اللغة العربية كما يقول العقاد هي «لغة شاعرة» ذات موسيقى، مقبولة في السمع يستريح إليها السامع، كما تمتاز عن سائر اللغات بحروف تفي بكافة المخارج الصوتية وتستخدم جهاز النطق أحسن استخدام، فتنفرد بحروف لا نجدها في أبجدية سواها كالذال والضاد والظاء.
وهي كذلك لغة ثرية بمفرداتها الفصيحة الصريحة التي تحمل بداخلها موسيقى خفية، فنجد أن الشعر العربي (ديوان العرب وتاريخ أحوالهم) المنظوم من تلك المفردات، منفرد باجتماع القافية والإيقاع والأوزان القياسية في آنٍ واحد.
كما تتميز العربية بوضوح أزمنتها وعدم اللبس فيها. وخلال صفحات هذا الكتاب يصحبنا العقاد فى رحلة فنية سريعة تُمتع الأنظار والأفهام بجماليات لغة القرآن، مناقشًا شبهات المستشرقين المشككين في جماليات هذه اللغة وعلو شأنها، متبعًا أسلوبه العلمي الرصين ومسلحًا باطلاعه العميق على علوم اللغة.
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.
التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
".. إن الحاجة إلى إبراز هذه المزايا تمس غاية المساس في زمن تعرضت فيه هذه اللغة — وحدها — بين لغات العالم لكل ما ينصب عليها من معاول الهدم، ويحيط بها من دسائس الراصدين لها؛ لأنها قوام فكرة وثقافة وعلاقة تاريخية؛ لا لأنها لغة كلام وكفى. ومن واجب القارئ العربي إلى جانب غيرته على لغته أن يذكر أنه لا يطالب بحماية لسانه ولا مزيد على ذلك، ولكنه مطالب بحماية العالم من خسارة فادحة تصيبه بما يصيب هذه الأداة العالمية من أدوات المنطق الإنساني، بعد أن بلغت مبلغها الرفيع من التطور والكمال، وإن بيت القصيد هنا أعظم من القصيد كله … لأن السهم في هذه الرمية يسدد إلى القلب، ولا يقف عند الفم واللسان، وما ينطق به في كلام منظور أو منثور."
بدايةٍ الحمدلله بأننا عرب و لغتنا عربيّة هذا الكتاب أصنفه مدرسة عقادية تُعلمك موقع لغتك من العالم حتى تُدرك بأنها اللغة الأفضل ، فالله سبحانه اختارها لغة للقرآن لحكمة جلّ في عُلاه يوضح العقاد هنا مقارنات بين اللغات من خلال المفردات وطريقة النطق وكذلك يُسهب في حديثه عن اللغة الشاعرة ألا وهيَ العربية الفصيحة من حروفها و أشعارها و أوزانها فعندما تعلم كم من اللغات تجاوزت حروفهم أعداد العربية تعلم حينها بأن العظة بالكيف و ليس الكم و بأنها من خلال ٢٨ حرفاً تبلغ ما لا يبلغُه غيرها ولم تقف على ذلك فحتى توزيع الفعل حسب زمانه لا يؤثر في لغتنا مع تنويعه على عكسِ مثلا اللغة الإنجليزية تحكمك جملة الماضِ و الحاضر و المُستقبل كذلك أعجبني توسع اللغة العربية تستطيع أن تخرج من خلال معنى واحد بعدة كلمات على سبيل المثال لا الحصر المعنى الشجاعة ، تستطيع أن تُعبر عنه بلغتنا بدلاً من الشجاعة تقول ؛ بسالة ، إقدام ، بطولة ، جسارة ،،، وهلم جرا
فالحمدلله أن منّ علينا بأن نُولد عرب من غير حولٍ منا ولا قوة
هذا الكتاب قصيدة في اللغة العربية وأياديها البيضاء، أمتعني كثيرًا ..
ونقطة جانبية، ربما بينما كان العقاد يغلظ على أحمد شوقي أخطائه اللغوية، ربما حينئذ قال له أحد جلسائه، يا أستاذ أنه أخطأ أيضًا في بيته: قطعوا بأيديهم خيوطَ سيادةٍ كانت كخيط العنكبوت ضئيلا
ولكن الاستاذ أعطى لكل صاحب حق حقه!، وقال له: لا، لم يخطأ فـ
إن "ضئيلا" في هذا البيت لتحمد للإعراب العربي تلك الطمأنينة التي تستقر بها في موضعها، فلا تضطرها "الخيوط" إلى الجمع، ولا تضطرها "السيادة" إلى التأنيث، وليس عليه أن يقول: "كانت (كخيط العنكبوت) ضئيلة"، ولا أن يقول: "قطعوا خيوطًا ضآلا"، لأن لسان "الحال" هنا أصدق من لسان المقال
[تكبير!]
