كتاب قصير مشحون بالعواطف الصادقة والكتابة المتمكنة. لمس قلبي بشدة.. غلابة الأمهات والله... كتلة من المشاعر المتناقضة... وزي ما بيقولوا الأمومة مش سهلة بس مستاهلة..
"أطفالنا يأكلون عمرنا، يتغذون على العمر والعقل والقلب هم يكبرون ونحن نصغر. في البداية حالة جميلة، هم يكبرون وأنا أصغر، أعود لشبابي وأبدأ من جديد ماراثون الأحلام والتجربة والإنجاز. أحاول غرف المتع. يستمر الأمر حتى يصبحون شبابًا، ونعود نحن عيالاً نتعرف على دنياهم بأعين مبهورة وربما خائفة".
" لستِ وحدك أنا أيضًا كلما داهمني ضيق أو خوف شعرت برجفة و ألم في رحمي ...و كأن كل الحياة مدفونة تحت عنوان (أنا أُم) "
كُل ما يُكتب عن الأمومة يستهويني رُبّما لأن الأمومة متأصلة في كُل فتاة حتى لو لم تُكن زوجة ولديها أطفال نحنُ اُمهات بالفطرة. نص جميل قريب من القلب يُلامس الروح و المشاعر عن الأمومة و الولادة و الإكتئاب والخوف من الأمومة والإحساس بالذنب و الذكريات والكثير من المشاعر.
كتاب جميل جداً وصادق عن الأمومة كان نفسي يطول لأنه حقيقي جدًا. مدته ساعة ونص بس على اقرألي، شكرًا من القلب على هذا الكتاب الصادق واعتقد هيكون من أفضل الكتب اللي صادفتني عام ٢٠٢٥ لاني معرفش الكاتبة ولكنه بيطبطب على الأمهات الجدد اللي في مهب الريح.
انتهى قاموس الأمومة من دون أن أضع يدي على أمومتي. ليس دليلاً واضحا، وإنّما تجربةً تشاركيةً تطبطب على كل شعورٍ بالذنب يصيب قلوب الأمهات. فوجئت بأنّ بضعاً وثلاثين سنة تفصل عزة عن أمها، عدّتها عزة فارقاً كبيراً. أنا الآن أمٌ طازجة، من جديد. أو لنقل إنني أتعرف أبجدية الأمومة لأول مرة بعد ثلاث ولادات قديمة جداً (آخرهن قد مرّ عليها ست عشرة سنة)، بيني وبين (يم)، ابنتي الرابعة، واحدٌ وأربعون عاماً وبعد أن قرأتُ هذا الكتاب تنامى خوفي داخلي، هل سأكون أمَّاً قادرةً على إسعاد صغيرتها وملئها بالذكريات الجميلة؟ هل سترتق قراءتي لهذا الكتاب فجوة الزمن بين جيلَيْنا؟ هل سأبقى محفوفةً بالذنب لرفضي الدائم كلَّ إنجابٍ حصل؟ لماذا لمستِ يا عزة هشاشة الأمهات بهذا الحنو؟ الحنو أقسى من الفظاطة أحياناً!
جرعة مكثفة من المشاعر المعقدة والكتيرة أوي حسيته مرة كأم ممكن متجربش الأمومة أبدًا ومرة كبنت بتحاول تفهم طبقات وطبقات مجهولة ومركبة من أمها وأثر فيا في الناحيتين طوبى للأمهات
❞ بالأكيد لم نأخذ وحدنا أعمار أمهاتنا، أكلتها معنا وحوش الحياة، لكننا حتمًا أخذنا بعض سنيننا من أعمارهن، فصغرن. وهكذا أرى أطفالي يكبرون وأصغُر أنا. ❝ ❞ إن كنت سأمتن لأمر واحد علمتنيه أمومتي، فهو أنني لن أفهم أبدًا معاناة الآخرين.. أبدًا. ❝
❞ لم أتعمد الخذلان لكني أضيق من أن أحوي أحلامك بالفرسان وبالنجاحات وبالسفر، وأوسع من أن يضمني حضن فتاة حالمة مثلك. ❝ ❞ كل هذا الضغط تنفَّث فينا صراخًا متواصلاً، دخل معي الامتحانات، وتذوقته في خلطة دبوس الدجاج. الأم الحزينة تطبخ الحزن لأولادها دون قصد. ❝
كتابة حساسة عن رحلة الأمومة. من كاتبة هي لسه جوّاها فريش، مش بتنظر لسنوات الماضي زي إيمان مرسال في "عن الأمومة وأشباحها" لكن بتوصف المراحل المختلفة للرحلة مع طفلين وثلاث إجهاضات وعلاقة متوترة في الأساس مع أمها.
