذج السوي من الشخصيات العربية ، فكل الشخصيات الواردة في الرواية كانت شخصيات مريضة نفسيًا مهزوزة غير سوية ، لم يكن هناك نموذج لشخص عربي شريف أو ناجح رغم أنه في الحياة الواقعية يوجد الكثير منهم في الدول الغربية وهم نماذج مشرفة لنا كعرب ونفخر فيهم دومًا ، كنت أتمنى لو ذكرت سماح نموذجًا جيدًا واحدًا من المهاجرين العرب حتى لا تبقى الصورة قاتمة.
عامًة الرواية أكثر من رائعة ، بها تشويق وإثارة ولغة راقية ، وقد كانت رحلة ممتعة قضيتها مع سماح في روايتها وأتمنى أن تستمر في كتابة الروايات المختلفة والمتميزة.
فشكرًا للجميلة سماح صادق على هذه الرواية وشكرًا لأنها عرفتني على كندا عن قرب وشكرًا لأنها عرفتني على أغنية فيروز " بيت صغير بكندا ".
روايه تبدأ بِ " إلى هؤلاء الذين لايخشون الوحدة و لايخافون في حريتهم لومة لائم" و تنتهي بِ "من كان منكم بلا خطيئة فليرمني بكل ماتطوله يده من أحجار" و بين البداية و النهاية أُنوثة متهمة! عزيزتي إيمان بطلة الرواية الموصومة بأنها أُنثى،،
الأنوثة وجع ياإيمان،،، أحلام كبيرة لاتتحقق عن الفارس الذي يخطف حبيبته الفقيرة برغم أهله الأثرياء ،،أحلام لاتتحقق عن الفارس الذي يأخذ حبيبته في ليلتهماالأولى هوناً بلا إنتهاكات أو طرق غير لائقة ضارباً بعرض الحائط الأعراف و القوانين الرجعية،، أحلام عن ممارسة الأمومة و الأستقرار و السعادة. الأنوثة وجع ياإيمان،، وجع الداية التي تطلب من امرأتان غريبتان تقييدك و فتح رجليك على وسعهما لتقص جزء منكي قاضية ليس فقط على استمتاعك الحسي بالجنس الذي فرضه لك الله سبحانه و تعالى كإنسان و إنما لتشعرك بالدونية و العار من جسدك، وجع عجينة السكر على جلدك ،، وجع الجهاز المعدني حرف الT الذي ثبتوه بداخلك لكيلا تنجبي طفلة تعيد تكرار مأساتك. الأنوثة ذعر ياإيمان،، ذعر المرة الأولى التي شاهدتي فيها اللون الأحمر متبوعاً بالخنوع و الإختفاء اللذان طالبوكي بهما لاحقاً كنتيجة لهذا اللون لتصنفي كجنس أقل و أدنى، و ذعر المرات التي ضبطتي فيها النظرات المتلصصة لصدرك و مؤخرتك مهما توهمتي نجاحك في إخفائهم الأنوثة دونية ياإيمان،، دونية حمل غير مرغوب فيه و اجهاض لابد منه ،،دونية ممارسات جنسية غير مسئولة تحت مسمى العرفان بالجميل، خدمة مقابل خدمة او لتمضية الوقت. الأنوثة وهم مساحيق التجميل و طلاء الأظافر و منتجات فرد الشعر و السليكون و البوتكس. وأانا اقرأ حكايتك ياإيمان حضرني أحداث صورة نشرتها فتاة على موقع الانستجرام، في الصورة تظهر فتاة نائمة تولينا ظهرها لتظهر بقع الدماء في بنطالها و على ملائة السرير و عندما محى الموقع الصورة بدعوى انتفائها مع سياسات الموقع كان رد صاحبة الصورة في خطاب نصه "أن هذه الدماء تجري الحياة و تساعد على بقاء الانسانية و الخصوبة"، في حضارات قديمة أُعتبرت هذه الدماء مقدسة و الآن تصنف كقذارة أو مرض و البعض الاخر يراها مجرد بقعه حمراء!