وأعجبني بشكل خاص جدًا كلامه عند تعرضه لأخطاء وتوهمات المستشرقين في الأدب والتراث العربي، وكيف أحبَّ أن يمارس هو بنفسه النقد العلمي حسب المنهج الصحيح، فاختار لذلك سيرة "امرئ القيس" لمناقشتها (وتلك هي سيرة امرئ القيس الذي أضلّ تاريخه الكثيرين قبل أن يلقبوه بالملك الضليل!)، وخلص منها إلى عدم صحة وافتراء القصة التي تقول أن قيصر ألبسه حلة مسمومة، فتساقط جلده في الطريق إلى القسطنطينية، ومات!
كنتُ أريد أن أقول للعقاد خلال هذه القراءة: أين كنتَ من قبل؟!
وتقريبًا، كان صلاح عبد الصبور في كتابه "حياتي في الشعر" (تقريبًا)، تحدث عن مناظرة كان سيكون هو أحد طرفيها، والطرف الآخر العقاد، وكانت ستدور عن (الشعر الحر) الذي اعتاد العقاد – وهو رئيس للجنة الشعر بالمجلس الأعلى للفنون والآداب - تحويله إلى لجنة النثر لعدم الاختصاص!، على أي حال لم تتم هذه المناظرة لوفاة العقاد، ولكن آراءه المبسوطة في هذا الكتاب عن الشعر العربي وخصائصه، تغنينا عن المناظرة التي لم تقم!
قمة من قمم العقاد! رغم أني أعشق اللغة العربية لكنني بعد هذا الكتاب أحببتها أكثر و أكثر ربما لأن العقاد هنا قد أرسى قارب الحب و علمنا عبقرية اللغة و أصالتها منذ جذورها و لو كان بطريقة مختصرة ، و كأنه يثبت بكتابه هذا أن حبنا للغتنا ليس لنزعة او تعصب أو حب أهوج معتمد على لغة نشأنا عليها! بل هو حب لأصالة لغة و عراقتها و قدسيتها و جمالها و مرونتها و تميزها و تفردها سواء بأصوات الحروف أو بسبك الكلمات و تفرد قدرتهاا على المجاراة و التجدد، هذا غير قدراتها الفنية في النظم و العرض و الإنشاد وما إلى ذلك (:
عباس العقاد كما اعتدته دومًا، حاد اللسان جزل الأسلوب عبقري المعاني
يخشى أبناء العربية أن يشيدوا بمكارمها تلافيًا لشبهة النعرات القومية غير العلمية، لكن ها هو العقاد يثبت أن الفخر بسمو لغة الضاد ليس وليد اندفاع ولا عجلة، وإنما ينبع من دراية عميقة باللغات العالمية،دراية تشهد بالتفوق للغة العربية به بنيتها على مستوى الأحرف والأوزان الصرفية قبل أن تنتظم كلماتها في الجملة أصلا وقبل أن يبدأ المرء بذكر محاسن العروض العربي بين الشعر العالمي، وأنا أقرأ الشعر الغربي بلغتين كتبت بهما درر الشعر الغربي (الإنجليزية والإيطالية) وأقسم أنه لا يطربني سوى إيقاع العروض العربي ولا أرى مدانيًا لبلاغتنا عندهم ولا حتى لدى الشعراء الأفذاذ. وجاء العقاد ليؤكد ما كنت أشعر به بتفسير علمي وفلسفي بديع.
هناك كتاب مشهور في علم اللغويات يسمى Metaphors we live by اعتبر كشفًا فريدًا عندما وجد الكاتبان أن اللغة الإنجليزية بها بعض النظم المجازية، وكنت عندما قرأته شعرت أنه يحكي بديهيات لا أظنها بهذه الصعوبة، ولكن قراءتي لكتاب العقاد تكشف لي أن هذه البديهية ليست بهذا الوضوح في اللغات الأخرى. الميزة التي تفوق العربية بها أغلب اللغات العالمية هي مجازيتها المفرطة شديدة الشيوع إلى حد الخفاء، فالشمس والقمر واليوم والحول والكتابة والشرف والفضيلة وما إلى ذلك من كلمات منتشرة هي في واقع الأمر ذات أصل مجازي (الشمس مثلا مشتقة من الناقة الشموس أي التي لا تستقر براكبها، وسميت الشمس بذلك لعدم استقرارها والشرف من المكان العالي الذي يشرف على ما حوله)، واعتقادي أنه لا يمكن كتابة سطر واحد بالعربية دون استخدام لفظة ذات معنى مجازي، ناهيك بالعبارات والجمل! ولهذه الألفة الوثيقة بالمجاز صار القارئ العربي إذا قرأ تشبيها أو مجازًا نفذ إلى ما وراءه مباشرة دون واسطة من الصورة الحسية، فعندما يقرأ العربي مثلا تشبيه الفتاة بالقمر لا يرى في مخيلته قمرًا بل فتاة ذات وجه صبوح، وهذا نقاء في الفكر يرجع إلى بنية اللغة نفسها ولهذا يتعذر على غير أبنائها تذوق شعرها.
