رجل برازيلي يُعرَفُ بهذا الاسم الطريف، يسرد في هذه الرواية فصولا من حياته الأولى، حياة طفل مشاغب قَضَاهَا بين إِحْدَى قرى البرازيل ومدينة من مُدنِها دَخَلْنَا الرواية وهو طفل يتوق إلى المدرسة كي يلبس السروال القصير»، وغادرناها والنَّاسُ يَهْتِفُون: هذَا هُوَ كازوزا ! هَذَا هُوَ ... لم يعد طفلًا ... إِنَّهُ رَجُلٌ صَغِيرً!»
في باطن كل منا «كازوزا»، وإن اختلفت الأزمنة والجغرافيا. «كازوزا» هو أنا وأنت ونحن الهاربين إلى طفولتنا، كلما اشتد وعينا بالشقاء لنستعيد أجمل لحظات حياتنا. يُضحكنا «كازوزا» حتى تدمع أعيننا، وقد يبكينا بقصص تُحرّك أرى ما فينا من المشاعر الإنسانية.
هذه الرواية درس عظيم في الحياة، تصاغ فيها العبرة من النكتة وطريف المواقف وحكايات الجدات ودروس المعلمين وخصومات الأطفال.... منظومة كاملة من المفاهيم والقيم يحتاج إليها الطفل لمواجهة الحياة، ويحتاج إليها الكبار في زمن المتاجرة بكل شيء، لعلهم مهما بلغ بهم الخسران، يسترجعون في ذواتهم الطفل، فيستيقظ الإنسان.
رواية رائعة بحق! حكاية فذة، تتناول العالم من منظور طفل كأنه لا يكبر، يبث كازوزا من خلال دفاتره ذكريات لم تغادره، ولا أحسب أنها ستغادر قارئها بسهولة... دفاتر الصغير التي أهملها الكاتب عشر سنوات، تضم حفنة من حقائق وأفكار يتجاهلها العالم، ونتجاهلها منذ قرون! يأتي هذا من خلال سلسلة مترابطة من الثنائيات المتضادة، العنف والقسوة في مقابل العفو والتسامح، العدالة في مقابل الظلم، الرحمة في مقابل الوحشية، العدالة في مواجهة العنصرية والتحيز، الحرب كنقيض للإنسانية، مفهوم الوطن بين الطبيعة والمنجز البشري، الحب كمعادل للجنون، والأمومة وفضائلها كحصنٍ يجنب الطفل حياة التيه والضياع، الحرية مقابل العبودية، الانتماء وارتباطه بالحل والترحال... العشرات من الأفكار التي يتلقاها كازوزا وينقلها إلينا بسلاسة وبراءة الطفل الذي استحوذ عليه، شلال من المناظر والصور والألوان الطازجة، أصوات وروائح تفوح من حكايات هذه الرواية... رواية كتبت بخمس حواس متّقدة، فاستطاعت أن تنقل القارئ إلى عوالمها الممتلئة بأفكار فلسفية على بساطة صياغتها... وعلى بساطة الحكاية في طبقتها الظاهرة، فإن عبقرية الكاتب تكمن في براعة تقمصه لروح الطفل، وتعبئة ذاكرته بكل هذه الصور والألوان والروائح والوجوه والمطارح المتراوحة بين الواقع والأسطورة كما يليق بعقل طفولتنا، وتلك الرؤية الطفوليّة لكل عناصر العالم الذي تنقّل فيه كازوزا بين بيئات اجتماعية متفاوتة الحجم والتمدّن. أرى أن قراءة هذه الرواية ربما تكون مهمة لكل صبي أو شاب بلغ الثانية عشر من عمره، ولكنها إلزامية لكل أب، ولكل بالغ يعتقد أنه خبر الدنيا وفهم ألغازها...... علامة كاملة، وامتنان عميق للكاتب
ان اردت ان تعيش حياة طفل في البرازيل انتقل من قريته الامازونية الجميلة الى بلدة أكبر ثم الى مدينة اكبر فاقرأ هذه المذكرات الجميلة لهذا التلميذ الحالم. جميلة وتحمل رسالة فخر بالبرازيليين المكافحين ورسالة التعليم والمجتمع كيف يفترض ان يبنى. أحببتها رغم بساطتها
يُعتبر "ادب اطفال" . من الكتب اللي تهذب الانسان (طفل او بالغ) بحكم ان نبدأ نقرأ لكازوزا الطفل وكيف يتم تهذيبه وتأديبه ومعاقبته على اخطاءه وطريقة تعليمه وتقبله لدروس الحياة ابتداءً بإحترام الميت الى التخلي عن الطفولة ودخول حياة الرِجال (لان الكتاب انتهى بتعليمه انه اصبح رجل صغير ولم يعد طفلًا).