ماقدرتش أرتبط بالكتاب أوي لاختلاف التجارب، بس الكتابة الصادقة خلّتني أخلّصه في نفس القعدة، وأتعاطف أكتر مع أي واحدة قررت سواء بإرادتها أو تحت الضغط إنها تبقى أم، أو زي ما عزة بتقول "تبقى كائن أكثر هشاشة"
❞كيف يا رب تعيش الأمهات في هذا الزمن؟ في الزلازل، في الأزمات الاقتصادية، في الحروب، في التفكك المجتمعي والتراجع الأمني؟ كيف صحت فجأة أمهات أوكرانيا فأعددن الحقائب والفطور والرضعات والحفاضات والأوراق والفلوس، ومشين في الشوارع، مثلهن مثل كل الهاربين لكن قلوبهن في أكفهن عرضة للموت أو الضياع أو كليهما؟! كيف ترسل أمهات غزة أطفالهن إلى اللعب كل يوم، يعبرون الكمائن ويمشون بشوارع مقصوفة؟ كيف ركبت أمهات سوريا مراكب اللجوء وخُضن البحر بلحمة حمراء من شاطئ لشاطئ؟ كيف تغفل أمهات اليمن والجوع متربص بالأولاد؟! كيف يرسلن أولادهن إلى الجبهات ويحيين بقية العمر بلقب أم الشهيد؟ هل يسخِّر لهن الله ملائكة تكحت الخوف من صدورهن؟❝
كتاب جميل ومؤنس لكل أم لكن صعب وثقيل نفسيا في نفس الوقت لأنه حقيقي جدا جدا وبيخرج كل مخاوف الأمومة اللي دايما بتطاردنا طول الوقت ويحطها قدامنا كده على عينك يا تاجر. لقيت نفسي كتير فيه الحقيقة وده حسسني بالونس.
من أجمل الاقتباسات اللي حسيتها بتوصف حالي فعلا كأم: (أنا هنا أقضي إجازتي على أنقاض أملي. وأخاف الحلم واللاحلم. أخاف الصغار وآمن في حضنهم. أكره أمي وأمومتي وأتدثر بهما من نهش العالم غير المسبوق. في انتظار أن أعود من رحلتي وأرسو يومًا على ميناء حياة أعرفها وتعرفني، محملة بكنز الرحلة وموسيقى "وتروح بلدك يا غريب وتلاقي ع البر حبيب مستني يقولك سلامات".
ليه ٣ نجمات؟ الكتاب جميل وملئ بالإمكانيات. حسيت الكاتبة عندها أكتر وتقدر تتعمق أكتر وتفرد المشاعر والأفكار على مساحات أكبر وأعمق.
كنت أحسب من قراءة العنوان أنه يقدم بعض الوصفات والطرق للأمهات الجدد ولكن يبدو أنها تقدم تجربتها فهي أشبه بمذكرات عن مواقف حياتيه لها مع أولادها الذين انجبتهم والذين لم يوفقوا للخروج إلى عالمنا. الكتاب موجه للإناث أصالة فهي تعبر عن شعورهم ربما بشكل لا يحسنون هم إيصاله إلى الآخريين فيعتقد كثيرون أنهن يتدلعن بينما الامر على خلاف هذا مما يفقدهن مصدر الدعم اللازم. ولكنه كذلك مناسب للرجال للشعور بما تعانيه الزوجة مما قد لا يقدر على تقديره كما يجب فهذا الكتاب كأنه مدخل لفهم شعور الزوجة من بداية معرفتها بحملها إلى مراحل التربية المختلفة.
كتاب عذب شديد الرقة يلمس أعماق الروح بجمل كنسج الدانتيللا، بديعة الصياغة كأنما غزلت من نبضات القلب تخط الكاتبة مشاعر ثرية لأم تعيش في بقعة مظلمة على الارض لا مكان للأمل فيها
لغة أدبية رفيعة تغرس في أعمق اعماق القلب فتحيي آلاما تظنها اندثرت إلي غير رجعة وذكريات كنت تخالها قد انطوت بين حجب النسيان
"الله وحده يعرف هشاشة قلوب الأمهات" "مَن يفهم ذعر أُم غير الله؟ من يربط على قلب أُم سواه؟" "الله وحده يعرف كيف نقضم قطعة من قلوبنا لنستطيع أن نلقي بأطفالنا في بحر الحياة"
الكاتبة بتقدم تجربتها مع الأمومة من زاوية ممكن تبان جديدة على القارئ (العربي عامة والرجل خاصة). مش بتروي حكاية متسلسلة، بل بتجمع نصوص قصيرة تتقاطع في ثيمات الحزن، الوجع، والخسارات الصغيرة اللي بترافق الأم في صمت.
