منتهى التخييل السياسيّ هو أن نُقابِلَ أور – الوجه الآخر لنور والمناقض له، المحتلّ المهزوم سلفًا، المأزوم دائمًا، المُحمَّل قسرًا بتراث المحرقة؛ أور المتخفِّي تحت قناع القوَّة المُطلقة، الرافض أن يُقرّ بإنسانيَّته من أجل الإمعان في شيطنة الآخر، حتى ولو كان يحلم باللغة العربيَّة ويتعلَّمها. نصٌّ بديع يخرج من الثنائيَّات التقليديَّة ليغوص في السؤال الكبير الذي يطرحه نور في بودكاست نور: "مَن مِنَّا يصنعُ الآخر؟".
إن كان قرار قراءة الجزء الأول "قناع بلون السماء" خيارًا، فقراءة الجزء الثاني "سادن المحرقة" بديهيّ. أمّا قراءة الجزء الثالث فضرورية! أترقّب نشره لأكتشف مصير التقاء النقيضين كما أراده باسم خندقجي.. مَن سيُبقي على قناعه؟ وكيف ستنصهر المحرقة بالنكبة؟ أسّس الكاتب شخصيّتاه في الجزأين الأول والثاني وأغرقنا في عوالمهما، حضّرهما لذروة الاحتراق، لذا أتوقّع أن يطلق عنان فصامهما ويفكّكهما أكثر في الجزء الثالث. بالانتظار على نار!
عندما تقاطع المحرقة بالنكبة. نلتقي "بأور" كشخص و ليس كقناع "لنور" و ندخل الى نفسه و نعيش ألمه و و استيهاماته على أنغام سواد paint it black و جليد frozen بين ذكرياته و جلساته مع طبيبته النفسية و دروس اللغة العربية . أور ليس مجرد مواطن إسرائيلي فقط بل هو وريث للنبذ و الكره الذي عاشه أجداده في المعسكرات النازية و وريث عقدة المُضْطَهَدٌ الذي أصبح المُضْطَهٍدٌ في أرض أخرى و في مواجهة شعب آخر . أور هو إنسان يعاني و يحلم بمعاناته التي هي تجميع لكل ما عاشه من حب و رفض و قتل و عنف و بإرثه الثقافي و العقائدي . العمل يقدمولنا الوجه الاخر من علاقة الأنا و الآخر و اشكالية هل يمكن معرفة الغير الذي يشبهني و لكنه ليس أنا ؟ نستمر مع أور الذي يكتشف وجود نور و انتحال هذا الأخير لهويته و لتكون نقطة بدء أسئلة جديدة عن الوجود و العدم . العمل مكتوب بطريقة تترك للقارئ مهمة ان يتعاطف أو لا يفعل مع الشخصية الرئيسية التي بنيت بكل ندوبها و تقرحاتها و نقل تجربتها من خلال منظورها و من خلال منطقها لتكون الكرة في ملعب القارئ كإنسان بتاريخ الخاص و العام للحكم 👍👍👍 في انتظار لقاء نور و أور و المواجهة بينهما.
رقم مائة واثنان وعشرون /2024 سادن المحرقة – الجزء الثاني من قناع بلون السماء باسم خندقجي تطبيق ابجد
والطريق إلى يافا طويل، إلى معلِّمتي مريم فاطم التي علَّمتني العربيَّة. طويلٌ وصعبٌ وشاقٌّ الطريق، وأنا متعبٌ الآن. مُنْهَكٌ منِّي ومن طبيبتي النفسيَّة ومن أبي، كما سأُنهك من مريم بعد خمسٍ وأربعين دقيقةً على الأقلّ، هي مدَّة الوقت المتاح لقدمَيَّ حتى توصلاني إلى المركز التعليميِّ الذي تتطوَّع فيه مريم بتعليم اللغة العربيَّة لغير العرب منتهى التخييل السياسيّ هو أن نُقابِلَ أور – الوجه الآخر لنور والمناقض له، المحتلّ المهزوم سلفًا، المأزم دائمًا، المُحمَّل قسرًا بتراث المحرقة؛ أور المتخفِّي تحت قناع القوَّة المُطلقة، الرافض أن يُقرّ بإنسانيَّته من أجل الإمعان في شيطنة الآخر، حتى ولو كان يحلم باللغة العربيَّة ويتعلَّمها. يمنح السجن أو الأسر الكتّاب مجالا لكتابة أدب مختلف، غارق في عتمة إنسانية كاشفة لأبعاد الوجود البشري الهش والمحاصر، لكن بعض من يكتبون من داخل سجونهم من المعتقلين السياسيين، يقدمون رؤى تتجاوز الجدران المعتّمة والذات المحبوسة إلى رسم معالم إنسانية متكاملة، دفاعا عن أفكارهم وقضاياهم، وهذا ما ينطبق على الكاتب الفلسطيني الأسير باسم خندقجي. هنا اذن شخصان طرفان في معادلة والاثنان يحملان نفس الاسم اور الاشكنازي معنى اسمه هو نور العربي وان اختلفت الشخصيات فهنا الوجه الاخر بعد ان تحدث الينا الكاتب واعطانا سما الوجه العربي وكيف قام بعد ان عثر “نور مهدي الشهدي” الباحث المختص في التاريخ والآثار على بطاقة هوية زرقاء لشاب إسرائيلي يدعى “أور شابيرا”، داخل جيب معطف اشتراه من سوق الأغراض المستعملة، ولما كان نور “وتعني أورا بالعبرية” أشقر اللون بعينين زرقاوين أخذهما من أمه التي ماتت أثناء ولادته، فإن شكله وطلاقته في الحديث بالعبرية والإنجليزية، جعلا دوره “كأشكنازي” يبدو سهلا ولا يثير الشكوك. الوجه الآخر، طرف المعادلة الاخر هو أور شابيرا بطل الظل في الجزء السابق من الرواية، والذي ارتدى قناعه ذلك القناع الذي ارتداه نور الشهدي ليحقق مبتغاه ويكتب الكتاب الذي طالما حلم به.. أور ذلك المتواري الباحث عن طوق نجاته، عن نقطة تعيين تورماته اللعينة، عن حب أب افتقده، عن حب حبيبة هجرته، أور ذلك الهارب من ازدواجيته، من خيباته، من صدماته.. مختبئًا بحضن وطن يراه عظيم، وطن اغتصب الحقوق، قلب الحقائق، وزيف التاريخ. هنا نور واور ضحايا الأول ضحية احتلال والثني ضحية ديمقراطية الأول مدافعا والثاني مضللا والاثنان عاشا محرقة الأولى محرقة التهجير واللجوء والثاني محرقة عاشها أجداده؟ لنسائل أنفسنا هل انتصرت إنسانية كل منهما أم ظلا تائهين يبحثان عن سبب انتكاسة كل منهما.