كالعادة قلم العقاد في أفضل حالاته عندما يكون في محل جدال، الفصل الأروع والأوضح أسلوبًا والأكثر إقناعًا هو فصله عن ضلالات بعض المستشرقين حول الشعر الجاهلي (ولا أراه يقصد إلا طه حسين فالحجج رد واضح على آرائه) ولم أقرأ فيما قرأت من تعليقات على طه حسين ردًا مفحمًا مثل هذا حتى إن من يعتنق رأيًا كانتحال الشعر الجاهلي أو عدم سيادة لهجة قريش بعد قراءة ما كتب هنا لا يعتد بعقله ولا بأحكامه.
لا تحتاج أن تقرأ لسان العرب لإبن منظور، ولا معجم العين ولا حتي أن تدرس قواعد اللغة وعلومها، ولا أن تقرأ الأدب لتدرك عظمة وروعة اللغة العربية، بل يكفي أن تقرأ كتاب صغير يذيد عن المائة بقليل يجمع لك فيه أغلب ما يخص بالعربية وعلومها وشعراؤها، كذلك أراء المستشرقين ونقدهم، ومقارنة كل هذا بالأدب الغربي واللغات الأجنبية. كتب هذا الكتاب بأسلوب جزل، قوي وصعب، يحتاج لمجهود عقلي لفك شفرات اللغة العقادية، وأسلوبه الأدبي الذي رغم قوته إلا أنه عاطفي للغاية. كتاب مهم لنا ولهويتنا ولنعتز بأصلنا ونفخر بالتحدث عن هذه اللغة وبهذه اللغة.
كتاب أكثر من رائع. أنصح به لكل من أراد أن يعرف القليل عن لغته الساحرة ... نصحني بقراءة الكتاب الدكتور عبدالمجيد المبارك . ملاحظة بسيطة : آخر أربع موضوعات في الكتاب لم تكن بجمال الموضوعات الاولى في نظري
مراجعة كتاب "اللغة الشاعرة" للكاتب عباس العقاد نوع الكتاب: كتاب فكري لغوي
في هذا الكتاب يحاول العقاد النظر إلى اللغة العربية من زاوية مختلفة، كشيء يحمل أثر الإنسان داخله، بأسلوب أقرب للتأمل العقلي منه للطرح ��للغوي التقليدي، وكأنّه يفكّر بصوت مرتّب حول كيف تتكوّن الكلمة وما الذي يجعلها قادرة على الإيحاء. القراءة تعطي انطباع تفكيك لطبيعة اللغة نفسها، ماذا تعني الكلمات؟ وكيف يتبدّل معناها تبعاً لاستخدامها بالتعبير!
كما يعرض العقاد تطوّر الألفاظ، وطريقة تحوّل الصوت إلى معنى، والمعنى إلى صورة، مناقشاً الفارق بين اللغة التي تُستخدم للشرح المباشر، واللغة التي تُستخدم للخلق والتصوير. ويقدّم أمثلة بسيطة ليُظهر كيف تحتفظ بعض الكلمات بإيقاع يجعلها أقرب للشعر حتى لو لم تكن جزءًا من بيت شعري.
يتركنا الكتاب مع شعور بأن اللغة أوسع مما تبدو في الاستعمال اليومي، يمنح القارئ فرصة ليلاحظ التفاصيل الصغيرة في الكلمات وطريقة تأثيرها، ويُظهر أهمية اللغة العربية - تحديداً- من خلال إبراز ثرائها الإيقاعي وقدرتها الفريدة على حمل المعنى والجمال معًا، مما يجعلها نموذجاً حياً للغة الشاعرة. يعتبر الكتاب مفيد جداً لمن يريد رؤية اللغة كمساحة شعور وفكر معاً، لا كمجموعة مصطلحات جاهزة.
