الايمان الصحيح هو بشاشة الروح واعطاء الله الرضا من القلب ، ثقة بوعده ، ورجاء لما عنده ، ومن هذين يكون الاطمئنان وبالبشاشة والرضا والثقة والرجاء يصبح الايمان عقلا ثانيا مع العقل
فإذا ابتلي المرء بما يذهب معه الصبر، ويطيش له العقل، وصار في امره مثل الجنون، برز عقله الروحاني، وتولى سياسة جسمه حتى يفيق عقله الأول، ويجيء الخوف من عذاب الله ونقمته في الآخره فيغمر به خوف النفس من الفقر أو المرض أو غيرهما فيقتل أقواهما الأضعف، ويخرج الأعز منهما الأذل
مصطفى صادق الرافعي 1298 هـ - 1356 هـ ولد في بيت جده لأمه في قرية "بهتيم" بمحافظة القليوبية عاش حياته في طنطا وبذلك يكون الرافعي قد عاش سبعة وخمسين عاماً كانت كلها ألواناً متعددة من الكفاح المتواصل في الحياة والأدب والوطنية.
اسمه كما هو معروف لنا مصطفى صادق الرافعي وأصله من مدينة طرابلس في لبنان ومازالت اسرة الرافعي موجودة في طرابلس حتى الآن أما الفرع الذي جاء إلى مصر من أسرة الرافعي فأن الذي اسسه هو الشيخ محمد الطاهر الرافعي الذي وفد إلى مصر سنة 1827م ليكون قاضياً للمذهب الحنفي أي مذهب أبي حنيفة النعمان وقد جاء الشيخ بأمر من السلطان العثماني ليتولى قضاء المذهب الحنفي وكانت مصر حتى ذلك الحين ولاية عثمانية. ويقال أن نسب أسرة الرافعي يمتد إلى عمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وقد جاء بعد الشيخ محمد طاهر الرافعي عدد كبير من اخوته وأبناء عمه وبلغ عدد أفراد أسرة الرافعى في مصر حين وفاة مصطفى صادق الرافعي سنة 1937 ما يزيد على ستمائة. وكان العمل الرئيسي لرجال أسرة الرافعى هو القضاء الشرعي حتى وصل الأمر إلى الحد الذي اجتمع فيه من آل الرافعي أربعون قاضياً في مختلف المحاكم الشرعية المصرية في وقت واحد وأوشكت وظائف القضاء والفتوى أن تكون مقصورة على آل الرافعي.
وكان والد الرافعي هو الشيخ عبد الرازق الرافعي الذي تولى منصب القضاء الشرعي في كثير من اقاليم مصر وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعى فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجراً تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام وأصله من حلب وكانت اقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.
دخل الرافعي المدرسة الابتدائية ونال شهادتها ثم أصيب بمرض يقال انه التيفود أقعده عدة شهور في سريره وخرج من هذا المرض مصاباً في أذنيه وظل المرض يزيد عليه عاماً بعد عام حتى وصل إلى الثلاثين من عمره وقد فقد سمعه بصورة نهائية. لم يحصل الرافعي في تعليمه النظامى على أكثر من الشهادة الابتدائية. توفي في يوم الاثنين العاشر من مايو لعام 1937 استيقظ فيلسوف القرآن لصلاة الفجر، ثم جلس يتلو القرآن، فشعر بحرقة في معدته، تناول لها دواء، ثم عاد إلى مصلاه، ومضت ساعة، ثم نهض وسار، فلما كان بالبهو سقط على الأرض، ولما هب له أهل الدار، وجدوه قد فاضت روحه الطيبة إلى بارئها، وحمل جثمانه ودفن بعد صلاة الظهر إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة في طنطا.
لقد قرأت كتب نفسية عربية و أجنبية و تتبعت دارسات و محاضرات.و لم اجد كلام في بلاغة و حكمة و موعظة مثل هذا الكتيب الصغير. 6مقالات على الانتحار كتبت بجمال لغة و سحر بيان و حكمة و موعظة دينية حسنة. جعلتني اتسأل لم اخرت اللقاء بقلم الرافعي كل هذه المدة. إن الشاء الله سأعود للقاءات اخرى معه. فلقد وقعت في حب لغته. Lien de livre : http://ahbab-altal.net/library/ar/in_...
