إن الموت الذي أخذ يعصف قوياً مستبداً بأعداد كبيرة من جيل الباهي، لا بد أن يقدم درساً نموذجياً لما يجب أن يعمل الآن... وقبل فوات الأوان! فالفسحة تضيق، والأرض تميد تحت الأرجل، أما انتظار الوقت المثالي، الأكثر أمنا، للإدلاء بالشهادات وتدوين التجارب فإنه تعويل على السراب. كما أن العزوف عن قول الحقيقة كالمساهمة في إخفائها أو التواطؤ عليها. ومن هنا تترتب على كثيرين مسؤوليات لا بد أن ينهضوا بها، وإلا أصبحوا من النادمين.
ولد عبد الرحمن منيف في عام 1933 في عمان، لأب من نجد وأم عراقية. قضى المراحل الاولى مع العائلة المتنقلة بين دمشق وعمان وبعض المدن السعودية. أنهى دراسته الثانوية في العاصمة الاردنية مع بدء نشاطه السياسي وانتمائه لصفوف حزب البعث اذي كان يتشكل حديثاً . التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد توقيع " حلف بغداد" في عام1955 طُرد منيف مع عدد كبير من الطلاب العرب الى جمهورية مصر. تابع دراسته في جامعة القاهرة ليحصل على الليسانس في الحقوق . في عام 1958 اكمل دراسته العليا في جامعة بلغراد ، يوغسلافيا ، حيث حاز على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، اختصاص اقتصاديات النفط عام 1961. عاد الى بيروت حيث انتخب عضواً في القيادة القومية لفترة اشهر قليلة . في عام 1962 انتهت علاقته السياسية التنظيمية في حزب البعث بعد مؤتمر حمص وما لابسه من اختلافات في الممارسة والرؤيا . في العام 1963 تم سحب جواز سفره السعودي من قبل السفارة السعودية في دمشق تذرعاً بانتماءاته السياسية ولم يعاد له حتى وفاته في 2004. عام 1964 عاد الى دمشق ليعمل في مجال اختصاصه في الشركة السورية للنفط ،" شركة توزيع المحروقات" وفي مرحلة لاحقة عمل مديراً لتسويق النفط الخام السوري . عام 1973 استقر في بيروت حيث عمل في الصحافة " مجلةالبلاغ " لبضعة سنوات . غادر بيروت عام 1975 ليستقر في بغداد، حيث عمل كخبير اقتصادي ومن ثم تولى اصدار مجلة تعنى باقتصاديات النفط وهي " النفط والتنمية" التي كان لها صدى كبير. استمر حتى العام 1981 حيث اندلاع الحرب العراقية الايرانية . انتقل الى باريس حيث تفرغ للكتابة الروائية بشكل كامل فكانت " مدن الملح " باجزائها الاولى من اهم نتاجاته حيث غادرها في بداية 1987 عائداً الى سورية . عام 1987 استقر في مدينة دمشق ليتابع الكتابة ، متنقلاً بين دمشق وبيروت حتى وفاته في 24 كانون الثاني لعام 2004.
بدأت بالقراءة جاهلة تماما بالعمل ومحتواه والباهي ومنيف، تجربة جديدة من كل النواحي.
بديت مثل الغريبة وبكل صفحة عم أخطوها بخوف كنت بقرّب شوي شوي من فِهم العمل، وكنت بقرّب بسرعة أكبر من الباهي، لحد ما خلصت آخر صفحة تزامنًا مع استماعي لأغنية عبد الوهاب " من أد إيه كُنّا هنا" وسكرت الكتاب لأصفن شوي وأنتبه لحالي ولقديشني بهالفترة تعلقت تعلّق كبير بالباهي وسيرته وكإني بعرفه من سنين!
كلمات الأغنية كان وقعها كثير صعب ومؤلم أكثر من أي وقت مضى، وكإن لحظة الانتهاء من هالعمل جلبت كل لحظات النهايات يلي سبق ومريت خلالها..
لروحك السلام يا باهي، وكل الامتنان للمنيف لتوثيقه هالجمال، على أمل تتحقق آمال الباهي وتنتشر أحلامه يلي بتحكي أحلامنا المنسية، وعلى أمل نصادف ناس أكثر بيشبهوا صفاؤه ونقاوته..