في رواية ترانس كندا الكثير من الأنوثة و الخطايا و الحرية و نهايتها تذكرني بأبيات لنزار قباني "ياسيدتي كنت أتمنى أن أحبك في عصر اخر أكثر إحساساً برائحة الكتب و رائحة الياسمين و رائحة الحرية" .
تُفتتح الرواية على أفراد قاهريين لاهثين ، تسحقهم المدينة القاسية بشكل جسدي ومعنوي يحلمون بالخلاص الخلاص الى مااذا ؟ إلى حيث يمكن التنفس وفرد الجسد والحلم بلا دقات على الرأس... ما يجمع المصريين هو هذا الوجع ، كل يتوجع يقدره وكل يحلم بخلاصه ، في أحراش المدينة والمجتمع والسلطة ... الرواية هي أبعد من ذلك ، هي نوع من الاحتفاء بالحلم الذي يتحقق ، نوع من الاحتفاء بالتجربة ... هي رواية التجربة بلا شك التجربة التي لم يطرقها أحد بعد ، نحن ثقافة اللاتجربة ، ثقافة الشيء الأمن الذي نبحث عنه في أخر الشارع أو العائلة أو المدينة، ثقافة تجميد الحيوات وتدجين العقول وتقديس المسلمات وتثبيط اي اختلاف عن السرب ولعن اي طرف لا يشبهنا فكانت تجربة الانسان الفرد مع سماح الرواية هي رحلة ، طريق يتدافق فيه السرد بنفس الطاقة ونفس الحماس للتحقق المستحيل في لحطة ما ، هي نبش وتفتيش وتمحيص عما يبنيه المجتمع داخلنا وما نكسره كي نفهم ونكتشف الأشياء بدءِ من الجسد والحب والمضي قدما بلاخوف في الطريق ، الطريق الذي لا نملك غيره فكانت ايمان وحياتها التي هي حيوات عدة كل فصل منها يصلح لرواية من روايات الشفقة على الذات والصراخ من المدينة ولكنها هنا تتشابك لتصنع انسان فرد متحرر من مخاوفه ومن جبنه ومن مسلماته ليمضي في الطريق الذي ما زال يخفي العديد من الاوجاع بقدر الافراح وبقدر اكبر من الرضا والتصالح مع الذات التي تصبح هي المركز للانطلاق وليس المدينة ولا المجنمع... في النهاية تنتصر على المدينة الطريق يمضي وتمضي الرواية في تطور مستمر الشخصية ليست ثابتة في مكان او زمان تتطور طول الوقت وتبهرنا ... عمل مكتوب بروح مقاتل ، تفاني العمل الأول حيث يضع الكاتب روحه وكيانه بلا حدود ... برافو سماح
.العنوان كان السبب الى خلاني نقرأ "ترانس كندا" توقعت أنه الكتاب من نوع "ادب الرحلة"، لكن موضوع الرواية عن رحلة الحرية أو تمرد من البطلة من القيود والعادات الشرقية وغيرها يُعتبر من الأدب النسائي "الممل غالبًا"، الرواية مقسمة لعدة مراحل فقدت التركيز في البداية لأنه كُنت نتوقع أنه كل قصة لشخص مختلف ، لكن في الأخير اكتشفت أنه كل القصص مرتبطة بنفس الشخص مع بعض الشخوص الروائية الاخرى، أسلوب الفلاش باك رائع بجديات ، أسلوب الكاتبة ممتازة ، وجود لهجة المصرية العامية مستفز، لكن في نهاية الكتاب يتحدث عن قضية تخص الشأن المصري، مافيش جديد في القصة كل الأدب النسائي يتكلم عن النفس الشيء،"الحب -الزواج- الجنس - ـالتمرد)
يجعلك تشعر أنك في جلسة حميمية مع كاتبة الكلمات وهي تحكي لك كيف رفعتها الدنيا ونزلت بها كيف كانت دروب الحياة التي سارت فيها