ان نظرنا الى غلاف الرواية وغلاف الأولى سنجد اقنعة كأنها لعبة او لغز أراد الكاتب من وراء قضبان سجنه ان يلاعب قراءه حيث نجد خارطة وشخص وامرأة وكل جزء في الغلافين له قناع خاص وهذا يقودنا الى هل لعربي او يهودي اشكنازي ومهما كانت خلفية كل منهما فالأول عالم اثار والثاني له خلفية عسكرية مليئة بالمعارك هل لكل واحد ان يحلم بلغة وحياة الاخر؟ هنا في هذا الجزء، هو القناع الأخر الذي نراه. ابطالنا الاساسين في الرواية؛ هما شخصية ومكان، أور شابيرا وجفعات شاؤول، او دير ياسين. حيث دار الزمن دورته بين الحاضر في الذي نعيشه والماضي بتعدده، بداية من 1948- 1967 الى الزمن الحاضر.. الشخصية الاساسية: اور شابيرا وهو شاب اشكنازي أضاع هويته في معطف ليعثر عليها نور ويذهب الى قرية أبو شوشة للتنقيب عن الاثار في حين ان اور يقيم على أراضي دير ياسين في جبعات شاؤول وكان اور يحلم كل ليلة حلم باللغة العربية جعله يتوجه الى مريم لتعليمه اللغة وهو العبري الذي لم يكن للعرب في حياته سوى ظلال خرساء باهتة لا أصل لها. ساعد التقارب العمري بين الاثنان على انتحال شخصية اور فهو قد قارب الأربعين 37 سنة ينتمي لأسرة. لأسرة علمـ-انية ذات طابع يساري. وهو جندي ابن جندي واخ جندي حفيد جندي ناج من محرقة خدم في وحدة المظليين وأصبح معاقا بسبب صدمة الحر حيث سرح من عمله --- في حين ان نور عالم اثار يرغب في تأليف كتاب عن المجدلية استغل هوية الأول للوصول الى هدفه..
الأثر النفسي: او التروما التي يعاني منها منذ أكثر من خمسة عشر عامًا، جعلت طبيبته النفسية تقترح عليه الكتابة، وبالفعل ظل لعامين يكتب ما يعتريه من مشاعر، لكن يكتب بضمير الغائب بدلًا من المتكلم. لتستنتج الطبيبة إنه لديه أعراض انفصام في الشخصية. فهو لم يعد يميز الخيال من الحقيقة. بل بات يجيد التقمص حتى في الذعر، يتقمص ذعر غيره من اليهود ذعر جدته الناجية من المحرقة.، ليسأل نفسه لماذا كن مخلصا شديد الإخلاص لجدته. وهل حقًا هناك إمكانية انتقال الصدمات والتجارب القا-سية من جيل إلى جيل آخر عبر الوراثة؟ لكن نور يعاني من صدمة اعتقال صديقه وصدمة الحياة تحت الاحتلال وغيرها من صدمات الحياة.
الأزمنة: ففي "مجدال"، ولد أور ونشأ في بيئة أجداده الناجين من المحرقة؛ إلى أن يقرر أبويه الانتقال إلى تل أبـ-يبب حيث المستقبل. في تل ابـ-يبب، أصر والد أور على أن يلتحق ابناه؛ أور وجدعون بالجيش، وقد كان رغم اعتراض والدتهما التي كانت تفضل حالة السلام والابتعاد عن أهوال الحرب. سنوات تمر حتى أتى عام 2006 وذهب أور إلى حـ-رب لبنان، ومن ثم حربه في غزه من عام 2008 إلى 2009.
عاد منها بالخصوص لتتضح بعد ذلك اعراض البوست تروما الحادة أثر ما اختبره وسط بقائه مخبئًا بين الجثث لأيام كي ينجو بحياته. تم إعفاؤه من الخدمة العسكرية وتسريحه من الجيش. لم يكد يمر العام حتى قتل أخيه في رام الله؛ ليصبح هذا الحدث هو جوهر تبدل حال العائلة، تنقلب وتتفكك نفسيًا، تزداد الشجارات بين والده ووالدته. إلى أن جاءت 2020 بما تحمله من وباء الكورونا، لتحصد ثلاث أرواح من عائلته؛ والدته وجديه. وفى العام التالي دخل والده في غيبوبة؛ ليبقى أور وحيدًا مكتئبًا، لا أقرباء له ولا أصدقاء. ليقرر الهرب من تل أبيب إلى بيت اجداده في جادة روتشيلد، كي يسكن في جفعات شاؤول.