تتميز العربية عن غيرها بحروفها بمفرداتها وتراكيبها بشعرها وبعروضها..ما أجمل لغتنا وما أغفلنا عنها.. أقرأ كتب العقاد لأكتسب عقله، كيف يجمع المادة ويحللها، كيف يشرح وكيف يناقش ويرد على المعترضين.. العقاد أكبر كاتب موسوعي عرفته العربية في قرنها الماضي
بشراكم بشراكم فببساطة الأسلوب عقاد مصر أتاكم. هذا هو ثالث وآخر كتاب قرأته للعقاد وإن لم أكن أحطت بكتاباته كلها علما. إلا أني أجزم أن هذا الكتاب بدعة من بدع الزمان لأن العقاد ما ربط فيه الأفكار وقيدها. كأن روح انسياب الشعر سالت على أسلوب الأستاذ هذه المرة. ولكن يكفي أن يتخلى عن صفة واحدة من صفاته فلم يتخل عن صفة هي عند بعض الناس أشد عليه من الأسلوب. وهي تطرفه في نصرة القضية.
يتحدث الأستاذ عن اللغة كونها شاعرة في ذاتها لا قادرة على صياغة الشعر وفقط. بل هي شاعرة بذاتها شاعرة في حروفها التي تمر على كل مخرج من مخارج الحروف فلا يتعطل لآلة النطق مخرج ويرى أن العربي لا يُعدم صوتا في لغة جديدة على عكس أعاجم تصعب عليهم حروف الجوف (كالحاء والخاء والعين والغين) لأنهم نشؤوا في بيئة باردة فكان لا يمكن لهم أن يفتحوا أجوافهم للصقيع. ويرى أن حروف اللغة كلها لها نغم خاص في ذاتها.
ثم ينتقل إلى الكلمات وما هو حقيقي منها وما هو مجازي. ككلمة قوم مثلا فهي تدل على الجماعة من الناس (يقومون) لنصرة صاحبهم. وإن قيل نَفر من بني كذا فأخذت الكلمة من (نفير) الناس للقتال. فهي كلمة مجازية لأنك إذا ألقيت السلام فقلت عمتم مساء يا قوم فهم لا يقومون من مكانهم لحرب ولكنهم يقولون عمت مساء. فاستعملت الكلمة في غير أصلها. وتعرض العقاد لكلمات كهذه كثيرة.
على الهامش: أتعرف لم سمي العربي عربيا والأعجمي أعجميا. العربي هو الشخص الذي (يعرب) عما في نفسه. والأعجمي هو كالبهائم العجماء لا يحسن قولا ولا إعرابا. واستخدمت الكلمات في غير موضعها فالعُرب تحيك في صدرهم الكلمات أمام إعراب العجم عن نواياهم المهينة.
استئنافا... ثم ينتقل الأستاذ إلى تركيب الجملة في اللغة والذي يصح فيه تبديل كل المواضع لكل الكلمات وضبط الكلمة كفيل بأن يظهر أصل موقعها. على عكس لغات اختلاف الترتيب يعطى معنى آخر. فيقول الأستاذ أن اللغة العربية احتملت تحويل الإلياذة إلى شعر من نظمها الشعري اليوناني ولم يخل ذلك من معناها شيئا. لأن اللغة كان فيها من الألفاظ ما يحمل المعنى بدقة ولم يعينا النظم بسبب الترتيب فهو محلول. والصناعة العَروضية (قواعد كتابة الشعر) لا تقيد عربيا.
وفي شأن الموسيقى الشعرية فقد أورد دليلا عندما قرأته ما منعني عن الصراخ إلا أني كنت أقرأ في وسيلة مواصلات عامة.. ذهلت ذهولا لا ذهول مثله من هذا التحليل. فقال ما معناه أن الموسيقى الشعرية العربية دليل جودتها وتطورها ليس كثرة ما ألف بها ولا بانتشارها ولا باستحسان الناس لها. فتلك أذواق ونسبية ولها عوامل أخرى. وإنما الدليل هو "الحداء". الحداء هو الغناء للناقة أو الجمل فيسرع طربا بما يسمع. فحادي الإبل كان دور مختص في كل قافلة. ينشد للإبل شعرا فإن طربت أحثت في السير وإلا ما أسرعت فتفاوت الحداة ولزم لهم انتقاء موسيقى للنص تطرب لها الإبل إذ أنه لا مجال لأداة موسيقية أو حتى كورال جماعي بل إنشادا فرديا. فكانت تلك وسيلة لتطوير الموسيقى الداخلية للنص ثم وسيلة تقييم للجودة لا يشوبها شائبة فلا يدخل فيه مدح أهل اللغة ولا حسد أعدائها ولا جهل العجم بها. الكتاب شاعر أفكاره بالغزارة والجمال بمكان لا أستطيع أن أنقلها ولكن شوقت لها ببعض من بعض ما عندي بأسلوب أضعف نسجا من أسلوب الأستاذ فإن طربت لقدر منه بسيط فالطرب للأصل أتم.
