لو بدأتُ قصتي من أول حكاية مكتملة في ذاكرتي، لأعطى ذلك انطباعًا سيئًا عني أو عن أبي. لذلك سأبدؤها من أُمّ حسين، ساكنة البيت الذي تشرق الشمس من فوق سطحه. ضوؤها الساطع يعميني عن رؤية التفاصيل الداخلية لغرفتها في الصباح. لكنها في العصاري تسبقني إليها، وتفرش نفسها على الغرفة وحوائطها، صفراء، هادئٌ لونها، كنُورِ سهَّارة يضيء الطريق لمستيقظٍ في الظلام.
خالد البرى من مواليد سوهاج 1972 حاصل على بكالوريوس الطب 1996، يعمل فى إذاعة "BBC" ويعيش فى لندن منذ 1999، له كتابان هما "الدنيا أجمل من الجنة، سيرة ذاتية" عن دار النهار 2001 ورواية "نيجاتيف" عن دار ميريت 2004