وريقات كتبها طالب جامعة البترول وخرّيجها جميل الرويلي، إبّان الأيام الشديدة على العالم العربي والإسلامي بعد أحداث سبتمبر .
هالتني سطحية جميل، وقد كنت أحسبه من تويتر أنضج ثقافة مما جاء في وريقاته، وهكذا كثيرون من أبطال تويتر إذا قرأتَ لهم، أنفاسهم تعودت على التغريد، فإذا راموا الركض في كتابة مقالة جادة أو كتاب محترم، تقطعت بهم الأنفاس القصيرة، ولهثوا بكلمات ضعيفة. الرجل في هذه الوريقات إسلامي إلى النخاع، لا يُخفي افتتانه بالسلفية الجهادية، وتعاطفه المتضرم مع قضيّتَي المسلمين مطلع الألفية أفغانستان-العراق. نعم لا يعجبني هذا الجو المشحون يغلي على الفتنة وذلك الانسياق السريع مع ذلك التيار المندفع، ولكن لا علاقة بين رأيي وبين الحقيقة التي أراها ماثلة في هذه الوريقات، وهي أن الرجل سطحي التفكير، يلمّ بأطراف أمور كبيرة، ويتكلم عنها بثقة مستغربة.
هي ورقة مفيدة لتعرّف ذهنية كانت سائدة بين الشباب السعودي بقوة، لكنها سخيفة الأسلوب.
أتمنى من جيلي عندما يكتب أبناؤه قصتنا أن يكتبوها بكل ما في قلوبهم من إخلاص وصدق، فإننا شهدنا من الاختلاف عمن سبقنا، وملكنا من زيادة الوعي عليهم ما يحمّلنا مسؤولية خطيرة.
إنني أجد بونا شاسعاً بين ذلك الجيل وجيلنا. في قضاياه كان عالمياً، ونحن محلّيون، وفي ثقافته كان إسلامياً بالضرورة ونحن… ما أدري ما نحن…
ظن جميل أنه كتب عن نفسه في مذكراته، لكنه كتب عن جيل كامل، بتناقضاته وإيمانياته وشكوكه وتفاعله مع ماايحدث حوله بخست من حقه نجمة لأنه تكلم في علماء ومشايخ في معرض ليس مناسباً
لقد نسيت كيف تكتب المراجعات , لا أحب هذا الكاتب حتى من قبل أن اقرأ له . يثير بداخلي غضب وأغلب من عاشوا شبابهم في اواخر التسعينات يثيرون نفس الغضب بداخلي ولا اعرف كيف اشرح الاسباب شرحا منطقيا يظن نفسه افضل من اصدقائه وهذا واااضح جدا على طول المذكرات يذكر زواجه كشيء كان مجبرا عليه بسبب امه وكأنه فتاة عمرها 13
هذه المذكّرات وصلت إلي عن طريق أحد الأصدقاء عبر الواتس أب في منتصف فصل ٢٠١، وما إن فتحتها حتى قرأتها كاملة في ٣ ساعات تقريبًا، وعاودت قراءتها عدة مرات حتى ختمتها أمس للمرة الرابعة!
يتحدث فيها الكاتب والمثقف جميل الرويلي عن سنواته في جامعة البترول ٩٨-٢٠٠٢ وعن نقطة التحول الفكرية التي عصفت به، وعن المصائب والأقدار المؤلمة التي حدثت له حتّى فُصل من الجامعة لمدة فصل كامل، وعن الأشخاص الذين تعرف عليهم، وعن قصة التزامه، وعن اكتشافه بأن أنواع المطاوعة أكثر من أنواع السمك! وعن أحداث ١١/٩ والسكن الطلابي وأئمة المساجد، وعن قصة تسميته بإمام الزمان، وعن أشياء أخرى.
المذكّرات أشبه بالاعترافات، فلم يخجل الكاتب في ذكر بعض شطحاته وطلعاته وخرجاته في أيام ما قبل معرفة الشيطان!
التجربة الأولى لي مع م.جميل الرويلي، ولن تكون الأخيرة بإذن الله، أنهيت المذكرات في جلسة، على صغر حجمها إلا أني بكيت كثيراً، وتأثرت بها وأعتقد أني سأهتم بنتاج م.جميل :))