كتاب اللغة الشاعرة للعقاد قليل الصفحات ولكنه عظيم المنفعة.. أستغرب كثيرا كيف لم يدرس هذا الكتاب في مراحل التعليم الأساسية في بلادنا .. ولاسيما في هذا الزمن الذي ينظر فيه أبناؤنا إلى اللغات الأجنبية بكل انبهار وجلال، ولا يدركون قيمة لغتهم الأم بين اللغات...
يقول العقاد في مقدمة الكتاب: " اللغة الشاعرة هي اللغة العربية. وليس في اللغات التي نعرفها، أو نعرف شيئا كافيا عن أدبها، لغة واحدة توصف بأنها لغة شاعرة غير لغة الضاد. إنما نريد باللغة الشاعرة أنها لغة بنيت على نسق الشعر في أصوله الفنية والموسيقية، فهي في جملتها فن منظوم منسق الأوزان والأصوات، لا تنفصل عن الشعر في كلام تألفت منه، ولو لم يكن من كلام الشعراء. وهذه الخاصة في اللغة العربية ظاهرة من تركيب حروفها على حدة، إلى تركيب مفرداتها على حدة، إلى تركيب قواعدها وعباراتها، إلى تركيب أعاريضها وتفعيلاتها في بنية القصيد. "
فمن خصائص اللغة العربية كما شرح العقاد، أنها لغة شاعرة في ذاتها، كما أن أشعارها قائمة بوزنها وقافيتها كفن مستقل، لا يحتاج إلى مساعدة أو توضيح، وليس كباقي اللغات الأخرى التي يحتاج نظمها الشعري إلى موسيقى أو إيقاع أو حركات راقصة لتساعد على تذوقه. بدأ العقاد بحثه بخاصية الشاعرية من أول بناء الحرف، وخصائص الحروف التي تستغرق كل مخارج الفم والحلق تقريبا، والتي تقلل من حركات التنافر بين الحروف وصعوبات النطق، كما أن الحروف لها مدولات من حيث صوتها الذي يساعد في توظيفها داخل المفردة، ثم ارتقى إلى شاعرية اللفظ والمفردات، ثم انضباط الإعراب ومساهمته في شاعرية اللغة وسهولة ضبط الأوزان والقوافي من حيث المرونة والتقديم والتأخير مع انضباط المعنى، ثم وضح انضباط العروض في لغة الشعر والبحور الشعرية، وتحدث عن المجاز الشعري ف اللغة وكيف أن لغتنا ثرية في مجازاتها، وأن المجاز أصيل في تراكيبها، ويسير على متذوق اللغة أن يدركه، ثم تكلم عن الفصاحة العلمية. وأنها لغة فصيحة مُبينة، فلا لبس في حروفها أو نطقها أو دلالاتها.
وهكذا استمر العقاد في شرح مزايا اللغة العربية، وتفردها عن غيرها من اللغات، فظللت مشدوها خلال مطالعة الكتاب، من ثراء وعظمة لغتنا العربية. ثم أدركت ان كل هذه المزايا - إلى جانب لغة القرءان- قد تكون سببا في ثبات اللغة، وكيف أننا نفهم لغة أجدادنا منذ أكثر من خمسة عشر قرنا، ولم تتبدل خلالها اللغة كثيرا كغيرها من اللغات.
وأختم بقول العقاد رحمه الله : " ومن واجب القارئ العربي إلى جانب غيرته على لغته أن يذكر أنه لا يُطالب بحماية لسانه ولا مزيد على ذلك، ولكنه مطالب بحماية العالم من خسارة فادحة تصيبه بما يصيب هذه الأداة العالمية من أدوات المنطق الإنساني ، بعد ان بلغت مبلغها الرفيع من التطور والكمال"
أنصح بقراءة الكتاب بشدة مع الكثير من التأني والبحث والإستمتاع.
