قال الأصمعي: قيل لابن المقفع: مَن أدَّبك؟ فقال: نفسي؛ إذا رأيت من غيري حسنًا أتيتُهُ، وإن رأيتُ قبيحًا أبيتُه، ودعاه عيسى بن علي للغداء فقال: أعز الله الأمير، لست يومي للكرام أكيلًا. قال: ولِمَ؟ قال: لأني مزكوم، والزكمة قبيحةُ الجوار، مانعة من عِشرة الأحرار. ومن كلامه: شربت من الخُطب ريًّا ولم أضبط لها رويًّا؛ ففاضت ثم فاضت، فلا هي نظامًا وليس غيرها كلامًا. ومما يؤثر عنه أنه قيل له: ما البلاغة؟ فقال: التي إذا سمعها الجاهل ظن أنه يُحسن مثلها. وقال إسحاق بن حسان بن فوهة، أنه قال: لم يفسر البلاغةَ تفسير ابن المقفع أحدٌ قَطُّ؛ سئل ما البلاغة؟ قال: البلاغة اسم جامع لِمَعانٍ تجري في وجوه كثيرة، منها ما يكون في السكوت، ومنها ما يكون في الاستماع، ومنها ما يكون في الإشارة، ومنها ما يكون في ال
Muhammad Kurd Ali عالم لغوي وأديب سوري (1293 - 1372 ه = 1876 - 1953 م) محمد بن عبد الرزاق بن محمد، كرد علي: رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق، ومؤسسه، وصاحب مجلة (المقتبس) والمؤلفات الكثيرة. وأحد كبار الكتاب. أصله من أكراد السليمانية (من أعمال الموصل) ومولده ووفاته في دمشق.
، تتلمذ على الشيخ طاهر الجزائري، ورحل في شبابه إلى مصر حيث حضر دروس الإمام محمد عبده، وشارك في تحرير « المقتطف » و« المؤيد »، ثم عاد إلى دمشق بعد إعلان الدستور العثماني 1908، وأصدر صحيفة « المقتبس » اليومية التي ناوأت دعاة « التتريك »، حتى كاد صاحبها يعدم فيمن أعدموا من أحرار العرب خلال الحرب العالمية 1. ثم أجبر على تولي رياسة تحرير « الشرق » التي أصدرها الجيش التركي في أثناء تلك الحرب. وعندما أنشئ « المجمع العلمي العربي » بدمشق 1919 عين رئيساً له. ومن كتبه: « خطط الشام »، و« الإسلام والحضارة العربية »، و« أمراء البيان ». وحقق عدة كتب منها: « سيرة أحمد بن طولون » للبلوي، و« تاريخ حكماء الإسلام » للبيهقي. ودون خواطره وتجارب حياته في « مذكرات ». بعد قائد حركة البعث الأدبية في الشام، لاهتمامه بإحياء التراث القديم ودراسته والإفادة من الثقافات الأوروبية، دون تفريط في أصول الثقافة العربية. وأسلوبه النثري بليغ واضح في غير تصنع ولا إفراط.