-جفعات شاؤول 2020 -2022 البطل المكاني الأبرز. هنا سيعيش أور عامين أشد تعقيدًا، بالتحديد سيحلم احلامًا غريبة وغامضه. كانت أشد وقعًا وتأثيرًا من آثار ما بعد الصدمة، أحلام لا تتعلق بالموت، بل بالحياة أيضًا. بقائه بها عامان بمفرده، يطارد أشباح نفسه، وأشباح المكان، وأجداده، والمحرقة.
تتزايد حدة الأرق لديه، متخيلًا سماع أصوات عويل وصراخ تنبعث من جدران البيت. لتظهر له شبح فتاة يسميها فيما بعد بفتاة القبو، تصحبه أينما ذهب، هي المصاحبة لأنفاسه، فتاة تتحدث العربية. تخبره ذات مرة إنها لا تقيم في القبو بل تقيم فيه هو، ولن يستطيع التخلص منها.
الرواية مليئة بأحاديث النفس او حوار اور مع نفسه حواراته عن الهوية مع معلمته للغة العربية مريم فاطم، تلك الفتاة العربية التي تدافع عن هويتها في وجهه. تعدل له دومًا الأسماء، فتعدل له جفعات شاؤول مكان إقامته إلى دير ياسين، وتارة تخبره عن جريمة ارتكبها الجنود الناجين من المحرقة في صحراء النقب بعد نكبتهم بعام. وقد تحدثت عنها عدنية شلبي في رواية تفصيل ثانوي ليسأل نفسه، هل دولته نتاجًا للمحرقة أم هي المحرقة بحد ذاتاهم؟ أثر التنقيب في نفس أور، يتجلى أمله وما يتمناه، وذلك من خلال حديثه المتخيل مع أبيه الراقد في غيبوبته، امله في أن العرب يقرروا الهجرة طواعية وأن يكون ذلك ماذا من أجل العمل في شركات كندية وأمريكية.. أ
سادن المحرقه للكاتب باسم خندقجي عندما بدأت قراءة الروايه سألت نفسي هل كان الكاتب وهو يكتب هذه الروايه يجلس مستريحا مادا قدميه امامه كما أفعل الان أم كان يجلس قلقا متلفتا في محبسه مرهف السمع لوقع اي اقدام قادمه ليخفي اوراقه وقلمه عن عيون حراس معتقل هدريم تمنيت ان تكون مريم معلمة اللغه العربيه هي الصوت الاعلي في الروايه هي سادنة النكبه * في بداية الروايه كان واضحا صوت الراوي عن صوت ضمير الغائب الذي يتكلم عنه ثم بدأ يختلطان ثم اصبحا تقريبا صوت واحد فكانت براعه من الكاتب لتوضيح تأرجح المريض بين اضطرابات ما بعد الصدمه البوست دراما و بين انفصام الشخصيه الكامل .. تأرجحت كقارئ أيضا بين التعاطف مع شابيرا ومأساته و ذكريات محرقة أهله و بين التمني بأن تكون هناك طفلة قبو علي كتف كل واحد منهم صغيرا وكبيرا لتكون لعنتهم وماضيهم وآلامهم وتذيقهم سوء العذاب في كل الاوقات .. الروايه ذكيه في فكرتها لغتها بسيطه سلسله تعرفنا علي ما صارت عليه فلسطين الان من اسماء لشوارع ومناطق وعن تقسيمها الديموجرافي واحوال بعض اليهود عن قرب فمسألة الرهبنه ومسألة ارسال الطلاب لزيارة مخيم الاباده في بولندا ليتفقدوا عن قرب ما عاني منه الاجداد وايضا الاحتفال السنوي بها وتسميه النكبه بعيد الاستقلال وجيشهم بجيش الاستقلال ولا اعرف اي استقلال يقصدون واستمرار التنقيب علي آثار تثبت إدعاءاتهم رغم امتلاكهم الارض والقوه .. ايضا الفرق بين حياة الكيبوتس وحياة العاصمه وكيف رغم التظاهر بالقوه يخافوننا بقدر ما نخافهم عشرات المرات وكيف يصف بطل الروايه شابيرا نفسه بأنه ديمقراطي غير مؤذي ..فهو يتسبب في الاعتقال ويشارك في الحرب ويقتل ويجرح ويعذب وينتهك حرمات البيوت وستر الحرائر ولكنه في مرآته غير مؤذي .. مليئه الروايه بالمصارحه النفسيه وتشريح الذات في ثوب واعي احيانا ولاواعي احيانا اخري يبين لنا أن مَنْ يملك القوه يملك وضع صفات الآخر .. تُسلط الروايه بتركيز شديد علي تأثير ما حدث في المحرقه فبل سبعون عاما و علي ما حدث و يحدث للفلسطينيين وان بذرة هذا الآلم تنتقل فيهم عبر الاجيال ويتصرفون بدافع منها وان اليهودي يري في الفلسطيني ذاته يري الضحيه يري تاريخ الاضطهاد والمنبوذيه الذي مورس بحقه ولا اعرف إن كان هناك دليل علمي نفسي إجتماعي علي ذلك أم لا .. في النهايه ليس لنا الا ان نشكر الكاتب ونطلب من الله فك آسره وعودته سالما لعالمه وأسرته اقتباسات *أنا لا أعاني من أثار ما بعد الصدمه فحسب بل انا الصدمه بحد ذاتها *فما هي حياتي بالنهايه سوي جثث ومشاريع جثث *أعود الي بيت ليس بيتي والي قبو ينبض بنكبه ليست نكبتي ونشيج وغناء وطفله محشوره في زاوية القبو تأبي التخلي عن بكائياتها وآلامها *انني لا أمن برواية الحقيقه وانما بحقيقة الروايه *اشعر انني احد آخر انا ضابط وشخص معطوب ومحامي فاشل واحمق يسعي الي تعلم اللغه العربيه من لدن معلمه عربيه تدس سم قوميتها في عسل لغتها
أقول بصراحة: هذه الرواية ليست مجرد سرد أعاد ترتيب أحداث؛ هي تجربةٌ تجعلك تدخل داخل ذاكرة إنسانٍ لم يعِش حدثًا تاريخيًّا لكنه ورثه كما لو كان لحمه ودمه. البطل أور شابيرا يظهر أمامنا كمخطط نفسي متكامل: أثر محرقةٍ لم يختبرها بنفسه وصدمات حروبٍ خاضها، يلتقيان داخل نفسٍ واحدة فتتكوّن هوية مُثقلة بالخوف والبحث عن معنى.