أنهيت قراءة الكتاب ومتابعة شرح الأستاذ محمد رشيد عليه في حلقات الأردن
أستاذ محمد شرحه ممتع ومفيد ويساعدك في تكوين تصور كلي وواضح عن طبيعة الحياة الشعرية والأدبية قديمًا، ناهيك عن أسلوبه اللاذع الممتع ونقده الهادئ المنصف للعقاد وغيره
أعتقد أن أفضل تصنيف للكتاب هو في فلسفة اللغة، لكنني لا أملك نفسي من التحفظ على الفقرات الطويلة عن "فضل العربية" وتميزها عن باقي اللغات، وكأن العقاد أو الأستاذ محمد أحاطا بكل لغات العالم خبرا قد يقول البعض كما قال الأستاذ محمد عن مناظرة الدكتور سعد مصلوح والدكتور فهد المطيري، : اللغات البارزة العريضة الحية تعمل أمام أعيننا، وهي على تفصيلها تتحزب في فصائل وأجناس واسعة لها خصائصُها التي تشترك فيها، وهذه هي موضع النظر والمقارنة. فهل يطمع الدكتور فهد في أن يجد لغةً تتبناها قبيلةٌ مجهولة في غابات الأمازون، ثم هي لغةٌ عظيمة أعظم من اللغة العربية ومن كل اللغات (الغربية) بكل فصائلها ولا تنتسب إلى شيء منها لا في نسب قريب ولا بعيد، ثم هي مندثرة باندثار أهلِها المبتورين اجتماعيًّا ولسانيًّا عن كافة الأمم ذات اللغات المتطورة العاملة؟!
وأقول: وهل كانت اللغة العربية في العصر الجاهلي لغة عالمية بارزة عريضة أم كانت لغة لقوم من الأعراب في حيز جغرافي معين؟ طبعًا الكلام يطول وهذا ليس انتقاصًا من العربية بل نقدًا لما أعتبره تفاضلًا لا داعي له
كتاب مبهر يحتفى باللغة العربية من حيث المزايا والخصائص التى تميزها عن دونها من سائر اللغات لعدة أسباب منها: ١- بإعتبارها لغة شاعرة ليس فقط من حيث أنها هى المادة الخام للشعر، بل أيضا لكون هذه اللغة ذات طابع موسيقى فى كل ما يتعلق بالحروف والمفردات و تراكيب الجمل والإعراب والأوزان والقوافى. ٢- لكونها لغة تتلاقى فيها تعابير المجاز والحقيقة بسلاسة وانسيابية دون أن يكون هناك خلط أو إلتباس فى المعنى . من حيث قدرة السامع فى النفاذ من الصورة الحسية إلى المعانى المجردة مستخدما في ذلك سليقته الشعرية فقط. ٣- إحتواءها على كلمات تحقق أكثر من معنى نشأت مقتبسة عن بيئتها، وعن طبيعة حياتهم في التنقل والترحال. ٤-بقاء اللغة على لسان واحد حية و متداولة بين مختلف القبائل مع تعددها. وهو ما أجاد شرحه العقاد في كتابه، من خلال سوق الأدلة والبراهين و الأمثلة والإثباتات التى كانت تؤيد وجهة نظره فى إثبات فرضيته المتعلقة بكون اللغة قد تحقق لها مبلغ التمام والكمال . وجبة ثقافية ومعرفية وفنية أضافت لى الكثير.
الكتاب يقدم نوعا من البحث اللساني أو اللغوي في العربية، كان نوعا جديدا في عصره، وما زالت الدراسة العربية قاصرة فيه، عما وصلته نظيرتها في الغرب. يبدأ بالقول أن الحالة التي وجدت عليها اللغة العربية حال ظهور الإسلام تحتم أن تكون مرت في تاريخها بفترات طويلة حتى وصلت إلى هذه المرحلة من التمام والرقي، والاستقرار. هذا المبدأ- استلزام فترات طويلة من التطور لاستقرار اللغة وتطورها- مقرر في الدراسات اللغوية الحديثة في المدارس الغربية. واللغة العربية مستقرة، فلم تحدث فيها تغيرات ذات بال بدءا من الشعر الجاهلي، حتى اليوم، رغم هجر بعض الألفاظ واستحداث البعض، وتعريب أخري.
تذوقت روعة لغتي العربية بكل حرف من حروفها ، بل بكل وقفٍ أو همسٍ أو حتى وصل . أسلوب العقاد الذي يجعلك في قلب الصورة ويطرح الفكرة والآراء ومن ثم النقد العام ونقده الخاص ، يسهل عليك ادراك المعلومة و الاقتناع بها . تناول في هذا الكتاب اللغة العربية ابتداء من الحروف وانتهاءً بالدواوين في جميع عصورها ، و باب المقارنة مفتوح بين اللغة العربية وغيرها مع كل فكرة يطرحها . رائع لمحبّي الأدب العربي
العبقري صاحب العبقريات عباس العقاد، الذي ما زال يؤكد في كل كلمة يخطها بأنه صيرفي الكلمة، وكعادة العقاد فهو لا يدلك على ما تعرف ولا على ما يسهل على أحد ملاحظته والإنتباه إليه، وإنما على دقائق الأمور التي يعجز عن إدراكها إلا عبقري ثاقب الرؤية متقد الذكاء. الكتاب ممتع سهل ولا يوجد أدنى صعوبة في فهمه، مثير ويدفعك على الإستمرار في القراءة، كتاب للعمر، يقرء مرات ومرات.