وبلا شك قراءتي لسطور منيف حمستني لأخوض التجربة مع أعماله الروائية يلي صرلي سنين بأجل فيها..
كان الدافع الأول لقراءتي لهذا الكتاب ظني أنه سيتحدث عن الباهي المغربي, أي عن الجو السياسي في المغرب في فترة الستينات و السبعينات و هي -بلا شك- من أغنى الفترات بالتجارب و الآمال و الخيبات في التاريخ المعاصر العربي و العالمي ..ولكن هذا الكتاب لم يأتِ بجديد على الإطلاق عن هذه الفترة بل غطى الحديث عن الباهي , و حياة الباهي,عن الهدف الأساسي من كتاب كهذا في فترة كهذه فجاء الحديث التجارب السياسية لتلك الفترة باهتاً.. الشيء الوحيد الذي يمكنه إنقاذ هذا الكتاب هو أسلوب عبد الرحمان منيف الذي لا أكتفي منه.
عبدالرحمن منيف هو الكاتب الذي شدني قلمة في أدب السجون في شرق المتوسط و الآن هنا و في سيرة المدن بين ثلاثية أرض السواد و خماسية مدن الملح . و هنا أرى وجهه جديد لمنيف ، صورة مختلفة عما عهدت ..هو الصديق الذي يكتب بلغة الحب و أسلوب مشوق عن شخصية عاصرها و كانت ذو بصمة في حياة كل من عرفها .. كان من أهم من الصحفين العرب البارزين و كان لكتاباتة تأثير هام ،خاصة في المغرب العربي .
#محمد_الباهي هذا الأسم البارز الذي وضع موهبتة في الصحافة و الكتابة الابداعية و التاريخ السياسي . خاصة للأحداث التي عاشها أو كان قريباً منها و شاهدا عليها. في #عروة_الزمان_الباهي يولد من جديد بحياته الغنية مليئة بالوقائع و الأحداث ، كانت حياته هي الرواية الاكبر و الأكثر غنى التي كتبها بجسده و روحه .
ومن يستطع إنبات بذرة الدهشة على وجه السرعة والدقة كما يفعل منيف ؟
بدافع الوفاء والمحبة يروي الكاتب سيرة صديقه الثائر السياسي والصحفي المناضل محمد الباهي-اسمه الأصلي محمد فال أباه ابن باب بن أحمد بيبه- ابن الصحراء الموريتانية والذي شارك في حرب التحرير في المغرب العربي و من ثم ساهم بقلمه في تحرير العقول حيث عمل على تحليل الأخبار عوضًا عن نقلها و نشر المعرفة من باريس محل إقامته إلى أقطار الوطن العربي. كما حفظ القرآن وهو في السابعة وحفظ الكثير من الشعر الجاهلي والمعلقات، وكما يروي منيف أنه كان شغوفًا بالمعرفة، فلم تقع عينيه على كتاب إلا امتلكه ولا نبته باريسية على ضفاف نهر السين إلا وفطن أسرارها.
قال الباهي عن نفسه: "أنا صعلوك المغرب العربي للقرن العشرين"
ومما قاله منيف عن الباهي:"من الإجابات التي لم يمل تكرارها، حين يسأل عن حياته وأيامه: "مازلت أمارس فضيحة الحياة"، ويبدو أنه بعد أن خبر الحياة وعرف الكثير وتأكد من الحقيقة، قرر أن يتوقف عن ممارسة هذه الفضيحة، ولذلك شق الظلمة وغاب إن حياة محمد باهي لم تكن عادية، مثل موته الذي لم يكن عاديا أيضا.. كيف لا، وقد كان سيد الكلمات ومروضها. "
يسترسل منيف حين يكتب في شتى مجالات الحياة الإنسانية والإجتماعية والسياسية بسلاسة مذهلة. وكأن القلم في يده لايتوقف عن الإبحار عبر مخزونه الفكري والفلسفي وتجاربه ونظرته العميقة والنافذة إلى كل شيء وأي شيء. قلم منيف مختلف من نواحي عدة أهمها أنه لايُشعرك وهو يكتب بأنه يقوم بعمل شاق وعليه إنهاؤه بأية طريقه. وهذا نادر ورائع !
