في البداية ظننت أن المؤلف يهتم كثيراً بنقد أهل السنة والجماعة ، ويبحث في التاريخ صادقاً او كاذباً ليُظهر مثالبهم ويؤكد على تكفيرهم للجميع إنطلاقاً من فكرة خيريتهم وحدهم ، ولكنه أكد لي أنه يتطرق للجميع بلا إستثناء !!!! أخذ يصول ويجول في أغلب الفرق والطوائف الإسلامية في تكفيرها للآخر بلا طائل ومن أجل أغراض سياسية فقط تحدث عن السنة الذين كفروا الجميع بل وكفروا بعضهم البعض مثلما كفر الحنابلة الأشعرية ومثلما كفرهم أيضاً ابن حزم الظاهري .. يقول بأن ابن حزم قال كثيراً بما ليس في الأشاعرة فقط حتى ينتصر مذهبه على مذهبهم !!!! كتاب يبحث في التناحر ويؤكد على أن التكفير كان اسلوباً معتمداً لكل المخالفين من كل الأطراف وعلى كل الأطراف ... .. ليست هناك فائدة كبيرة من قراءته إلا بعض المعلومات التاريخية إن كانت صادقة :) ويبقى السؤال الأهم ، لماذا تسمح الهيئة العامة لقصور الثقافة بنشر مثل هذا كتاب في تلك المرحلة وسط تلك الأحداث التي نمر بها وبه ذلك الهجوم الشديد على أهل السنة وأفكارهم... ومايتدينون به .؟؟
أدهشني ذلك التكرار الفج لأساليب إقصاء الآخر التي لم تتغير رغم مرور كل هذه السنوات! تشويه الآخر، الاتهامات الأخلاقية بدلاً من الحجج، منح الخلاف السياسي غطاءً دينيًا، بل حتى محاولة السخرية من أحد المخالفين بلدغته في الراء !!! أخشى أن هذا لا علاقة له بالفرق والطوائف الإسلامية قدر ما له علاقة بالمجتمع العربي نفسه، لأننا حين انقلبت الآية، رأينا الأسلوب نفسه ممن لا ينتمون لتيار الإسلام السياسي ! الكتاب مفيد، وأعجبني، ولكن الشيء الوحيد الذي أعيبه على الكاتب هو أنه لم يوضح الكثير من المفاهيم أو المصطلحات التي كانت تبدو معقدة بالنسبة لي، وبالنسبة للقارئ العادي، غير المتخصص
يقدم الكتاب عرض لجذور العقلية الإقصائية التكفيرية التى تؤدي إلى العنف والارهاب عند اختلاطها بالسياسة. فيعرض لتاريخ التكفير والعنف المتبادل بين الفرق افسلامية المختلفة السنة والشيعة والخوارج والمعتزلة وكذلك التكفير بين المذاهب المختلفة داخل كل فرقة من هذه الفرق. وكأن التاريخ الإسلامي يعيد نفسة فيما نشاهدة اليوم.
كقراءة أولى لي في هذا الصنف و عدم اطلاع كاف بالفكر الاسلامي عبر التاريخ وجدت صعوبة كبيرة في متابعة قراءة الجزء الاول نظرا لما ظهر لي كأنه تركيز على الشخص أكُثر منه على الفكر. و مع ذلك استفدت كثيرا من عرض الكاتب لتاريخ الفكر التكفيري و جدور العقلية الاقصائية التكفيرية.كما أجج لدي فضولا للبحث و الاطلاع أكثر في تاريخنا السياسي و الفكري.