يتحدث العقاد باسلوبه الفلسفى عن لغتنا العربيه ومواضع تفردها وتميزها عن باقى اللغات وعن عراقة هذه اللغه واسباب ثبوتها دون تحريف _وان تعرضت للتجديد -الى الان اللغة العربية هى لغة عذبة عريقة ثابته على مر العصور والازمان وهى تتميز عن باقى اللغات بخصائص منها جمال الحروف فلكل حرف مخرج صوتى معين يعطى له جمال وتفرد غير كثير من اللغات التى تنطق فيها الحرف باكثر من مخرج مثل حرف تشي بالروسي وايضا جمال الكلمات المحسوة والماديه والكلمات التى تعطى اكثر من معنى على حسب اةموقف كالفضيله فهى تعنى ااصفة الحميدة اذا كنا نتحدث عن الخصال اما اذا كانت فى مواقف الكلام فالفضيلة تعنى الزياده من الكلام فلافائدة منه وايضا جمال الاعراب والتعبير وبحور الشعر التى اسسها الخليل بن احمد وهى ١٥ عشر بحرا كالطويل والمديد واضاف اخر بحرا وهو المتدارك .
اللغة العربية كما يقول العقاد هي «لغة شاعرة» ذات موسيقى، مقبولة في السمع يستريح إليها السامع، كما تمتاز عن سائر اللغات بحروف تفي بكافة المخارج الصوتية وتستخدم جهاز النطق أحسن استخدام، فتنفرد بحروف لا نجدها في أبجدية سواها كالذال والضاد والظاء.
وهي كذلك لغة ثرية بمفرداتها الفصيحة الصريحة التي تحمل بداخلها موسيقى خفية، فنجد أن الشعر العربي (ديوان العرب وتاريخ أحوالهم) المنظوم من تلك المفردات، منفرد باجتماع القافية والإيقاع والأوزان القياسية في آنٍ واحد.
كما تتميز العربية بوضوح أزمنتها وعدم اللبس فيها. وخلال صفحات هذا الكتاب يصحبنا العقاد فى رحلة فنية سريعة تُمتع الأنظار والأفهام بجماليات لغة القرآن، مناقشًا شبهات المستشرقين المشككين في جماليات هذه اللغة وعلو شأنها، متبعًا أسلوبه العلمي الرصين ومسلحًا باطلاعه العميق على علوم اللغة.
هل سألت نفسك للحظة لماذا تعد اللغة العربية مميزة عن غيرها ..وماالذي يميزها أساسا ؟!
إن كنت ممن يفخر كون اللغة العربية لغته الأم ..فهذا الكتاب سيزيدك فخرا 😊 .. أتخيل لو وجد لدينا متاحف للكتب والموسوعات الغنية والنادرة ..فالأحرى بهذا الكتاب إن يكون في مقدمة القائمة.
يشرح الكاتب في سطوره المعدودة بعضا من تاريخ اللغة العربية ويستطرق في تفاصيل مفرداتها الخاصة بها .. يقارن إيضا ضمن الحديث بينها وبين اللغات الأخرى .. الشعر كان له النصيب الأوفر في الكتابة وفي ظني اسهب الكاتب في هذا الباب على نحو مبالغ فيه خاصة في وصفه لصفات الشعراء وكيف ساعد الشعر في فهم حياتهم وشخصياتهم.. .. من الجميل العودة لقراءة الكتاب مرة ثانية وأخرى لفهم مدلولاته بشكل أوسع .
يبدو والله اعلم ان الاتهامات الموجهة للغة العربية بالضعف كانت موجودة من زمان لدرجة اضطرات عملاق الأدب العربي الأستاذ عباس محمود العقاد الله يرحمه انه يتكلم عن الموضوع بالتفصيل. الكتاب مكون من 14 مقالة بتفصل الشبهات اللي بيثيرها المستشرقين الغربيين وبعض فئات الليبراليين والشعوبيين العرب عن اللغة العربية وفنونها وشعرها وتاريخها وبيرد على الشبهات دي ردود علمية قوية مستندة لأدلة علمية ومنطقية واضحة، طبعا كتاب بيرد الردود القوية دي وفي نفس الوقت حجمه صغير وسهل على الشخص المتعلم قراءته كان المفروض كان يخرس الشبهات دي لكن وجود الشبهات دي بعد عقود من نشر الكتاب دليل على ان الناس اللي بيكرروا الشبهات دي شوية بغبغانات وبصراحة ماظنش ان حد فيهم معرفته باللغة العربية ترتقي لقراءة العقاد.
