في أثناء الحقبة العثمانية، تتكشف سيرة مغايرة لـ«عبد الحسين» الذي ينشأ في قرية بالجنوب اللبناني، ثم يسافر إلى النجف في العراق ليدرس علوم الدين لكنه يولع بالفلسفة الأمر الذي يكسبه لقب «الشيخ الأحمر»، ويولع بالنساء ويتمتع بالكثير منهن، في غالبهن أرامل ومطلقات، ما كان يعتبر في ذاك الوقت تحصينا لهن وحماية من الزلل. يعود الشيخ الأحمر إلى بلدته ليواصل حياته في خدمة الدين على طريقته، وقد تزوج «خديجة» وهي امرأة عراقية وتصحبهم شقيقة زوجته «عاصمة» التي تتحول تتدريجيا لتصبح سيدة البيت. لكن رحيل الزوجة، يضع العلاقة بين عبد الحسين وعاصمة على المحك، ويضع كلاهما أمام اختبارات معقدة وحساسة. تستلهم الرواية التاريخ لتلقي العديد من الأسئلة المعاصرة عن الدين والحرية والحب والخيانة والجسد، ليبدو الحاضر وكأنه استمرار للتاريخ، وليبدو الماضي وكأنه لا يغادرنا قط. ويظهر السؤال الأعمق أين نحن من ذلك كله؟ هل الحاضر هو قفزة من الماضي أم هو عود مثابر لأصل متجدد؟!
شاعر وروائي وصحافي لبناني (مواليد 1945، صور) من أبرز الوجوه الثقافية في بيروت، وروّاد قصيدة النثر. درس الأدب العربي في جامعة بيروت العربية، وحصل على الماجستير في الأدب من السوربون الفرنسية. أمضى حياته متنقلًا بين باريس وبرلين وبيروت حيث يقيم الآن. صدرت له سبع روايات منها "خريف البراءة" (2016) التي حازت جائزة الشيخ زايد للكتاب (2017)، بالإضافة إلى ما يفوق خمس عشرة مجموعة شعرية منها "الموت يأخذ مقاساتنا" (2008) التي حازت جائزة المتوسّط للشعر (2009)، وآخرها "الحياة تحت الصفر" (نوفل، 2021) تُرجمت قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والكردية.
تفوق الجانب الفنّي في السرد على الجانب الموضوعاتي في رواية " الشيخ الأحمر " لعباس بيضون الصادرة عام ٢٠٢٤ عن دار الشروق. النّص الذي شهد تدرجًا كلاسيكيًّا بدءًا ببناء الشخصيّات( عاصمة/ الشيخ عبد الحسين / آمنة") وصولًا إلى سرد الأحداث السريعة وظهور شخصيّات ثانويّة تزامنًا مع تحول الشخصيات الأساس( عبد المجيد/ أيمن/ الحاجة نظام/ وجيهة...)، عكس مدى براعة بيضون بالتصوير، سيّما اللحظات الحميميّة والخاصة ( بدءا من الصفحة ٢٠ حتى ٤٠) حيث أتقن السارد إيصال مرحلة اكتشاف الجسد لدى آمنة وهو ما تطرق إليه سيغموند فرويد خلال عمليّة بناء الجهاز الجنسي لدى الانسان/ الفرد، وظهر التوازن في الوصف تحديدا حين تطرق لنفس الأمر بنبرة ومسار آخر لدى الشيخ عبد الحسين وربطه هذه الحميمية بانتقاله من النجف الى جباع وعو ما يحيلنا الى ظاهرة الاغتراب الذاتيّة وتحرر الفرد منها. أمور يضاف اليها سرعة اللغة التي صارت ثقيلة الخطوات في آخر عشرين صفحة من الرواية حين صار النص يقف عند مضير الشخصيات وخرج عن القضية( حال الشيخ المتمرد على الأعراف ونبذ الفلسفة لصالح الدين، وتعويم المجتمع الأبتي للزواج المؤقت) والفنيّة المتمثلة بلغة الوصف ومداه. الحقبة العثمانية والزواج المؤقت والخيانة ورضوخ المرأة وللافتتان بالجسد كلها نواة لموضوعة او موضوعات عولجت متذ أرسطو وأوفيد وصولا إلى يومنا هذا، لكن ما تغير واختلف هو ديناميّة اللغة والتقنيات التي جعلت من بيضون يثبت أنه سارد تتمتع لغته الروائية بمناعة عظيمة.
رواية بلا ملامح عن رجل دين شيعي يحب الفلسفة ... و لا مرة فى الرواية ظهر اى نقاش فلسفي .... و يحب ايضا زواج المتعة من المطلقات و الارامل الغنيات بحجة صونهن و عفافهن ...و لا مرة رأيت مسبب درامي لتلهفهم من الزواج منه و يحب مع ذلك زوجته المريضة طريحة الفراش ... و برضه بدون اى مسبب درامي او هدف او سبب و اخت الزوجة تحبه فى صمت طيلة الرواية ...و حينما ماتت الاخت و اصبح من المنتظر ان تكون هى الوريثة الشرعية لها للبيت و الاسرة و الاولاد و الزوج ...رفضت الزواج منه برضه بدون سبب