ما لفت نظري بعمق هو موضوع انتقال الصدمات بين الأجيال: كيف تصبح تجارب أجدادنا نِسقًا داخليًا يوجّه مشاعرنا، قراراتنا، حتى أحلامنا. أور يحمل ذاكرة ليست ذاكرته وحدها؛ يحمل خوفًا موروثًا وطقوس بقاء وردود فعلٍ تجعل منه شخصًا في صراع دائم مع ذاته والآخر. علاقته بمريم ومحاولاته لفهم العدالة والانتماء تجعل الرواية مساحة للتساؤل: إلى أي حد نَحن أصحاب معانٍ أم ورثة لأعراف وخيبات؟
الأسلوب السردي قويّ؛ السرد قائم على مشاهد داخلية مكثّفة، أحلامٍ تستدعي العربية، ذكرياتٍ تتداخل مع واقعٍ قاسٍ. الحبكة متماسكة نسبيًا والتحليل النفسي الذي يمرّ بالشخصية يمنح القارئ فرصةٌ للتأمل- ليس فقط كمتلقٍ بل كناقد لذاته أيضًا.
أشير أيضًا إلى نقطة عملية: هناك لقطات جنسية وأحلام ذات أبعاد حسية لكنّها في رأيي وسائل لخدمة البعد النفسي للشخصية لا أغراضًا رخيصة. بمعنى آخر- ليست جوهر العمل ولا تُقلّل من قيمته الأدبية أو البنائية.
تقييمي: ⭐⭐⭐⭐ الرواية عميقة تستحق القراءة المتأنية وتمنح قارئها تجربة تشبه الجلسة التحليلية- قراءة تُعيد ترتيب أسئلة الهوية والذاكرة.
خلاصة شخصية: قراءة شخصيات مركّبة مثل أور بالنسبة لي ليست فقط ترفًا أدبيًا؛ هي تدريبٌ على التعاطف وفهم لكيف تتحوّل جراح الأجيال إلى خرائط تحدد مساراتنا.
كفلسطينية أرى أور شابيرا شخصية معقدة ومليئة بالتناقضات لكنه استطاع أن يظهر كبشر قبل أي انتماء. هو يحمل صدمات جيل لم يعشه بنفسه يعيش بين ذاكرة أجداده وتجارب حياته كجندي ويسعى لفهم العدالة والهوية والانتماء. بالنسبة لي هذه الرحلة الإنسانية التي تخوضها شخصيته تجعلني أتأمل كيف يمكن للتاريخ أن يشكل الإنسان حتى لو لم يعش الأحداث بنفسه. أور يذكّرني أن الألم والبحث عن المعنى لا يقتصران على طرف واحد وأن التجربة الإنسانية مهما اختلفت الخلفيات قاسم مشترك يجمعنا جميعًا
الجزء الثاني من سلسلة المرايا للأسير والكاتب الفلسطيني باسم خندقجي الذي فازت روايته الأولى في السلسلة قناع بلون السماء بالجائزة العالمية للرواية العربية ٢٠٢٤، واذا كان الجزء الأول سلط الضوء على الآثاري الفلسطيني نور الشهدي ومحاولته الكتابة عن مريم المجدلية واستغلاله هوية وجدها بالصدفة لأور شابيرا مكّنته من الدخول إلى عمق فلسطين الذي حرم منه سكانه الأصليون، فإنّ سادن المحرقة رواية تخوض في عالم أور شابيرا الأصلي الجندي الإسرائيلي المأزوم نفسيا بالبوست تراوما، أو صدمة ما بعد الحرب وفقدان أجداده وأمه بكورونا ثم والده في غيبوبة إثر جلطة دماغية ومحاولته تعلم اللغة العربية ليفسر الأحلام التي تراوده بهذه اللغة ومحاولة أن يكتب رواية بضمير الغائب يعبر فيها عن نفسه فالسارد اذا يتراوح بين ضمير المتكلم والغائب إلى أن يصل أور عن طريق الصدفة إلى لقاء أيالا شرعابي ويستنتج منها حكاية نور الذي انتحل هويته فيحاول أن يصل إليه، ويظهر نور هنا مختلفا عن الجزء الأول من خلال البودكاست الذي يجريه بالعامية الفلسطينية تحت عنوان حكي كولونيالي.. بالنسبة لي هذا الجزء تقنيا أجمل من الجزء الأول وأكثر سلاسة وأقل أخطاء على الرغم من بعض الملاحظات التي قد تحسب عليه.. التقييم: ٨/١٠
النجمة الناقصة لتفاصيل جنسية كتير في الرواية تكاد تكون مفهومة شاب أسير في السجون الإسرائيلية عنده كبت نظرية الراجل العربي اللي بيشوف ده ذل للمرأة تطور أدبي وأسلوب كتابي لباسم ملحوظ منتظرة الجزء الثالث بشدة ...