الناشران:المؤسسة العربية للدراسات والنشر والمركز الثقافي العربي للنشر والتوزيع- 196 صفحة
من أراد التعرف على كتابات عبد الرحمـــــن المنيف , فليس بهذا الكتاب أنصحه. لا أدري لم أعجبت بشخصية الباهي إلى أن علمت أنه كان ممن يحتسي الجعة في حانات باريس. على أي حال, أحتفظ لنفسي بحق الحكم على شخصية الباهي باعتبار أني مدعو لذلك مادمت قارئا للكتاب. و على الرغم من ذلك و يوازيه إعجاب بتأثيره في الصحافة المغاربية و بربطه أولا بين السنغال, شنقيط و المملكة المغربية ثم ربطه بين الأقاليم الغربية و الشرقية للوطن العربي.
المنيف ..وما أدراك من المنيف كُتب هذا الكتاب ليُعلمنا مَاذا يعنى أن تكون صديقاً جيداً لن أتحدث كثيراً عن اللغة فأنا أعرف لمن أقرأ الأحداث والتسلسل يوضح معنى أن لا نُعير كثيراً للوقت للزمن المُهم أن تكُون حياتك مُتخمة بأحداث يستطيع الأخرون أن يروها عَنا
مع أن عدد أوراق الكتاب قليل .. لكني عالقة فيه أكثر من شهرين ، انتصفت فيه تقريبا وحتى الآن لم اقرأ إلا أوصاف السيد الباهي .. ولم افهم المغزى من الكتاب !
سيرة ذاتية بقلم صديق وفي ، ينقل عبدالرحمن منيف عن محمد الباهي " كان الباهي يجيبني مداعبا على الهاتف كلما سألته عن أحواله : ما زلت أمارس فضيحة الحياة. وها هو الآن يمارس فضيحة الموت "
عروة الزمان الباهي ..محمد فال أباه الذي عُرف بالباهي .. سمّاه منيف زوربا العربي .. لم ينتهِ إليّ ..أن رجلاً كتب عن رجلٍ عاصره بهذه الحماسة ..وبتلك القوة والإعجاب الذي لا يُقارن!
تحدث عبد الرحمن منيف بإسهاب عن نضال الباهي ..منشأه في شنقيط وتاريخه .. مغامراته ..انتهاؤه في باريس ..صراعه بالفعل وبالكلمة ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر ..وتحشيد الرأي العام الفرنسي لدعم التوجهات التحررية للشعب الجزائري العظيم ..
ما توقفت عنده كثيراً وأصابني بالكآبة الحقيقية ..هو عندما عرّج منيف عمّا حدث للباهي من صدمة ..حينما بدأ صراع الثوار الجزائريون مع بعضهم البعض ..حتى قبل أن توضع الكعكعة على الطاولة ..!
بدأ حاملوا السلاح يدعون الفضل لهم وحدهم وهم الأحق بالإرث ..وفي مواجهتهم أرباب الكلمة والرأي والصراع السياسي ..ثم احتجّ الأسرى والمعتقلون ومناضلوا السجون ..ليتبعهم من ناضل لإخراجهم ..ليكون صراعهم دمويّاً ..وليكتئب الباهي ويعود أدراجه إلى باريس ..التي تُحبب إلى قلبه مع الوقت ..ويحاول أن يزرع شيئاً من التهدئة من خلال مقالاته التي كان يرتقبها الجميع
المُحبط ..أن العقل العربي مصاب بهذا الداء في كل وقت ومكان كما يبدو، وهذا ما عوّل عليه الاحتلال الإسرائيلي حينما انسحب من قطعة الجبن الصغيرة جداً -غزة- ليترك للعقلية العربية دورها في أن تتكفل بخوض الصراع على هذا الفتات وتنسى الكعكعة الأكبر ..وتنسى القضية الأهم ..بل وتنحدر إلى صراع داخلي سقيم ما زالت آثاره تكوي في الشعب الفلسطيني حتى تاريخ كتابة هذه الكلمات ..!
الباهي ..شخصية عميقة ..وعفوية .. اشتركتُ معه في خصلتين .. الأولى أنه مولع بالشعر ..وليس بشاعر ��الثانية ..أنه كثير التأجيل لمشاريع ينوي أن يقوم بها ..ومات ولم يفعل!