هذه النوعية من الكتب تناسب الكبار ايضًا لاننا في مرحلة ما نحتاج نتهذب ونتأدب عن طريق قراءتنا للكتب الموجهة للاطفال ونلقى فيها انفسنا واخطاءنا ونتعدل ونستقيم
النواقص اللي وجدتها في هذا الكتاب اني ماشفت جانب ابوي لكازوزا (لا الام لها حضور كبير ولا الاب له حضور كبير) مجرد احداث تواجدوا فيها ومو اكثر من اصابع اليد الوحدة. كان ودي اشوفلهم حضور اكبر لانهم الاساس بأن كازوزا يكون طفل مؤدب/مهذب
كان ودي اعرف اكثر عن النهاية وكيف قابل اصدقاء القرية وكيف استقبلوه وكيف صارت حياتهم بعد سنين طويلة
لو نظرت للنواقص بنظرة قاصرة كان اعطيته ٢.٥ الى ٣ نجوم لكن ما اقدر اعترض لان قصة كازوزا مبنية على حياة انسان حقيقي هو ماكتب النواقص هذه فما نقدر نفترضها او نتخيلها او نكملها بحدث لم يحصل لكازوزا نفسه
مذكرات " كازوزا" الطفل البرازيلي الذي عاش طفولته بكُل ما تحمله الطفولة من مشاعر وأفكار ومعتقدات، أظهرت لنا البساطة وهي السرّ وراء خفة الرواية، تُعيد الإنسان إلى جذورِه حيث تُبنى القيم والمبادئ ويستحضر فيها كل ما تعلّم في صغرِه ليتبيَّن لنا حقيقة أن العلم في الصغر كالنقشِ على الحجر.
إن المرحلة الابتدائية أساسُ رِحلة الحياة حيث تعمل في تنشئة الصغار وبناء شخصيتهم، ولا ضير في الرجوع إلى بداية الرحلة لنستذكر بعض المفاهيم الرئيسية والقيم السامِية التي جُبِلنا عليها، فقد سلبت منّا مشاغل الحياة الكثير، حتى كدنا أن ننساها.
مُقتطفات ألهمتني ؛
" ليست رايتنا الوطنية إلا ما أثمرته السواعد والعقول من عملٍ، ومعارف، وقيم أخلاقية. إنّها رصيدنا الرمزيّ. "
" لا وجود لكلمةٍ جميلة وأخرى قبيحة، فكُل الكلمات جميلةٌ إذا كانت لباسًا لأفكار جميلة، وكلّها قبيحة إذا كانت فارغة من المعنى ولا تعبر عن شيء. "
" الطفولة هي البذور، وإذا أهملنا البذرة، لم نغنم الثّمرة الطيبة. "
" ليس الفقرُ عائقًا، بل هو مُحفّز لمن تسلّح بالإرادة وآمن بقُدراته ورسم لنفسه أنبل الغايات. "
حكاية الطفل "كازوزا" مذكرات لشخص بسيط أُهملت في درج الكاتب لأكثر من عشر سنوات،
هي مذكرات طفل من البرازيل مليئة بالبساطة والبراءة والشخصيات، تلميذ يحكي لنا عن العالم وعن البرازيل من نظرته، من قرية صغيرة إلى البلدة ثم إلى المدينة، وبين هذا وذاك العديد من القصص.
في هذا العمل لا تبحث عن قصة كاملة، هي مذكرات حقيقية، بداية دون نهاية، اللغة جميلة وسلسلة، لكن توقعت أنها أكثر جمالًا، رغم أنني استمتعت في بعض من هذه المذكرات البسيطة
كازوزا؛ حكاية تلميذٍ حقيقية أولى قراءاتي في الأدب البرازيلي، وهي عبارة عن مذاكرات تُروى على لسان طفل في السادسة من عمره، بلغة سهلة وأسلوب سلس. ذكرتني بشدة بـ"شجرتي شجرة البرتقال الرائعة" و"صاحب الظل الطويل"، لا أعرف إن كان القاسم المشترك ما بينهم هو كون حكاياتهم تروى من قبل طفل، أم بسبب الخفة والانتعاش اللذين شعرت بهما أثناء قراءتي.