عن الوجه الآخر ، طرف المعادلة المسيطر في مقابل طرف المعادلة الخاضع عن .. أور شابيرا بطل الظل في الجزء السابق من الرواية ، ذلك القناع الذي أرتداه نور الشهدي ليحقق مبتغاه و يكتب الكتاب الذي طالما حلم به .. أور ذلك المتواري الباحث عن طوق نجاته ، عن نقطة تعيين تروماته اللعينة ، عن حب أب افتقده ، عن حب حبيبة هجرته ، أور ذلك الهارب من ازدواجيته ، من خيباته ، من صدماته .. مختبئًا بحضن وطن يراه عظيم ، وطن اغتصب الحقوق ، قلب الحقائق ، و زيف التاريخ .
كانت الرحلة هنا بتركيزها الكامل مع أور فماذا عنه ؟ .. هل كان بطلًا أم ضحية من ضحايا ديموقراطية بلده ؟ هل كان مدافعًا عن الحق أم مُضللً بألم محرقة عاشها أجداده ؟ هل انتصرت إنسانيته أم ظل تائهًا يبحث عن سبب انتكاسته مغشيًا على عينيه بحقائق مزيفة ؟
توجست مع بداية القراءة من أن ينال أور مني تعاطفًا ، و لكن و برغم خيباته و جراحه و براعة الكاتب في وصف حالته و مشاعره إلا أنه حافظ على عرض شخصيته و أفكاره بشكل متوازن و موضوعي ، يبرز فكر العدو و طريقته في غرس الفكر المضلل و تزييف التاريخ لكسب التعاطف دومًا حتى و إن ارتكب ما ذاق من مراره .. فهنا هو المدافع عن حقه و هناك كان المستضعف المنبوذ .
الفكرة و لغة الكاتب و طريقة التناول مميزة و جذابة كالجزء الأول ، لكن يعيب الرواية قلة الأحداث بل و انعدامها في الجزء الأكبر من العمل و الاعتماد بشكل كلي على حكي البطل عن نفسه ، كذلك كانت الشخصيات محدودة جدًا .
مع قرب انتهاء الرواية يظهر نور الشهدي من جديد و لكن من زاوية أور البطل هنا ، و الذي قادته الصدفة لمعرفة ما كان ، فبدأ بملاحقة نور ليواجهه .. لتنتهي الرواية و نحن على بُعد خطوات من تلك المواجهة ، لننتظر بكثير من الشغف جزءًا جديدًا من تلك الملحمة ...
عمل أدبي بفكر مختلف جمع ما بين عمق الفكرة و جمال الكتابة في انتظار اكتمالها .
نلتقي أور الكولونيالي الأشكنازي، سليل الناجين من المحرقة، والحالم بلغة لا يفهمها …نعيش في عقله المصاب بالبوست تروما ونرى القطب الآخر من الكولونيالية ثم نقف قبل الوصول إلى نقطة التعيين… أنتظر الجزء الثالث على أحر من الجمر…
استطاع باسم خندقجي -فك الله أسره- حل المعادلة الصعبة، ألا وهي طرح رؤية المحتل الصهيوني دون سرد متعاطف معه. وكانت هذه الرواية أكثر نضجاً من الأولى من ناحية السرد والحبكة.
وأحببت شخصية مريم فاطم في هذه الرواية بالرغم من كونها شخصية جانبية. ففي البداية، ظننت أنها شخصية متخاذلة، فكيف تقبل بتعليم صهيوني وجندي سابق اللغة العربية في وطنها فلسطين؟
ولكنني وجدت فيها شخصية استخدمت فيها مهاراتها وخبرتها في الأبحاث والتعليم لمقاومة الفكر الصهيوني من خلال اختياراتها في الروايات والمقالات التي تتحدث عن الرواية الفلسطينية وجرائم الاحتلال ضدهم. وبهذه الطريقة، تمكنت من التأثير بشكل غير مباشر في عقل صهيوني شارك بحروب ظن فيها أنه البطل الذي دافع فيها عن حقه وحق أجداده الناجين من المحرقة. وكان من الواضح أن تسمية هذه الشخصية بإسم مريم متعمداً ليحاكي مريم المجدلية في الرواية الأولى.
ووجدت في ربط شخصية نور من الجزء الأول وأور في الجزء الثاني عن طريق البودكاست في النهاية طريقة مختلفة ومميزة نوعاً ما.
تمنيت لو كانت أحداث الجزء الثاني في خط زمني موازي للجزء الأول من وجهة نظر أور، بدلاً من أن تكون بعد أحداث الرواية الأولى. ومع ذلك، كانت الرواية جميلة جداً بسردها وحواراتها العميقة.
تعتبر الرواية جزء أولا من رباعية المرايا للأسير والروائي الفلسطيني باسم خندقجي. وموضوعها هو تصحيح السردية الغربية والإسرائيلية عن الأحداث في فلسطين. بطل الرواية هو نور باحث في علِم الآثار يعيش في مخيَّمٍ في رام الله. يرتدي نور قناع المُحتلّ الذي حصل عليه صدفة ويتقمص شخصية إسرائيلية باسم "أور"، وينضم إلى بعثة تنقيبِ عن الأثار في إحدى المستوطنات، فتتجلَّى له فلسطين المطمورة بكلِّ تاريخها.
