إنّ التحولات الدينية التي شهدتها المجتمعات على مرّ الزمن، والمؤسسات السياسية والعسكرية التي أنشأتها، كانت محفزاً لأحداث غيرت مجرى التاريخ. وهذه التجربة التي عاشها الفرنجة في الغرب، عاشها السلاجقة في الشرق أيضًا. فعلى الرغم من وجود العديد من الأقوام التركية التي اعتنقت الإسلام لأسباب مختلفة من قبل، فإنّ الدولة التي أسسها السلاجقة في الأراضي الجديدة التي أتوا إليها، بعد اعتناقهم الإسلامَ، كانت دولة تحمل راية العالم الإسلامي السنيّ لسنوات طويلة. والأمر ذاته ينطبق على الفرنجة، من حيث استقرارهم في مناطق جديدة، واعتناقهم ديناً آخر، وتأسيسهم دولة جديدة. لقد تغلغلت المسيحية عالم الفرنجة في مناطقهم الجديدة، وتغلغل الإسلام عالم السلاجقة في مناطقهم الجديدة أيضاً،