والسفر -يا سيدي- كومةٌ من الذنوب المقبولة، ركامٌ من الأخطاء المعسولة، تَغْفِرُ لكَ تَكَلُساتِ المُقَامِ وتَصَلُباتِ المُكْث. فعليك به لكي تجدد تجاعيدك، وتضيف شيئًا إلى لذات شبابك المُتَصَرّم. السفر ليس انتقالًا من المكان بل رجوعٌ في آلة الزمن والتصابي، عودةٌ من شيخوخة الروتين إلى شباب الحرية، السفر ترياق الشباب الدائم الذي لا يصفه لك أطباء التجميل. المطار من أمامك والملل من خلفك. ماذا تنتظر؟ (ملاحظة غير مهمة: الكاتبُ رحالٌ قضى عمرهُ سفرًا، وصَلاتَهُ قَصْرًا، وما قَضَى وَطَرًا. وهذا ثالث إصدار/تسكع للكاتب في أدب الرحلة. وهو باكورة سلسلة تسكّع عربي في الزوايا المهملة من الوطن العربي الكبير المبهر، تبدأ هنا وتنتهي عند عتبة دارك).
في هذه الأيام إذا أردت الأدب الحقيقي في الخليج فولِ وجهك شطر الكويت، أي بقعة أخرى ستعطيك في أحسن الأحوال ما هو مألوف و عادي ومكرر جداً. ولكن في الكويت الأمر مختلف، هناك رحالون يطّوفون في الكون الفسيح و بحاثون ومرتادو مكتبات وصناع أدب ومبتكرون للأقوال. هناك كدح لذيذ يبذله الكاتب الكويتي لإخراج أدب يستحقه القارئ.
يفترض بالأدب أن يسمو بقارئه ولكن ما يقدمه الكاتب يسمو بالمكتبة العربية كلها. ارتقاء وقفزة إلى الأعلى بأدب الرحلات. ذكر أ. عبدالكريم في كتابه سفر القهوة علي لسان الصوفية ( القهوة لما شربت له ) واقول بأن هذا الكتاب ( لما قُرء له ) جرعة مكثفة من الأدب الراقي الذي يعلو على كل التصنيفات فهو تاريخ وسيرة وأدب الرحلة وأدب المكان. السفر هنا بحد ذاته يصبح طقس روحاني والتسكع عبادة. انصياع ورع وامتثال خاشع لقوله تعالى (سيروا في الأرض فانظروا … ) —————— يقدم الكاتب نمطاً غير سائد يخالف ما نتصوره عن السفر إما دراسة او علاج او عمل او سياحة. هنا السفر تجاوز للترف والمدنية. فوضى خلّاقة و حج أكبر نحو الإنسان أينما كان. تجد معاني انسانية و صور حياتية و نماذج بشرية متوارية في مكان ما يجلوها الكاتب لقارئه تدهشك غرائبية الجغرافية وما تعكسه في الانسان وتشعر بالإلفة ذلك بأن الإنسان خلق من نفسٍ واحدة وجُعل منها زوجها. —————— يصف الكاتب نفسة بأنه "لاهث وراء تفاصيل الإنسان وتضاريس تاريخه" و يصف نفسه كذلك في كتاب تسكع على الخريطة بأنه (رحالة اجتماعي). رغبته وسعيه نارٌ موقدة في سبر اغوار أنفس البشر وفهم شخصياتهم. للجغرافية شخصياتها كذلك وهذا الرحالة الأديب لديه خصيصة في كشف مكنوناتها وتقديمها لقارئة.
بصفتي قارئ عادي أعدّ هذا الكتاب كشفٌ مبين ، أفق جديد يلوح لي لألج عالم أدب الرحلات.رغم أن هذا التصنيف يعد تحجيم واختزال مخل للكتاب.
"تسكع عربي" هو كتاب يجسد تجربة فريدة من نوعها في أدب الرحلات، حيث يأخذنا الكاتب عبد الكريم الشطي في جولة عبر مختلف الأماكن والثقافات العربية. بأسلوبه السلس والممتع، يقدم رؤية عميقة للدول وشعبها وتاريخها.
يمتاز الكتاب بلغة شاعرية وسهلة، تجعل القارئ يشعر وكأنه يرافق الكاتب في رحلاته. يستخدم الكاتب أوصافًا غنية تعكس جمال الأماكن وتفاصيل الحياة اليومية، مما يضفي طابعًا حيويًا على النص. ويعبر عن مشاعره بالكثير من الأبيات الشعرية الجميلة.
وهو ككاتب بارع جداً ويستحق كل الصيت! إلّا أن في هذا الكتاب بعض الفصول أو النصوص تحتاج إلى مزيد من الترابط، مما قد يؤثر على تماسك الرواية ككل. لم تكن بمستوى كتبه الأخرى مع الأسف.
اكتشفت الكاتب عبدالكريم صدفة منذ سنوات طويلة عندما نشر أول كتاب له "تسكع على الخريطة"، وبطبعي أحب مواضيع السفر والمغامرات فكان اكتشافي لكتابه الأول مثل العثور على كنز لشدة انبهاري ومتعتي بما ذُكر فيه، ليكون سبباً في ترقب أعماله التالية والحصول عليها فور نشرها ولغاية كتابه الأخير هذا. للأسف، لم يعجبني الكتاب وفيه من العشوائية السرد الغريب! الكثير من الحوارات والمناقشات عن التاريخ او الدين او العادات والتقاليد والقليل جداً جداً عن ما عهدته منه في ذكر مغامراته الشائقة! جعلني اتساءل ما المغزى من طرح هذا الكتاب؟ أهو لهدفه الأساسي "الرحلات" أم لكتابة رواية في طابع "سوالف" وتاريخ؟
كتاب يبحر بخيالك بدءا من مناطق الأردن الى مناطق اليمن الحبيبة، كتابة رائعة من الاستاذ عبدالكريم الشطي وشرح مفصل لحوادث وأساطير مرتبطة بكل رحلة. تنتهي من الكتاب وانت مليىء بالمعلومات الثرية 👍🏼.
أنهيته في جلستين 😊 بدأت به لأمضي وقت انتظار لابنتي ، فاذ بي اكمل واكمل مستمتعة بلغة سردية تحكي عن السفر شغفي الآخر بعيدًا عن الكتب، أو لعله مترافق معه !
استهلال الكتاب عن الاردن ومأدبا جعلني أشعر بالالفة مع الكاتب وكأني أمشي معه في الأماكن، لكنه دون شك اضاف لي معرفة بامور جهلتها، تاريخية بالطبع
الأجزاء الخاصة بعدن وسقطرى اكثر من رائعة خاصة لمن بعشق السفر ويحلم بزيارتها
اعتقد اني تمنيت ملحقًا في نهاية الكتاب يضم صورًا للأماكن التي قصدها وكتب عنها الكاتب، وان امكن ذلك عبر المباحث في النت ، لكني اظن انها لأمست متممة للكتاب ومن روح والتقاطات الكاتب
أدب الرحلات … فتح لي هذا الكتاب بوابة لعالم الرحلات، كتاب جميل ولطيف، استمتعت بالسرد القصصيّ الروائيّ، بعض اللفتات التي يذكرها الكاتب لامستني. تبسمت وضحكت كثيرًا
عندما تحدث عن العيدروس والصوفية شعرت بالملل، وددتُ تمرير الصفحات.