رسالة إيمان شديدة الصدق، أسكنتْ روحي، وأراحتْ قلبي، وأعادت يدًا ضلّت طريقها لحبل الله ذي الجلال ستون صفحة هي أثقل في ميزاني من عشرة من أمهات الكتب 10.02.2019
"الإيمان الصحيح هو بشاشة الروح وإعطاء الله الرضا من القلب ، ثقة بوعده ، ورجاء لما عنده ، ومن هذين يكون الاطمئنان وبالبشاشة والرضا والثقة والرجاء يصبح الإيمان عقلا ثانيا مع العقل"
"فالإطمئنان بالإيمان هو قتل الخوف الدنيوي بالتسليم والرضى، أو تحويله عن معناها بجعل البلاء ثواباً وحسنات، أو تجريده من أوهامه باعتبار الحياة سائرةً بكل ما فيها إلى الموت، وهو بهذا عقل روحاني له شأن عظيم في تصريف الدنيا، يترك النفس راضية مرضية، تقول لمصائبها وهي مطمئنة: نعم، وتقول لشهواتها وهي مطمئنة: لا وما الإنسان في هذا الكون، وما خيره وشره، وما سخطه ورضاه؟ إن كل ذلك إلا كما ترى قبضةً من التراب تتكبر وقد نسيت أنه سيأتي من يكنسها. . . .!".
كتاب ياخذك لعالم اخر ، ظاهريا تجدها رحلة عبر الزمن للبصره فى عصر الشعبي وابن المسيب ، ولكن فى الحقيقه هى رحلة روحيه حيث تتجلى فيها حقائق اﻻشياء عبر فلسفة صوفيه عليا ، وبيان يسحرك فينسيك الدنيا وما فيها ،مجرد استدعاء حالة اﻻنتشاء الروحى التى شعرت بها اثناء قرأته تذيب قلبى وتصفو بها روحى ، حقا ان من البيان لسحر ، انصح به بشده
"الانتحار" عبارة عن 6 مقالات، كتبها مصطفى صادق الرافعيّ -رحمه الله- مستلهماً حروفها من أديب العربية وشيخها وحامل لوائها؛ أبو فِهر محمود محمد شاكر، الذي كان قد أقدم على الانتحار في ريعان شبابه، بسبب قصة حب فاشلة كما يقال ويبدو، والحمد لله الذي سلمه وحفظه. كان علم الرافعي بالخطْبِ الذي قد جرى أن محموداً قد انقطع عن كتابة الرسائل له، فانشغل باله عليه، وإذا به يُفاجؤ بخبرٍ في جريدة الأهرام: "..أن شاباً من الأُدباء، هو ابن شيخ كبير من شيوخ الأزهر، قد حاول الانتحار بقطع شريان في يده." ومن هنا انبثقت شرارة هذه المقالات الثمينة التي نشرت في الأصل في كتاب وحي القلم، ثم طبعت مفردةً في كتاب. أول أربع مقالاتٍ أعجبتني، أما آخر مقالتين فكانت اللغة فيهما أقوى، لذا واجهت صعوبة في فهم بعض الجمل.
وهنا بعض جواهر من المقالات الست:
💎"وأي شيء لا صبر عليه عند الرجلِ المؤمنِ الذي يعلمُ أن البلاءَ مالٌ غيرَ أنّهُ لا يوضع في الكيسِ بل في الجسم؟"
💎"..ولكن ذاك هو المؤمن، فمن آمن بالله فكأنما قال له: «امتحني»، وكيف تراكَ إذا كنت بطلاً من الأبطال، مع قائد الجيشِ، أما تفرضُ عليكَ شجاعتك أن تقول للقائد: «امتحني وارمِ بي حيث شئتَ!» وإذا رمى بك فرجعت مثخناً بالجراح ونالك البترُ والتشويهُ، أتراها أوصافاً لمصائبك، أم ثناءً على شجاعتك؟"
💎"وعزيمة الإيمان إذا هي قويت حصرتِ البلاءَ في مقدراه، فإذا حصرته لم تزل تَنقص من معانيهِ شيئاً فشيئاً، فإذا ضعفت هذه العزيمة؛ جاء البلاء غامراً متفشياً يُجاوز مقداره بما يصحبه من الخوفِ والرَّوع، فلا تزال معانيه تزيد شيئاً شيئاً، بما فيه وبما ليس فيه."