قال رئيس لجنة التحكيم عن الرواية: "روايةٌ تغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثية الكبرى: وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم، حيث يرمح التخييل مفككاً الواقع المعقد المرير، والتشظي الأسري والتهجير والإبادة والعنصرية. كما اشتبكت فيها، وازدهت، جدائل التاريخ والأسطورة والحاضر والعصر، وتوقّد فيها النبض الإنساني، كما توقدت فيها صبوات الحرية والتحرر من كل ما يشوه البشر، أفراداً ومجتمعات...".
أقف عاجزًا أمام هذه الرواية بجزئها الثاني وأمام كاتبٍ ومقاوم مثل باسم خندقجي، منذ أن قرأت الجزء الأول وأنا أشَكّكِ بوجودِك في سجون الاحتلال، هل حقًا أنت الأسير ونحن الأحرار أم العَكس؟
أن تجعلني أحب نور الشهدي وأخاف عليه وأتحرق لأعلم خطوته القادمة، أن تجعلني أكره أور شابيرا وأحقد عليه وعلى سلالته وأغضب من أفكاره وتصرفاته المستفزة، فهذا (بالنسبة لي) أن الروايتين من أفضل ما قرأت في هذه السنة، كُلّي أمل أن يكون هنالك جزءٌ ثالث، وكُلّي حَماس لقراءة باقي أعمالِك، سعيدٌ لأنك خرجت من المعتقل "الكولونياليّ" وأتمنى لكَ دوام الإبداع.
ع السريع لأنو فش اشي ينحكى تقريباً، كتاب ملوش لازمة وما زاد لباسم شيء كقيمته بالأدب، مجرد كلمات مرصوصة بدون مشاعر وجامدة، كتاب بدون هوية صراحة. مشاهد جنسية ما خدمت العمل بل على العكس، وجودها وعدمه واحد، لو كان إلها ضرورة ما كنت رح انزعج. يمكن تأثرت بالكتاب الأول عشان الفترة الحساسة وعواطفي الجياشة تجاه البلاد وقتها، هسة مشاعري ماتت وايماني تجاه الانسانية مات، وتأثر ماكووو. كمان كنت متحمسة بالجزء الأول لوصفه للمخيم وأنا بنت مخيم بالتالي ضرب ع الوتر الحساس. وبس والله.
من الصعب الحكم او اعطاء رأي على الكتابين معا الا انه يمكن القول ان قراءتهما تفتح امامك الباب على مصراعيه لأسئلة ربما من الصعب الإجابة عنها… في انتظار المواجهة في الكتاب الثالث ربما…
" لأُجيبها، أُجيب هداس في سريِّ، بأنَّ الكتابة بضمير الغائب هي الأمل بعودة ضميرٍ غائب. فهل أنا بلا ضمير؟ أنا الذي أتوغَّل الآن في أزقَّة ذكرياتي البعيدة والقريبة ودهاليزها، أكتشف أنَّ المسألة لا تكمن بكتابة قصيدةٍ أتوسَّل فيها ضمير الغائب لمناجاة ضميرٍ غائب، وإنَّما تكمن باجتهادٍ مبالغٍ فيه أثناء البحث عن نقطة التعيَّين …"
.هٌناك العديد من الروايات التي تصور فِكر المحتل الصهيوني، لكن هناك القليل ممن يجيدون إيصال الفكرة بلا أي ضغط على القارئ لمحاولة التعاطف معهم حين ظننت أن الجزء الثاني لا يمكن أن يفوق الأول، يأتي الثاني وهو بنفس التشويق والجمال ان لم يكن أكثر. تصوير باسم خندقجي-الأسير إلى يومنا هذا- لفلسطين ويافا والقدس، تصويرًا حديثاً لا يشوبه شيء وهو الذي يكمل عامه الحادي والعشرين في الأسر!! أهو قادرٌ على تصوير فلسطين بهذا الشكل وهو أسير العشرون عامًا أم أن الوضع بفلسطين المحتلة لم يتغير ولو بشعرة؟ ولكن -وهذه نقطة مهمة وجب علي التنويه بها- لولا وجود العديد من المشاهد الجنسية التي برأيي لا تزيد أي قيمة أو تأثير على أي من الشخصيات او حتى الحبكة، وجود مثل هذه المشاهد التي يصعب علي كتابة مراجعة وغض البصر عنها وتكرارها العنيد في كُلًا من الكتاب الأول والثاني يمنعني من أن أقدر العمل كعملٍ أدبيٍ خالصٍ ومثالي. اُريد أن اكمل هذه الملحمة اللذيذة، لكن اتمنى ان لا تطغى عليها تلك المشاهد البذيئة، لا اكاد استطيع أن انتظر لقاء نور مرة أخرى، وأرى كيف سيختم باسم خندقجي هذه الملحمة! أملك رواية "خسوف بدر الدين" لنفس الكاتب واؤمن بجمالية أعماله وكتابته.