شخصية الكتاب هو محمد الباهي، ذلك الصحفي المغربي، السياسي والنضالي كما يرونه أصحابه في فترة الستينيات والسبعينيات لبلاد المغرب العربي. ولذكرى تخليده قام منيف بتأليف هذا الكتاب، الحقيقة أني اعتقدت في البداية أن هذا الكتاب يتكلم عن رواية، بما أن عنوانه (عُروة الزمان الباهي ) فلم يأتي في بالي أنه سيتكلم عن شخصية تسمى بالباهي( محمد فال أباه). منيف هنا يشرح ويحلل شخصية صاحبه عن شغفه السياسي وعن حبه لبلاده المغرب العربي، وعن كتاباته الصحفية، يقال بأن الباهي امتاز في مقالاته الصحفية أو عن نقله للأخبار الصحفية أنه ترتكز على تحليله وليس نقله فقط. وكما تنقل الباهي بين البلاد فتنقل بنا منيف معه إلى مدينة باريس وعن حياته هناك.
الكتاب لم يخلو من فائدة، ولكن بعد ما قرأت مقدمته أحسست أن الكتاب سيتكلم عمّا حدث في بلاد المغرب العربي(الجزائر والمغرب و...) وما كان دور الباهي فيه، ولكنه كان يتناول تلك الشخصية فقط، ولو علمت بذلك لما قرأت الكتاب أو اشتريته.
عروة الزمان الباهي عبدالرحمن منيف الطبعة الأولى 1997 الطبعة الثانية 2007
إنها حكاية محمد الباهي الصحفي البدوي من بلاد شنقيط جسد منيف حياته في هذه السيرة ، جسد حكاية النضال والاستقلال ضد الاستعمار حكاية جيل بين الحربين وتطلعاتهم التي كانت أكبر من طاقاتهم كما يقول منيف هنا يكتب عبدالرحمن منيف من وجهة نظرته لمحمد الباهي وعلاقته معه تجد منيف يكتب لهذا الشخصية وكأنه يقول لنفسه إن الباهي هو مرآة أرى من خلالها ظلي ، منيف خرج من الشرق يرفع الراية التي رفعها محمد الباهي الخارج من الغرب كلاهما عاشا هموم النضال والنهضة كلاهما عاشا الغربة والارتحال كلاهما خرجا من الصحراء ليقودا نضالهما
أراد عبد الرحمن منيف أن يكتب سيرة حياة صديقه محمد الباهي ربما بدافع الوفاء والمحبة ، فهذا الصديق أبن الصحراء الموريتانية الذي ولد على حدود السنغال وشارك في حرب التحرير في الجزائر ولكنه بعد الاستقلال وبعد الصراع بين ثوار الامس وحكام اليوم أثر البقاء في فرنسا والعمل بالصحافة ، للاسف كنت أتمنى أن يكون هذا الكتاب معرفاً بهذا الثائر المثالي وأمثاله كثيرون في تلك الحقبة المتميزة ممن كانت الحدود الجغرافية ربما لاتعنيهم وكانت القضايا القومية تشكل وجدانهم ، لكن أكتفئ عبد الرحمن منيف بالقليل وللاسف حاولت البحث لمعرفة المزيد عن محمد الباهي لكني لم أجد ما يشفي غليلي
الكثير من التكرار و التركيز على الحقبة أو المرحلة التاريخية أكثر من التركيز على سيرة الباهي
إنما تشفع له دائماً قدرته في تطويع اللغة و قد يكون الكاتب الوحيد الذي يجعلني أتغاضى عن أخطاء كثيرة في البنية الأدبية لأجل ذلك
تستحق نجمتين و النجمة الثالثة للغته، و لبهاء الغلاف، و لأن هذا العمل مرجع به العديد من الأسماء و الصحف و المقاهي التي تثير الفضول و الرغبة في البحث عنها
كتاب لخص الكثير و أضاء الكثير من جوانب حياة المناضل محمد الباهي ذاك البدوي الحر .. قال عبدالرحمن منيف الكثير عن الصديق و القارئ و الصحفي و الإنسان ... قال عن الذي رحل قبل أن يكتب أعمالاً كان يرصد لها و يحشد المعارف لأجل ما كان يحلم لكنه في تأجيله تلك المشاريع لم يُمهله القدر ... كتضل صورتك أيها الباهي قريبة من القلب دومًا