💎"ففي رجاء الله واليومِ الآخرِ يتسامى الإنسانُ فوق هذه الحياةِ الفانية، فتمرّ همومها حوله ولا تصدمه، إذ هي في الحقيقة تجري من تحته فكأن لا سلطان لهـا عليه."
💎"إن الإنسانَ ونفسَهُ في هذه الحياة كالذي أُعطي طفلاً نَزِقاً طيّاشاً عارماً متمرّداً، ليؤدبه، ويحكم تربيته وتقويمه، فيثبت بذلك أنه أستاذ، فيُعطى أجر صبرهِ وعملهِ، ثم يضيق الأستاذ بالطفلِ ساعةً فيقتله؛ أكذلك التأديب والتربية؟"
💎"وقد يكون ابتداء المصيبة في رجلٍ هو ابتداء الحكمة فيه لنفسه أو لغيره، وما من حزينٍ إلا وهو يشعر في بعض ساعات حزنه أنه قد غُيِّبَت فيه أسرار لم تكن فيه، وهذا من إبانة الحقيقة عن نفسها وموضعها، كما لألأ في سيفٍ بريقُهُ."
💎"أما المصائب كلها، فهى في إغفال القلب الإنساني عن ذكر الله."
💎"وما المؤمن في دنياه إلا كالفرخِ في بيضته، عمله أن يتكون فيها، وتمامه أن ينبثق شخصه الكامل فيخرج إلى عالمه الكامل."
💎"لقد علمتُ أن الصبر على المصائب نعمة كبرى، لا ينعم الله بها إلا في المصائب."
اشتريت هذا الكتاب بسبب اسمه الملفت للنظر وبسبب كاتبه الشهير مصطفى صادق الرافعي، فقل ما تجد كتب إسلامية تناقش موضوع الانتحار بموضوعية.. معظمها يكتفي بالتحريم المباشر الذي لا نقاش فيه. الكتاب عبارة عن تجميع لمقالات الرفاعي حول الانتحار التي بادر في كتابتها بسبب محاولة أحد أصدقائه على الانتحار. هذا الصديق كان متعلمًا، متدينًا وميسورًا.. ورغم ذا حاول أن ينهي حياته! أسلوب الرفاعي رفيع الذوق والأدب.. وكتابته متزنة وعميقة المعنى تجعلك تحترم الكاتب وكلماته. في هذا الكتاب ستتم مناقشة عقلك وإيمانك.. وستستشعر عظمة الخالق الذي ما خلقك وحيدًا.. فهو ما خلقك إلا ليكون معك ما دمت تلجأ إليه وتستند عليه. المقالات تسرد لك أمثلة عن الحالات التي بسببها قد يلجأ الانسان للانتحار.. رغم إيمانه وظروفه التي قد تكون أفضل عن معظم الخليقة. أنصح بقرائته لمن أراد جرعة إيمانية تشعره بالأمان وبأن كل شيء سيكون على ما يرام.
اقتباساتي: " ولما ذهبت الأم ذهبت الحقيقة التي كنا نقاتل الأيام عنها، وكانت هي وحدها ترينا الحياة بمعناها، إن جاءتنا الحياة فارغة من المعنى، وكنا من أجلها نفهم الأيام على أنها مجاهدة البقاء؛ أما الآن فالحياة عندنا قتل الحياة!"
" بالبشاشة والرضا والثقة والرجاء، يصبح الإيمان عقلًا ثانيًا مع العقل؛ فإذا ابتلي المؤمن - بما يذهب معه الصبر ويطيش له العقل، وصار من أمره مثل الجنون- برز في هذه الحالة عقله الرحامي، وتولى سياسة جسمه، حتى يفيق العقل الأول."
" وما الإنسان في هذا الكون؟ وما خيره وشره؟ وما سخطه ورضاه؟ إن كل ذلك إلا - كما ترى - قبضة من التراب تتكبر، وقد نسيت أنه سيأتي من يكنسها."
لم اكن لأجد من الكلمات ما اصف به بلاغة الكاتب ... ولكن حسبي محاولتي فهي خير لي ارتشاف الخير من كأس صاحبه واستحسانه ثم السكوت عن شكره متعذرًا بعجزي ... أقول إني وجدت حلاوة في قراءته وإعادة قراءته ... فقد غرس في قلبي من معاني الإيمان ما كنت في غفلة عن ذكرها ... وقد اصبحت ارى في قوله تعالى : وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون ... طعما آخر ... كتاب عظيم كثيرة فوائده ... انصح بقراءته
أعاتبُ نفسي على الانطباع الذي اتخذته حينما بدأت في قراءة "وحي القلم" ولم أتجاوز صفحاته الأولى ! كيف لي أن أترك مثل هذا البيان الرفيع، والأدب البليغ؟ كيف ألجأ إلى قراءة ما دونه من النثر، وأتجاهل من لُقّب بمعجزة الأدب العربي ! الآن أدركتُ فعلًا أنه كذلك. الكتاب ومحتواه تجاوزا الروعة ببيانهما المذهل.