بداية العمل كانت ضعيفة جدا حكايات منفصلة تصيب القارئ بالتشتت وتجعله لا يفهم ما المغزى منها انتظرت حتى أرى رابط بينها وبين بقية العمل لم أجد ولم اشعر انها ذات أهمية كنت أتمنى ان تبدأ الكاتبة مباشرة ومن اول صفحة عن مشاعرها وهي تسافر وتعود فلاش باك في فصل متأخر من الرواية لحكايتها في مصر وخلفيتها ووالدها ووالدتها
لم افهم ان كانت هذه حكاية الكاتبة او انها حكاية حقيقية او خيالية.... فقط شعرت ان البداية مبالغ فيها بعض الشيء
حتى نصف العمل لم اشعر أنى اندمجت على الاطلاق ولولا ان صديق اثق في رايه رشحها لي لما اكملتها ولكني كنت سأندم ان لم افعل لان النصف الثاني منها جميل بحق
ليس لتفاصيل السفر وليس للحياة العجيبة واحداثها التي مرت بها البطلة لأنها مكتوبة بشكل فيه طمس لكثير من الأشياء الهامة (كروتة) بالمصري كما يقولون لكن لصدق الإحساس ووصفه الذي يمر بالبطلة في كل موقف سوآءا غريب او متوقع لنظرتها للرجال وللأحداث وللأمور المختلفة بقدر ما نكون كبشر مختلفين فالتربية والاحداث والخبرات في حياتنا بقدر ما نبدو متطابقين في اعماقنا
شعرت انها تشبهني كثيرا في كثير من المشاعر التي حكتها وشعرت أنى متضامنة معها افهمها جيدًا وكأنها تتحدث من اعماقي وكأننا النساء نتحدث لغة واحدة قد لا يفهمها الرجال.... لغة الوجع والظلم المشتركة.
انتهيت من الرواية في جلسة واحدة لم أشعر معها بأي ملل، كنت أقرأ السطر و كلي شوق للسطر الذي يليه.
بدأت الرواية بما يشبه القصص القصيرة و التي حملت العناوين التالية : يوسف، ايمان، هاني، حلا، نهى. اعتقدت أن الرواية ستحكي تفاصيل حياة كل شخصية. لكن هذا لم يحدث .. هذه ليست رواية بقدر ما هي رحلة رحلة ايمان على طريق ترانس كندا، و رحلتنا نحن داخل أعماق ايمان. و ما بقية الأسماء إلا مراحل في حياة هذه المرأة فحسب. و إن كان يصلح كل اسم منهم لتُكتب له رواية وحده
ايمان المغتربة داخل وطنها، الهاربة نحو كندا - الطفلة الصغيرة التي شاهدت انتحار والدتها حرقًا - بكيت هنا بشدة ��� - الطفلة الفقيرة العاملة، و الطالبة المجدة فالعمل من أجل المال، و المال من أجل العلم، فقد رأت في العلم خلاصها من مستنقع البؤس الذي تحيا فيه. - المرأة العاملة التي لا تنتهي متاعبها اضطهاد، مكائد، تحرش - العاشقة التي حُرم عليها العشق لأنها دون المستوى ! - المتمردة على كل شيء - الهاربة من جحيم الوطن إلى وجع الغربة - الأرملة التي فقدت السند الوحيد - الأم التي أجهضت طفلها الوحيد - الزوجة الهاربة من زواج بائس مع زوج بارد - و المرأة الممزقة بين ارضاء الروح أو ارضاء الجسد بعد أن يئست كل اليأس من أن ترضيهما معًا. ايمان كل هذا و أكثر .. في ايمان اجتمعت كل أوجاع النساء، و فيها أيضًا اجتمعت كل قوتهن. أنا لا أتفق و شخصية ايمان، لم تعجبني الكثير من تصرفاتها. لكني أنحني احترامًا لقوتها و اصرارها.
