بماذا يمكن أن أعدكم في هذا الكتاب؟ أمر وحيد، أن تكون قراءتكم المستقبلية لأي رواية بشكل مغاير عن طريقة القراءة السائدة عند الكثير، سوف تكون قراءة واعية بالفن وأصوله، ولعل قارئ هذا الكتاب سوف يعيد ضبط بوصلة قراءة الروايات، هذا ما يمكنني أن أعدكم به، كما أعدكم أن أحاول تبسيط الأمور قدر المستطاع مع إيماني بأن بعض القراء المحتملين أكثر إدراكًا ومعرفة مني، لكنه كتاب للجميع .. المبتدئين والخبراء في النص السردي، التبسيط بعيدا عن مصطلحات أصدقائنا النقاد، بعيدًا عن (سيمياء النص الروائي والتحليل البنيوي للسرد وفن التأويل وخارج التأويل وكذلك التفكيكية وما بعدها) .. أرجو أن تكون جولة في حدائق الرواية ومتعها، في مديح الرواية وقراءتها وكتابتها وأسرار صنعتها بكل ما أستطيع من بساطة.. كما أرجو لكم المتعة.
يقدم الكاتب والروائي بدر السماري في هذا الكتاب رؤيته وخرائطه الذهنية في قراءة العمل الروائي الذي يقود القارئ او المهتم في كتابة العمل الروائي الى التعرف إلى فن الرواية ( ركائز الرواية وبناء الشخصية فيها …. إلى آخره.) عبر عدد من الأعمال الروائية الكلاسيكية وأخرى التي استعرضها الكاتب بالفحص والتحليل عبر مادة الكتاب ، من مثل رواية مدام بوفاري، وآنا كرينا ، حفلة التيس، والموت في البندقية، وغيرها من الاعمال الخالدة في الذاكرة الروائية ل نجيب محفوظ وكافاكا، وأمبرتو إيكو ، ألبير كامو، وغابرييل غارسيا ماركيز، وهاروكي موراكامي ، وآخرون . كما تطرق لعدد المسائل والاشتغالات المتعلقة بالرواية كالمسافة بين العمل الروائي والسينما، والرواية بوصفها شهادة تاريخية فكرية ؛ ماريوس فارغوس يوسا أنموذجاً، والفلسفة والرواية، ومالذي يجعل الروائي مُجيداً. وغيرها من المسائل التي تشغل عقل الراوي، ككيفية تحقيق الإقناع في السرد، و عن اختيار نوع الصوت في السرد، وكيف يقص الحكاية؟ ، و سبل تقديم الشخصية للقارى، وكيف يرسمها له؟، وعن ماذا يكتب؟، وموضوعة المكان والمشهد وخلقها في الحكاية، …وأخرى.
كتاب جميل، قدم رؤية تساعد القارئ والكاتب الروائي على حد سواء، على قراء العمل الروائي وكتابته بأدوات شتى، مع وعي بالحرف والكلمة والصوت والصورة وما يند عنها من حركة تشغل أو تشعل الذهن.