¶ يعدّ كتاب «عُروة الزمان الباهي» لعبد الرحمن منيف نصا نثريا يميل إلى السيرة، وبالتحديد السيرة الغيرية. ذلك لأن الكاتب يكتب ملامح سيرة صديق له بمعان ودلالات مشبعة بالرثاء. هذا الصديق اسمه محمد الباهي الذي توفي سنة 1996. ويعده منيف أقرب ما يكون إلى زوربا اليوناني، فهو كما يقول كان شخصية فذة ونموذجا لجيل ومرحلة تاريخية، بما انطوى عليه ذلك الجيل من أحلام وخيبات كبرى. يقول منيف: «لقد أكدت على الباهي مرات لا حصر لها بضرورة أن يكتب شهادته، فقد عاصر أحداثا هامة، وكان مطلعا على وقائع لا يعرفها إلا القليلون. كما كنت راغبا في أن يحاول امتحان قدرته على كتابة الرواية، وفي الامرين، ورغم الموافقة على أن يفعل، إلا أن انتظاره للزمن «الباهي» كان يدفعه إلى التأجيل باستمرار. وفي النهاية حمل كثير من الأسرار والأشواق ومضى». إن منيف يعد محمد الباهي شخصية مثقف بارز بمقدوره كتابة الرواية -إضافة إلى ما خلفه من كتابات الهامة التي هي جديرة كما يقول بالنشر- لما يمتلكه من وعي، علمي وأدبي وسياسي، وسعة اطلاع ومعرفة. ويعرض لنا منيف شخصية الباهي على أنها مهوسة بعالم النبات والحيوان، فكتب عنها الكثير من تأملاته وأفكاره... كل هذا وغيره جعل منيف يتناول في هذا الكتاب لمحات من حياة الباهي بما انطوت عليه من محطات متشعبة من مكان ولادته في الصحراء الموريتانية ثم انتقاله للمغرب لينضم إلى صفوف جيش التحرير المغربي، ثم التحاقه بالمعارضة المغربية التي مثلتها وقتئذ الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ثم مغادرته المغرب إلى الجزائر بعد الاستقلال عام 1962، حيث عمل بالصحافة وتعرف في الجزائر على أغلب قادة الصف الأول لثورة التحرير. كما تتبع الكاتب مساره عندما ذهب إلى سوريا والعراق وفرنسا واتصاله بمنظمة التحرير الفلسطينية وجبهة تحرير ارتيريا واليمن والجنوبي... وتعد باريس المحطة التي أطال الباهي الوقوف بها، بعدما قدم إليها من الجزائر في بداية السبعينيات من القرن الماضي، بعدما نشب بينه وبين القيادة الجزائرية خصومة.. فعمل بباريس صحفيا. كما أن هذه المدينة تركت أثرا بالغا في حياته وفي تفكيره. ¶ في الأخير فالكتاب وهو يعرض حياة الباهي التي تتعلق بشخصه، فإنما اتخذ حياته مرآة لجيل بأسره، بما يعكس المرارة التي اجتاحت ذلك الجيل، والخيبة التي طحنته كما يقول الكاتب.
¬ رشيد أمديون
This entire review has been hidden because of spoilers.
عمل روائي لعبد الرحمن منيف ذو طابع رثائي بيوغرافي تناول شخصية صديقه محمد الباهي. محمد الباهي هو صحفي من أصل موريتاني واسمه الأصلي محمد فال اباه بن الننيه. بدأ استخدام اسم محمد الباهي إبان تقدمه إلى مسابقة في جريدة العلم المغربية، ليصبح محررا بها.
تنقل الباهي في حياته بين المغرب، لبنان وأخيرا فرنسا، حيث أقام بها حتى وافته المنية في فبراير عام 1996. عرف الباهي بكتاباته الصحفية القوية التي اعتمدت على تحليل الأحداث ومحاولة توقع الآتي على عكس التقارير الصحفية الإخبارية. كما أنه حفظ القرآن في سن صغير بالإضافة إلى الشعر الجاهلي حيث كان من أفضل من أداه شفهيا، طبقا لعبد الرحمن منيف.
قارن منيف شخصية الباهي المحبوبة وخفة دمه بشخصية زوربا اليوناني في رواية الكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكس العالمية ذات الاسم نفسه.