الرواية رائعة، صادقة، و تمس القلب و الروح. و يبدو أنه حال كل كتابات سماح صادق فديوانها الشعري في قائمة كتبي المفضلة
شكرًا من القلب سماح روايتكِ كانت نور ودفء في ليلة باردة حالكة السواد :)
سماح كاتبه مصريه،تعتبر ترانس كندا روايتها الأولي ، و رغم إنها علي حد علمي الروايه الاولي إلا إنها روايه واعده.أولا تدور أغلب الاحداث في كندا رغم أن المكان ليس البطل الهنا و لكن إستخدام مدن كندا كعناوين لفصول الروايه مع وصف بعض الأماكن الطبيعية و شوارع كندا أضفي خلفيه جميله للروايه و وضع القارئ في موود مناسب للرسالة الكاتبه عن الحريه و التغيير و تحدي الثوابت..الروايه ممتعه لم أشعر خلالها بالملل مع أن البطله طوال الروايه تحكي الحاضر و تروي لنا الماضي فقد يشعر البعض بالملل من فكرة الفضفضة التي إتخذتها الكاتبه كطريقه للروايه،و لكن في ترانس كندا لم أشعر بالملل بل كنت أقلب الأوراق لأصل الي النهاية الرحله.أرادت الكاتبه نصر المرأه و حثها علي التغيير و التمرد علي مجتمعها و قرأت أكثر من رأي أنها روايه نسويه بالدرجه الاولي و لكني أراها إنسانيه بالدرجه الاولي فالرسالة و كونها نابعه من البطله تبدو صادقه تمس القلوب رجلا كان أم إمرأه،فصدق المشاعر و عذوبة تدفقها طوال الروايه جعلني أفكر في أوضاع كثيره حولي أنا شخصيا..الفصلين الاخيرين شابهم قليلا من الملل حيث أستطردت البطله في شرح وجهة نظرها التي هي وجهة النظر الكاتبه و كان من الواضح أن الكاتبه أرادت أن لا تنهي الروايه إلا و هي واضعه علي الورق كل ما يعتمل في صدرها لذا شعرت ببعض الملل البسيط،،الذي لم يفسد تجربتي ...ملخص الحديث روايه ممتعه لكاتبه واعده و سأنتظر الروايه الأخري...
أسم الرواية يدل على محتواها، ترانس كندا هو أسم مجموعة كل الطرق السريعة التي تربط كل المدن الكندية. الشخصية الرئيسية إيمان تأخذنا في رحلة إلى ربوع كندا بالسيارة وهذا هو أجمل ما في الرواية هو خط سير الرحلة لذا تأكد ان تشاهد هذا الخط على تطبيق "غوغل مآب" وقد أستخدمت كثيراً العم غوغل لأشاهد كل مدينة على حدة وعندما تصل إلى نهاية المطاف تنتهي الرواية وبذلك تكون قد زرت كندا وأنت جالس في مكانك
الراوية إن تصورتها في مخيلتك ستكون قريبة من الأفلام المصرية الحديثة اي تحتوي على ٤ عناصر موجودة في معظم الأفلام الحديثة وهي مخدرات + خمر + تحرر + جنس وأضيف عليها عنصر رابع وهو الرغبة في الهجرة
لغة الكاتبة سهلة وبسيطة لا نحتاج إلى معاجم والرواية من بدايتها إلى نهايتها ممتعة فلن تأفف ولن تشعر أبداً بأي نوع من الملل ، ولم أكن أرغب بالإبتعاد عن الرواية للحظة
ممكن أن تقتبس الكثير من الرواية وأعجبني كثيراً الأهداء في بداية الرواية واقتبسه هنا " إلى هؤلاء المغامرين الذين لا يخشّون الوحدة ولا يخافون في حريتهم لومة لائم "
وأخيراً أحببت أن أضيف هذا الرابط لأغنية ذكرت في الرواية و لها علاقة بشخصية موجودة في الراوية وهو "عاشق فيروز" http://youtu.be/VsEJIRWSLrM