من المؤكد اني بحاجة لقراءتها مجددا في كثير من الأحيان.. وانا اجاهد نفسي من أجل قراءة مقالاته الأخرى ببطئ وتأني فقلم الرفاعي لا يشبهه شيء، وفي وصف جميل ومفجع لعنوان الكتاب يقول فيه " وقد خلونا من معاني الكلام كله؛ فما نقدر عليها إلا لفظة واحدة نملك معناها، هي أن ننتهي!" * ظهور الحريري في منتصف القصه كان بمثابة تذكير لي وتأكيد لأهمية اقتنائي لمقاماته
علي الرغم من أن الكتاب قصير ، أو يمكن أن نسميه كتيب أو رسالة ، إلا أن الرافعي صاغ فيها جوامع الكلم في علاج اليأس ، وامتلاك قوة الإرادة و التغلب علي النفس الضعيفة التي تفرط في جنب الله وتقنط من رحمته بضعف إيمانها
الايمان الصحيح هو بشاشة الروح واعطاء الله الرضا من القلب ، ثقة بوعده ، ورجاء لما عنده ، ومن هذين يكون الاطمئنان وبالبشاشة والرضا والثقة والرجاء يصبح الايمان عقلا ثانيا مع العقل
فإذا ابتلي المرء بما يذهب معه الصبر، ويطيش له العقل، وصار في امره مثل الجنون، برز عقله الروحاني، وتولى سياسة جسمه حتى يفيق عقله الأول، ويجيء الخوف من عذاب الله ونقمته في الآخره فيغمر به خوف النفس من الفقر أو المرض أو غيرهما فيقتل أقواهما الأضعف، ويخرج الأعز منهما الأذل
«قال: وكنتُ قد سمعتُ قول الجاهلية في هذه الخليقة؛ أرحامٌ تَدْفع، وأرضٌ تَبْلع. فحضرني هذا القول تلك الساعة وشُبِّه لي، واعتقدت أن هذا الإنسان شيء حقير في الغاية من الهوان والضعة: حملتْهُ أمُّه كرهًا، وأثقلت به كرهًا، ووضعته كرهًا؛ وهو من شؤمه عليها إذا دنا لها أن تضع لم يخرج منها حتى يضربها المخاض فتتقلب وتصيح وتتمزق وتنصدع وربما نشب فيها فقتلها، وربما التوى فيُبْقَر بطنُها عنه. وإذا هي ولدته على أي حالَيْها من عُسرٍ وتطريق بمثل المطارق المحطِّمة، أو سراح ورواح كما يتيسر — فإنما تلده في مشيمة ودماء وقذر من الأخلاط كأنما هو خارج من جرح، ثم تتناوله الدنيا فتضعه من معانيها في أقبح وأقذر من ذلك كله، ثم يستوفي مدته فيأخذه القبر فيكون شرًّا عليه في تمزيقه وتعفينه وإحالته.»
رائعة اخرى من روائع الراحل (مصطفى صادق الرافعي) اللغة التي يستخدمها الرافعي كعادته غير معقولة .. رجل يمتلك ناصية الأدب فعلاً ولذا فإنه يعالج الأمور في العصر الذي كان يرى بأنه ينتمي فعلاً إلى أصحاب لغته يأخذك الرافعي في كتاب (الانتحار) في رحلة عبر الزمان والمكان إلى البصرة في أيام الشعبي وابن المسيب ويسقط قصة غريبة عن شخص يرغب بالإنتحار على زمان الرافعي ... ويفصل في ذلك بعض أسرار الكون وأسباب رغبة البعض بالإنتحار وكيفية علاجهم ... ويعرج على الحب فيعطي دائه ودوائه باسلوب رائع ومقنع وأدبي ... وأهم ما فيه أنه لا يكفر أحداً ولا يتأله على المولى بل لديه سعة صدر وتفسيرات رائعة وحسن ظن بالله عز وجل