هو صراع بين ضمير الغائب وضمير المتكلم بين الكولونيالي المسيطر والكولونيالي الخاضع هو صراع بين وجود خيالي ووجود حقيقي هو صراع بين العبرية والعربية بين أور و نور بين المحرقة والنكبة هو صراع البقاء في عالم الفناء أسلوب أكثر من رائع يجعلك تنظر إلى نفسك في المرآة وتسأل من أنت هل أنت حقيقي أم صاحب قناع؟
4️⃣5️⃣3️⃣ الكتاب: #سادن_المحرقة الكاتب: #باسم_خندقجي عدد الصفحات: ٢١٥ الناشر: #دار_الآداب الطبعة الأولى ٢٠٢٤ . . هذا الكتاب هو الجزء الثاني من ثلاثية تدعى #ثلاثية_المرايا للكاتب #الفلسطيني الأسير #باسم_خندقجي والذي صدر بعد فوز الرواية الأولى #قناع_بلون_السماء بجائزة #البوكر للرواية العربية٢٠٢٣. حيث يرتدي (نور الشهدي) الفلسطيني في الرواية الأولى قناع (أور شابيرا) اليهودي الأشكنازي، بعدما عثر على هويته الزرقاء والتي سمحت له بالتوغل في الجانب اليهودي بمنتهى الحرية مرتدياً قناع هذا الشاب واستطاع كذلك الإنضمام لبعثة آثارية من أجل البحث عن آثار مريم المجدلية لكتابة رواية تتحدث عنها. في الجزء الأول يسرد لنا نور الشهدي خطابه الكولونيالي مرتدياً قناعاً يهودياً أشكنازياً. بينما في الجزء الثاني من الرواية نستمع لحديث (أور شابيرا) وقد علم أن هناك من استغل تلك البطاقة الزرقاء وانتحل شخصيته. فبدأ رحلة البحث عنه من خلال الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي فعثر عليه وبدأ بالتعمق في شخصيته ومعرفة كيف استطاع ان يتقمصه بتلك السهولة. في الرواية ابداعات كثيرة ومنها أن نور هذا هو النقيض الحقيقي لأور والذي شاهدناه وهو يخضع لعلاج نفسي مع الدكتورة (هداس) لعلاج أعراض ما بعد الصدمة والتي حدثت له في لبنان ٢٠٠٦ وغزة ٢٠٠٨ كونه عضواً بلواء المظليين. حيث طلبت منه الدكتورة أن يكتب كل ما يشعر به فكانت أغلب كتاباته بضمير الغائب، وبدأ كذلك بتعلم اللغة العربية مع المعلمة الفلسطينية (مريم فاطم) كونه كان يحلم طوال الوقت باللغة العربية دون أن يفهم ما تقوله تلك الأحلام. في نهاية الرواية يقوم (أور) بانتحال شخصية صحفي ألماني يدعى (يورغن فروم) ويقوم بالتواصل مع (نور) ويطلب اجراء لقاء صحفي معه. ولكن كيف سيغامر هذا اليهودي الأشكنازي بالتواجد بين آلاف العرب والفلسطينيين دون الشعور بالتهديد ؟ لذلك طلب من معلمته الفلسطينية (مريم) أن تأخذه إلى هناك. ماذا سيحدث؟ وكيف سيكون لقاء أور بنور؟ هي أحداث قد نجدها في الجزء الثالث من الرواية ! الرواية جميلة جداً وحواراتها ممتعه وتشعرك بالضياع في بعض المواقف ولكن فكرة الرواية بشكل عام وصراع الهويات والأقنعة بحد ذاته يجعلك مستمتعاً بأحداثها. نسأل الله أن يفك قيد الأسير باسم خندقجي. #باسم_سادن_المحرقة #باسم_باسم_خندقجي
في عالم يشهد صراعات وحروبًا، يجد المبدعون ملاذًا لهم في الفن للتعبير عن آلامهم وتطلعاتهم. لكن ماذا لو كان هذا المبدع يئن وطنه تحت وطأة احتلال غاشم ظل ومازال يبيد شعبه ويحول بلده إلى سجن كبير ؟!
هل يستطيع حينها المبدع أن ينفصل عن ذاته ويضع نفسه مكان عدوه، ويتقمصه روحا وفكرا ؟! خاصة لو كان يقبع أسيرا خلف جدران معتقلات ذلك العدو؟!
ببراعة فنية متناهية، ينجح باسم خندقجي في سبر أغوار النفسية البشرية المعقدة للشخصية الأسرائيلية مستعرضًا صراع الهوية والانتماء في ظل ظروف استعمارية قاسية وأثر الجرائم التى يرتكبها الأحتلال على جنود جيشه من ثم انعاكسها على صحتهم النفسية والعقلية
تعد ” سادن المحرقة “ الجزء الثانى من رواية " قناع بلون السماء “ والتى فازت عن جدارة فى عام 2024 بجائزة البوكر، وهى بداية الرحلة المثيرة التى بدأت عندما عثر بطلها " نور الشهدى “ على هوية لجندى إسرائيلى يدعى ( أور شابيرا ) داخل معطف قديم كان نور ابتاعه من سوق للملابس المستعملة فايقرر حينها أن يستغل الفرصة ويرتدى الشخصية كقناع يتيح له التنقل بين أرجاء الأراضى المحتلة خاصة وأن ملامح وجهه أشكنازية غربية أكثر منها عربية
وذلك من أجل البحث والتنقيب عن أثار " مريم المجدلية “ من ثم كتابة عمل أدبى مستلهم من شخصيتها التاريخية المرتبطة بالمسيح عيسى عليه السلام وكما عرفنا " نور الشهدى " فى قناع بلون السماء والدوافع التى جعلته ينتحل شخصية عدوه
سنعرف فى ” سادن المحرقة “، عن ( أور شابيرا ) وما هى قصته وماذا سيفعل عندما يعلم أن هناك عربى فلسطينى جعل من وجهه الاشكنازى وهويته المفقودة ” أفاتارا “ يتجول به فى كل مكان
تُعد رواية "سادن المحرقة" إضافة قيمة للأدب العربي وتحفة أدبية رفيعة حيث تقدم قراءة عميقة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتثير تساؤلات جوهرية حول الهوية والانتماء، كما أنها لا تقل إبداعا وإمتاعا عن جزءها الأول وأثق أن الجزء الثالث سيكون أكثر روعة كما أنه سيشهد إشتعال المواجهة المرتقبة على أرض الواقع والتى مهد لها خندقجي فى ختام العمل و تنبىء عن صراعا قويا سايندلع مابين ( نور الشهدى) و( أور شابيرا) .