أحببت تنوع القصص بين مضحك ومحزن، وتأثرت بهم حتى أنني غضبت من أصدقاء كازوزا أحيانًا، بل وحتى كازوزا نفسه، إلا أنني كنت أذكر نفسي بكونهم مجرد أطفال صغار، لا يدركون مايفعلون، ولا عواقب أفعالهم.
بناء الشخصيات كان جميل، وأحببت بشدة شخصية الأستاذ جواو كانسيو، والمديرة دونا نينين وطريقتها في التعامل مع هذه الفئة العمرية الحساسة، ففي هذا العمر تبدأ شخصية المرء بالتكون، ويبدأ إدراكه للصحيح من الخاطئ، وأي إهمال سينتج عنه عواقب وخيمة. لذا فإنه من الهام وجود معلم يمسك بيد الطفل ويرشده، تمامًا كما فعل كلُّ من المعلم جواو والمديرة نينين.
رغم بساطة الأحداث واللغة، إلا أنني شعرت بأنني تنقلت مع كازوزا بدءًا من قرية بيرابيماس مرورًا بالبلدة حتى وصلت إلى المدينة ساو لويس، تارة أجدني بين الأطفال استمع لحكايات الجدة كاندينيا، وتارة أخرى أكون مع كازوزا وجولينيو ذاهبة لرؤية الكرات المضيئة. ورغم انتهائي من كازوزا الا أنني سأرى كازوزا ورفاقه في أقربائي وشقاوتهم.
انتهيت منها، رواية ليست ضخمة ولا صعبة، مافيها حبكات متشابكة ولا أحداث صاخبة ولكنها تلمس بداخلك شعور عميق، يا أما نسيته أو تجاوزته من دون ما تنتبه: الطفل اللي كنته يومًا ما.
رواية مكتوبة بلغة رزينة، لا تتصنّع العمق ولكن رغم ذلك تتوغل فيك من دون ما توجعك، تفتح لك نافذة على وعي طفل لم يتجاوز ال12 عامًا، تدعوك لتراقب بصمت، كيف يرى العالم؟ كيف يحاول فهم الحياة، الأصدقاء، الغياب، الصح والخطأ، داخل المدرسة وخارجها.
حسيت وكأن الرواية جالسة تهمس لي: هل تذكرين؟ كذا كان شعورك؟ رواية "كازوزا" تذكير حنون، ناعم، وضروري بأن في داخل كل منا طفل صغير لا يريد الكثير! فقط يريد أن يُفهم ويُحضن. بصدق الرواية حسيتها لنا نحن الكبار المتعبين، المرتبكين، الذين نظن أننا تجاوزنا هشاشة الطفولة.
أدعو كل بالغ أن يغلّف "كازوزا" ويهديها لطفل من داخل العائلة أو خارجها. رواية تناسب من هم في عمر السادسة إلى عمر الثمانين ومابعدها؛ لأنها ببساطة عن الإنسان في أنقى حالاته.
المرح والسخرية والإضحاك ثالوث عرف الكاتب البرازيلي فيرياتو كوريا كيف يعجنه في قالب البراءة ليقدّم لنا تحفةً فنية توقظ في كلّ واحد منّا الطفل النائم فيه هذه رواية ليست في متناول الجميع لأنّها تتطلّب حساسيّة عالية في القراءة والتقاط المضحك والعجيب في زمن صرنا نضحك فيه على المبتذل والمستهلك فصارت ضحكاتنا نفسها نمطيّة معلّبة ببساطة إنّها رواية لإنقاذ الطفولة الموؤدة داخلنا والبراءة التي هجرناها منذ أن هجرنا الطفل فينا
كازوزا، حكاية تلميذ حقيقية: مذكرات رجل برازيلي، عُرف بين أقرانه بهذا الاسم، في فصول هذا الكتاب يسرد ذكرياته في مرحلة الطفولة من بداية التحاقه بالمدرسة حتى تخرجه من الابتدائية ووقوفه على عتبة الرجولة، بين القرية والبلدة ثم المدينة حيث تنقل ودرس، تفاصيل الحياة والجيران والمعلمين، مواقف طريفة وأخرى محزنة، قيم وعبر تلقاها من معلميه… كتاب خفيف بسيط لا يخلو من فائدة ٣٤١ صفحة
حكاية رائعة لتلميذ برازيلي يدعى كازوزا أشبه بمذكرات لطفل صغير منذ دخوله المدرسة حتى اتمامه المرحلة الابتدائية. اندمجت في هذه المذكرات الجميلة والتي تذكرنا بمرحلة الطفولة . ترجمة ممتازة ، وسرد مشوق ، ووصف رائع.