أثناء تأليف الأعمال الخالدة، يوجد العديد من القصص الماتعة خلف الكواليس عن حياة الأدباء وفلسفاتهم، تُهمل في شذرات ومقالات هنا وهناك. يضم الكتاب أحد أجمل تلك الشذرات، ليخرج لنا عملًا مكثّفًا، مكتمل الأركان، مليئ بالتأملات الفلسفية، وأحيانًا الشاعرية للغاية، في عالم الأدب.
اسم الكتاب على مسمى فعلا، في فردوس الكتب وشعوري بالسعادة لأني اتعرفت على كُتاب لم اقرأ عنهم من قبل واستمتعت مع هذه الترجمة الجميلة لبعض من أعمالهم، حقيقي كتاب مميز، اختار المترجم أحمد الزناتي الكُتاب والنصوص بعناية شديدة حتى الغلاف، جميل جذبني ولم أكن أعلم أنه هذا الغلاف هيؤدي بي إلى صفحات في كتاب في مثل هذا الجمال، والتأملات العظيمة التي قرأتها. ♥️
يأخذنا الزّناتي معه في رحلةٍ شيّقة يستعرض فيها تجاربه وتعليقاته لمقتطفاتٍ ممّا كتبه بعض المؤلفين الذين اختارهم من روائيين وشعراء وغيرهم.
خصّص الزّناتي قسمًا لكل كاتبٍ وناقش فيه أبرز ما كتب، ولماذا كتبه، ولمن كتبه، ورأيه فيه، وكيف يؤثر هذا النص على حيواتنا، وكيف يُعرّف هؤلاء الكُتّاب الكتابة.
الفكرة جميلة واجتهاد المؤلف واضح في جمع شذراتٍ من هنا وهناك لينتج لنا هذا الكتاب، كما أنه ترجم الكثير من الفقرات التي اقتبسها بنفسه، مُظهرًا بذلك اهتمامه واجتهاده وحسن اختياره.
في هذا الكتاب رحلة تأملية في عوالم القراءة والمكتبات، حيث يستعرض الكاتب تجاربه مع الكتب، خاصة تلك التي ألفها كتّاب رحلوا منذ زمن. بأسلوب أدبي شائق، يربط بين سيرته القرائية وتأملاته حول فعل القراءة وتأثيره. يناقش علاقتنا بالنصوص القديمة، متسائلًا عن قيمتها ودورها في تشكيل الوعي. كتاب يلهم عشاق الكتب، ويشجع على استكشاف الكنوز المخفية في صفحات المؤلفين الراحلين.