«ليس كلّ مَن نحبه نثق به، فالحياة كالأفعى؛ جلدُها ناعم على الدوام، ولكن لدغتها الواحدة قد تُفقدنا البقاء على قيدها». تلك الرسائل التي يبعثها أحدُنا بخطّ يده، أثمنُ ما يمكن استعادته، وهي أقوى تأثيرًا من تلك الرسائل الإلكترونية الباردة التي بلا روح. أحببتُ «زيانة» مذ وقعتْ عيناي على أوّل رسالة لها، لا أعرف سرّ ذلك القبول الذي اعترى روحي ولا تلك الدموع التي تجمَّعت في عيني وأنا أقرأ مكتوبها. ويا للعجب أن تكون أوّلُ رسالة أقرأها هي جزءٌ من رسالتها الأخيرة، ولكن مَن فعل بها هذا؟! الظروف التي كابدَتها «زيانة» بحسب رسالتها أقوى من أن تهتمّ بترتيبها وهي تُلقيها داخل الصندوق قبل أن تغلقه إلى الأبد. (من الرواية)
رواية تحمل سيرة انتقاضة ماء في زمنين مختلفين ( ١٨٨٥ و ٢٠٠٧ )
حلماً متكرراً ينهمش مضجها تصحو منه بجسد يتصبب عرقاً وأنفاساً متلاحقه، فحواه صندوق عتيق تملأه مسامير نحاسية باهته بمزلاج صغير حُفِر عليه زيانة حمد، بعد أن تعذر الحصول على صاحبته تقرر غدق فتحه لترى أنه يحمل في جوفة رسائل تحمل حكايا صاحبتة.
زيانة، ستعصف بها الأيام وستأخذ كل عزيز ستبقى وحيده كنبات الشمبلان الذي لازم ذاكرتها دائماً .
سترى نفسك تقلب الصفحات شوقاً ولهفة لمعرفة ماذا بعد "كان يا ما كان" الذي أطلقتها الكاتبة في بداية السرد، أبدعت #أمل_عبدالله في وصفها للأحداث ستعيدك الكاتبة لأياماً وضعنا أيدينا على قلوبنا لبرهة من الزمن، اعصار جونو الذي قلب الموازين رأسا على عقب ، ستريك تكاتف أهل عمان وتلاحمهم في الأوقات الصعبة . كعادتي أحببتُ الطابع العماني الذي زاحم الكلمات في سطور الكُتاب لم تبخل الكاتبة بمفرداتها العمانية العريقة مما أعطى جمالاً ملفتاً
رواية (عروس الغرقة) للكاتبة (أمل الصخبوري) هي رحلة أشبه ما تكون بمغامرة عشتُ تفاصيلها بكل ما تحمله من جمال ومتعة وشغف. وهي رواية تحكي قصتين عن شخصيتين: زيانة وغدق، تختلفان في بعض الأمور وتشتركان ببعضها الآخر، في لحظات من الألم والأمل، وخفقات من الحزن والفرح. وتتميز الرواية بقوة الوصف مما يجعلك معايشا لكل شخصية، وحاضرا في كل حدث فتقودك إلى أن تعتلق لحظاتهم ومشاعرهم من فرح وحزن وخوف وشجاعة.
ولا يفوتني التنويه إلى كونها نافذة على البيئة العمانية فلقد قدمت الروائية فيها أحوال العمانيين مع حالة الطبيعة والأعاصير التي أصابت المنطقة مرات متكررة وما خلفته من آثار في النفوس قبل العمران. أخيرا أنصح كل محب للقراءة أن يغتنم الفرصة في قراءة هذه التحفة الأدبية الجميلة؛ فإن هذه الرواية تجعلك تدرك أن الخوف من الغرق بكل أشكاله جزء من التجربة الإنسانية ولكنه أيضا بوابة للتحرر واكتشاف الذات. حنان ناصر البطاينة
من مطار الملك خالد وقبل النداء الأخير للرحلة المتجهة إلى جازان، تنهي أمل عبدالله بالنداء الأخير للطائرة المتجهة إلى … روايتها "عروس الغرقة، وكنت قبلها وعند الصفحات الأخيرة أعود إلى الصفحات الأولى لأستوعب الحبكة التي صنعت منها هذه الرواية ذات البعدين الزمنيين المتباعدين مكانيا وزمانيا، الملتقيين في ذات المكان في نهاية الرواية عبر خيط يكاد ينقطع لولا أن الكاتبة تعيد تدعيمه طوال الرواية، حتى إذا جئت لتنسى في النهاية ذكرتك به بقوة، بل وذكرتك بأنك تقرأ رواية تكتب الآن وأنت تقرأها.
بالرغم من عين الناقد التي سلطتها على رواية "عروس الغرقة" كون الأستاذة أمل تستحق أن تجد نقدا بنّاءً بكل ما تحمله كلمة بناء من معاني الإعجاب والإحتفاء، بالرغم من المجهر الذي سلطته على الرواية وإن كنت لست أهلا لذلك؛ إلا أن الأستاذة أمل تنتصر مرة أخرى للقارئ، فهي مثال للقارئ الذي يبني مملكته الخاصة، ويطلق طائر البوم فيها ليقول بعناد المثقف المستنير أنه فأل خير، ففي رواية عروس الغرقة سيدرك القارئ أن الكاتب قارئ نهم، قرأ كثيرا، وتأثر بأساليب وكتاب كثر، ليكوّن في النهاية قلمه الخاص ولغته الخاصة التي تبرز فيها جمالية اللغة السردية المنطلقة وملامح الوصف الدقيق والتشبيهات والبلاغة والتقديم والتأخير، أما على مستوى القصة فإن الإمساك ببعدين زمنيين ومكانين متباعدين جغرافيا لولا أن بينهما ارتباطا تاريخيا وثيقا، إن الإمساك بالزمان والمكان هو ما يجعل من رواية "عروس الغرقة" رواية مدهشة لا يملك القارئ أن يقف إلا عند صفحتها الأخيرة، مسترجعا تلك الرحلة الواقعية التي تسردها الرواية عن إعصار جونو، والغرائبية في تفاصيل لا تنتمي إلا لمخيلة الراوي المتمكن على صياغة صور من عالم يشاهده في سماء المخيلة.