إضاءات العقّاد العبقرية على ما تمتاز به صوتيّات العربية وبنية مفرداتِها وارتباطها الوثيق بالإيقاع والوزن، وانعكاسُ ذلك على متانة البِناء العَروضيّ لفنّ القول العربي الأول أي الشِّعر، فضلاً عمّا يبينه من مزيّة الإعراب واطّرادِه في الكلام العربيّ وتيسيره للتقديم والتأخير، إلى غير ذلك ممّا تناولَه مُسهِبًا تارةً وموجِزًا أخرى، كلُّ ذلك يجعل هذا العملَ مؤسِّسًا في فهم عالَم اللغة العربية الثريّ، ويرُدُّ على حُجَج مُتَّهِميها ردودًا قاطعة. وفي رأيي أنّ الكتابَ لو كان قد اقتصرَ على مِثلِ تلك المَباحِثِ وزادَها إسهابًا لكان أعظمَ نفعًا، لكنّ العقّاد أَبى إلا أن يستطرِد إلى حِجاج المُستشرِقين في مسائل تتعلّق بتاريخ الشِّعر العربي، وهي رغم قيمتِها تبدو بعيدةَ الصِّلة بالمتن الأساسيّ للكتاب في رأيي.
يوضح العقاد في الفصول الأولى ما تنفرد به اللغة العربية من إيقاع موسيقي وبحر من الكلمات الأصلية والمجاز. ويركز على أنها لغة شاعرة في ذاتها (بصيغة اسم الفاعل)وليست شعرية أي بنسبتها للشعر. يوضح فيه من أين أتت الموسيقى بدءا من الحروف وتوزعها على المخارج واستيفائها لها ثم المفردات ثم ينتهي إلى علم العروض وبعدها يناقش فصولا في النقد الشعري. وأفادني كثيرا حضوري لمناقشة الكتاب للأستاذ محمد رشيد فقد قوّم بعض الأفكار ووضح السياق الذي كتبت فيه وكون الكاتب من خلفية رومانتيكية. الكتاب رائع ويظهر فضل العربية على غيرها من اللغات بخصائص ذاتية يحتاج إلى القراءة مرة أخرى، بل يستحق.
بدأ العقاد بتبيين أسباب تفوّق العربيّة على أقرانها من اللغات السامية والعالمية بتحليلها من الجذور؛ فقد كتب عن الحروف والكلمات والأوزان الخ من الأشياء التي جعلت العربيّة "لغةً شاعرة" مقارنًا إياها بما عند الأمم الأخرى.
ثم يأخذك الكتاب بأسلوب سلس، وممتع، وخال من الحشو والهذر في رحلة حلل بها نشأة الشعر العربي وأوزانه والدواعي التي جعلت منه ما هو عليه، وناقش فيها المذاهب الأدبية وآراء بعض المستشرقين ودحض بعض أوهامهم وشبهاتهم عن الأدب العربي.
كتاب عيبه الوحيد حجمه، وقد سمعت عنه مدحًا قبل قراءته وكان جد جديرًا به بل فاق ما مُدح به.
فهمتُ فكرة الكتاب نوعًا ما. وأعجبتني بعض المقاطع في الفصل الأول، وقد كان حُكمي الأول عليه أنه للمتخصصين في اللغة العربية، من نوع الكتب التي سيتلذذ بالتهامها كلّ من دَرس اللغة العربية واختصّ بها، وعاشقو اللغويات حتى بعلمهم المتواضع، لكن بعد قراءتي للمزيد توضّح لي أن غايته إيصال آراء على هيئة حقائق لا مجال للجدال فيها. لم يعجبني أسلوب العقّاد خاصةً عند المقارنة مع اللغات الأخرى. أتفهم الحَمِيّة تجاه لغتنا الأم، ولكن ما لا أستسيغه هو انتقاص اللغات الأخرى لإيصال فكرة معينة. كتابٌ سيعجب البعض ولن يعجب البعض الآخر.
في الصفحات التالية فصول عن اللغة الشاعرة، وعن اللغة المعبرة، وعن المقابلة بين فن العروضالعربي وأمثاله من فنون اللغات الأخرى، وعن فلسفة الحياة كما تصورها لنا المأثورات الشعرية من عهد الجاهلية إلى ما بعد الإسلام، وعن الموافقة بين مقاييس النقد، ومقاييس التاريخ في الشعر القديم، ومعها فصول تناسبها وتجري في مجراها، نتحرى بها إبراز المزايا العلمية لهذه اللغة الشاعرة في إبان الحاجة إليها؛