"بالرغم من زيادة اهتمام الصحف العالمية بالثقافة العربية مؤخرًا -عمّا سبق- إلا أنه لا يتناسب مقارنةً مع التغطيات الصحفية للثقافات الأخرى –غير العربية- مما قد يوضح عدم إعطائها حقها في صحف توصف بكونها ""عالمية"" من حيث المقروئية، أو ليعكس ذلك بعض التحيز في الصحافة الغربية تجاه الثقافة العربية. كما أن تضمين المقالات الصحفية للثقافة العربية كثقافة فرعية ضمن الثقافات الأخرى يدلّ على عامل التفاعل بين العالمين الغربي والعربي من جهة، وعلى اختلاف الأساليب التحريرية، والتحديات الموضوعية والتركيز الرئيسي لكل صحيفة في تغطية الأحداث الثقافية، من جهة أخرى. ويشير التنوع في القضايا الثقافية المتناولة حول الثقافة العربية بين القضايا الفنية الجمالية، والاجتماعية، ثم العلمية؛ إلى التحول البسيط في اهتمام الجمهور الأمريكي بالثقافة والفنون العربية، وزيادة الاطلاع على الثقافات الأخرى، ليساهم ذلك في تعزيز فهم الجمهور العالمي لثقافات ومجتمعات الغير. وهذا من زاوية أولية قد يعكس تحولًا إيجابيًا في نظرة الصحافة العالمية تجاه الثقافة العربية؛ نتيجة للجهود التي تبذلها الدول العربية في تعزيز الثقافة والفنون، أما من الزاوية الأخرى، فقد يشير إلى بقاء بعض النماذج النمطية والتحيزات الثقافية السلبية تجاه العالم العربي مهما وصل الانفتاح إلى الصحف العالمية."
أطروحة ماجستير فاخرة قدمتها الأستاذة رند نصار للمكتبة للعربية ،دراسات تحليلة لمضمون علمي وبحثي عن الثقافة بمعناها الواسع وإرتباط العلوم الإجتماعية والأعلامية وكل مايرتبط بها ،منذ مدة لم اقرأ كتابًا منهجيًا كما قدمته رند اليوم ،تناولت بدراستها تلك مثلث التأثير الحقيقي الذي نعيشه اليوم مابين المجتمع والإعلام والثقافة التي تُصدر ،زوايا وجوانب وروابط كثيرة تقاطعت في عقلي ،الكتاب ثمين صدقًا وأكاد أجزم أنه مادة غنية بالمعرفة يمكننا الرجوع لها والأستناد إليها ،أسلوب الكاتبة سلسل وبسيط وجاذب ،وجدت في الكتاب إجابة كنت أبحث عنها منذ زمن ،أو ربما كُنت أؤمن فيها فطريًا دون أن أمسك ذالك الخيط ،حين تطرقت في المبحث الثاني عن الصحافة والثقافة :" كما يذهب عالم الفلسفة والاجتماع المعاصر يورغن هابرماس - وهو من أهم منظري مدرسة فرانكفورت النقدية ووصل إلى درجة كبيرة من الشهرة والتأثير العالمي - من خلال نظريته " الفعل التواصلي " فيرى أنه من الضروري تحويل علم الاجتماع إلى فرع من فروع علوم الاتصال والصحافة إذا لابد أن يقوم على الفعل التواصلي" الكتاب مرجعي وثريّ ويستحق فعلًا الإشادة.
حين تتأمل كيف يرى الآخرون ثقافتك، تدرك أن للمرآة أكثر من وجه. ومن بين هذه الوجوه، تبرز الباحثة رند نصار وهي تزيح الغبار عن العدسات الغربية التي تراقب الثقافة العربية عبر صفحات الصحف العالمية.
في عملها البحثي اللافت “الثقافة العربية كما تعكسها الصحافة العالمية”, تخوض رند في بحر الإعلام الدولي، محللة محتوى أبرز الصحف مثل نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال، لتكشف كيف تُرسم ملامح العرب في أعين العالم.
ليس الجهد في جمع المادة فحسب، بل في دقّة التحليل، وجرأة الطرح، ووضوح الرؤية. الباحثة لا تكتفي بتفكيك الصور النمطية، بل تفتح نوافذ جديدة لفهم أعمق، وتطرح حلولًا لمعضلات الخطاب الإعلامي، في سعي حقيقي لاسترداد المكانة الثقافية العربية في الفضاء العالمي.
هذا الكتاب شهادة معرفية وجهد أكاديمي يُحتذى، يضيء درب كل من يهتم بصورة العرب في الخارج، ويُحسب للمؤلفة أنها كتبت لا لتُعجب، بل لتُغيّر.