المبحث الذي نسعى لكشف الغطاء عنه وإعلان ظهوره حول عقائد الحمى القرامطيّ وأديانه علنًا نظفر بمفاهيم جديدة لفهم الحركات السياسية والمنبثقات المذهبية الإسلامية التي نشطت في السواد العراقي وبالتالي لا يمكننا تفسير آراء هذه الجماعات وأعمالها إلّا بالعودة لمعرفة “كُنه” معتقدات الأجداد ومسح التراث العقائدي في ذلك الحمى وحدوده المؤثرة. وبالتالي وممّا لا جدال فيه أنَّ للتراث العقائدي والديني السابق للإسلام آثاره في عديد المجموعات الفكرية الإسلامية على اختلاف مشاربها، ولمعرفة أيّ إشكال في آرائها لا بدّ من العودة إلى الأسلاف لمعرفة الدلالات والمعاني وتبيُّن الأهداف والغايات، ومن الضّروري الإشارة إلى تفادي التعامل مع المجموعات الكلامية والمذهبية الإسلامية على أنها مجالات منفصلة عن بعضها وعلى أنها بنى متمايزة بشكلٍ تام، وما يجب الالتفات إليه في المباحث والدراسات الحديثة القبول بالتداخل بين مختلف الآراء والطروحات المذهبية وتواصلها بأشكال مختلفة في ما بينها دون إقصاءٍ أو تهميش
الكتاب سيّء، ملئ بالأخطاء الإملائية وغير متناسق ويحتاج إعادة تبويب وإعادة ترتيب الفصول لكي يكون قابل للقراءة، هذا من ناحية العرض. أما المحتوى فأيضًا سيّء، المؤلف لم يلتزم باستخدام مصطلحات محددة( مثلا يسمي ديانة الفرس قبل الاسلام مجوس وتارة يسميهم زرادشتيين)، وهو أيضًا استخدم مصادر غير موثوقة بلا نقد ولا تمحيص. الكتاب مشتت الأفكار ومكرر المواضيع وكثير الاستطرادات خصوصًا تأثير الاديان القديمة على القرامطة الإسماعيلين. بالمحصلة هذا الكتاب لا يستحق القراءة وأعتقد أنه لا يمكن طباعته بحالته هذه إلا بعد تنقيح وتدقيق واسع.
في الجزء المتعلق بالاديان في الجزيرة العربية قبل الاسلام خلط عجيب بين المصادر الموثوقة وغيرها بل وحتى نقل المعلومات من مصادر ثانوية. تحسن الوضع في الجزء الثاني من الكتاب الكتاب يفتقد للترتيب والتبويب فالمعلومات مختلطة وغير مصنفة