بين السطور وفوقها بيظهر وجه الأمومة غير المعتاد، البعيد عن الصورة المثالية، وجه مليء بالتعب والصدق والارتباك والحزن والحب أيضًا.
ورغم ثقل المشاعر، بيحتفظ النص بخفة ساخرة أحيانًا، كأن الكاتبة بتضحك من الوجع عشان تقدر تتحمله.
كتاب "قاموس الأمومة" يبدو أنه يتناول موضوعًا عاطفيًا وعميقًا مرتبطًا بالأمومة، سواء من حيث التجربة الشخصية أو الاجتماعية أو النفسية. ربما يقدم الكتاب تعريفات وتجارب فريدة للأمومة من منظور مختلف أو شامل. قد يحمل الكتاب رسائل عاطفية قوية أو يلقي الضوء على تحديات الأمومة وجمالها.
هل يغوص في ثقافات وتجارب متعددة؟ أو يركز على جانب محدد كالتنشئة أو الحب؟
❞ أحببتني فأحببت أطفالي كما يستحقون. واجهتُ شجرة الذنب المتجذرة داخلي وقلمتها، ربما يومًا ما يمكنني خلعها. سأصنع من خشبها ضميرًا يسامحني كما يسامح الناس. ❝
❞ أنا أيضًا كلما داهمني ضيق أو خوف شعرت برجفة وألم في رحمي.. وكأن كل الحياة مدفونة تحت عنوان "أنا أم". ❝
لم أستطع إنهاء يومي قبل إنهاء الكتاب. مذهل كم تختلف تجارب الأمهات مهما تشابهت وكم تتشابه مهما اختلفت. شكر خاص للكاتبة على فصل "إن كنت رجلا فهذا الفصل لا يهمك". أعتقد أنني كنت بحاجة إلى هذا التذكير، وأجد نفسي أتذكره كلما تكلمت مع طفلي بعصبية، أعتقد أنه هو يشكرها أيضا!
كتاب "قاموس الأمومة" لـِ عزّة أبو الأنوار .. تجربة أدبيّة وإنسانيّة مميّزة، تسلّط فيها الكاتبة الضّوء على مختلف جوانب الأمومة، بوجهيها المشرق والمليء بالتّحديات. يتميّز العمل بأسلوبه البسيط والصّادق الذي يعكس مشاعر الأمّهات في مراحل متعدّدة، بدءًا من الحمل وحتّى التّربية.
تتّسم النّصوص بعاطفتها الجيّاشة وصدقها الكبير، ممّا يجعل القارئ يشعر وكأنّ الكاتبة تحاكي تجربة شخصيّة أو ذكريات قريبة. بفضل لغتها الواضحة والتّعبير الرّشيق، تستطيع عزّة أن تنقل تفاصيل دقيقة عن حياة الأمّ، من لحظات الفرح الصّغير إلى الأوقات التي تغمرها الضّغوطات والمسؤوليّات.
رغم أنّ النّصوص مليئة بالإلهام والدّعم العاطفي، قد يلاحظ بعض القرّاء غياب التّعمق في الجوانب العمليّة أو العلميّة للأمومة، ممّا يجعل الكتاب أكثر تركيزًا على الجانب الشّعوري. كما أنّ تنوّع المواضيع قد يبدو مشتّتًا لبعضهم لعدم وجود سياق زمني أو تسلسل واضح.
هذا الكتاب موجّه للأمّهات الجدد والنّساء بشكل عام، وحتّى للآباء أو أيّ شخص يرغب في فهم التّحديات التي تواجهها الأمّهات.
قاموس الأمومة ليس مجرّد نصوص، بل هو اِحتفاء بالأمومة ورسالة حبّ وتقدير لكلّ أمّ تعيش تفاصيل هذه الرّحلة الفريدة.
❞ عيد طيب على كل الطيبات، المحاربات في صمت من أجل حمام دافئ وعشاء دون عناء ودون خرق في مصروف البيت. ❝
❞ أسأل الله أن أكون أمًا تتمني لو تصبحين مثلها.. ❝
❞ كل أم بشكل أطفالها، بالرجال المحيطين بها، بشخصيات جاراتها، بأمها، بماضيها، بحزنها، بألوان ملابسها واتساع بيتها ونتائج تحاليلها وصحتها النفسية.. كل امرأة هي بصمة خاصة فريدة وحيدة في مواجهة المعاناة، وحيدة في خوض أمومتها. ❝