زيانة ولدت في أرضٍ ليست وطن أجدادها، وتركتها الأقدار وحيدة بعد نكبات عدة. تُرى، ما الذي قادها إلى العودة إلى جذورها؟
غدق فتاة شابة قادها القدر للعثور على صندوق يحتوي رسائل غامضة، كُتبت في ظروف قاسية واحتوت أسرارًا مؤثرة. من كتب هذه الرسائل؟ وكيف غيرت حياتها؟
في خضم إعصار جونو المدمر، يلتقي الماضي بالحاضر، لتتلاقى قصتان في مواجهة المصير. كيف يمكن أن يرتبط زمنان مختلفان بمأساة واحدة؟
ختمت زيانة قصتها برسالة أخيرة، تحمل بين طياتها حزنًا وأملًا. ماذا كانت أمنيتها الأخيرة؟ وهل وصلت الرسالة إلى من يهمه الأمر؟
برأيي انها من الأعمال الجميلة التي تثري الأدب العماني . العزيزة أمل الصخبورية أحييك على هذه التحفة الأدبية التي توثق مشاعر الفقد والحنين والصمود، وكيف يمكن للأقدار أن تلتقي بأغرب الطرق، لتكشف عن قصصنا المخفية وتُبقيها حية.
رواية تقع على مسارين زمنيين يفصلهما مايزيد عن 100عام.. بطلتي الرواية غدق التي عاشت أحداث إعصار جونو 2007 والبطلة الثانية زيانة حمد التي عاشت قبلها بأكثر من 100عام وكان حضورها هنا في هيئة رسائل أو يوميات، ليتناوب حضورها ما بين زنجبار ونهاية رسائلها المتداولة كانت في عُمان وهي تكابدأحداث غرقة أخرىفي ذات المكان.. ترى: من هي زيانة حمد؟ وما سر معيشتهم في زنجبار؟ وما الذي دفعها للعودة بمفردها إلى عمان؟ وما علاقتها بنبات الشمبلان؟ هل ستنجوغدق ومن معها من تداعيات اعصار جونو؟ وماعلاقتها بزيانة حمد؟
رواية عروس الغرقة للكاتبة أمل بنت عبد الله الصخبوري رواية تجسد صورة من تاريخ سلطنة عمان وتتجلى فيها ثنائية الماء والتاريخ التي تستحضرها الكاتبة بقوة من خلال خطين زمنيين متوازيين في الرواية حيث ياخذنا النص إلى تاريخ قديم يتمثل في قصة زيانة ويعيدنا غلى التاريخ المعاصر مع قصة الفتاة غدق التي نتعرف من خلال سيرتها إلى واقع الحياة الاجتماعية في عمان التي ما زالت محافظة على أصالة التقاليد كمكون تراثي هام من مكونات الدولة والمجتمع. تمتاز الرواية بلغة جميلة تظهر قدرة الكاتبة ةتمكنها من تطويع الكلمات والأساليب اللغوية لصالح الأفكار التي تطرحها.
الروايه تجمع بين قصتين متشابهتين احداهما في ٢٠٠٧ في عمان والاخرى في زمن قديم في زنجبار .. أعجبني التتقل بين القصتين وتفقد مواطن الشبه بينهما .. الحكايه تحكي معاناة جونو واعادتنا لتلك الايام حيث القلق على الاحبه وانقطاع الخدمات من كهرباء وماء في بعض المناطق .. وتأثر البنيه التحتيه كالطرق .. نهاية القصه لم تكن جدا مقنعه لي .. فرقيه امراه متزوجه ولو كان من احد يرغب في الانتقام فالاولى ان تنتقم زوجته الاولى .. أيضا كتابة زيانه وهي تغرق لم تكن مقنعه جدا لان الانسان يبحث عن الحل لانقاذ حياته عوضا عن كتابة رسايل .. لكن لغة الكاتبه ووصفها والدمج بين القصتين اعجبني . استمري يا أمل 👍
This entire review has been hidden because of spoilers.
امل عبدالله ..تمتلك قدرة رائعة على تحويل الكلمات إلى مشاعر حيّة. رواية جميلة جدا .. لو كان عندي وقت كنت خلصتها ف يوم واحد
بعض المقتبسات اللي حبيتها في الرواية:
- فبعض الامور حين تغادر الصدور و تستقر ف السطور تعتقنا - فعندما لا يكون أمامك إلا أن تختار الموت أو الموت، تصبح جميع الحلول والمجازفات منطقية.. - الرسالة السادسة (زيانة حمد) - قدرة اللّٰه عجيبة، في مسخ قطعة اللحم الحمراء في صدور خلقه، إلى حجر قاس لا تتفجر منه الرحمة، ولا تزوره الرأفة حتى على أقرب الناس إليه. - تمنيت لو ان صغيري حمامة.. لاطلقه في السماء لينجو بنفسه