قناع بلون السماء ٢ سادن المعرفة – باسم خندقجي تقييمي ٥ من ٥
رائعة بكل معنى الكلمة من الكتب القليلة اللي الجزء الثاني فيها ما ينزل عن مستوى الأول ولا خطوة بل كأنه مكمل ناضج وهادئ ومليان وعي أكثر العمل ما يعتمد على الدهشة السطحية يعتمد على عمق الفكرة وعلى النفس الطويل في السرد وعلى إحساس ثقيل يرافقك من أول صفحة لآخرها
الكاتب هنا ما يكرر نفسه ولا يعيش على نجاح الجزء الأول يبني فوقه ويغوص أعمق في النفس والهوية والمعنى والذاكرة تحس إن الرواية تمشي معك بهدوء لكن داخلك تصير في حرائق صغيرة ما تطفئ
لغة شاعرية بدون تصنع موجعة بدون صراخ هادئة لكنها توجع تحس إن الكلمات تمشي على أطراف مشاعرك مو على عقلك فقط
من أكثر الأشياء اللي أعجبتني – البناء النفسي العميق – الرمزية الذكية بدون شرح مباشر – الاستمرارية القوية بين الجزأين – الإحساس اللي يظل معك بعد ما تقفلي الكتاب
الجزء الثاني هو الوجه الآخر للأول. ولكن بعد استنفاذ جميع المعلومات الحضارية في أول جزء. بقي للثاني نوع من التعليقات والتفسيرات ومن وجهة نظر صهيوني مختل ومريض ويعاني من تورم غريزته الجنسية. بقيت الطبيبة مثل مجهر اخر لننظر منه في اعماق اور الجنسية وليس التاريخية. ولم تلعب دورها على أتم وجه كشخصية تستطيع ان تقدم صورة عن ازمة المجتمع الإسرائيلي. لكن حافظ هذا الجزء على الدفء الذي يفصل الكتابة الميكانيكية عن الشكل الدائري للأدب. من قرأ الجزء الأول سيلاحظ أن هذا العمل تعقيب عليه وامتداد له. ومن لم يقرأه سيستمتع بلغة عسكري مريض يعاني من خلع نفسي واجتماعي.
ببراعة أدبية يقحمنا باسم خندقجي في الجهة الأخرى، ينقلنا إلى الضفة الثانية، ونتسلل معه إلى تفاصيل الحياة الإنسانية بحلوها ومرها لبطل روايته "اليهودي الأشكنازي" هذه المرة، فيعرض لنا بسلاسة خفايا الأمور والعقد والهمجية والتجني. يا لهذه الجرأة من كاتب فلسطيني يصف "تل أبيب" وشوارعها وابنيتها وسكانها بما بان منها وما خفي. بانتظار الجزء الثالث من الرواية والمواجهة بين "نور الفلسطيني" و "أور اليهودي" وإن كنت أتوقع أن لا يأتي بثمار أو أن يكون الموت نصيبهما سوية.
لا أعلم كيف لنص بهذا الجمال إن يخرج من رحم الظلم. رواية ممتعة خفيفة و سهلة المعشر. لا يمكن إلا إن تستمر بقراءتها تشدك لحظة بلحظة لا تتوه فيها بين الحلم و الحقيقة بأسلوب رائع و تنقل سلس بينهما للكاتب باسم خندفجي. معرفة الوجه الحقيقي لأور و ما بعد بحث نور عن المجدلية و حقيقتها و كيف يمضي كلٍ منهما في الحياة كان مبهراً. بإنتظار جزء ثالث للقائهما و مواجهتهما و أشباع فضولي لمعرفة حقيقة نور ، هل يمكن إن يكون لجدعون حياة أخرى لا يعرفها نور بداخله؟!
الجزء الثاني من الرواية الفائزة بجائزة البوكر لعام 2024 قناع بلون السماء. بسادن المحرقة نقابل أور، الوجه الآخر لنور. نتعمق في شخصية اور واضطراباته وحياته. عمل روائي جميل ✨️
❞ قد أجرحك قليلاً، ولكنَّني لست مؤذيًا. قد أتسبَّب باعتقالك قليلاً، ولكنَّني لست مؤذيًا. قد أشارك في حربٍ أخرى ضدَّك وضدَّ شعبك، ولكنِّي لست مؤذيًا. قد أقتلك قليلاً، ولكنِّي لست مؤذيًا. ❝
سادن المحرقة الجزأ الثاني لرواية قناع بلون السماء رواية جميلة جدا و لغتها سلسة و فكرتها رائعة انتظر الجزأ الثالث و اتمنى ان يكتبها باسم خندقجي و هو ينظر إلى السماء يعانق الحرية مع اهله و اصدقائه لا اسير بزنزانة
بسبب التعاطف والمجاملات والأوضاع في غزة فاز الجزء بالبوكر، أما الحزء الثاني رغم محاولات الكاتب أن يجعل الشخصية الرئيسية للبطل أن يكون إسرائيلي ويهودي إلا أنه لم ينجح في ذلك والشخصية تفوح منها رائحة فلسطين.
كيف استطاع الكاتب أن يدخل في ثنايا عدوه و يلاحق مخاوفه الي هذا الحد؟ باسم أثبت أن وحدها الحرية في داخل القلب النابض هي ما يهابها اعداؤه نوعية الشجاعة التي لدى باسم لا تستطيع قضبان السجون كبحها لانها تواجه الفشل الحقيقي في سجانه بانتظار الجزء الثالث….