حاول منيف أن يطرق موضوعه مثل التحقيق الصحفي فمن خلال سيرة حياة الباهي تظهر ملامح الجيل كله وتفاعله مع الأحداث من حوله (السياسية خاصة) والباهي شخصية فريدة له علاقة خصوصية جدا بالمكان (الصحراء الموريتانية حيث ولد في باريس) ومن الناس وهو صاحب تجربة ثرية جدا تؤرخ لحركة النضال الوطني في المغرب العربي وللمثقف العربي في عاصمة المستعمر
رسالة وفاء من منيف للباهي. كلنا نتمنى أن يتحدث عنا شخص بكل هذه الرقة عندما نرحل للعالم التالي، عبدالرحمن حكى عن صديقه ليس بشكل رثائي، لكن بتأريخ حياة زخمة بالسياسة والصحافة والشعر والأدب.
"إنتظار الوقت المثالي، الأكثر امنًا للادلاء بالشهادات وتدوين التجارب فإنه تعويل ل السراب".. سلامٌ على الباهي حيًا وغائبًا، فقد كان كبيرًا في حياته ولا بد أن يشمخ أكثر بعد الغياب.
بدايةً عند قراءتي للخلاصة علي خلفية الكتاب بادر في ذهني انه يتكلم عن رسولنا الكريم"محمد" شدني الكتاب في معرفت من يكون باهيُّ الزمن.
أيضا خلال قراءتي بات يدور برأسي ماقرأته في رواية ذاكرة الجسد حول استقلال الجزائر ،ربما تزامن الحدث في الروايتين كان جيد ولكن كشف لي مدي ترابط الدول العربية علي حين غرة عدم تساوي الوحدة بين مصر وسوريا ، أعتقد اني في حاجة للقراءة أكثر علي هذا الأمر
أجمالا الكتاب أعجبني ، ففيه عن دعم الطلبة لبعضهم علي مستوي القطر العربي ،ايضا عن الصحافة والكتابة والشعر ،وباريس
أخيراً..عند قراءتي للباهي بادرت بمراسلة صاحب صفحة الناقد العربي علي الفيس بوك ، هناك جزئية كبيرة من الكتاب تنطبق عليه.
سأحاول من الليلة إلي نهاية هذه السنة أن أنهي بعض الكتب التي في انتظاري حتي تكون من ضمن قائمة سنة 2012.
يروي عبدالرحمن منيف في هذا الكتاب حياة محمد الباهي و يمتد إلى عمقها ليُصور لنا حياة جيل بأكمله محمد الباهي لم يكن مجرد صحفي بل كان رجلاً موسوعة طفولته جنوب نهر السنغال و تسلله إلى أرض الجزائر وجهاده برفقة أهلها و رحلته إلى بيروت و استقراره بباريس .. جميعها تعترف بذلك
/
الفائدة الأكبر التي حصلت عليها من هذا الكتاب هي أن لا أنخدع بوهم " الحياة الممتدة " و بأن أيامها مقبلة وليست مدبرة
هي شبه مرثية كتبها منيف عن صديقه محمد الباهي شابها التكرار وسطحية ما قيل فعليا ، كان الاجدر بمنيف ان يروي قصة حياة الباهي في روايه او حتى قصة صداقته معه ، اما ما تناوله من صفات لا ارى فيها تميز ولم ترسم صورة جيدة للباهي في ذهني ، فلا اجد شيئا مميزا في ان يحب شخص ما ان يقرا عن النباتات او الحيوانات او كون الشخص عالي الصوت قبيح الالفاظ او يهوى ركوب المترو والتطلع في وجوه الناس، لم احب شخصية الباهي على الاطلاق مما كتب عنه وان كان هذا هو هدف الكتاب فقد فشل منيف في رايي
الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية مختصرة عن حياة محمد الباهي ،، احببت شخصية الباهي كثيرا ربما كان للكاتب السبب الاكبر لاعجابي بشخصية الباهي الكتاب يحمل بين طياته معلومات قيمة جداً في جميع المجالات : سياسية ، ثقافية ، طبية وحتى عن عالم الحيوان ! والكثير
من اروع وامتع واميز السير الذاتية الجميلة التي طالعتها ابدع عبدالرحمن منيف في تعريفنا من هذه الشخصية المميزة للباهي وجيله المثابر واحلامهم القومية التي ضجت في الوطن العربي في الفترات السابقة اجمل تعارف بيني وبين شخصية الباهي بوساطة الرائع منيف رحمة الله عليهما